القدس في قلوبنا

حمدي دوبلة

 

ربما يتساءل البعض في دول الجوار وغيرها من بلدان المنطقة والعالم عن سر الزخم الجماهيري الكبير الذي ظهرت به احتفالات الشعب اليمني بيوم القدس العالمي – يوم الجمعة الماضي – وكيف له وهو يعيش أسوأ ظرف إنساني في ظل عدوان وحصار متواصلين منذ سبعة أعوام أن يبدي كل ذلك التفاعل والحماس في موقفه إزاء القدس والأقصى وفلسطين، في الوقت الذي يهرول فيه المترفون في أنظمة الخزي والعار والعمالة في منطقتنا إلى أحضان العدو الصهيوني مطبِّعين بخنوع واستسلام وسعادة أيضا.
– الموقف اليمني من فلسطين والمقدسات الإسلامية المغتصبة في أرض الرباط المقدس ليس غريباً أو مستحدثاً، وإنما هو كما يقول السيد عبدالملك الحوثي “ثابت ومبدئي وينطلق من هويته الإيمانية”، ودائما ما يعبِّر عنه ويترجم موقفه هذا في توجهه الصادق وصموده ومواجهته للعدوان الأمريكي الصهيوني المتواصل منذ سبع سنوات عجاف وهدفه كما بات يعرف ذلك القاصي والداني القضاء المبرم على أي صحوة في اتجاه تحرير مقدسات الأمة في فلسطين من دنس اليهود وهي في المهد.
-لكن احتفالات هذا العام بيوم القدس في اليمن هدفت أيضا إلى إرسال رسائل هامة إلى المطبِّعين سواء من سبق منهم إلى هذا العار أم أولئك المنتظرين لتهيئة الظروف المناسبة بأن لا تفريط ولا تراجع ولا هوادة فيما يتعلق بالمقدسات وأنه لا سكوت ولا تسليم لأهواء ورغبات الخارجين عن إجماع الأمة في أنظمة البيع والتزلف والنفاق الذين شجعوا من خلال هرولتهم الغريبة إلى التطبيع مع الكيان الغاصب بتوسيع عملياته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وآخرها جريمة اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والتهجير القسري للفلسطينيين، وهي الجريمة التي أسفرت عن إصابة أكثر من 205 فلسطينيين، وكشفت أقنعة الزيف والخداع والتضليل التي لبسها المطبعون بأن ما اقدموا عليه من اتفاقات مع الكيان الصهيوني إنما هو من أجل فلسطين والفلسطينيين، وها هم يلوذون بالصمت إزاء جرائم وانتهاكات العدو بحق أشقائهم، ليس ذلك فحسب بل يحاولون من خلال أبواقهم التبرير لتلك الانتهاكات الصارخة لكل المبادئ والقيم الإنسانية والدولية في تجرد واضح عن الأخلاق والقيم العربية.
-مواقف اليمن الثابتة والمبدئية رسميا وشعبيا من مظلومية الشعب الفلسطيني الشقيق وفي التمسك بحقوق الأمة ومقدساتها ومعها الشعوب الحرة في دول محور المقاومة وجه ويوجه ضربات موجعة لقطار ما يعرف بصفقة القرن التي باتت تترنح أمام أمواج الغضب الجماهيري وهي تعلن للقريب والبعيد ان القدس والأقصى في القلوب وأن المسيرة ستتواصل حتى تحرير القدس الشريف وكافة الأراضي المحتلة من دنس الصهاينة .

قد يعجبك ايضا