التدريب والتأهيل الرياضي والحلقة المفقودة

 

حسن الوريث

وزارة طويلة عريضة للشباب والرياضة ولجنة أولمبية أعرض منها في الإمكانيات والكوادر والصلاحيات واتحادات تزاحم على المخصصات وأندية تتكاثر وتتوالد وكل هذه التشعبات لا تمتلك مركز تدريب واحداً للرياضيين كلهم “يتزاحمون على الفاضي والمليان” كما يقال لكن أحداً منهم لم يفكر ربما مجرد التفكير في إيجاد هذا المركز التدريبي الهام لتأهيل وتدريب الرياضيين.
قد يقول القائل إن لدى وزارة الشباب والرياضة مركزاً يسمى مركز تنمية القيادات الشابة وأنت تتحامل عليهم ولكني سأقول إن هذا الأمر مردود عليهم وعلى كل من يقول إن هذا المركز هو لتدريب الرياضيين والواقع يؤكد ما أقوله وعليكم أولاً أن تقوموا بزيارة له لتتأكدوا بأنفسكم انه لا يمت بأي صلة للرياضة ولتدريب وتأهيل الرياضيين فمن تسميته، إلى نظامه الداخلي إن كان له نظام أصلاً ولائحته ودليل عمله إن كان له دليل عمل ولائحة، إلى مخرجاته إن كانت له مخرجات حقيقية تخدم الرياضة والشباب حتى مقره الذي لا تتوفر فيه أبسط المؤهلات التي تجعلنا نطلق عليه مركز تدريب وتأهيل الرياضيين والقيادات الشابة من كل النواحي من المبنى إلى التجهيزات إلى توزيع غرفه وقاعاته التي لا يمكن أن تكون قاعات مركز تدريبي وتجهيزاته إن كانت له تجهيزات وفي الأخير يمكنكم أن تسألوا إدارته المشغولة بجمع المال من دورات يستضيفها المركز لجهات ومؤسسات اخرى دون ان يكون للشباب في معظمها نصيب كم عدد المدربين الرياضيين الذين تخرجوا من المركز ؟ وكم عدد القيادات الرياضية التي تخرجت منه وتقود العمل الرياضي والشبابي الآن في الوزارة والاتحادات والأندية ؟ وكم عدد الحكام في مختلف الألعاب الرياضية الذين تخرجوا من المركز ؟ إلى غير ذلك من التساؤلات والاستفسارات التي تحتاج أولاً إلى اجابات واقعية وحقيقية وليس إلى مجرد تنظير وأرقام في الهواء كما نسمع عند حضور بعض المسؤولين ما تسمى حفلات تخرج لشباب لا علاقة لهم بالرياضة والمؤسسات والهيئات الرياضية لكنهم يتبعون جهات اخرى لا ندري ما هي أهدافها الحقيقية من وراء تدريب هؤلاء الذين تجمعهم في المركز لتلقي ما تسمى دورات تدريبية وتأهيلية في بعض المجالات البعيدة فعلاً عن الرياضة والشباب.
عندما نتحدث عن التدريب والتأهيل في المجال الرياضي فإننا نتحدث عن مستقبل الرياضة والشباب في البلد وعندما نطلب أن تكون لدينا مراكز للتدريب والتأهيل الرياضي فإن ذلك ينطلق من الحرص على أن يكون لدينا قيادات رياضية كفؤة تقود العمل الرياضي والشبابي بمهنية واقتدار وعندما نتحدث عن التدريب والتأهيل الرياضي فإن ذلك ايضاً جرس تنبيه وإنذار إلى مسؤولينا سواء في الوزارة أو اللجنة الأولمبية أو الاتحادات والأندية حتى يكون التدريب والتأهيل من أولوياتهم إذا كانت لديهم النية الحقيقية للبناء والتنمية.
نحن هنا لا نريد أن نوجه تهمة التقصير لأحد فجميعنا نتحمل المسئولية في عدم وجود هذه المراكز ولا نريد أن نقول بأن قيادات الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية لا تريد تأهيل كوادر رياضية تحل محلها لأنها تريد أن تبقى تقود العمل ولا تتيح الفرصة لأحد يأتي من بعدها أو أنها تريد ان يبقى الجميع بدون تأهيل حتى لا يتفوقون عليها كما أننا لا نريد أن نقول إن من أنشأ ما يسمى مركز القيادات الشابة أنشأه بشكل شخصي وعائلي أو أنه استثمار للأسرة وللمقربين فيجب أن نحمل الجميع على السلامة وحسن النوايا لكن هذه التساؤلات تبحث عن إجابات شافية وليس مجرد تنظير حتى ننطلق بالعمل الرياضي والشبابي إلى الأفضل، فالاهتمام بالتدريب والتأهيل في مجال الرياضة يعد دليلاً قوياً ومؤشراً صادقاً على التوجه نحو الاستثمار الحقيقي في بناء الإنسان وعندما تكون لدينا رؤية واستراتيجية للتدريب والتأهيل الرياضي فإننا سنجني ثماره مستقبلاً مزدهراً للبلد وعندما لا تكون لدينا هذه الرؤية وتتعامل مع الموضوع كما هو الحاصل حالياً فإن مستقبل الرياضة سيكون مجهولاً، وبالتأكيد لنا حديث عن كليات التربية الرياضية ومخرجاتها في موضوع لاحق والسؤال الأهم هنا هو أين تكمن الحلقة المفقودة في التدريب والتأهيل الرياضي؟.

قد يعجبك ايضا