الدماء الزكية تصنع التحولات الكبيرة

أحمد الديلمي

أحمد يحيى الديلمي

 

الحقيقة أن ما يروِّجه الأعداء من أكاذيب وخزعبلات حول المعارك الدائرة في مارب تفتقر إلى الحد الأدنى من المنطق والمصداقية بخلاف حكومة الإنقاذ في صنعاء فإنها تتعاطى مع الأمر بمعايير شفافة تتسم بالوضوح والمصداقية التزاماً بتعاليم وقيم الدين القويم التي تحث المسلم على تحري الصدق وإن رأى فيه الهلكة، كما جاء في الحديث النبوي الثابت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا التوجه البليد من قبل المرتزقة ومن يقف وراءهم هو الذي ضاعف سخرية المتابعين للشأن اليمني حتى المتعاطفين في الخارج ، كما جاء على لسان مذيع جزائري شريف مع أن القناة تميل إلى جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر إلا أنه على ما يبدو ضاق ذرعاً من ضيفه المتحدث من مارب المسمى (زيد الكلف) ، خاصة عندما حذر من كارثة بيئية نتيجة تراكم عشرات آلاف – حسب زعمه – من جثث أتباع الحوثي في شعاب مارب ، وأضاف أن مسألة دحر الجماعة مجرد ساعات فقط، انتفض المذيع وظهرت ذرات الغضب على ملامح وجهه ليوحي للمشاهد أن صبره نفد قال بنزق: يا أخي اتق الله أنت تخاطب مجتمعات واعية على درجة عالية من الثقافة والفهم مضت ست سنوات ونحن نستمع إلى هذه الأسطوانة المشروخة ، قلتم بعد أيام سنكون في صنعاء فسقطت نهم وفي المرة الثانية سقطت الجوف واليوم مارب آيلة للسقوط ، مع أن السعودية لم تدخر وسعاً في تنفيذ غارات وضربات جوية على مدار الساعة تستخدم فيها أفتك الأسلحة ، لم يحتمل الضيف وأغلق التلفون مما زاد من غضب المذيع وظل يتساءل بمرارة حتى تلقى مكالمة من مشاهد في لبنان قال: يا أخي الحوثي واضح لا يخجل ولا يتردد في الإعلان عن ضحاياه ، لا يكتفي بالإعلان فقط لكننا نشاهد مواكب التشييع تنقلها شاشات التلفزيون من كل المدن اليمنية للشهداء ، والآباء والأمهات والأقارب يتباهون لأن ذويهم رُزقوا الشهادة ، هؤلاء أصحاب قضية ومبدأ لا يمكن أن يتخلوا عنه ، وهو مالم نشاهده في إعلام الطرف الآخر بما في ذلك الماكنة الإعلامية المشتراة من قبل السعودية والإمارات، كلها تروج أكاذيب وأباطيل لا وجود لها إلا في أذهانهم ، قالوا بأن لديهم جثثاً وأسرى إيرانيين ولم نشاهد أي صورة تؤكد المعلومة ، قالوا أنهم أمسكوا بخبراء من حزب الله ومن إيران ولم يقدموا أي دليل على ذلك ، قالوا.. وقالوا .. وقالوا.. وكلها عبارة عن خزعبلات وأكاذيب لم نجد لها أي مصداقية حتى في الأحلام ، عبارة عن تخرصات وتزييف للحقائق للتغطية على الهزائم الماحقة التي يتعرضون لها من جانب، ومن جانب آخر للتمويه على الممول السعودي والإماراتي كي يستمروا في دفع المال وإن كان الموضوع يتعلق بانتصارات وهمية، انتهى كلام المتصل .. وبدأ المذيع يتساءل مع نفسه عن المستقبل الذي ينتظر جماعة الإخوان المسلمين وهي بهذا الحال من المغالطة وخداع النفس ، ويبدو أن إدارة القناة لم ترتح للطرح بادرت إلى قطع البرنامج بحجة الانتقال إلى تغطية فعالية خارجية ، هذا هو حال تحالف العدوان ومن يتبعهم من المرتزقة ، كلهم يسلون أنفسهم بانتصارات وهمية وأكاذيب وخزعبلات عن آلاف الشهداء ، بينما يخفون تماماً أي خسائر يتعرضون لها في الأرواح والمعدات مع أنها كثيرة جداً ، لكن المصداقية والوضوح هما معيار النصر ، وإن شاء الله الدماء الزكية قادرة على صنع التحولات الكبيرة والنصر العظيم .
مأساة النازحين
لا أدري إلى متى سيظل التباكي على موضوع النازحين لمجرد التباكي دون ملامسة الحقيقة والاقتراب من الأوضاع في الميدان ، فالمؤشرات تؤكد أن المرتزقة أجبروا النازحين على التجمهر في أماكن محددة ليشكلوا حزاماً أمنياً على مدينة مارب يمنع أبطال الأبطال المجاهدين من اقتحامها، وهذا فعلاً ما يُربك المجاهدين ويحول بينهم وبين الزحف نحو المدينة وتحقيق النصر تجنباً للخسائر المادية الكبيرة التي ستحدث خاصة عند استخدام المعدات الثقيلة ، وهؤلاء المساكين الذين قادتهم أقدارهم إلى أشخاص لا يرحمون ومجردين من المشاعر الإنسانية ، يحولونهم إلى متارس بشرية ، لكن المجاهدين الأبطال تنبهوا لهذا الأمر وإن كانت العملية ستسهم في تأخير النصر إلا أنها تخدم جوانب إنسانية هامة تحافظ على أرواح البشر ، والسؤال الملح هو لأولئك المتباكين في الغرب والشرق على النازحين وما يتعرضون له نقول: لماذا لا تلامسوا الوضع كما هو عليه وستجدون الأهوال، آلاف النازحين معرضون للموت والفناء فأين ما تتشدقون به وتتباكون عليه ، الحال يقول أنه عندما تشتد ضربات المجاهدين على المرتزقة وأعوانهم يسخرون أفراد القاعدة وداعش لاستهداف مخيمات النازحين كي يقنعوا العالم بأن مليشيات الحوثي – بحسب وصفهم – هي من أقدمت على هذه الجرائم وهم أنفسهم أو أعوانهم من القاعدة من ارتكبوا هذه المجازر البشعة ، نقول للمجاهدين: الصبر مفتاح الفرج والنصر صبر ساعة لن يتأخر، وطالما أنكم تراعون الجوانب الإنسانية بهذا الأسلوب فإن الله سيكون معكم ، ورسالة إلى المجتمع الدولي كيف تتباكون على النازحين ولا تتحدثون عن هذه المشاهد الغاية في البشاعة، الجرائم الكارثية التي تضحي بالبشر ولا تضع لهم أي قيمة في سبيل الحفاظ على ما تعتبره مكاسب ؟! متى ستحدث صحوة حقيقية في الضمير الإنساني لكي يعمل الجميع على ملامسة الحقيقة وكشفها كما هي بعيداً عن ازدواج المعايير وانتقاء التعاطي مع الكوارث والمآسي الإنسانية ، أرجو أن يتفهم العالم هذه الحقائق ومارب ليست بعيدة وهناك ممثلون للمنظمات الدولية في مارب عليهم أن يتحركوا للجبهات وسيجدون أن الوضع مأساوي جداً.
نسأل الله للمجاهدين الأبطال النصر القريب والمؤزر ، والخذلان للمرتزقة والغزاة من أعداء هذا الوطن ، والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا