تحركات الأحرار في مواجهة العدوان والحصار

 

عبدالفتاح علي البنوس

يلعب المغتربون اليمنيون في مختلف دول العالم دورا هاما ومحوريا في دعم الاقتصاد الوطني وتحريك عجلة التنمية في البلاد من خلال التحويلات النقدية التي يرسلون بها من دول الاغتراب، ومن خلال المشاريع الاستثمارية التي يقيمونها في الداخل، حيث تمثل هذه الشريحة الهامة إحدى ركائز الاقتصاد الوطني، ومما لا شك فيه أن المغتربين اليمنيين الذين يطلق عليهم لقب (الطيور المهاجرة) الكثير من المنتمين لهذه الشريحة الذين يقيمون في دول العدوان وعلى وجه الخصوص في السعودية والإمارات تعرضوا للكثيرين من المضايقات والإهانات والممارسات التعسفية غير القانونية والاستهداف المباشر من قبل السلطات السعودية والإماراتية التي تعاملت مع الكثير منهم على أنهم (جواسيس وعملاء للحوثيين) حد وصفهم، وقامت على إثر ذلك بتهجيرهم وترحيلهم بطريقة مستفزة، رغم عدم ثبوت أي أدلة على ادعاءاتهم الباطلة، فيما ذهبت للتعامل مع من تبقى منهم بطريقة فجة وغير مسؤولة من خلال سن القوانين التي من شأنها التضييق عليهم في معيشتهم والتي تلزمهم بدفع الضرائب ورسوم الإقامة المجحفة التي لا طاقة لهم بها، ما دفع بالعديد منهم إلى مغادرتها والعودة إلى أرض الوطن، بعد أن صار جل دخلهم يصب في جيوب الكفلاء والخزينة السعودية والإماراتية، على الرغم من أن السواد الأعظم من هؤلاء المغتربين لزموا الصمت تجاه العدوان على وطنهم وشعبهم ولم تصدر منهم أي مواقف تدين ذلك، بل إن البعض منهم سجلوا مواقف داعمة للعدوان بصورة مباشرة وغير مباشرة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم عند ملوك البترودولار..
الطيور المهاجرة في أمريكا وأروبا كانوا الأكثر تحررا من كبت وسطوة قوى العدوان، رغم محاولات الأخيرة الدفع بعناصر من المرتزقة الموالين لهم للخروج في مسيرات وتنظيم فعاليات مساندة للعدوان، للتشويش على الفعاليات والمسيرات والأنشطة التي يقيمها شرفاء اليمن في دول المهجر، بعد أن لمسوا فاعليتها وحجم تأثيرها في المجتمعات الأوروبية والأمريكية التي بدأت تتفهم طبيعة الأحداث في اليمن، وتتكشف لها الحقائق حول الجرائم والمذابح التي يرتكبها تحالف العدوان في حق اليمنيين الأبرياء، والمشاركة الأوروبية والأمريكية في ارتكابها من خلال دعم قوى العدوان سياسيا ودوليا وعسكريا ولوجستيا،علاوة على المشاركة العلنية الأمريكية البريطانية الفرنسية، حيث نجحت الفعاليات المناهضة للعدوان في تلكم الدول في إيصال مظلومية الشعب اليمني إلى أبعد مدى، وصارت هذه الفعاليات تحظى بمشاركة عدد من المتعاطفين الأجانب معها، وباتت وسائل الإعلام الحرة والمستقلة هناك تسلط الضوء عليها، رغم الضخ الهائل للمال السعودي لتحسين صورة تحالفه والدفاع عن جرائمه وخلط الأوراق وتزييف الحقائق والانتصار للجلاد على حساب الضحية..
تحركات فاعلة لكشف جرائم العدوان والحصار، وإبراز معاناة الشعب اليمني، مسيرات وندوات ولقاءات واجتماعات ومهرجانات ومعارض للصور، وحملات منظمة تهدف إلى تعرية قوى العدوان والإعلام الخارجي المؤدلج والموجه والذي يعمل لحساب تحالف العدوان ليلا ونهارا، حيث تتصدر الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء وإيقاف العدوان وإنهاء الحصار الشامل المفروض على وطننا وشعبنا قائمة أولويات هذه الفعاليات التي تقيمها وترعاها الجاليات اليمنية في كثير من الدول الأوروبية وأمريكا ويشرف عليها العديد من الناشطين والناشطات اليمنيين والعرب والأجانب..
بالمختصر المفيد: مهما ضخ مهفوف السعودية ومتصهين الإمارات من أموال لشراء الذمم وكسب الولاءات بهدف التضليل والتغطية على مظلومية أبناء شعبنا، فإن ذلك لن يجدي نفعا، ولن يمنع أحرار اليمن في مختلف دول العالم ومعهم كل الأحرار العرب والأجانب في تلك البلدان من فضح جرائم العدوان وتسليط الضوء على مظلومية الشعب اليمني الموثقة بالصوت والصورة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا