عميد كلية التربية في جامعة صنعاء لـ “الثورة”: الاختبارات المؤتمتة نقلة نوعية وتجربة فريدة تخوضها الجامعات الحكومية والأهلية
تخوض جامعة صنعاء تجربة فريدة في عملية تقييم الطالب الجامعي وتحديد مستواه من خلال استخدام الاختبارات المؤتمتة؛ حيث يتم اختبار الطالب في معامل الحاسوب بدلاً من الاختبارات التقليدية على الورق، كما يتم تصحيح الاختبار بشكل آلي ما يقضي على المجاملة والمحسوبية والتدخل البشري في وضع الدرجات، وعند الانتهاء من الاختبار يحصل الطالب على درجته فوراً.. للمزيد حول هذه التجربة التقينا البروفيسور سعد إبراهيم العلوي عميد كلية التربية في جامعة صنعاء فإلى التفاصيل:
لقاء/ هاشم السريحي
في البداية نود من سيادتكم إعطاء القارئ الكريم نبذة عن الاختبارات المؤتمتة؟
– في البداية أشكر صحيفة “الثورة” على الاهتمام بقضايا التكنولوجيا وأود القول إن الاختبارات المؤتمتة هي تجربة فريدة على مستوى الجامعات الحكومية والأهلية في الجمهورية اليمنية، من خلالها يختبر الطلبة في معامل الحاسوب بدلاً من الاختبارات التقليدية على الورق، ويتم تصحيح الاختبار بشكل آلي وعند الانتهاء من الاختبار يحصل الطالب على نتيجته فوراً، وهذا يوفر على الطلبة انتظار النتيجة لأسابيع وأحياناً لأشهر.
ما هي حاجة البلد لهذا النوع من الاختبارات؟
– لا شك أن حاجة البلد لهذا النوع من الاختبارات ماسة كون التقدم التكنولوجي يغزو كل ميادين الحياة، ولذلك فإن مواكبة متطلبات العصر أصبحت ضرورة معرفية وعلمية؛ بالإضافة إلى أن هناك فوائد كثيرة لهذا النوع من الاختبارات منها إعطاء الطلبة الكثير من الخيارات المتعلقة بالأسئلة ونوعيتها، كما أنها تعطي الطلبة فرصة لبناء مهاراتهم وقدراتهم على مستوى التحصيل والتحليل والعصف الذهني وإبراز الفروق الفردية بين الطلبة، كذلك حصول الطالب على نتيجته فور الانتهاء من الاختبار، وتوفير المتطلبات التي كانت تستهلك بشكل كبير لإجراء الاختبارات التقليدية وغيرها، والأهم من ذلك كله تصحيح التعليم، فهذا النوع من الاختبارات يقضي على المجاملة والمحسوبية والتدخل البشري في وضع الدرجات، ويصبح الأمر منطقياً، وسيحصل الطالب على الدرجة التي يستحقها فعلاً، لأن جهاز الحاسوب ونظامه لا يعرف فلاناً أو علاناً، فهو قائم على المنطق وليس على العواطف؛ لذلك سيساعد هذا النوع من الاختبارات على بناء جيل يستطيع النهوض بالمجتمع وتطويره في جميع المجالات.
كيف استطعتم إقامة هذا النوع من الاختبارات؟ وما هي التجهيزات اللازمة لإقامتها؟
– بفضل الله ثم بجهود الشرفاء من منتسبي الكلية والجامعة عملنا على تجهيز 360 جهاز حاسوب موزعة على 16 معملاً وكذلك غرفة تحكم بها سرفرين لإدارة الامتحانات، وامتدت الامتحانات من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الخامسة عصراً موزعة على ست فترات امتحانية في اليوم، أي أننا استطعنا إجراء امتحان قرابة 2000 طالب وطالبة في اليوم الواحد، وهذا بفضل الله ثم بجهود الفريق القائم على الامتحانات بدءاً من رئيس الجامعة ثم عمادة الكلية واللجنة الفنية وكذلك الفريق الفني واللجان الامتحانية وجميع منتسبي الكلية من أعضاء هيئة تدريس ومساعديهم والموظفين في الكلية.
كيف كان تقبل المجتمع الأكاديمي والطلبة للامتحانات المؤتمتة؟
-مع أن التجربة جديدة إلا أن هناك تفاعلاً كبيراً من المجتمع الأكاديمي وتجسد ذلك في المشاركة الفاعلة في الورش التدريبية الخاصة والتجهيز والإعداد للاختبارات المؤتمتة، وكذلك إعداد الامتحانات والقيام على العملية الامتحانية، ومع أنها كانت تجربة جديدة لم يعتد عليها الطلاب إلا أنها كانت ناجحة بكل المقاييس واستطاع الطلاب التأقلم معها من أول يوم، بل وأصبح الطلاب الذين تعذر اختبارهم في المعامل لأسباب فنية يطالبون بسرعة تصحيح أوضاعهم حتى يتمكنوا من الاختبار في معامل الحاسوب ليستطيعوا مواكبة زملاءهم والاطلاع على نتائج امتحانهم فور الانتهاء منه، وكل هذا يعكس الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وخصوصاً الباب المتعلق بالتعليم والمعرفة والنهوض بهما.
كلمة أخيرة..
أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ القاسم محمد عباس صاحب الفكرة والرؤية السديدة؛ حيث كان له الدور الكبير في المتابعة والتوجيه وتقديم الدعم اللازم لإنجاح هذه التجربة من أجل تعميمها على كل كليات جامعة صنعاء، كما أشكر صحيفة “الثورة” على هذه اللفتة وعلى الاهتمام بما من شأنه خدمة البلد وتطويره، وأدعو الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية إلى الاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها لما من شأنه الارتقاء بالعملية التعليمية والأكاديمية في ظروف استثنائية لنثبت للعالم أننا قادرون على العطاء حتى في ظل هذه الأوضاع الصعبة من حصار وعدوان غاشم، وأن هذا لن يثنينا عن السير ببلدنا نحو مستقبل واعد في كل المجالات.