ضحاياه تجاوزت مليونين وسبعمائة ألف مصاب و185 ألف حالة وفاة
الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية عالمية ومجاعة قد تطال ملايين البشر بسسبب كورونا
الثورة / قاسم الشاوش
في الوقت الذي يعجز فيه أطباء ومختبرات العالم في إيجاد علاج أو لقاح لمكافحة أو احتواء جائحة كورونا العالمية الذي وصل ضحاياه حتى إلى (185 ألف) حالة وفاة وأكثر من (2.64 مليون) مصاب حول العالم وتؤكد الأمم المتحدة بان وبأء كورونا القاتل قد يحدث كارثة إنسانية ومجاعة في مختلف دول العالم وقد يعرض حياة الكثير للخطر ما لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة وسريعة في السماح لتدفق المساعدات الإنسانية والصحية من أجل السيطرة على هذا الوباء الذي يتسع انتشاره بشكل سريع ومخيف في أرجاء المعمورة.
وفي هذا السياق حذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفد بيزلي مجلس الأمن مؤخرا من “أننا لا نواجه وباء صحة عالميا فقط، ولكن أيضا كارثة إنسانية عالمية.. وقد نشاهد مجاعة في العديد من الدول”.
وأضاف أن هذه هي حقيقة “جائحة الجوع” الوشيكة التي يمكن أن تجتاح أكثر من ربع مليار شخص ستتعرض حياتهم لخطر فوري ما لم تتخذ إجراءات عاجلة وفعالة للحفاظ على تدفق السلع التجارية والإنسانية ودعم المجتمعات بالمساعدات الإنسانية وتزويد الحكومات بالتدخلات الصحية الإضافية المطلوبة للسيطرة على انتشار الفيروس.
أخطر أزمة إنسانية
وقال بيزلي في مقالة بصحيفة “واشنطن بوست” إن العالم يواجه أخطر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وإن جائحة فيروس كورونا المستجد حطمت وهم السلامة والأمن، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الأوبئة “تهديد حاضر ومميت لنا جميعا”.
وأضاف أنه حتى قبل فيروس كورونا المستجد كان يُحتمل أن يكون العام 2020م كارثيا لأولئك الذين يعيشون على الحافة مع الحروب التي لا تنتهي، كما في سوريا واليمن والصراعات المتفاقمة في أماكن مثل جنوب السودان ووسط الساحل في أفريقيا.
وأشار بيزلي إلى أن برنامج الغذاء العالمي يقدم شريان الحياة لما يقرب من 100 مليون شخص، وهذا يشمل حوالي 30 مليونا يعتمدون عليه اعتمادا كليا للبقاء على قيد الحياة ومعظمهم محاصرون في مناطق حروب ولا يمكنهم المغادرة.
وتابع أنه “إذا لم نتمكن من الوصول إلى هؤلاء الناس، وإذا لم نتمكن من تقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجونها، لأن التمويل تم قطعه أو أغلقت الحدود التي ينقل عبرها الطعام، فإن تحليل برنامج الغذاء العالمي يظهر أن 300 ألف شخص يمكن أن يموتوا جوعا كل يوم في الأشهر الثلاثة المقبلة”.
وقال بيزلي في مقالة “عندما تفكر أنه بالفعل -ورغم أفضل جهودنا- يموت جوعا 21 ألف شخص كل يوم، فإن حجم عدد الموتى المحتملين يمزق القلب وفي 10 دول لدينا أكثر من مليون شخص على وشك المجاعة مع كتابة هذا التقرير
من جهة أخرى زادت الولايات المتحدة من ضغوطها على الصين على خلفية نشأة فيروس كورونا المستجد في أراضيها كما تقود أستراليا حراكا لفتح تحقيق دولي للكشف عن أصل الفيروس، وهو ما رفضته بكين.
في حين تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في أنحاء العالم 2.64 مليون حالة، بينما سجلت حتى الساعة أكثر من 184 ألف وفاة، و719 ألف حالة شفاء، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
وطالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصين بفتح مختبراتها للتفتيش معربا عن قلقه بشأن إجراءات تأمين تلك المختبرات.
وقال الوزير في تصريحات للصحفيين أمس الأربعاء “عليكم أن تتذكروا أن هذه المختبرات لا تزال مفتوحة داخل الصين.. هذه المختبرات التي تحتوي على مسببات أمراض معقدة كانت تجري دراستها.. ليس فقط معهد ووهان لعلم الفيروسات”. وأضاف “من المهم أن يتم التعامل مع هذه المواد بطريقة آمنة ومأمونة”.
تفتيش دولي
وأورد بومبيو مثال المنشآت النووية.. مشيرا إلى عمليات التفتيش العالمية الصارمة لضمان السلامة.
كما أشار إلى أن الصين لم تطلع العالم على نموذج من الفيروس المكتشف في بادئ الأمر، والمعروف علميا باسم فيروس “سارس-كوف-2”.
وقال الوزير الأمريكي “ما زلنا لا نملك نموذجا من الفيروس، ولم يتمكن العالم من الوصول إلى المرافق أو المواقع الأخرى التي ربما نشأ فيها هذا الفيروس أصلا داخل ووهان”.
وذكر أن بكين لم تبلغ عن تفشي الفيروس في الوقت المناسب، وتأخرت في إعلان انتقاله بين البشر “لمدة شهر حتى انتشاره في كل الأقاليم داخل الصين”.
وظهر الفيروس في الصين أواخر العام الماضي، حيث قال علماء صينيون إنهم يشتبهون في نشأته في سوق لبيع اللحوم في مدينة ووهان تُذبح فيه حيوانات برية.
ولكن الأمر أثار شكوكا بسبب وجود السوق قرب مختبر فيروسات يخضع لحراسة مشددة. وردد كبار المسؤولين الأمريكيين في تصريحات رسمية ما كان في البداية مجرد جزء من نظرية مؤامرة على الإنترنت.
وقال الوزير بومبيو في بيان إن بلاده طالبت الصين بإغلاق أسواق الحيوانات البرية للأبد.. مشيرا إلى وجود صلة بين تلك الأسواق وانتشار الأمراض الحيوانية المنشأ.
وتعقيبا على ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية غنغ شوانغ للصحفيين- أمس- إن بلاده ليس لديها أسواق للحوم الطازجة للحيوانات البرية.
الحملة الأسترالية
من جانب آخر قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه ينبغي أن يتعاون كل أعضاء منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق مستقل بشأن انتشار فيروس كورونا.
وأضاف موريسون للصحفيين “حين تتوجه إلى عضو في منتدى مثل منظمة الصحة العالمية، فالمفترض أن تجد مسؤوليات والتزامات مرتبطة بذلك”.
وتابع “نود أن يكون العالم أكثر أمانا فيما يتعلق بالفيروسات, وأرجو أن تشاركنا أي دولة أخرى -سواء أكانت الصين أو غيرها- ذلك الهدف”.
وردت الخارجية الصينية بالقول إن دعوة أستراليا لإجراء تحقيق مستقل “مناورة سياسية”، ودعتها إلى وقف “انحيازها الفكري”.
وأضافت الوزارة أن الصين ستتبرع بـ30 مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية لمساندة المعركة العالمية ضد فيروس كورونا.
وكان رئيس الوزراء الأسترالي قد تحدث أمس مع عدد من زعماء العالم -بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- لحشد التأييد لإجراء تحقيق في أصل نشأة فيروس كورونا المستجد. وفي تصعيد لدعوته، طالب موريسون كل أعضاء منظمة الصحة العالمية بالمشاركة في التحقيق.
العدوى تتراجع بأمريكا
وفي الولايات المتحدة أحصت جامعة جونز هوبكنز مساء أمس الأربعاء 1738 وفاة بكورونا خلال 24 ساعة، في انخفاض كبير مقارنة بالـ24 ساعة السابقة التي سجلت فيها 2751 وفاة، مما يرفع العدد الإجمالي في البلاد إلى أكثر من 46.5 ألفا، في حين سُجلت أكثر من 41 ألف إصابة جديدة ليقفز الإجمالي إلى نحو 840 ألفا.
وبالإضافة إلى الإصابات بين البشر سُجلت في الولايات المتحدة أولى الإصابات بالفيروس بين الحيوانات، حيث تم الكشف عن إصابة قطّين في ولاية نيويورك ويُعتقد أن العدوى انتقلت إليهما من السكان.
تذبذب في أوروبا
وتشهد دول أوروبية -في مقدمتها إيطاليا وفرنسا- انخفاضا في أعداد الوفيات والإصابات، كما تتراجع أعداد المرضى بالفيروس في أقسام العناية المركزة وفق تأكيدات السلطات الصحية في هذه البلدان.
غير أن ألمانيا سجلت تسارعا نسبيا في وتيرة العدوى لليوم الثالث على التوالي، حيث أظهرت بيانات معهد “روبرت كوخ” للأمراض المعدية امس أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد زاد بمقدار 2352 حالة، ليزيد العدد الإجمالي عن 148 ألف إصابة.
وارتفع عدد وفيات الفيروس بواقع 215 وفاة ليصل العدد الإجمالي إلى 5094 حالة.
ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلادها لا تزال في بداية الوباء، وسيتعين عليها التعايش معه لفترة طويلة.
وقالت في خطاب أمام مجلس النواب (بوندستاغ) “لسنا في المرحلة الأخيرة من الوباء، بل ما زلنا في البداية” غير أنها رأت أن بلادها كسبت بعض الوقت الذي استغل جيدا لتعزيز نظام الرعاية الصحية في البلاد
طاجيكستان.. دعوة للإفطار برمضان
دعا رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان المزارعين في بلاده إلى الإفطار في شهر رمضان ثم قضاء الصوم في فترة لاحقة، بدعوى الحفاظ على صحتهم وإنتاجيتهم أثناء تفشي وباء كورونا.
وفي خطاب قال الرئيس علي رحمن “أدعو كل من يعملون في الحقول باسم صحتهم وعائلاتهم، ولضمان مصلحة أسرهم، إلى استغلال هذه الرخصة الشرعية وقضاء الصوم في وقت أكثر ملاءمة”.
ولم تسجل طاجيكستان أي إصابات بفيروس كورونا، لكنها أغلقت الحدود واتخذت إجراءات أخرى لمنع انتشار الفيروس منها إغلاق المساجد.