حسن الوريث
منذ أكثر من 37 عاماً لم يتوقف النادي الأهلي عن تنظيم نشاطه الرمضاني السنوي والذي بدأ بلعبة كرة القدم وتطور وتوسع حتى شمل الكثير من الألعاب الرياضية والمسابقات والأنشطة الثقافية وصار هذا النشاط علامة خاصة بالنادي الأهلي رغم أن عدد من الأندية الرياضية والاتحادات حاولت تقليده إلا أنه ظل الأبرز والأهم وربما الأكثر جماهيرية.
وكان النادي الأهلي قد بدأ ترتيبات تنظيم نشاطه لهذا العام إلا أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة ومنها إيقاف الأنشطة الرياضية جمدت تلك الترتيبات وبالتأكيد أن النادي وجمهوره العريض كانوا يتشوقون لمعرفة ما هي الخطوة التي سيقدم عليها النادي ليستمر نشاطه دون توقف وبالفعل فقد كان النادي عند مستوى الحدث والتحدي وبما يجعل التواصل والارتباط مع الوسط الرياضي مستمراً خلال شهر رمضان المبارك ويسجل النادي أنه في العام الـ38 لم يتوقف واستمر في تنظيم نشاطه الرمضاني ولو بصورة أخرى لكنها متميزة وتؤكد تميز النادي وتفوقه.
هذا العام أطلق النادي الأهلي مسابقة رمضانية رياضية وثقافية على صفحته في الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي وأعلن عن جوائز مالية للفائزين ليبقى التواصل مستمراً مع جمهوره العريض ليس في اليمن فقط ولكن حتى على المستوى الخارجي وقد تجلى ذلك من خلال المشاركة الواسعة في هذه المسابقة التي شملت أسئلة متنوعة “رياضية وثقافية” حول النادي وتاريخه والشخصيات التي كان لها دور في مسيرته وكذا مشاركاته المحلية والخارجية في مختلف الألعاب والأنشطة والمحافل المختلفة ومما لاشك فيه أن النجاح الجيد الذي تشهده المسابقة وراءه جهود كبيرة تبذل من قبل مجلس الإدارة وفي المقدمة رئيس مجلس الشرف الأعلى يحيى الحباري الداعم الرئيسي وأعضاء مجلس الإدارة وأمين عام النادي الأهلي عبدالله جابر الدينمو المحرك وكذا اللجنة الثقافية بطاقمها المتميز والمتناغم واللجنة الإعلامية والمركز الإعلامي بفريقهما الأكثر تميزاً وأيضاً أولئك الجنود المجهولين من إدارة النادي سواء في القطاع المالي أو قطاع الخدمات والذين أصروا إلا أن يستمر التواصل والنشاط بهذه الطريقة المبتكرة، وبالتأكيد أن الأهم من هذا كله هو التفاعل الجماهيري مع المسابقة والذي تجلى من خلال حجم المشاركات التي تشهدها المسابقة.
ومما لا شك فيه أن هذه المسابقة التي بدأها النادي الأهلي في صنعاء لن تتوقف وستسمر ولابد أن تستمر ويتم تطويرها وتوسيعها وأتوقع أن تنتقل هذه الفكرة إلى الأندية الأخرى وربما الاتحادات الرياضية المختلفة ويمكن أن يتم تنظيم لقاءات واجتماعات وحتى تدريبات رياضية عبر النافذة الإلكترونية واستغلال الإمكانيات والخدمات المتوفرة والتي تطلقها مختلف الشركات العالمية وهذه فكرة يمكن دراستها من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية وبما يجعل من التواصل سهلاً ومستمراً وبالتأكيد أن الجميع سيستفيد منها سواء، حتى بما فيهم القطاع الخاص الذي يمكنه تمويلها والاستفادة من عائدات الإعلانات.
هذه الفكرة التي انطلقت من النادي الأهلي بصنعاء تستحق الثناء والتقدير كما قلنا ولكن لابد من الاستمرار كما قلنا في التطوير وإطلاق خدمات جديدة ليبقى الارتباط بين النادي وجمهوره متواصلاً وأنا على ثقة في أن الجميع سيعملون على ذلك كما هي دعوة خالصة للأندية والاتحادات بالاستفادة من هذه التجربة بما يخدم الرياضة والرياضيين ليس فقط في فترة توقف الأنشطة الرياضية والثقافية بسبب كورونا ولكن بشكل دائم وهكذا يمكن أن نقول أن هذا النادي العريق سيظل صاحب المبادرات المتميزة في مختلف الجوانب الرياضية والثقافية والاجتماعية والإنسانية.
خالص العزاء وصادق المواساة للكابتن والمايسترو الأنيق نجم أهلي تعز الخلوق عبدالعزيز القاضي في وفاة نجله المهندس أحمد.