عام قياسي في حوادث القتل الجماعي ومحاكمة ترامب والانسحاب من معاهدة الصواريخ مع روسيا هي الأبرز

العالم في بانوراما 2019م: أمريكا تحقق فشلاً ذريعاً في سياستها المتهورة وخصوصاً في الملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي

صعود جونسون إلى رئاسة الوزراء البريطاني وترحيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
فرنسا تغرق في أزمات سياسية داخلية وخارجية واحتجاجات السترات الصفراء
ألمانيا تحظر صادرات الأسلحة للسعودية
الرئيس الإثيوبي يحصل على جائزة نوبل للسلام
مذبحة مسجدين في نيوزيلاندا أثارت غضب مسلمي العالم

رصد / إدارة الأخبار العربي والدولي
شهد العالم خلال عام 2019 أحداثاً ساخنة شملت مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على العلاقات الدولية، حيث غرقت أمريكا بفشل سياسة ترامب داخلياً وخارجياً ويعتبر العام عاماً قياسياً في حوادث القتل الجماعي في أمريكا.. وفشل ترامب في سياسته فيما يخص التعامل مع الملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي بالإضافة إلى فشل الانقلاب الأمريكي في فنزويلا.
وغرقت فرنسا في عدد من الأزمات الداخلية والخارجية أبرزها اندلاع الاحتجاجات الغاضبة ضد الحكومة للمطالبة بتحسين الحياة المعيشية وهي ما عرفت باحتجاجات السترات الصفراء.
بينما شهدت بريطانيا صعود جونسون إلى رئاسة الوزراء واستقالة تريزي ماي التي اعترفت بضعف قدرتها على التعامل مع عدد من القضايا المتعلقة بمصلحة بريطانيا وخصوصاً خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي القضية التي رُحِّلت إلى العام الحالي.
وقامت ألمانيا بحظر تصدير الأسلحة إلى السعودية معترفة بهزيمتها في التعامل مع الاتحاد الأوروبي التي تعتبر العملاق الأكبر اقتصادياً.
إلى جانب حصول رئيس الوزراء الأثيوبي على جائزة نوبل للسلام لتعامله بشكل سلمي مع عدد من المشكلات الأفريقية.

عزل دونالد ترامب
اتخذ اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستغلال منصبه ومحاولة الضغط على أوكرانيا للتحقيق في أمر منافسه السياسي جو بايدن، مساراً سريعاً خلال الأشهر الأخيرة من العام، والتي بدأت مع نشر مكالمة بين ترامب ورئيس أوكرانيا، لتعلن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التحقيق في الواقعة، ووافق الكونجرس بالأغلبية على مساءلة ترامب، وسط توقعات بأن تبدأ التحقيقات وإجراءات العزل في مجلس الشيوخ بالكونجرس قريباً.
احتجاجات تشيلي
أنهت دولة تشيلي حالة الاستقرار التي عرفت بها في أمريكا اللاتينية مع اندلاع احتجاجات غير مسبوقة في شهر أكتوبر للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية؛ حيث أسفرت تلك الاحتجاجات عن مواجهات بين الأمن والمتظاهرين تسببت في سقوط 20 قتـيلاً ونحو ألف مصاب.
محاولة انقلاب عسكري بفنزويلا
قاد زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو نهاية شهر أبريل محاولة انقلاب عسكري ضد نظام الرئيس نيوكلاس مادورو والتي انطلقت من قاعدة جوية بالعاصمة كراكاس، قبل أن يعلن مادورو إفشال تلك المحاولة ومحاسبة المتورطين فيها.
فوز جونسون يعزز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
عزز فوز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالأغلبية في البرلمان البريطاني وتوليه الحكومة مسألة الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي؛ حيث يُخطط جونسون للانفصال الفوري عن الاتحاد الأوروبي نهاية عام 2020.
انسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ مع روسيا
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في شهر أغسطس انسحاب بلاده بشكل رسمي من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى المبرمة مع موسكو، لتخرج وزارة الخارجية الروسية بعدها بساعات عن صمتها وتؤكد أن المعاهدة انتهت بمبادرة من الولايات المتحدة.
انتحـار الرئيس البيروفي السابق
انتحر الرئيس البيروفي السابق آلان جارسيا في شهر أبريل بإطلاق النار على رأسه في منزله، للحيلولة دون اعتقاله من قبل الشرطة والتحقيق معه في تهم فساد.

الأزمة في فنزويلا
في العاشر من يناير، قضت الجمعية الوطنية الفنزويلية ببطلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي أُجريت خلال شهر مايو 2018 وأفضت إلى فوز نيكولاس مادورو، وأوكلت المهام الرئاسية إلى خوان غوايدو مما أدخل البلاد في أزمة سياسية.
تغيير اسم مقدونيا
12 فبراير، جمهورية مقدونيا تُعلن عن تغيير اسمها رسمياً ليصبح جمهورية مقدونيا الشمالية بعد نزاع دامَ سنوات طويلة بينها وبين اليونان منذ تفكك يوغوسلافيا.
مجزرة نيوزيلندا
استفاق العالم يوم الجمعة 15 مارس، على هجوم إرهابي مفزع نفذه وصوره مسلح متطرف أسترالي، استهدف فيه مسجد النور ومركز لينود الإسلامي في مدينة كرايستشرش في نيوزيلندا، مما أسفر عن مقتل 50 شخصاً وإصابة 50 آخرين. وعثرت الشرطة على سيارتين ملغومتين وأَبطَلت مفعول المتفجرات فيهما. ويعد هذا أول حادث هجوم بإطلاق نار ضد مجموعات في نيوزيلندا منذ مجزرة راوريمو عام 1997، ويعد حادث إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ نيوزيلندا الحديث.
وقد وصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن وعدد من الحكومات في العالم الحادث بأنهُ هجوم إرهابي. وقد اشتُبه بضلوع أربعة مجرمين في الهجوم أحدهم أسترالي الجنسية وصفه الإعلام بأنه من اليمين المتطرف ومؤمن بسيادة البيض، ويبلغ من العمر 28 عاماً، وكان يستخدم رموزاً وشعارات تعود للنازيين الجدد. وقد ربط بين الهجومين وبين الزيادة العالمية في نشاط متطرفي سيادة البيض واليمين المتطرف.
انفجار بمنشأة نووية روسية
انفجار في قاعدة نيونوكسا العسكرية الروسية، بالقرب من مدينة سفرودفنسك نتج عنه انبعاثات إشعاعية نووية، ووفاة خمسة أشخاص.
انتخاب أصغر رئيسة وزراء في العالم
10 ديسمبر، في فنلندا تم اختيار سانا مارين لمنصب رئيس الوزراء الجديد، وبذلك أصبحت مارين أصغر رئيسة وزراء في العالم حالياً وأصغر رئيسة وزراء في تاريخ فنلندا وثالث رئيسة وزراء في فنلندا. وضمت الحكومة الفنلندية الجديدة برئاسة مارين 13 وزيرة من بين وزراء مجموعهم 19 وزيراً.
جحيم في جزيرة إيل دو لا سيت
ارتفاعها 69 مترًا، طولها 130 مترًا، ويعود إنشاؤها إلى حوالي 850 عامًا: هذه الإحصائيات الحيوية لكاتدرائية نوتردام في باريس وحدها لا يمكن أن تنقل صفاتها الفريدة والقيمة. منذ 15 أبريل، أتت النار على السقف وبرج العبور، وأجزاء كبيرة من المناطق الداخلية، وأصبحت الكنيسة الأكثر شهرة في فرنسا يصعب التعرف عليها. وسوف يستغرق الأمر سنوات لإعادة ترميمها.
هجمات عيد الفصح
حطمت الانفجارات أجواء عيد الفصح المجيد يوم الأحد في العاصمة السريلانكية كولومبو. وفُجرت القنابل في الكنائس والفنادق من قبل إرهابيين إسلاميين زعموا أنهم أرادوا الانتقام لضحايا هجمات كرايستشيرش المسلمين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا. ومنذ ذلك الحين، تشهد البلاد توترات طائفية متزايدة.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
مرت ثلاثة تواريخ لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هذا العام: 29 مارس ، و30 يونيو و31 أكتوبر . ولا تزال المملكة المتحدة حاليًا عضوًا في الاتحاد الأوروبي ومن المقرر انسحابها الآن في 31 يناير. وكان أيضا هناك وداع واحد من داونينغ ستريت هذا العام وهي رئيسة الوزراء غير الناجحة تيريزا ماي بعد استقالتها في يونيو لتترك مهامها الرسمية لبوريس جونسون.
غريتا في مقدمة السفينة
في عام 2019، نجحت التلميذة السويدية غريتا تونبيرغ في تسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من حماية المناخ. بعد إبحارها من بليموث جنوبي إنجلترا إلى نيويورك، سألت السياسيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، نيابة عن ملايين المتظاهرين في جميع أنحاء العالم: “كيف تجرؤو على ذلك؟” كيف تجرؤون على فعل القليل لوقف الاحتباس الحراري؟ أصبحت الناشطة البالغة من العمر 16 عامًا أيضًا هدفًا للمتشككين في تغير المناخ.
العالم يشتعل
هذا العام، اشتعلت حرائق الغابات وتفاقمت على الأرجح بسبب تغير المناخ، بشكل سيء للغاية: في روسيا والولايات المتحدة وأستراليا.. ومع ذلك، فإن حرائق غابات الأمازون المطيرة ترجع جزئياً على الأقل إلى سبب آخر: الرئيس المنتمي لليمين المتطرف في البرازيل جايير بولسونارو الذي طالما شجع المزارعين على قطع الأشجار وبناء مراع جديدة. وتسببت الحرائق في آثار بيئية كارثية.
اضطرابات في أمريكا اللاتينية
هذا العام، خرج الناس في العديد من دول أمريكا اللاتينية إلى الشوارع احتجاجًا على حكوماتهم. في بوليفيا، تحدى المحتجون شرعية فوز الرئيس إيفو موراليس الانتخابي، حتى أجبره الجيش أخيرًا على التنحي. وفي الوقت نفسه، أجبرت الاضطرابات العنيفة في تشيلي الرئيس سيباستيان بينيرا على إلغاء مؤتمر المناخ العالمي، الذي انعقد في مدريد بدلاً من ذلك.
فيضانات عارمة في البندقية
اعتادت المدينة الإيطالية الشهيرة على التعامل مع الفيضانات – ولكن ليس بهذا السوء. وقفت المياه المالحة الملوثة على ارتفاع 187 سمنتمترا عن المستوى الطبيعي. قدّر العمدة لويجي برونارو أن الأضرار الناجمة عن “فيضان القرن” ستكلف حوالي مليار يورو (1.1 مليار دولار). مع ارتفاع منسوب المياه في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ، فإن مدينة البندقية تواجه خطرًا كبيرًا في الهبوط.
غير متأثر بالمساءلة
لو افترضنا صدق الاتهامات الساحقة للشهود، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ارتكب انتهاكات جسيمة خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي الصيف الماضي. وقيل إن الصفقة المعروضة هي “مقابل أجر” – مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا- مقابل إطلاق تحقيقات بدوافع شخصية. على الرغم من المزاعم الخطيرة، لا يزال ترامب يتمتع بدعم حزبه الجمهوري.
وفي فرنسا فقد غرقت خلال العام 2019 في أزمات سياسية خارجية واجتماعية داخلية هي الأكبر خلال السنوات الأخيرة.
وتمثّل ذلك في احتجاجات “السترات الصفراء”، والتوتر الضريبي بين باريس وواشنطن، والأزمة الدبلوماسية مع إيطاليا، وأخرى مماثلة مع إيران بسبب سجن الأخيرة أكاديميين فرنسيين.
البداية كانت مع احتجاجات “السترات الصفراء” التي شكلت أبرز أحداث العام في فرنسا، ونالت لقب أطول الاحتجاجات زمنياً في تاريخ البلاد.
الاحتجاجات، التي تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف وشغب بين المحتجين والشرطة، حظيت باهتمام دولي أيضاً، وكان الجانب الأبرز والأكثر حديثاً فيها، العنف الممارس من قبل الشرطة ضد المحتجين.
باريس، التي دعت الأطراف في إيران إلى الاعتدال إثر احتجاجات الوقود التي اندلعت هناك، لم تتراجع عناصر شرطتها عن استخدام العنف ضد المحتجين، في وقت شهد العام الماضي، تزايداً في نسب العنف من قبل الشرطة ضد المحتجين والصحفيين.
وبحسب معلومات جمعها مراسل الأناضول، خلال العام 2019، لقي شخص مصرعه، وفقد 26 آخرون أعينهم و5 أشخاص أيديهم، وأصيب حوالي 500، نتيجة العنف الممارس تجاههم من قبل الشرطة الفرنسية.
الضحية الأخيرة لعنف الأمن الفرنسي، كان مصور وكالة الأناضول، مصطفى يالجين، الذي أصيب في عينه إثر قنبلة غاز أثناء تغطيته الإضراب المفتوح الذي دعت إليه النقابات العمالية رفضا لمشروع قانون جديد لنظام التقاعد، فيما يواجه “يالجين” حالياً، خطر فقدان الرؤية بعينه اليسرى.
اللافت في أحداث العنف، التي تمارسها الشرطة، هو صمت البلدان الأوروبية التي تتبنى دور المدافع عن الديمقراطية، وحرية التعبير وحقوق الإنسان.
الحدث البارز الآخر الذي شهدته فرنسا خلال الأيام الأخيرة من العام، هو الإضراب المفتوح الذي شكّل أحد أكبر الإضرابات في تاريخ البلاد الحديث، احتجاجًا على خطط حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، حيال نظام التقاعد.
واستغرقت تلك الإضرابات، أطول من تلك التي شهدتها البلاد عام 1995، والتي استمرت حينها 3 أسابيع، وانتهت بسحب رئيس الوزراء آنذاك، ألين جوب، القانون الخاص بإصلاح نظام التقاعد.
ومن المتوقع استمرار الإضرابات في البلاد، خلال المرحلة المقبلة، وسط إصرار إدارة ماكرون، على عدم التراجع عن خطتها الخاصة بنظام التقاعد، ومطالب النقابات العمالية بسحبها.
الأزمات الاجتماعية التي ولدتها الاحتجاجات في البلاد، أدت إلى أزمات اقتصادية، حيث يتعرض التجار وأصحاب المحال التجارية لأزمات مالية نتيجة احتجاجات “السترات الصفراء”، فيما فاقمت الإضرابات الأخيرة من حجم معاناتهم وأزمتهم.
وبلغت خسائر المطاعم، وصالات البيع والفنادق في باريس وحدها، حوالي 30-40 بالمئة من مبيعاتها بسبب الإضراب، فيما خسرت الشركة الوطنية الفرنسية للخطوط الحديدية (SNCF 400) مليون يورو خلال 20 يوماً فقط.
توتر ضريبي بين باريس وواشنطن
في يوليو الماضي، صوّت البرلمان الفرنسي لصالح قانون جديد يسمح بفرض ضرائب سنوية بنسبة 3 بالمئة على الشركات الرقمية العملاقة مثل، “فيسبوك” وآبل” و”أمازون”.
ويسمح القانون بفرض ضريبة على إيرادات الشركات الرقمية في فرنسا التي تحقق إيرادات عالمية تصل إلى أكثر من 750 مليون يورو (830 مليون دولار)، وإيرادات فرنسية تتجاوز 25 مليون يورو.
ورغم أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي دونالد ترامب، استخدما اللغة الدبلوماسية في مؤتمراتهما الصحفية، إلا أن المستجدات تشير إلى احتمالية استمرار التوتر بين البلدين.
أزمة دبلوماسية مع إيطاليا
في فبراير ، أعلن نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، لقاء مسؤولين ومحتجين من حركة “السترات الصفراء”، الأمر الذي فجّر أزمة دبلوماسية بين روما وباريس، ودفع الأخيرة لاستدعاء سفيرها في إيطاليا، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
لاحقاً، تبادل الرئيس ماكرون، ونائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، اتهامات وتصريحات ساخنة بهذا الخصوص.
ألسنة النيران تلتهم كاتدرائية نوتردام
ومن أبرز الأحداث التي شهدتها فرنسا خلال عام 2019، اندلاع حريق في كاتدرائية نوتردام، أبريل الماضي.
الكاتدرائية، التي تعد من أبرز رموز فرنسا، استطاعت الصمود إلى يومنا هذا طيلة 856 عاماً، رغم الحروب والكوارث الطبيعية، إلا أنها تعرضت لأضرار كبيرة جراء الحريق الأخير.
وتعد كاتدرائية “نوتردام”، تحفة معمارية للفن القوطي، وتجري فيها أشغال منذ سنوات، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ 1991.
واكتسبت شهرة كبيرة بفضل رواية فيكتور هوغو “أحدب نوتردام”، التي تم اقتباسها عدة مرات في السينما والعروض المسرحية الغنائية.
وفاة الرئيس الأسبق جاك شيراك
توفي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، عن عمر ناهز 86 عامًا.
وانتخب جاك شيراك رئيسًا لفرنسا عام 1995 بعد أن شغل منصب رئيس بلدية باريس لمدة 18 سنة وأعيد انتخابه عام 2002.
عرف عنه معارضته للغزو الأمريكي للعراق إبان الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في 2003، ودعمه لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كما أنه قاد الجهود الدولية لإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري.
تميز شيراك بقوة مواقفه وحنكته السياسية، فقد ناصر عددًا من القضايا العربية، وظل رفضه لمشروع الرئيس بوش لغزو العراق، سببًا لاستهدافه بحملات إعلامية قوية في وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية.
استضافة قمة مجموعة الدول الصناعية
استضافت مدينة بياريتز الفرنسية، خلال الفترة بين 24-26 أغسطس/آب، النسخة الـ45 لقمة مجموعة الدول الصناعية السبع.
اللافت في القمة، كان المشاركة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والخلاف الذي حصل بين ماكرون وترامب، حول الضرائب.
وفي سياق آخر، شهدت باريس، خلال 2019، اختيار التركي أحمد ألطاي جنكيز أر، السفير التركي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لرئاسة المؤتمر العام الـ 40 لـ “يونسكو”، لمدة عامين، ليكون بذلك أول تركي يتم اختياره لهذا المنصب بعد 53 عاماً.
وفي ألمانيا حملت سنة 2019 العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة في ألمانيا، ورغم أن ميركل تخلت عن رئاسة حزبها في عام 2018 بعد انتخابات ولايتي بافاريا وهيسن المحبطة للغاية، إلا أن المستشارة متمسكة بإنهاء ولايتها الرابعة والأخيرة عام 2021. وقد تكون ميركل، التي صنّفتها مجلة “فوربس” المرأة الأقوى في العالم، قد منحت فترة سماح. خاصة بعد صمود الائتلاف الحكومي الذي شكلته ميركل مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالبقاء عام 2019 بعد العقبات الكبيرة التي واجهها بداية تشكيله في العام الذي سبقه.
خطاب ميركل بداية هذا العام للألمان كان من أجل التأكيد على الثوابت التاريخية. وحذرت من أنه لا يمكن للدول التي تتحرك وحدها مواجهة تحديات دولية على غرار التغيّر المناخي والهجرة ومكافحة الإرهاب. وقالت في خطاب “من أجل مصالحنا، نريد حل جميع هذه المسائل ويمكننا القيام بذلك بالشكل الأمثل عندما نأخذ مصالح الآخرين كذلك في عين الاعتبار”. وهو ما شكل أساس العمل السياسي في ألمانيا لهذا العام.
وسعت المستشارة الألمانية ميركل إلى توحيد الصفوف في بلادها خلال العام بتوجيه دعوة للتضامن والتعاون للتغلب على الخلافات السياسية العميقة معترفة بأن حكومتها أحبطت الكثيرين من الشعب الألماني خلال 2018.
حظر بيع الأسلحة للسعودية
شكل الخلاف بين شركات السلاح والحكومة الألمانية الحدث الأبرز لبداية عام 2019 إذ أن ألمانيا كانت الدولة الأوروبية الأولى التي اتخذت قرارات عقابية للسعودية فيما يخص قضية خاشقجي، الذي قتل في ظروف مثيرة للجدل في 2 /أكتوبر 2018 في السفارة السعودية في تركيا. وكان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قد أكد في وقت سابق، أنه نظرا للظروف الغامضة التي تحيط بمقتل خاشقجي، فإنه لا يرى حاليا أرضية مناسبة لمواصلة تصدير السلاح إلى الرياض. ما جعل شركات السلاح الألمانية تطالب بتعويضات عن عذا القرار. بيد أن ألمانيا استمرت في وقف تصدير السلاح للسعودية لستة أشهر أخرى.
وفي /يناير أيضا وبالرغم من الاتهامات التي أطلقتها الأحزاب اليمينية بحصول عشرات الآلاف من أسر اللاجئين أصحاب الحماية المؤقتة للقدوم إلى ألمانيا، كشفت تحقيقات حكومية أن العدد المسموح لقدومهم لم يتجاوز الثلاثة آلاف تأشيرة وهو ما ولد حالة من الجدل في المجتمع.
حزمة تغييرات قانونية
أعلنت الحكومة الألمانية في /أبريل تمهيد الطريق لحزمة قوانين بشأن إعانات طالبي اللجوء، ودورات تعلم اللغة الألمانية المخصصة لهم، وكذلك الترحيلات.
وأضافت البيانات أن وزير الداخلية الاتحادي، هورست زيهوفر، سوف يدفع بـ”قانون الإعادة المنظم” الخاص به، والذي من شأنه العمل على تحسين تنفيذ الإلزام بالمغادرة بالنسبة لطالبي اللجوء المرفوضين، كما أن من المقرر أن تحصل الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين الخاضعة لسلطته على وقت أطول لفحص أسباب الحماية للاجئين بموجب هذا القانون. وتأتي من وزارة العمل الاتحادية مسودة لإصلاح قانون إعانات طالبي اللجوء، وتنص على زيادة الإعانة النقدية.
العداء للإسلام
وكشف تقرير أمني صدر منتصف عام 2019عن ارتفاع مقلق لعدد الجرائم المعادية للأجانب في ألمانيا وذلك بنسبة نحو 20 في المئة لتصل إلى نحو 7700 جريمة، كما رصدت سلطات الأمن نسبة مماثلة من الارتفاع في الجرائم المعادية للسامية.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر خلال عرض إحصائية الجرائم ذات الدوافع السياسية إن نحو 90 في المئة من إجمالي 1799 جريمة معادية للسامية العام الماضي محسوبة على التيار اليميني. كما أنه تم مؤخرا الإعلان عن عدة حالات ليمينيين متطرفين مشتبه بهم داخل الشرطة والجيش في ألمانيا. وفي ولاية هيسن وحدها جرى مؤخرا اتخاذ إجراءات قانونية جنائية ضد 40 فرد شرطة تقريبا على خلفية أحداث يمينية متطرفة.
مقتل لوبكه أثار الفزع
قد يكون الحدث الأشد قتامة في عام 2019 هو مقتل السياسي الألماني وعمدة مدينة كاسل فالتر لوبكه في حديقة منزله في 2 /يونيو. هذا الحدث أثار فزع السياسيين في ألمانيا وذلك بعد توجيه الاتهام لليمين المتطرف خاصة بما اشتهر به لوبكه من سياسات تصب في صالح اللاجئين. وأقر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن بلاده لديها مشكلة إرهاب يميني متطرف، على خلفية مقتل حاكم مقاطعة كاسل، فالتر لوبكه. ولفت إلى وجود تهديدات بالقتل موجهة ضد عمدة مدينة كولونيا، وعمدة مدينة آلتينا. لوزير الألماني حذّر من أن التغاضي عن مثل هذه الأحداث، قد يكون “قاتلاً”. وشدّد على أن الهجمات ذات الدوافع اليمينية المتطرفة يتم النظر إليها لدى الرأي العام الألماني على أنها حوادث منفردة أو عبارة عن نوبة غضب. في حين توعدت ميركل المتطرفين اليمينيين، واعتبرت أنّ ما جرى “لا يتعلق بعمل مريع فحسب، وإنّما يرتبط أيضاً بتحد كبير يواجهنا لنعيد النظر في كل المستويات حيث ثمة ميول يمينية متطرفة أو تقاطعات”.

أبرز التصريحات
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: “هناك أكثر من 12 ألف متطرف يؤيدون العنف في ألمانيا، بينهم 450 تمكنوا من الاختفاء رغم وجود تعليمات للقبض عليهم”.
ميركل: “النازيون الجدد يجب أن يُكافحوا منذ البداية ومن دون أي محرمات”.
وفي السويد فقد شهد اعام 2019، أحداثاً كثيرة، البعض منها، لم يكن مسبوقاً في تاريخ الحياة السياسية، مثل أزمة تشكيل الحكومة الحالية.
وكان البرلمان السويدي صوت في يناير 2019 لصالح ستيفان لوفين زعيم الاشتراكي الديمقراطي كرئيس للحكومة السويدية، وقد صوت المحافظون وديمقراطيو السويدي والحزب المسيحي الديمقراطي بلا، في حين امتنع اليسار والليبراليون والوسط عن التصويت.
وفي ربيع العام الجاري، صّوت البرلمان الأوروبي على إلغاء تغيير التوقيت الصيفي والشتوي، وتركل لكل دولة حرية اختيار التوقيت الذي تراه مناسبا لها، فيما صوتت السويد ضد قرار الاتحاد الأوروبي بشأن حقوق الملكية الفردية، الذي أقره البرلمان الأوروبي في ربيع العام 2019.
ولعل من أهم القوانين التي دخلت حيّز التنفيذ في العام 2019 هو قانون حظر التدخين الذي أثار ولا يزال يثير الكثير من الجدل حتى الآن بعد حوالي 6 أشهر من بدء سريانه.

أفريقيا
وفي أفريقيا على صعيد الأزمات الاقتصادية فإن حالة دولة جنوب أفريقيا تكون الأبرز حيث تحولت من اقتصاد واعد إلى اقتصاد يعاني قصورا في النمو، ويواجه مصاعب للعام السادس على التوالي، وإن كان عام 2019 هو الأسوأ على الإطلاق طبقا لتقارير البنك الدولي، الذي أجمل أسباب ذلك في ثلاث نقاط هي، ركود الاستثمارات والصادرات الخاصة وانخفاض الإنتاجية الذي يعود إلى القيود التنظيمية، وتصلب سوق العمل، والبنية التحتية غير الفعالة، وتزايد الديون المالية والحكومية، وكذلك ارتفاع تكاليفها.
أما في شرق أفريقيا فإنه ربما الحدث العالمي الأبرز عام 2019، هو حصول آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام، نتيجة لدوره في عقد مصالحات داخلية، أسهمت في الإفراج عن معتقلين سياسيين، وفتح الفضاء العام أمام فرص تطور ديموقراطي. أما على المستوى الإقليمي فإن انخراط آبي أحمد في مصالحات إقليمية خصوصا مع إرتيريا، ثم كل من الصومال وجيبوتي.
خلافات النخب السياسية الأفريقية حالة ممتدة في جنوب السودان أيضا، وهي التي شهدت تطورا أساسيا في ديسمبر 2019، حيث تم الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية، طبقا لاتفاق السلام المنشط الذي تم توقيعه في الخرطوم خريف 2018 بين سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان، ورياك مشار نائبه الأول، وذلك بعد حرب اندلعت بين الرجلين في 2013، واتخذت أبعادا صراعية بين قبيلتي الدينكا والنوير، وهو ما تسبب في نزوح مئات الآلاف من السكان المحليين من أماكن إقامتهم الأصلية. ولعبت العقوبات الأميركية على كل من وزير الدفاع الجنوب السوداني كوال جوك ورئيس شؤون مجلس الوزراء مارتن إيليا من الجانب الأميركي أثرا فعالا في تحريك الإرادة السياسية لنخب جنوب السودان، لتنفيذ اتفاقية السلام وهي التي أقدمت على تأجيل هذا التنفيذ طوال عام 2019.
نيجيريا
أما في غرب أفريقيا فإن التحدي الإرهابي من جماعة بوكو حرام في نيجيريا جعلها تغلق حدودها مع جميع الدول المجاورة لها، على اعتبار أن الحدود أحد أهم مصادر التهديد الأمني لأبوجا، حيث تنتقل بوكو حرام بحرية بين نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر مهددة كل هذه الدول، إلى درجة إعلان الأمم المتحدة بعض مناطق نيجيريا كمناطق مجاعة خلال 2019.
على الصعيد المغاربي فإن التطور الأبرز فيها هو نداءات الملك محمد السادس المتكررة للجزائر للمصالحة بين البلدين خلال 2019، ومحاولة حل المشكلة العالقة بينالبلدين الممثلة في البوليساريو، ولكن لم يلق الملك المغربي استجابة من الجزائر الذي سجل نمط التغيير فيها استمرار لأهم ملامح العقود الماضية، وهو سيطرة المؤسسة العسكرية على مقاليد التفاعلات الإقليمية، وربما بسبب استمرار النخبة العسكرية في السيطرة على مقاليد صناعة القرار الجزائري، فربما لا تجد النداءات المغربية صدى من الجزائر، التي سوف تنشغل بالتأكيد بأمورها الداخلية.
إجمالي المشهد الأفريقي خلال 2019 يبدو مكللاً بأزمات عدة هي سمة من سمات عالمنا المعاصر في القرن الواحد والعشرين، الذي يشهد صراعات الأقطاب العالميين، ويعكس إراداتهم على القارة الأفريقية كما على كل العالم.

قد يعجبك ايضا