نقطة الفصل
إكرام المحاقري
عندما تصنع الشعوب مجد أوطانها تتكلل الأوطان بأكاليل النمو والازدهار، وعندما يقف العدو المستكبر في زاوية الضعف والوهن، تقف الشعوب الحرة وقفة إجلال ووقار لتضحيات الشهداء التي كانت سببا رئيسيا لإخضرار الأرض القاحلة من جديد، وليكن الإرهابي هو من صنع الإرهاب وموله وحدد وجهته الإجرامية، ولا مجال لمجاملات طال أمدها وساءت عاقبتها، وليكن الوضوح هو عنوان للمرحلة القادمة.
لا عيب في طرح الحقيقة ولا تراجع عن ذلك، فعندما تتخذ السياسة الأمريكية إجراءات تعسفية بحق من يدافعون عن أوطانهم وأعراضهم، وتقف بصف الجلاد وتتغاضى عن جروح الضحية، هنا لابد للشعوب أن تتحرر من الأغلال الأمريكية وليكن الله هو ”ربنا الأعلى وحده لا شريك له“، ولتذهب الهيمنة الأمريكية والغربية إلى مزبلة التاريخ، حيث لا تاريخ لهم.
فالخروج اليماني في يوم الفصل، يجب أن يكون يوم اليقظة العالمي بوجه المشروع الإرهابي الأمريكي، وهذا ما يجب على الشعوب في المنطقة أن تحذو حذوه وتنتصر لنفسها ولدماء المستضعفين وللقضية المركزية القدس، خاصة الشعب العراقي الذي عادت ساحته إلى واجهة الاستهداف الداخلي من جديد برعاية أمريكية، فالتفجيرات الإرهابية التي سلمت منها العاصمة صنعاء بعد خروج السفارة الأمريكية وكل من فيها من الجنود والأدوات الأمريكية من اليمن، عادت في العراق وبلدان عربية أخرى، وعبر أدوات أمريكا التي تواصل إنتاج مسلسلاتها الإرهابية بأنواعها المختلفة، فأمريكا هي عدوة الشعوب وعدوة الإسلام وعدوة الإنسانية كما هو حال الأمم المتحدة التي تفننت في أداء وظيفتها في اليمن بشكل يليق بالسياسة الأمريكية.
فليكن الخروج اليمني محطة تربوية للشعوب الحرة في العالم ، ويجب ألا تكون المَسيرات والثورات وليدة لحظة حدث ما، وتكون ماطرة تحت عناوين مستنكرة للإرهاب الأمريكي ومتغاضية عن خطورة التطبيع مع العدو الصهيوني، فأمريكا نفسها هي من تقوم بدورها المناط عليها من قبل اللوبي الصهيوني، وكل قراراتهم مدروسة جيدا لإشغال الساحة العربية عن القضايا المهمة، وهذا ما صحا له الشعب اليمني عقب ثورة الـ 21 من شهر سبتمبر 2014م، وحتى بداية العام 2021م، وهذا ما يجب أن تصحوا له الشعوب العربية والإسلامية، والعاقبة للمتقين.