الجسر الطبي ينهار بمنظمة الصحة العالمية..ودعوى قضائية تكشف متاجرتها بالألام
محمود الأبارة يواجه منظمة الصحة العالمية أمام القضاء بعدما قتلت المنظمة ولده المصاب بالسرطان
مصدر لـ ” الثورة ” الصحة العالمية هددت الأبارة وحاولت اسكاته بطرق متعددة
الثورة/ تقرير/ إبراهيم القانص
لم يكن المواطنان اليمنيان محمود الأبارة وإلهام الواحدي أول من يفقد طفله نتيجة حرب التحالف على اليمن، فهناك مئات الآلاف ممن فقدوا أطفالهم، سواء بغارات التحالف الجوية أو بالأوبئة والأمراض وسوء التغذية والحصار الذي امتدت أياديه الآثمة إلى الأدوية الضرورية ومنعها من الدخول إلى اليمن، وكذلك منع المرضى من السفر للعلاج في الخارج، ولكنهما أول يمنيين يرفعان قضية أمام المحكمة ضد منظمة الصحة العالمية بعد موت طفلهما شوقي الذي استعصى علاجه في الداخل نتيجة شح الإمكانات الطبية بسبب الحرب والحصار، وانتظاره إنسانية المنظمة البعيدة تماماً في ممارساتها وأفعالها عن صفتها.
الطفل شوقي محمود الأبارة، كان ضحية الأوهام التي تسوّقها منظمة الصحة العالمية لأطفال اليمن المصابين بأمراض فتاكة وكان وعد المنظمة بنقلهم للعلاج في الخارج عبر جسر جوي إنساني أعلنت تبنيه، ولم يكن سوى أحد الأساليب التي تحصد من خلالها مليارات الدولارات من دول العالم باسم هؤلاء الأطفال الذين لا تعني حياتهم شيئاً لتلك المنظمة أو غيرها، وها هم يسلمون أرواحهم للموت بينما هي تتسلم الثمن أموالاً باهظة لعلاجهم ورعايتهم.
رفع والدا الطفل شوقي الأبارة دعوى قضائية أمام “محكمة جنوب غرب الأمانة”، ضد منظمة الصحة العالمية، يتهمان المنظمة بالقتل العمد لطفلهما الذي مات وهو ينتظر جسرها الجوي الإنساني لنقله والكثير من أقرانه للعلاج في الخارج بعدما عزّ العلاج في بلدهم المحاصر، وربما تكون هذه الدعوى المرفوعة ضد المنظمة بداية لآلاف الدعاوى التي ستكون كفيلة بفضح الوجوه الحقيقية لمن يدعون الإنسانية ويكسبون الأموال من متاجرتهم بأرواح الأطفال في اليمن وغيرها، لكنه لا يوجد في حسابات منظمة الصحة العالمية أهمية لموت الأطفال اليمنيين وهم ينتظرون وعودها وجسرها الإنساني، فالمهم هو المزيد من الوقت لتلقي المزيد من أموال المانحين.
بعد استدعاء “محكمة جنوب غرب الأمانة” ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن للمثول أمامها في الحادي والعشرين من شهر مارس الماضي، للرد على الدعوى التي تقدم بها المواطنان محمود الأبارة وإلهام الواحدي ضد المنظمة بعد وفاة طفلهما المنتظر للعلاج في الخارج عبر الجسر الجوي الطبي الإنساني الذي أقرته الأمم المتحدة ممثلة بمنظمة الصحة العالمية في يونيو ٢٠١٩م، ردت المنظمة على الدعوى بلغة استعلائية مهددةً بوقف مساعداتها ونسف تعهداتها، معتبرة الدعوى المرفوعة ضدها تحدياً يعرقل نشاطها، غير آبهة تماماً بما حل ويحل بالأطفال بسبب سلوكها غير الإنساني، حسب رسالة وجهتها لوزارة الخارجية في صنعاء، حاولت من خلالها الاحتماء بحصانة كونها منظمة أممية.
تجاوزت منظمة الصحة العالمية في تبجحها بخصوص القضية المرفوعة ضدها حدود ما تصف نفسها به من الإنسانية وإنقاذ الأطفال من الأمراض والجوع، بطلبها من السلطات المحلية في صنعاء بإجبار المحكمة على إعلان بطلان الإجراءات القانونية المرفوعة ضدها، في خطوة اعتبرها مراقبون مخاوف تقلق المنظمة من تتوالى القضايا ضدها وتكشف حقيقتها وتسقط عنها صفة الإنسانية التي تدعيها، وتحاول المنظمة أن تستغل ما تسميها بالحصانة لتصبح فوق القانون رغم أنها تخضع حسب الأعراف الدولية لقانون البلاد التي تعمل فيها.
تتكشف تباعاً حقائق مرعبة عن منظمات إغاثية وإنسانية تعمل في اليمن، منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف، وجميعها ترفع شعارات الإنسانية، وتستقبل مليارات الدولارات باسم اليمنيين الذين لا يصلهم من تلك الأموال التي تتسولها باسمهم شيئ، بل تنفقها على طواقمها وفرق التنسيق المحلية التي تعمل معها، وظهر الكثير منها كجهات ومؤسسات استخباراتية تنفذ أجندات تابعة لدولها المشاركة في التحالف أو قوى عالمية لها مطامع قديمة حديثة في بلاد متخمة بالثروات والمواقع الاستراتيجية المهمة براً وبحراً.
منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى تهديداتها وتنصلها عما تدعيه من المهام الإنسانية المنوطة بها، لا تزال تتفرج مستمتعةً بالموت البطيء الذي يواجهه الأطفال اليمنيون، الذين هم في أمس الحاجة إلى إنقاذهم وانتشالهم من مخالب الموت المحقق، كالطفل ماهر محمود الأبارة، شقيق قتيل الحصار والجسر الطبي المزعوم، شوقي الأبارة، حيث أن السرطان الخبيث انتقل إلى عينه اليمنى بعد استئصاله من عينه اليسرى، وقد استعصى علاجه داخل اليمن، ولا يزال ينتظر بائعي الوهم والموت المجاني الذين يجمعون باسمه واسم مئات الآلاف من أطفال اليمن أموالاً طائلة يغذون بها أرصدتهم وحساباتهم الشخصية لتزداد ثرواتهم تحت غطاء إنساني يدفع فاتورته الباهظة أطفال اليمن.