محمد العزيزي
بعيداً عن فيروس كورونا ومشاكله وما سبَّب من كوارث بحق البشرية العالمية، وما ألحق هذا الفيروس بالرياضة من كساد وخسائر وغيرها من المجالات، لن نتحدث أيضا عن مصائب وضحايا وخسائر هذا الفيروس الذي أزعج العالم وملأ الدنيا ضجيجا.
حديثنا اليوم في هذا العمود الصحفي سيكون بعيدا عن كورونا الذي أفقد جمهور الرياضة متعة خواتيم مباريات الموسم الجاري وقوة أداء المنتخبات والأندية واللاعبين، بالعودة قليلا بالذاكرة إلى زمن الكرة اليمنية الجميل بنجومه وقوة أدائهم وجلدهم وصلدهم وصولاتهم وجولاتهم في كل الملاعب المحلية والخارجية.
وبالرغم من أن الحديث عن الرياضية اليمنية قديما أو حديثا هو حديث ذو شجون خاصة أن قطاع الرياضة والشباب لم يلق حقه من الرعاية والاهتمام لا من قبل الدولة والحكومات المتعاقبة ولا من القطاع الخاص باعتباره شريكاً حقيقياً وفاعلاً بالنسبة للشباب والرياضة بمختلف أنشطتها وأنواعها، أو كما هو متعارف عليه في كل الدنيا.
الحقيقة أننا سنتحدث عن لحظة بسيطة كانت ترافق أحد لاعبي فريق الزهرة سابقاً 22 مايو حالياً وهي حكاية من ضمن آلاف الحكايات والمواقف وجزء يسير من كم هائل من المحطات والأنشطة والمناسبات الرياضية ومراحلها، و مما لا شك فيه أن هذه المحطات الرياضية كان لها شبابها ورجالها الأبطال وهم كثر ولكن الإهمال طال الجميع رياضة ورياضيين.
بصراحة جرني الحديث ذات يوم مع أحد الزملاء الأعزاء عن زمن الرياضة وأبطالها وبعض المواقف التي كانت تحدث في الملاعب مع اللاعبين والمدربين وهي أيضا كثيرة.
الكابتن فاروق المصري مدرب نادي الزهرة سابقاً خلال الثمانينات – قبل أن يتم دمج نادي الزهرة مع ناديي المجد وحمير في مطلع الألفية ويصبح حاليا نادي 22 مايو – كان هذا المدرب في تلك الحقبة يتعامل مع اللاعبين كقائد كتيبة عسكرية ينفذ الجميع كل توجيهاته دون قصور أو اختلال، وعندما يخفق أحد اللاعبين في تنفيذ مهامه ويخالف تمركزه أو يفشل في التسديد وإضاعة الفرص أمام مرمى الخصم يقوم المدرب بالإشارة للبديل وبمجرد أن يلمح اللاعب الذي في الملعب إجراء الإحماء لبديله في دكة الاحتياط يسخِّن كبديل له، يعني أنه سيخرج.
وهنا يصف أحد اللاعبين في نادي الزهرة سابقاً أن المدرب المصري فاروق كان عندما يفشل اللاعب المهاجم يحيى القليسي أو عبدالله المعصب وعبدالخالق الحيمي يقول للاعب المهاجم في دكة الاحتياط “عب العزيز .. سخِّن”.. أحيانا يُسخِّن اللاعب ويؤدي تمارين الإحماء قبل التبديل أو التغيير، وعندما تأتي هجمة للاعبي الزهرة ويحرز المهاجم هدفاً يصيح المدرب فاروق بصوت عال : “عب العزيز أوعد”.
اللاعب عبدالعزيز الجماعي مهاجم شرس وقوي وسريع أيضا كان يستعين به المدرب في الوقت الحرج جدا وإلى جانبه اللاعب علي الحاج وجمال الأسدي والحارس سمير العقر والمصري شوكت حسن وجميعهم يلعبون في نادي الزهرة آنذاك.
عبدالعزيز الجماعي هو واحد من أهم و أفضل اللاعبين اليمنيين الذين قدموا أفضل المستويات الرياضية في حقبة الثمانينات والسبعينات من القرن الماضي.
تحية له ولكل اللاعبين والرياضيين اليمنيين الذين لعبوا وقدموا مستويات ترفع الرأس ورفعوا راية اليمن عاليا في كل المحافل واللقاءات الكروية داخليا وخارجيا، سواء أولئك الذي لعبوا في الزمن الجميل وخلال التسعينيات من القرن الماضي أو من أمتعونا من الشباب في الفترة الأخيرة.