¶ أمانة العاصمة الموقع لم يسلم إلينا والتصاميم المعلنة ليست إسقاطاٍ فعلياٍ
.. كم هو جميل أن تتحول ثكنات العسكر داخل المدن إلى متنزهات وحدائق تتعالى في أرجائها ضحكات الأطفال على منصات الألعاب وتفترش خضرتها العوائل في حضرة النسيم العليل وعبق روائح الزهور والورود الجميلة بتلك الربوة المنيعة التي تطل على صنعاء من كل الجهات .. نتحدث هنا عن مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا بكل ما يحمله المكان من دلالات بمجرد ترديد الاسم السابق للمكان الذي هو مجرد أرض جدباء قاحلة تمتلئ بالخنادق والمتاريس والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة وسط أمانة العاصمة والسؤال .. متى ينفذ القرار الجمهوري رقم (١٢) لسنة ٣١٠٢م الذي يقضي بتحويل معسكر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة ١٢ مارس والذي مثل حالة فريدة باتجاه إخراج المعسكرات من داخل المدن وتحويل المكان إلى حديقة يرتادها الناس للتنزه.
من خلال هذا التحقيق نحاول معرفة أسباب تأخر تنفيذ القرار الجمهوري والمعوقات الماثلة والوصول إلى الحقيقة بعيدا عن التناولات الإعلامية التي تعمد إلى الإثارة نتابع:
❊ يتساءل الطفل شهاب محمد السياغي عن موعد تنفيذ القرار بشكل نهائي ومدى صدق نوايا القائمين على المشروع خصوصا في ظل كثرة الكلام حول تسليمها لأمانة العاصمة من عدمه ومثل شهاب يتساءل الناس في نفس الحي الذي يقطنه لماذا لم يتم تنفيذ القرار والبدء بتحويل المعسكر إلى حديقة خاصة بعد أن بلغ الخيال بالناس مبلغه منذ صدور قرار إنشاء الحديقة وما رافق ذلك من كلام يشير إلى أن هناك من يرفض تسليم المكان لأمانة العاصمة.
❊ العديد من المواطنين والأطفال الصغار ممن التقيتهم خصوصا في الأحياء القريبة من المكان طالبوا بسرعة تنفيذ القرار وتجسيد الفكرة إلى واقع مراعاة لحال الطفولة البائسة باعتبار الفكرة تكفيرا عن بعض ذنوب السياسيين الذين أقحموا البلد في صراعات اغتالت أحلام الطفولة والجمال في حياتنا ردحا من الزمن.
وأثناء حديثنا إلى الأطفال صرخ في وجهنا مسن يدعى العزي ساكن بالقرب من مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا قائلا: اتقوا الله وانقلوا المعسكر بسرعة بعيدا عن احيائنا وعندما سألناه عن السبب قال: عجزنا معظم الأوقات من النوم بهدوء أو حتى شم الهواء خارج المنزل أو الذهاب إلى الصلاة في المسجد في الأيام التي تفرض فيها حالة الطوارئ حول المعسكر.
❊ ويقول صالح الهمداني – ساكن بالقرب من المعسكر تنفسنا الصعداء عند سماعنا تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة ١٢ مارس خصوصا بعد أن بلغت القلوب الحناجر وظننا أن لا مفر من المشاكل التي تلحق بنا جراء السكن بقرب هذا المعسكر إلا ببيع منازلنا والانتقال للعيش في مكان آخر ولن تكتمل فرحتنا حتى نرى هذا القرار قد تجسد على أرض الواقع.
فيما وصف لنا القاضي سلطان الشجيفي – رئيس الاستئناف التجاري بأمانة العاصمة وأحد الساكنين بجانب المعسكر مدى سعادته لحظة سماعه قرار تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة كون القرار جاء ليزرع الطمأنينة في نفوس الساكنين بجانبها ولينهي القلق الذي كان يخيم على السكان المحيطين بالمكان وزادت حدته في العامين ١١٠٢-٢١٠٢م متمنيا من الجهات المعنية إخراج هذا المشروع إلى حيز النور بسرعة وإنهاء الضبابية حولتسليمه إلى أمانة العاصمة.
وبالرغم من إقرار الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بأمانة العاصمة برئاسة أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال لمشروع حديقة ١٢ مارس والتوجيه باستكمال الإجراءات القانونية والحصول على خريطة عامة للمشروع للبدء في تنفيذه على المساحة (المحددة) البالغة نحو ٠٥ ألف لبنة وبما يعادل مليونين و٠٠٢ ألف متر مربع إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن قوات عسكرية لا زالت ترابط حاليا داخل مقر الفرقة الأولى بنفس التشكيلات والمسميات السابقة رغم مضي أشهر على قرار إلغائها وتوزيع قواتها على المنطقتين العسكريتين الخامسة والسادسة.
وعلى نفس الصعيد تؤكد المعلومات التي حصلنا عليها وجود رفض لتسليم الأرضية حتى اليوم بحجة وجود مطالب لم تنفذ وطبقا لتلك المصادر فإن الأسباب هي التي تؤخر تنفيذ القرار الجمهورية الخاص بحديقة ١٢ مارس وما يزيد من صحة هذه التسريبات رفض بعض أفراد مما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع من المتواجين في نفس الموقع إلى حد الآن التحدث إلى كاتب التحقيق والتعليق عليها.
وأكد مسؤول في أمانة العاصمة فضل عدم ذكر اسمه صحة المعلومات التي تسوق على أنها مطالب.
تصاميم بعيدة عن الواقع
❊ المهندس ماهر العمودي نائب مدير عام التخطيط والدراسات بالقطاع الفني بأمانة العاصمة أوضح أن حديقة ١٢ مارس لم تسلم إلى أمانة العاصمة وأن التصاميم الخاصة بالحديقة مبنية على عدم النزول الميداني والاسقاط الفعلي مطالبا الجهات المعنية سرعة الاستفادة من الموقع حتى لا يكون عرضة للنهب والاستعانة بالكفاءات من مهندسي أمانة العاصمة لإنجاز هذا المشروع.
من جهته يتحدث المهندس السلال عبدالله الشميري – الوكيل المساعد لقطاع الشؤون الفنية بأمانة العاصمة قائلا: اللجنة المكلفة بمشروع حديقة ١٢ مارس لم تزر الموقع إلى حد الآن بسبب وجود مجاميع عسكرية فيها مشيرا إلى تقدم ٢٢ مكتباٍ استشارياٍ محلية وعربية وأجنبية منها المؤتلف ومنها المتقدم بشكل فردي بوثائق تأهيلية للمشروع وأنه تم قبول ٢١ شركة منها لحصولها على الحد الأدنى وما فوق للدرجة المطلوبة ٠٧٪ التي تم تحديدها وتوزيع درجات التقييم وفق معايير المؤهلات في مجال المهمة المطلوبة ووضع الاستشاري الفني والمالي والإداري ومجال العمل الرئيسي وسنوات الخبرة في مجال الدراسة المطلوبة والكادر الرئيسي والجهات التي يمكن الرجوع إليها وتم استكمال إجراءات تأهيل المكاتب الاستشارية والبت بها من قبل لجنة المناقصات بأمانة العاصمة تمهيدا لرفعها إلى الهيئة العليا للمناقصات.
ويؤكد الشميري على أهمية إعطاء الأولوية للكادر المحلي في المسابقة المعمارية الخاصة بهذا المشروع.
في كل الأحوال لم يعد موضوع عدم تسليم الحديقة لأمانة العاصمة سرا .. فتأكيد أمين العاصمة عبدالقادر هلال مؤخرا على أنها لم تسلم كشف المستور يقول: لا يمكن لأي قوة في اليمن أن تتراجع عن تسليم حديقة ١٢ مارس مؤكدا أن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وعد تسليم الحديقة في موعدها المحدد.
مضيفا: أن قرار تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة لم يعد قرارا رسمياٍ فقط بل أصبح قراراٍ شعبياٍ.
ويرى في الوقت ذاته أن تأخير تسليم الحديقة حتى اليوم غير مبرر.