لو تمت إعادة تشغيل جميع مصانع الإسمنت لتمكن من تغطية 80% من احتياجات السوق
رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية للأسمنت لـ”الثورة “: 451 مليون دولار خسائر مصنعي عمران وباجل للإسمنت بفعل العدوان
احتجاز سفن المازوت وغياب المنافسة الشريفة أبرز المعوقات
أوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية للأسمنت الأخ قاسم الوادعي أن صمود مصانع الإسمنت الحكومية في البلاد رغم الدمار الذي طالها على مدى الخمسة أعوام من عمر العدوان دليل على صلابة الجبهة الاقتصادية التي رغم إمكانياتها المحدودة إلا أنها كسرت حاجز الجمود وانطلقت نحو البناء والإنتاج.. مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه مصنعي باجل والبرح وقضية احتجاز سفن المازوت وغياب المنافسة الشريفة من قبل البعض في القطاع الخاص وأثر ذلك في عملية الإنتاج والإيفاء باحتياجات السوق المقدرة بـ 8 ملايين طن .. تفاصيل عديدة في سياق الحوار الآتي .. نتابع :
الثورة / أسماء البزاز
بداية أستاذ قاسم دعونا نقف مع أول توقف لمصنع إسمنت عمران منذ إنشائه بفعل العدوان وحجم الخسائر التي طالت هذه المنشأة الاقتصادية الهامة؟
– في الحقيقة هناك خسائر كبيرة جراء تدمير العدوان للمصنع سواء أكانت الخسائر مباشرة أو غير مباشرة، وبلغة الأرقام نوضح أن إجمالي خسائر مصنع إسمنت عمران جراء توقفه بفعل العدوان تقدر بـ 281 مليون دولار ، أما مصنع البرح في محافظة تعز فقدث وصلت الخسائر إلى 170 مليون دولار ، وقد توقف الإنتاج وتضرر 3600 موظف ، ما انعكس على أسرهم وفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم..
كيف تغلبتم على كل ذلك التدمير وإعادة تشغيل مصانع الإسمنت؟
– بفضل الله تعالى أولاً وجهود حثيثة قمنا بها مع ممثل الأمم المتحدة في اليمن وصلنا إلى أهم إنجاز معهم خاصة في ظل هذه المرحلة العصيبة وهو تحييد مصنع عمران عن القصف وإعادة تشغيله، وتم إثر ذلك إصلاح الأضرار على أيدي كفاءات وقدرات يمنية مؤهل ولم نستعن بخبراء من خارج البلاد على الأطلاق.
هل كانت هناك جهات قدمت لكم الدعم لإعادة تشغيل المصنع؟
– تمت إعادة تشغيل المصنع بجهود ذاتية من أبناء محافظة عمران وأيضاً كانت لنا لقاءات مباشرة مع ممثل الأمم المتحدة السيد استين أجل تحييد المصنع لنواح إنسانية بصورة أساسية.
وماذا عن مصنع باجل للأسمنت؟
– بالنسبة لمصنع باجل فوضعه مختلف تماما فالمصنع متوقف منذ عام 2009م لعدة إشكاليات أبرزها ارتفاع التكلفة بسب أنه كان مصنّعاً روسياً قديماً بالطريقة الرطبة لإنتاج الطن الواحد في الخط القديم والذي يستغرق 190 لتر مازوت والخط الثاني يستغرق 175 لتر مازوت للطن وبعد ارتفاع تكلفة المازوت توقف المصنع وبعد ذلك تم البدء في عملية التوسعة في نهاية العام 2009 /2010م لكن الشركة الصينية المعنية بتوسعة المشروع لم تنجز عملها وغادرت، فاضطررنا إلى تشغيل جزئي للمصنع لعدة أسباب رغم أن التشغيل في حد ذاته خسارة في ظل هذه الظروف، لكن قمنا بعملية التقليص لأن المصاريف الثابتة تقدر بـ 10 ملايين مقابل الخسائر 25 مليوناً، ومع ذلك نسعى إلى إعادة المصنع إلى الإنتاج والمنافسة ولو بشكل يسير حفظاً له من الانهيار.
كانت لكم مع وزير الصناعة زيارة لمصنع البرح في محافظة تعز مؤخرا.. هل لكم أن تطلعوا القارئ على نتائج تلك الزيارة؟
– في الحقيقة منذ أن تولى الأخ عبدالوهاب الدرة وزيراً للصناعة والتجارة لمسنا فارقاً كبيراً في الدعم والإسناد وفي تسهيل العديد من المعوقات لما فيه مصلحة استمرارية الأداء الإنتاجي للمصانع وتطورها في كافة المراحل ، غير أن مصنع البرح ليست المشكلة في أنه يقع في منطقة التماس مع قوى العدوان، مشكلته تكمن في محطة الكهرباء حيث أنه عندما تم إنشاء هذا المصنع كان يعتمد على محطة كهرباء المخا ، ولكن محطة المخا قصفت من قبل العدوان، وعندما تم احتلال المنطقة توقفت المحطة تماما، فبذلنا عدة محاولات لإعادة الكهرباء بغية تشغيل المصنع على الأقل من ناحية إنسانية فمعظم العمال في المصنع من أبناء تعز، وهناك تجار قدموا لنا عروضاً في ما يخص المولدات، لكن الخلاف كان حول التسديد لأن الأغلبية طالبوا بسداد دفعات بمجرد توصيل الكهرباء للمحطة وهذا عبء علينا خلافا لمصنعي أسمنت عمران وباجل حيث لم يتم السداد إلا بعد 90 يوما من التشغيل.
كيف تقيمون الطاقة الإنتاجية لمصنع أسمنت عمران وقدرته في تغطية احتياجات السوق؟
– حجم إنتاج مصنع أسمنت عمران 1.5 مليون طن والاحتياج الفعلي للسوق يصل من 7 إلى 8 ملايين طن خلال هذه الفترة الحالية، أما إذا تحدثنا عن فترة إعادة الإعمار فالعدد سيتضاعف ، ولكن في حال اشتغلت جميع المصانع ستغطي 80 % من احتياجات السوق وبقية الاحتياج يكون من الطواحين سواءً من المحلي أو المستورد، ولهذا حاولنا إنشاء عدة مصانع، المشكلة الوحيدة تكمن في منطقة باجل التي اكتظت بالمصانع من مختلف تجار البلاد وهذا فيه استنزاف للتربة الطينية في هذه المنطقة التي تستخدم الطريقة الرطبة لاستخراج الاسمنت.
كانت تلك إحدى المعوقات.. ما هي الصعوبات الأخرى التي تواجهونها؟
– تأخر المواد التشغيلية فمثلا تم احتجاز سفينة المازوت لأشهر من قبل دول العدوان، ودفعت شركة دمرست 600 ألف دولار أي ما يعادل ربح مصنع عمران لعام كامل بالإضافة إلى المنافسة غير الشريفة من قبل القطاع الخاص الذي لا بد أن يعي أن القطاع العام شريك ومعين له ، لكن للأسف تحولت المنافسة عند البعض من منافسة شريفة إلى عداء مع القطاع العام ومع ذلك فتحنا أيدينا سواءً من قبل اللجنة الاقتصادية العليا أو من وزارة الصناعة للشراكة في الإنتاج والأداء.
فيما يتعلق بالرؤية الوطنية.. ما الدور التي قدمتموه لتنفيذ هذه الرؤية وما تبعها من تدشين مرحلة التعافي الاقتصادي التي اعلنها رئيس المجلس السياسي الأعلى؟
– كانت المؤسسة من أوائل المؤسسات الوطنية في تنفيذ الرؤية الوطنية واستفادت كثيراً من تلك الرؤية التي أعلنها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط ، بدءاً بتشغيل مصنعي عمران وباجل، أما مرحلة التعافي الاقتصادي فبدأنا تغيير منظومة الإحراق في مصنع عمران.. فالمؤسسة هي الوحيدة التي قصفت من قبل العدوان وتراجعت ميزانيتها إلى الصفر لكنها صمدت وتغلبت على الكثير من التحديثات لتعيد بناءها بنفسها وبجهود ذاتية لتتحول من مرحلة الدمار إلى مرحلة البناء والتطوير والإنتاج الحاضر وبقوة في السوق، وبعد تطوير منظومة الإحراق لما لها من مزايا عديدة في الأداء الإنتاجي سنتجه إلى إضافة العديد من الخطوط الإنتاجية ، ففي باجل على سبيل المثال نحاول تشغيل المشروع الصيني بمختلف الطرق الممكنة ، وكل ذلك في إطار تنفيذ كامل للرؤية الوطنية للدولة المدنية الحديثة ، وأيضا قمنا بتنفيذ ثلاثة مشاريع اقتصادية وقطعنا فيها شوطاً كبيراً.
رؤيتكم المستقبلية للمؤسسة في ظل تدشين العام السادس من الصمود الوطني؟
– رؤيتنا ليس البقاء فقط في صناعة الاسمنت فلدينا العديد من المشاريع بدأنا دراستها فيما يخص الخرسانات الجاهزة والتطوير العقاري، فأكبر مشروع بعد إعادة تشغيل جميع الخطوط الإنتاجية هو الشراكة مع القطاعات الحكومية الاقتصادية حيث بدأنا بمذكرة تفاهم مع شركة يدكو لتشغيل خط المحاليل وكذلك الدخول في شراكة مع مصنع الغزل والنسيج لإعادة تفعيله وتشغيل كافة أقسامه وكذلك المؤسسة العامة للتأمينات ومع أي جهة حكومية نحن نمد يد الشراكة والعون ، لا بد أن نكون حلقة واحدة لدعم الاقتصاد الوطني وتغطية تعثر أي جهة بالدعم والإسناد لمواصلة عملية الإنتاج.
هل لديكم كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحوار؟
– الشكر لله تعالى أولاً ثم لقائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أعان على تشغيل هذه الهامة الاقتصادية وتذليل الصعوبات التي واجهتنا كثيرا، وكذلك الشكر للقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير مهدي المشاط ووزير الصناعة عبدالوهاب الدرة ونائبه محمد الهاشمي الذين لازالوا خير داعمين لعملية الإنتاج في البلاد.. أما التحية الكبرى فهي للمجاهدين في الجبهات الذين مثلوا لنا السور المنيع لازدهار الاقتصاد وتنميته وتطويره الذي من خلاله استطعنا أن ننهض ونعمّر ونصنّع.. وفي الحقيقة ما نقدمه ليس شيئاً أمام ما يقدمه أبطالنا ورجالنا في جبهات العزة والكرامة.