طاعون عمواس
العلاَّمة سهل إبراهيم بن عقيل
عندما اتسعت الفتوحات الإسلامية واستولى المسلمون على أكثر بلاد الشام وانهزمت دولة الروم إلى أعماق “تركيا” الآن وكانت عاصمتها القسطنطينية والتي تسمى الآن “إسلام بول” وقد حرف اسمها إلى “إسطنبول”.
عجزت الدولة الرومانية عن إيقاف المد الإسلامي، ففكر ساستها وقادتها بأمر يعيق ذلك المد الجارف فاجتمعوا ودبروا أمرهم أن هذا طوفان لا يمكن أن يقف عند حد، فسقط بين أيديهم كل حيلة ومثل وتدبير حير أفكارهم وكان بعضهم خبيراً في استخدام الجراثيم والتي تسمى الآن بمزرعة الجراثيم والتي قد توجد في كثير من المستشفيات لخدمة المختبرات الموجودة في هذه المشافي ومعرفة فروع وأصول وإنبات هذه الجراثيم والقضاء عليها بأسلوب علمي – كما هو موجود الآن – فأشار بعضهم إلى استنساخ مرض يتفشى في صفوف الغزاة الذين استولوا على كثير من أرض المملكة الرومانية العظيمة وهزموهم شر هزيمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الرومان شعبا وإمبراطورية وأوكلوا ذلك إلى من اقترح هذا الاقتراح.
فهذه فكرة اللئيم إلى استنبات جرثومة الطاعون وهو الذي يسميه المسلمون بـ”الطاعون العظيم” الذي قضى على كثير من المسلمين ومنهم كبار الصحابة مثل معاذ بن جبل وعكرمة وغيرهما من قادة الجيوش حتى كاد يفني المنظومة العسكرية للجيش الإسلامي وقد تداركهم الله بلطفه وكشف الغم عن بقية الناجين، وهذا مذكور في كتب التاريخ وفي كتب الحديث التي تروى بالسند الصحيح مثل البخاري وغيره.
وهنا نريد أن ننوه بأن أمريكا التي لم يبق لها حليف أو ظهير في العالم إلا نخالة الأراذل هي الآن تفقد مصالحها ليس في الجزيرة العربية أو العالم العربي والإسلامي فحسب أو مجمل الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر بل لقد ارتكبت في حق شعوب الكرة الأرضية ما يندى له الجبين في حق التاريخ الإنساني.
والبوصلة الآن تشير بوضوح إلى هذا اللص المعتمد عالمياً عبر تاريخ الشعوب أنه هو الذي صنع هذه الجرثومة التي تسمى كورونا وأظنها كما يقولون أنها “الحمى التاجية” والله أعلم، وهذا يعرفه المختصون بعلوم الاستنساخ والتكاثر في المعامل، إذ أصبحت هذه الجراثيم نوعا من الأسلحة التي تستخدم في الحرب بين الدول عادة وقديماً حدث مثل هذه الواقعة في كثير من الحروب على مصالح المتناحرين للاستئثار بحق الآخرين.
ولا يبعد مثل هذا الظن على من يفكر في السياسة الحديثة والواقع المعاش في هذه الظروف الحالكة وخاصة في فقدان المصالح للدول الاستعمارية القديمة والحديثة وعلى رأسها أمريكا في استخدام هذه الجرثومة للقضاء على المنافسين، ونرى ذلك جلياً في الصين مثلاً وغيرها من دول الشرق الأوسط واستزراع هذه الجرثومة خاصة في الجزيرة العربية.
إن الاستباق لوقوع الأحداث يترجم أفكار الساسة القاعدين في المراكز التنفيذية للشعوب من لا يعرف الاستباق لا يعرف السياسة.
إن الاستباق هو الرؤية المستقبلية لما سيحدث مستقبلاً ويطرحه الآخرون في الحاضر بغية تنفيذ مصلحة ما في المستقبل أو هدف ما، وهذا شيء مفروغ منه ويستطيع الإنسان أن يعرفه بمجرد الطرح لنظر وفكر الآخر المتحاور معه، ولذلك يجب على كل متربع على كرسي السياسة أن يضع أمامه رؤية لاستباق الأحداث قبل وقوعها وعند طرحها من الطرف الآخر، وهذا ما يعرفه السياسيون في طرح المعاهدات والاتفاقيات وغير ذلك مما يكتب في تلك الدهاليز من أمور تخص الأطراف المتصارعة أو المتحالفة أو المتصالحة على شيء ما.
وهنا لا يُستبعد أن تكون أمريكا هي الفاعلة لاستنبات ونسخ هذه الجرثومة القاتلة “فيروس كورونا” لتصديرها إلى الآخرين، والله خبير بعباده فنرى اليوم أن الأخبار تنبئنا عن حدوث هذه الجرثومة في العاصمة الأمريكية نفسها حتى أن الحكومة الأمريكية حجزت جزءاً من العاصمة ومنعت الدخول إليها أو الخروج منها وأوصلت الطعام بنفسها إلى منازل القاطنين.. والله أعلم.
مفتي محافظة تعز