برنامج التجسس الأميركي يثير غضب أوروبا ودول العالم

تصاعد الغضب العالمي على برنامج التجسس الأميركي الذي كشف عنه ادوارد سنودن إلى مستوى جديد مع مطالبة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الرئيس الأميركي باراك اوباما بتفسيرات واضحة بشأن تقارير تفيد بمراقبة وكالة الامن القومي الأميركي لهاتفها المحمول.
وذكرت تقارير لمصادر مطلعة في المانيا أن ميركل غاضبة من نتائج تحقيق المخابرات الالمانية الذي اثبت صدقية التنصت¡ وفقا◌ٍ لما اوردته صحيفة الغارديان البريطانية.
ونقلت “الغارديان” عن صحيفة “دير شبيغل” الألمانية: إن بحثا◌ٍ المانيا◌ٍ مستفيضا◌ٍ اثبت أن هاتف ميركل المحمول كان مستهدفا◌ٍ في برامج التنصت الأميركية مما اعطى دفعها لطلب التوضيح من البيت الابيض.
وجاء الغضب الالماني¡ بعد ايام من دعوة الرئيس الفرنسي هولاند البيت الابيض برد على تقارير تفيد بأن وكالة الامن القومي تتجسس على مكالمات خاصة ورسائل نصية لملايين من الشعب الفرنسي.
وبينما كان القادة الأوروبيين حريصون على “التهوين” من افصاحات سنودن عن المخالفات الأميركية في الاشهر الاخيرة ها هم يقودون حاليا◌ٍ حملة ضد برامج التجسس الأميركية مما يصعøد من حالة “عدم الثقة” في العلاقات على ضفاف المحيط الاطلسي.
وقال ستيفن سيبرت المتحدث باسم ميركل: إن المستشارة الالمانية نددت بشدة واعربت عن سخطها إزاء بطء اجابة الأميركيين على استفسارات برلين حيال برنامج التجسس والذي ظهر للمرة الاولى منذ نشر “الغارديان” لتصريحات سندون حوله في يونيو.
وأخطرت ميركل اوباما بأنها “ترفض هذه الممارسات غير المقبولة تماما◌ٍ¡ في حال تم اثبات الادلة حول التجسس” وقال سيبرت: “سيكون هذا خرقا◌ٍ خطيرا◌ٍ للثقة بين الطرفين.. مثل هذه الممارسات يجب أن تتوقف فورا◌ٍ”.
وأضاف سيبرت: “ابلغت ميركل اوباما انها تتوقع من الجانب الأميركي الرد وتوفير كافة المعلومات على ممارسات التنصت هذه والاجابة على الاسئلة الالمانية المرسلة منذ شهور إلى الإدارة الأميركية”.
وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن “الولايات المتحدة لم تستهدف هاتف ميركل المحمول.. لقد أكد الرئيس اوباما لميركل أن واشنطن لا ترصد او تراقب اتصالات المستشارة الالمانية”.
بيد أن رد برلين على هذا التصريح جاء على وجه السرعة “الدفوع المقدمة من الجانب الأميركي تتعلق بالحاضر والمستقبل¡ ولم تنكر أن اتصالات ميركل جرى رصدها في الماضي”.
ووجهت “الغارديان” سؤالا◌ٍ فيما إذا كانت واشنطن تنصتت على هاتف ميركل في الماضي¡ رد عليه مسؤول كبير في البيت الابيض برفضه أن ينكر حدوث ذلك.
وقالت كاتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي: “الولايات المتحدة لن ترصد اتصالات المستشارة الالمانية اكثر من ذلك¡ وانا لست في وضع يسمح لي بالتعليق على كل نشاط مزعوم للمخابرات”.
وأعلن البيت الابيض في رده “أن أوباما وميركل اتفقا على مواصلة تكثيف التعاون بين اجهزة الاستخبارات بهدف حماية امن البلدين والشركاء وحماية خصوصية المواطنين”.
وجاء تفجير القضية الجديدة بالتزامن مع قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس¡ حيث سبق أن نشرت “اللوموند” الفرنسية تقارير موسعة عن برامج الرقابة الأميركية ويصر الرئيس الفرنسي هولاند اثارة القضية في القمة بعدما أجرى اتصالا مع الرئيس الأميركي اوباما للاحتجاج على التجسس الأميركي وطلب شرح وافي من الإدارة حول ذلك.
ويصر الألمان ايضا◌ٍ رفقة الفرنسيين على ضرورة وضع القارة العجوز لاسس قانونية جديدة لبرامج التجسس الأميركية.
واخطرت ميركل اوباما بأن “الحكومة الالمانية باعتبارها حليفا وثيقا للولايات المتحدة تتوقع أساسا تعاقديا جديدا مستقبلا◌ْ يوضح نشاط المخابرات وحدودة واسس التعاون بين الجانبين”.
وفي العام 2009م ذكرت تقارير أن ميركل زودت هاتفها النقال برقاقة تشفير لوقف عمليات التنصت ووفرت هذه الرقاقة لحوالي 5250 من الوزراء والمستشارين وكبار الموظفين في الحكومة¡ حيث يعرف عن المستشارة الالمانية ولعها باستخدام الهاتف النقال.
وفي العام 2008م وعندما سئل الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي كيف يتواصل مع ميركل خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل عام 2008م قال: نجري اتصالا عبر الهاتف الخلوي ونتبادل الرسائل النصية”.
وقالت كاترين ايكهارت زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر: “إذا صدقت الادعاءات فنحن نتعامل مع فضيحة لا تصدق وخرق غير مسبوق للثقة بين البلدين ليس له أي مبرر”.
وتلقي المفوضية الأوروبية بثقلها وراء مقترحات جديدة للبرلمان الأوروبي لوضع قواعد تحكم نقل البيانات من أوروبا إلى أميركا ويتوقع وضع اللمسات الاخيرة له في حلول الربيع المقبل.

قد يعجبك ايضا