قاد معركة مران في الحرب الخامسة وكان حلقة وصل بين السيد القائد والمجاهدين
تعامل بحنكة وشجاعة وأفشل محاولات شق الصف الوطني
بحلول اليوم التاسع عشر من شهر إبريل هذا العام، يكون قد أنقضى عامين على استشهاد أحد القادة المجاهدين الكبار في تاريخ اليمن الحديث هو الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، الذي شكل ويشكل بعيون اليمنيين رمزاً للقيادة الحكيمة والبناء والتنيمة ومواجهة الطواغيت..
ويجمع الشعب اليمني بكل فئاته على أن الرئيس الشهيد صالح الصماد كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان فوق ذلك نموذجاً فريداً للمسؤولية عندما انتخب رئيساً للمجلس السياسي الأعلى أواخر العام 2016م..
الثورة / يحيى الضلعي
نشأته وصفاته
ولد الشهيد الرئيس صالح علي الصماد في منطقة بني معاذ بمديرية سحار من أسرة كريمة محبة لله ورسوله وأهل البيت، تعمل في مجال الزراعة والتجارة، وتربى في منطقته والتحق بالتعليم حتى تخرج من الثانوية، ليواصل تعليمه الجامعي حتى حصل على درجة البكالوريوس، وعمل مدرساً في مدرسة عبدالله بن مسعود في صعدة..
التحق بالمدارس العلمية منذ صغره وحفظ القرآن الكريم واستمر في الحصول على العلوم الدينية على يد العلامة الحجة المولى مجد الدين المؤيدي الذي كان يقيم في منقطة بني معاز بسحار، ومن ثم تعلم على يد السيد الحجة المولى بدر الدين أمير الدين الحوثي، ومنها ارتبط بالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي( رضوان الله عليه)، ليكن أحد رفاقه الأوفياء..
تحلى الشهيد الرئيس صالح الصماد بالعديد من الصفات الكريمة منها الصدق والأمانة والإخلاص، وكذا التعامل الحسن والطيب مع كل من عرفهم وتعامل معهم، واتصف بالشجاعة والقيادة والحنكة في التعامل مع الآخرين، وحصل على حب أبناء منطقته وكذا الكثير من أبناء صعدة، وحين وصل إلى الرئاسة تعامل بحنكة وشجاعة واستطاع التغلب على المؤامرات وإفشال محاولات شق الصف، واستطاع جمع الكلمة بين مختلف القوى الوطنية والمشائخ والوجاهات اليمنية..
حياته الجهادية
التحق الشهيد الرئيس صالح الصماد بالمسيرة القرآنية منذ انطلاقتها ورافق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي(رضوان الله عليه)، حيث حضر المحاضرات التي ألقاها الشهيد القائد في منطقة مران، وكان له دور كبير في مقارعة الحروب الظالمة على صعدة التي شنها نظام صالح بتمويل سعودي..
لمع نجم صالح الصماد في حرب صعدة الثالثة حين فتح جبهة مقاومة في بني معاذ لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان، ليقود مع مجموعة قليلة من “المكبرين” مواجهات شرسة في المناطق القريبة من مدينة صعدة ما بين المقاش والطلح في سهول قيعان الصعيد الزراعي، لتأتي الحرب الرابعة بهجوم ضار على قرى بني معاذ وما حولها فكان أبو فضل للخصوم بالمرصاد، واستطاع إفشال كل محاولات السلطة الظالمة بدعم سعودي أمريكي لقهر أبناء بني معاذ وأبناء عدد من مناطق مديرية سحار بل وحرر مناطق واسعة في المنطقة..
هدمت الطائرات الحربية بالغارات الجوية منزله ودمرت مزارعه، حيث سقط اثنان من أشقائه شهداء في الحرب الثالثة والرابعة، لاحقته قذائف الدبابات والمدافع إلى كل مترس وجرف بهدف قتله، عارك الموت عشرات المرات وواجه الرصاص بصرخته المدوية وشجاعته التي صارت مضرباً للمثل إذ يتقاسم الرجل شيئين: العلم والبطولة..
قاد الشهيد الرئيس صالح الصماد معركة تحرير منطقة مران في الحرب الخامسة واستطاع أن يهزم المعتدين رغم تواجد عدد كبير من الألوية العسكرية المدعومة من النظام السعودي والأمريكي..
كان الشهيد الصماد حلقة وصل بين السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبين المجاهدين في مختلف الجبهات في محافظة صعدة وعمران والجوف وحجة، وكان له دور بارز في التحاور مع مشائخ محافظة صعدة وكذا الوجاهات العسكرية والقبلية أثناء الحروب..
عمل مشرفاً ثقافياً عاماً في حركة أنصار الله لقوة تأثيره وعلمه الغزير واستطاع جذب الآلاف من أبناء الشعب اليمني بقوة الإقناع الثقافي والتعامل الفطن معهم، وانتقل إلى المجال السياسي ليشغل رئيس المكتب السياسي لأنصار الله، ومن ثم رئيساً للمجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية، وأصبح أول رئيس جمهورية حافظاً للقرآن الكريم وصاعداً من أوساط الشعب والمستضعفين..
أعمال جهادية
قاد الرئيس المجاهد الشهيد صالح الصماد المجموعات العسكرية في الحرب الثالثة في منطقة بني معاذ بسحار، وكذا في الحرب الرابعة، وقاد المعارك في منطقة مران في الحرب الخامسة، وعمل مشرفاً ثقافياً في صعدة، ليعمل مشرفاً عاماً للقطاع الثقافي في أنصار الله..
تولى مسؤولية رئاسة المكتب السياسي لأنصار الله بعد العام 2014م، وتم تعيينه مستشاراً سياسياً لرئيس الجمهورية في 24 سبتمبر 2014م، وانتخب رئيساً للمجلس السياسي الأعلى في 6 أغسطس 2016 وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس النواب في 14 أغسطس 2016م..
قصة الاستشهاد
أستشهد الرئيس صالح الصماد في مدينة الحديدة في يوم الخميس 19 أبريل 2018 إثر غارات لقوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي على سيارته بثلاث غارات إجرامية، حيث نفذت أمريكا المهمة عبر استخدامها لطائرة “إم كيو9” في رصد تحركاته ومن ثم استهدافه، ليكون أول رئيس يمني تغتاله أمريكا بالتعاون مع وحدة الاغتيالات في الكيان الصهيوني بشكل مباشر ودون استخدام عملائها في المنطقة..