تطمح الولايات المتحدة الأمريكية وتحلم وتعمل ما بوسعها وبكل إمكانياتها وعبر عملائها وأدواتها ومرتزقتها لأن تصل بالشعب اليمني الصامد إلى مرحلة تراه فيها يركع تحت أقدامها وترغب في أن تراه ذليلاً خانعاً يستجديها ويستسلم لها وتبذل في سبيل تحقيق ذلك كل ما تستطيع،وعلى مدى ست سنوات من عدوانها تحاول أن تستعيد ذكريات حروبها وجرائمها وأطماعها الاستعمارية منذ أن نفخ الشيطان فيها روح الطاغوت وعلى أساس ذلك التاريخ الإجرامي ترسم مخططاتها وأهدافها لعل وعسى، وساعدها ذلك في تحقيق ما تسعى إليه ولكنها تهدر وقتها وتهلك نفسها وتنتظر المستحيل الذي لن يتاح لها مهما طال الزمان ومهما كان حجم طغيانها حتى ولو حشدت إلى صفها شياطين الإنس والجن في هذا العالم فالذي ينتظرها في اليمن هو الصمود والقوة والتنكيل ورغم محاولاتها اليائسة في السنوات الماضية بالجرائم الوحشية والحصار الاقتصادي والمكر والخداع لم تحصد سوى الفشل والهزيمة على أيدي رجال اليمن الأعزاء الثابتين الذين يزدادون صلابة وصموداً وإصرارا على مواجهتها والتصدي لها ولو استمر الصراع معها إلى يوم القيامة.
وتحاول أمريكا عبثاً تكرار تكتيكاتها العسكرية الإجرامية وتغيير استراتيجيتها في المعركة بتوظيف جميع جوانب ومجالات الصراع السياسي والأمني والإعلامي والاقتصادي ووالخ وتحشد إلى معسكرها مجلس الأمن وأغلب دول المجتمع الدولي ومنتجاتها داعش والقاعدة وتحاول الضغط على الشعب اليمني الصامد من خلال الحرب الاقتصادية واحتجاز المشتقات النفطية ثم تحاول أيضا أن تضغط من خلال ملف السلام وخصوصاً ملف الأسرى أن تفرض شروطها وتحقق أهدافها وتحاول أيضا أن تستخدم أسلوب الترهيب والترغيب والمكر والخداع والتصريحات الإعلامية الكاذبة والدبلوماسية المفخخة أن تهزم اليمنيين نفسياً وعسكرياً وتحاول أيضا عبر العناصر الاستخباراتية أن تفكك النسيج الاجتماعي اليمني ولكن الفشل ينتظرها دائماً في كل المجالات إلى أن وصل الأمر بها إلى استخدام منظمة الأمم المتحدة كسلاح يعمل ضد الشعب اليمني باسم الإنسانية.
الأمم المتحدة التي تستمر في عزف سمفونيتها السخيفة على وتر الإنسانية المترهلة التي سئم الناس من تكرارها وسماعها في وسائل الإعلام وهي تتحدث عن الوضع الإنساني الكارثي في اليمن بينما هي تسير في نفس الاتجاه الذي تسلكه أمريكا وبريطانيا والسعودية وتنسى أنها منظمة حقوقية وإنسانية كما تدعي وتتدخل بعمق في الشؤون السياسية والعسكرية إلى مستوى أن تصريحاتها تنسجم مع تصريحات الخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية وناطق دول تحالف العدوان وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يتعلق بشأن معركة تحرير مارب ومطالبتها إلى جانب قادة العدوان بضرورة وقف العمليات في مارب وفي الحقيقة هي تتعمد دفن موضوع الحصار الاقتصادي واحتجاز سفن المشتقات النفطية اليمنية لأن دورها في المعركة وفي العدوان يكمن في الجانب الإنساني والاقتصادي بحيث تضغط من خلاله على هذا الشعب الصامد حتى تدفعه للاستسلام إن استطاعت ولن تستطيع، وهذه هي حقيقة دور الأمم المتحدة في اليمن.
وفي الأيام الأخيرة من العام السادس للمعركة الشاملة التي يخوضها الشعب اليمني الصامد في مواجهة دول تحالف العدوان التي تقودها أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات لا يزال الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه الشعبية قوياً عزيزاً يصنع الانتصارات ويحقق الإنجازات ويتغلب على التحديات على الرغم من حجم الهجمة العسكرية العدوانية التي يتعرض لها اليمن والحصار الاقتصادي الذي وصل إلى مرحلة حرجة جداً وصفها الأعداء قبل الأصدقاء بأنها أكبر كارثة إنسانية في العالم،اليوم وعلى الرغم من حجم الصعوبات والتحديات والنفاق الأممي والمكر الدولي إلا أن الواقع النفسي والمعنوي والإيماني والعملي والعسكري والاجتماعي للشعب اليمني الصامد يقول للمعتدين بلسان الثقة الكبيرة بالله ولسان الواقع والمعطيات والأعمال أن المواقف ثابتة والخيارات متعددة في إطار المعركة المستمرة مع دول تحالف العدوان حتى تحرير اليمن من العدوان والاحتلال والارتزاق.
وكل الرهانات الإجرامية والمخططات الشيطانية والأهداف الاستعمارية التي تمارسها دول تحالف العدوان على اليمن فشلت في تركيع الشعب اليمني الصامد وعجزت أن تجعله يستسلم للطواغيت أو يسمح لهم بتمرير ما يطمحون إليه، ليس هذا فحسب، بل إن مجريات الأحداث ومعطيات المعارك والمستجدات أثبتت أن دول تحالف العدوان ومرتزقتها تتلقى صفعات موجعة وضربات قاضية على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة وميدان من ميادين الصراع وأن زمام المبادرة بيد الشعب الصامد وجيشه ولجانه الشعبية خلال هذه المرحلة فهم من يشقون طريقهم نحو تحرير محافظة مارب وهم من ينفذون عمليات ردع نوعية في عمق العدو، وهم من صقلتهم الأحداث والمستجدات في الصراع مع دول العدوان حتى صنعت منهم أمة قوية لا يمكن هزيمتها وقهرها لأنها تستمد عزيمتها وقوتها من الله القوي الجبار الذي وعد بنصر المجاهدين المؤمنين من عباده على عدوه وعدوهم، ووعده تعالى سيتحقق لا محالة “ألا إن نصر الله قريب”.