قُدُماً قُدُماً.. الجوف تتحرر
عبدالملك سام
تتوالى الانتصارات هذا العام بشكل متتابع، ومع استمرارها يتأكد لنا أن الاحتلال يتقهقر أكثر فأكثر مع مرور الوقت. وها نحن نجني ثمرة الصمود الذي تجلت صوابيته، بينما يحصد المرتزقة مرارة قراراتهم المخزية، فقد راهنوا بأن الاحتلال سينتصر ويقهر أصحاب الأرض، وهاهم اليوم يقفون وعلى سيماهم نظرات الرعب مما ينتظر مشروعهم الخياني القذر.
الجوف بمساحتها الشاسعة، وأرضها البكر الخصبة، المحافظة التي تم إهمالها بقرار سعودي وتواطؤ العملاء في السلطة الفاسدة، هاهي تسترد حريتها كاملة كما أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، وها نحن نقترب أكثر فأكثر من تأمين جبهة الحدود، ونقترب أكثر من منطلق العدوان، لنكسر قرن الشيطان اللعين.
قوتنا الصاروخية باتت تثخن جراح المعتدين أكثر، وطيراننا المسيّر الذي بات عينا ويدا ضاربة قد صار يوجعهم أكثر فأكثر، ودفاعنا الجوي ازداد دقة ليغطي تقدم رجال اليمن الشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم تحرير كل شبر في اليمن العزيز، ومن بعد الشدة أصبح لدينا جيش قوي نضرب به من أراد استعبادنا واحتلال أرضنا، فلله الحمد على ما تحقق وما سيتحقق قريبا بإذن الله.
هنا لابد أن نشير إلى تلك الجهود المبذولة، والدماء الزكية المراقة، والتضحيات الجسيمة التي كانت السبب وراء هذه الإنجازات. رجال الله الذين حملوا الإيمان في قلوبهم، واتجهوا نحو الجبهات دفاعا عن وطنهم وشعبهم المستضعف، وبذلوا جهدا أسطوريا في سبيل الله ودفاعا عن عزة وكرامة كل يمني، هاهم يدوسون بأقدامهم الحافية أنوف المعتدين ومرتزقتهم، ويحققون أماني شعبهم المظلوم. فمزيدا من الدعم أيها الشعب العظيم لنجهز على ما تبقى من غطرسة المعتدين وشرهم، وفي انتظار اللحظة التي يلفظ فيها العدوان أنفاسه الأخيرة.
نحن كشعب يمني مظلوم على أعتاب نصر عظيم بإذن الله، ويجب علينا ألا نعتاد سماع الأخبار السعيدة وننسى عظيم النعمة من الله، كما علينا أن ندرك أننا بهذه الانتصارات نثبت جدارتنا أمام العالم المتفرج، وأن انكسار عدوان بهذا الحجم والتحشيد من عشرات الدول لهو نصر عظيم سيكتب في التاريخ بحروف من ذهب. نحن بحاجة لاستشعار حاجتنا إلى الله الذي بيده ملكوت كل شيء، وبحاجة للتكاتف أكثر، وبدعم الجبهات بشكل غير مسبوق، وبالنفير العام لاستكمال ما بدأناه منذ بداية العدوان، وببذل الغالي والنفيس لتحقيق النصر النهائي والمستحق لشعب الإيمان والحكمة، وبعدها ….. أترك لكل واحد منكم أن يفكر بما يشاء.. المهم أننا أحرار وأعزاء ونملك قرارنا بأيدينا، والخير وصال بإذن الله.