دعوة الحوثي ومجلس الأمن الدولي
عبدالفتاح علي البنوس
الأوضاع الراهنة في اليمن والتي تزداد تدهورا من يوم لآخر في ظل استمرار العدوان والحصار، دفعت بالأستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى إلى توجيه الدعوة لأعضاء مجلس الأمن الدولي لزيارة اليمن ومعاينة الوضع الكارثي الذي وصل إلى أكبر كارثة إنسانية ، والاطلاع على الدور الإنساني لمواجهة المجاعة والحصار والحظر والاستماع للموظفين الذين منع العدوان صرف مرتباتهم ، والوقوف على ما يعانيه السواد الأعظم من اليمنيين جراء العدوان والحصار الذي شارف على دخول العام السابع .
هذه الدعوة تأتي في سياق التحركات الجادة والمسؤولة التي يقوم بها الأستاذ محمد علي الحوثي في سبيل إيصال مظلومية ومعاناة أبناء شعبنا إلى العالم وتسليط الضوء على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية الآنية التي وصلت إليها البلاد والتي ما تزال مغيبة داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، حيث عمدت الإمبراطورية الإعلامية التي تعمل لحساب قوى العدوان والحصار على فبركة الأحداث ، وقلب الحقائق وتصوير ما هو حاصل في اليمن بخلاف ما هو عليه في الواقع المعاش ، دعما وإسنادا لقوى العدوان وشرعنة لجرائمهم ومذابحهم التي ترتكب بدم بارد في حق المدنيين الأبرياء .
فالمجتمع الدولي ما يزال يتعامل مع الفار هادي وحكومة السفير وشلة الفنادق على أنهم الشرعية والممثل الشرعي للشعب اليمني ، رغم أن الواقع يحكي بخلاف ذلك ، فالفار هادي ومن معه عبارة عن قطيع من الخونة العملاء الذين باعوا الوطن والشعب وشرعنوا للعدوان والحصار ، في حين أن الشرعية الحقيقية هي تلك التي تمثل الإرادة الشعبية اليمنية ، وتمثل الموقف الوطني الذي يرعى مصالح الشعب ويحافظ عليها ويصون مكتسبات الوطن ويدافع عنه ، الشرعية الثابتة على الأرض اليمنية ، الذائدة عن الحمى ، المدافعة عن الأرض والعرض والشرف والسيادة والكرامة .
الشعب اليمني يتعرض لحرب إبادة من قبل تحالف همجي تشارك فيه قرابة 17دولة ، تحالف تقوده وتموله السعودية والإمارات وتسانده أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ، ومع ذلك لم نسمع إدانة من قبلهم تجاه ذلك ، ودائما ما يتم تجاهل العدوان وتسليط الضوء فقط على المواجهات في الجبهات الداخلية ، والتي تصور ما يحصل على أنه صراع يمني – يمني دونما إشارة للعدوان السعودي الإماراتي والدور الإجرامي الذي تقومان به ، يتجاهلون قصف الطائرات والبوارج للمدنيين وحصار ملايين اليمنيين برا وبحرا وجوا ، ويذهبون للحديث عن أسطوانة حصار تعز ، في تناغم واضح مع خطاب قوى العدوان ومرتزقتهم ، في إشارة إلى اعتمادهم على قوى العدوان والمرتزقة كمصدر للمعلومات ، رغم أن كل الحقائق باتت واضحة وجلية وبالإمكان الوصول إليها والوقوف عليها بحيادية تامة ، دونما مبالغة أو تهويل .
يتعاملون مع السعودية كوسيط وداعم لعملية السلام في اليمن ، ويثنون على جهودها المبذولة في جانب دعم ومساعدة الشعب اليمني ، العدو اللدود والمجرم الحقيقي والقاتل السفاح الذي يقتل النساء والأطفال بطائراته جعلوا منه حملا وديعا وحمامة سلام ، متجاهلين ذلكم العدد الهائل من الغارات الجوية التي شنتها طائراتهم على المدنيين اليمنيين في مختلف المحافظات ، وعندما يأتي الرد من قبل الجيش واللجان الشعبية على هذه الجرائم ، تقوم قيامتهم ويسارعوا إلى إدانة واستنكار ذلك ، وكأن الرد على جرائم السعودية والإمارات جريمة كبرى ، بينما قتل النساء والأطفال بالطائرات السعودية والإماراتية والأمريكية من المسنونات ؟!!!
بالمختصر المفيد، آن الأوان بأن يتخلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن سياسة الارتهان للإملاءات الأمريكية ويترفعوا عن السقوط في وحل الإغراءات السعودية ، عليهم أن يلتقطوا دعوة عضو المجلس السياسي الأعلى ويتخلوا عن سياسة العمالة والارتزاق ، عليهم زيارة اليمن للوقوف على ما يجري والاطلاع عن قرب على الأوضاع إذا ما كانت لديهم جدية في حل الأزمة اليمنية ، حينها فقط لن يترددوا في إقناع أمريكا والسعودية بضرورة إيقاف العدوان ورفع الحصار ، وبدون الجدية وعدم الانحياز وغياب المصداقية ستظل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي شركاء في العدوان والحصار على اليمن واليمنيين وتداعياتهما الكارثية التي يندى لها جبين الإنسانية .
وعاشق النبي يصلي عليه وآله .