استقبلوا رمضان السادس في ظل العدوان والحصار:
اليمنيون.. معاناة إنسانية متواصلة وعزيمة لا تلين في مقارعة قوى الغزو والاحتلال
الثورة / حمدي دوبلة
هو العام السادس على التوالي الذي يحل فيه شهر رمضان المبارك على اليمنيين وهم يعيشون في ظل العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الشامل وما نجم عن ذلك من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني والمعيشي.
كالعادة سلب هذا العدوان المتواصل بريق الشهر الكريم وطقوسه وعاداته الروحانية بفعل المعاناة المتفاقمة وإذا بالناس أسارى تحت وطأة الفقر وقلة الحيلة والعجز عن توفير أدنى متطلبات الشهر الفضيل فقد صادر العدوان كل جميل في الحياة وسرق حتى الفرحة من نفوس الأطفال بقدومه فمع حرمان الموظفين من مرتباتهم لأعوام صارت الحياة أكثر تعاسة وصعوبة وأصبح حلول الشهر الكريم محطة أخرى تتضاعف فيها معاناة المواطنين ناهيك عن المخاوف التي باتت تخيم على الناس من انتشار وباء كورونا.
هذه الأوضاع الإنسانية المأزومة والمتفاقمة يقابلها المجتمع الدولي الذي دأب على النفاق والتزلف طمعاً في خزائن الأموال السعودية بصمت وتجاهل معهود، وما يزيد الطين بلة مسارعته الى مباركة ما يعلنه النظام السعودي من هدن مزعومة وإعلانات كاذبة لوقف اطلاق النار في الوقت الذي يجعل فيه من هذه الأكاذيب ستارا لزيادة جرائمه بحق الأبرياء وتدمير ما تبقى من أساسيات حياتهم.
وها هو تحالف العدوان الهمجي يوغل في إيذاء الناس ومحاربتهم في لقمة عيشهم ويعمد الى احتجاز عدد من سفن مشتقات النفط قبالة ميناء الحديدة دون إعطاء أي اعتبار لحرمة الشهر الكريم ويقول مختصون أن بحرية العدوان تحتجز حاليا نحو نصف مليون طن من المشتقات النفطية والسلع الغذائية على متن 19 سفينة وأن 80 % من تلك السفن تحتوي على البنزين والديزل وهي الإجراءات التي تتعمدها دول تحالف العدوان من اجل مضاعفة معاناة اليمنيين في الشهر الكريم وحرمانهم من الاستفادة من الانخفاض العالمي في أسعار النفط ومشتقاته ما يعكس الحقد الدفين الذي يكنونه تجاه الشعب اليمني.
قطع المرتبات
مضاعفة معاناة الشعب اليمني هو هدف وضعه تحالف العدوان منذ وقت مبكر وذلك من خلال اجراءات ممنهجة لضرب الاقتصاد وتضييق الحياة على المواطنين ولم تتوقف تلك الإجراءات والممارسات الخبيثة منذ الأسابيع الأولى للعدوان قبل اكثر من خمس سنوات وحتى اليوم وبالطبع لم يكن أولها قطع المرتبات من خلال إعطاء حكومة الارتزاق قبل ثلاثة أعوام الضوء الأخضر بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء الى مدينة عدن المحتلة وما ترتب على ذلك من آثار كارثية مست كل مناحي الحياة وهي الخطوة الإجرامية والمخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية ومع ذلك ظل المجتمع الدولي على نهجه من النفاق والتأييد الصريح والضمني لكل تلك الخطوات والممارسات الخارجة عن كل الأنظمة واللوائح ولم تتوقف تلك الاجراءات المنضوية في اطار الحرب الاقتصادية الشاملة على الشعب اليمني عند قطع المرتبات فقط وما أسهمت به في مضاعفة الوضع الإنساني الكارثي وتوسيع رقعة الفقر بل استمرت لتشمل كل مناحي الحياة من إغلاق للمنافذ ومنع دخول الأدوية والسلع الغذائية والاحتجاز التعسفي لسفن المشتقات النفطية وما يترتب على ذلك من تكبيد الاقتصاد الوطني من خسائر فادحة حيث وصلت غرامات تأخير السفن المحتجزة حاليا فقط إلى أكثر من 60مليون دولار كنتيجة مباشرة للحصار ومنع دخول المشتقات النفطية وهو ما ينعكس تلقائيا وبشكل سلبي على حياة المواطنين.
النزوح مأساة أخرى
يحلُّ رمضانُ هذه العام بالتزامن مع وضع إنساني واقتصادي صعب زاد من معاناة البلد وضاعف من حدته نزوح أكثر من 3 ملايين يمني معظمهم توجهوا الى العاصمة صنعاء هرباً من جرائم العدوان واستهداف منازلهم من قبل مرتزقته في العديد من المناطق ناهيك عن الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية بفعل الحرب الاقتصادية والإجراءات التعسفية التي تفرضها دول العدوان على البلاد واستهدافها المباشر للمرافق الخدمية الأمر الذي انعكس بدوره على حياة اليمنيين خلال شهر رمضان بصورة مباشرة.
ضعف القدرة الشرائية
وبدت الأسواق ومحال بيع المواد الغذائية هذا العام شبه خاوية، مع إقبال ضعيف على الشراء بعكس ما كان عليه الحال قبل بدء العدوان ، عندما كانت تضج الأسواق قبيل حلول الشهر الفضيل بالسلع في ظل إقبال كبير على شراء احتياجات الشهر الفضيل ويقول المواطنون أن هذه الجرائم والممارسات المتعمدة التي ينتهجها العدوان ومرتزقته من أجل مضاعفة معاناتهم والتضييق على حياتهم لن تحقق لهم ما يريدون من استسلام أو كسر للإرادة بل على العكس فإن هذه الجرائم تقوي العزائم وتشحذ الهمم في مقارعة قوى العدوان والطغيان والتصدي له بكل الوسائل الممكنة.