
, الشعب في الجنوب قاوم الاحتلال منذ أول يوم وطئت فيه أقدام المستعمر أرض الجنوب
, معظم رؤساء الدولة والحكومة في الجنوب غادروا الدنيا وهم لا يملكون مسكنا يليق بأسرهم
, التصالح والتسامح ثقافة وقناعة ممارسة وسلوك وليس للمناورة كجسر للعبور لأهداف وغايات محددة
بقلم / محمد سعيد عبدالله حاجب (محسن)
– الكتابة عن نضال وتاريخ أي شعب أو ثورة أو حركة وطنية أو حزب أو قيادة وأشخاص من يقوم بذلك ينبغي أن يكون لديه القدر الكافي من المصداقية والاطلاع والنزاهة والحيادية ومؤهلاٍ بما فيه الكفاية ويتمتع بسمعة ومصداقية أي تقييم تاريخي نقدي هو أمانة تاريخية لا تدخل فيه خصومة سياسية أو أيديولوجية أو ثار شخصي أو مصلحة ما أو رد فعل كما أن محاكمة أو تقييم الماضي من منظور ثقافي وسياسي واجتماعي ضيق يستند على المربعات الجغرافية أو القبلية أو النزعة العنصرية التي لجأ إليها البعض خلال السنوات الأخيرة للبحث عن إدانة الآخر ليظهروا البعض وكأنهم ملائكة وأنهم لا حول لهم ولاقوة ظلوا مخدوعين مظلومين ومغلوبين على أمرهم وكانوا مسيرين وفاقدين للوعي طيلة بقائهم في القيادة وأن أولئك الشياطين هم من كان يقودونهم ويسيرونهم إنها مخادعة ومصادرة للعقل ومغالطة للنفس وتقليل من دور ومكانة تلك القيادات التاريخية العظيمة وكذب وقح على التاريخ وقفز على الوقائع والحقائق والأدلة التي لا يستطيع إنسان عاقل القفز عليها كما أنها استخفاف بعقول الناس فليس من غادروا الدنيا من القيادات الوطنية كانوا ملائكة معصومين من الأخطاء والتجاوزات وليس الآخرون بما فيهم من بقي حتى الآن شياطين كل إنسان له ما له وعليه ما عليه وفقا لموقعه في صنع واتخاذ القرار ودوره في التنفيذ من هنا ينبغي أن يحكم كتابات الآخرين وسلوكهم البحث عن الحقائق والدلائل والقرائن الملموسة لا كيل الاتهامات الكاذبة مع سبق الإصرار والترصد كما أن التصالح والتسامح ثقافة وقناعة .. ممارسة وسلوك لا يحدد بمكان الميلاد أو المنطقة أو الموقف السياسي أو الشخصي وليس للمناورة كجسر للعبور لأهداف وغايات محددة.
-هناك البعض الأخر أيضا في كتاباتهم المستندة على استنتاجاتهم وقراءتهم ومعلوماتهم وتحليلاتهم الشخصية التي لم تكن موفقة ودقيقة مشدودين لخصومات وصراعات الماضي السياسية والحزبية أو لمصالح وأهداف سياسية معينة اتهموا الجبهة القومية كذبا وزورا عندما افتروا وقالوا ( إن بريطانيا تواطأت مع الجبهة القومية وسلمتها السلطة بواسطة الجيش حتى يتحقق الانفصال وعملت على إيجاد دولة مستقلة لتكون على خلاف مع الوطن الأم))¿¿ إنهم بهذا يسيئون لأنفسهم ولنضال شعبهم وتاريخه ومع ذلك نتحداهم بعد خمسين عاما على ثورة 14 أكتوبر 63 م و46عاما على الاستقلال الوطني أن يثبتوا ذلك , كنا نتوقع منهم الكتابة عن الذين باعوا الأرض واستلموا الثمن ورهنوا السيادة الوطنية من خلال الاتفاقيات الأمنية التي وضعت اليمن مسرحا للعمليات وتحت الوصاية الإقليمية والدولية لكنهم لم يكتبوا لأن لهم مصالح تكونت خلال الـ 34 عاماٍ ولأنهم لا زالوا مشدودين الى الماضي بكل مأسيه ¿¿¿¿
كتابة التاريخ وظيفة الباحثين والمؤرخين
– إن كتابة التاريخ وظيفة من وظائف مؤرخين وباحثين محايدين مقتدرين ومراكز أبحاث ودراسات مستقلة مشهود لها بالحيادية والنزاهة والاستقلالية ,لا تفصل الوطني الخاص عن العام ولا الفرد عن المنظومة السياسية ولا الزمان والمكان وما كان يحيط بهما أن يكون لدى المتحدث أو الكاتب من الوثائق والوقائع والأدلة والقرائن والمعلومات والشواهد المعتد بها والمقنعة للقارئأن لا تبنى على ردود فعل شخصية أو علاقات ومصالح معينة أو خصومة حزبية وسياسية أو ما يْوعز ويوحى به من هنا وهناك أو ما يقوله الراوي من أجل تحقيق شهرة شخصية على حساب التاريخ وكذبا عليه وعلى الآخرين أي أن يكون خاليا من أي تأثير سياسي أو مادي الخ .
الشعب في الجنوب قاوم الاحتلال منذ أول يوم وطئت أقدام المستعمرين فيه أرض الجنوب وقاد العديد من الانتفاضات حتى تفجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م بقيادة الجبهة القومية وبمشاركة وطنية وسند ودعم شعبي نحتفل بمرور خمسين عاما على قيامها و46عاما على الاستقلال الوطني وجلاء المستعمر و35 عاما على قيام الحزب الاشتراكي اليمني في14 اكتوبر1978 م.
أبرز انجازات ثورة 14 أكتوبر
لقد ناضلت الجبهة القومية مع مختلف أطراف الحركة الوطنية اليمنية ضد الوجود الاستعماري الأجنبي حتى تحقق للجنوب استقلاله الوطني في 30 نوفمبر1967 م وحدت الجنوب من 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في دولة وطنية واحدة تصل مساحتها البرية 355 ألف كم مربع حققت الدولة الجديدة العديد من الأهداف الوطنية وحققت للمواطن منجزات طيبة لا يستطيع أي إنسان سوي نكرانها والقفز عليها ساهمت في الدفاع عن ثورة 26 سيبتمبر62 م خلال الهجمة الشرسة على النظام الجمهوري من قبل القوى التي كانت تسعى لعودة النظام الملكي مدعيةٍ بان ذلك حق إلهي تاريخي لها.
– الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني والنظام السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد رحيل الاستعمار في 30 نوفمبر67م م ورث تركة ثقيلة وخزانة فاضيه وجيشا جراراٍ من الموظفين وتخلفا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا في مختلف المجالات وصراعات بين مختلف القوى السياسية اليمنية منذ نشأتها في الخمسينات حتى اليوم وتدخلات إقليمية ودولية في شئونه الداخلية وفرض حصار سياسي وإعلامي واقتصادي عليها أكثر من مرة وجابهت العديد من أعمال التخريب الموجه من الخارج ومع ذلك فقد تمكنت من الصمود وإنجاز العديد من المهام الوطنية من مجانية التعليم ومحو الأمية ومنح المرأة العديد من الحقوق وأنشأت المستشفيات والوحدات الصحية ووفرت الخدمات الصحية المجانية في كل الجنوب وأنشأت شبكة من الطرقات تعدت ألاف الكيلومترات وتخلصت من الثارات القبلية فلم تحصل حادثة ثار قبلي منذ الاستقلال حتى 22مايو 90 م شيدت المدارس في كل أنحاء الجنوب وأنشأت لأول مرة جامعة عدن عام 1970 م ووفرت السكن المجاني في حدود الإمكانيات المتاحة لها ووزعت الأراضي على الفلاحين الفقراء وتم بناء جيش وطني كان من أفضل الجيوش في المنطقة أنشأت التعاونيات الزراعية والسمكية والجمعيات الاستهلاكية وقدمت الدعم للسلع الأساسية دافعت عن السيادة الوطنية لم يحدث تنازل عن أي شبر من أرض الجنوب البرية أو البحرية حتى 22 مايو 1990 م.
وفوق ذلك لم يكن هناك من المسؤولين الأوائل من ورث السلطة أو استغلها للكسب المادي لم يكن هناك أي إثراء لأي قيادي في الحزب أو الدولة من يوم تحمله للمسؤولية كتكليف وطني حتى مغادرته لها لقد غادر معظمهم الدنيا فقراء لم يكن بعض الرؤساء ورؤساء الوزراء يملكون مسكنا يليق بأسرهم لم يكن للفساد والإفساد مكان بينهم.
-لقد جرى جلد للذات ونقد قاس في العديد من المحطات لمسيرة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي في معظم المؤتمرات منذ المؤتمر العام الأول في22 -25يونيو 1965 م المنعقد في مدينة تعز والمؤتمر الثاني في جبله يونيو66 م والمؤتمر الثالث في منطقة حمر بقعطبة محافظة إب من 29نوفمبر-2ديسمبر66م والمؤتمر العام الرابع المنعقد بعد الاستقلال من2-5 مارس 1968 م في زنجبار مرورا بالتنظيم السياسي الموحد والحزب الاشتراكي اليمني الذي تشكل من ثمانية تنظيمات رئيسية على امتداد ساحة الوطن اليمني كله حدثت العديد من الوقفات التقييمية النقدية أخرها المؤتمر العام الخامس في يوليو عام 2005 م. فالحزب الاشتراكي لم يأت من خلال حركة انقلابية عسكرية ولم يصنعه شخص او تشكله سلطة وإنما هو نبتة زرعت في تربة وطنية يمنية بامتياز نشأ وصعد من بين الجماهير الشعبية وعمل من أجلها أخطأ في محطات وأصاب في أخرى.
الباحثون عن الشهرة في الوقت الضائع
هناك نماذج وأنواع من البشر يصنفون أنفسهم بأنهم دعاة مشروع وطني أساسه المدنية والحداثة القائمة على المواطنة المتساوية يفترض فيهم أن يقرأوا ويقيموا الواقع اليمني جيدا كما هو لا كما هو مخزون في عقولهم ونفوسهم لكن يتضح وكما تبين الأحداث والوقائع أن مواقفهم وكتاباتهم وحساباتهم تسير في اتجاهات أخرى لا يميزون بين التعارض والتناقض بين الأساسي والثانوي العديد منهم يتصرفون اليوم وكأن اليمن قد حدث فيها تغير جوهري فعلي وأن الأمن والاستقرار مستتب في كل ربوع الوطن وأن الدولة باسطة نفوذها وسلطتها على كل البلاد وقد تم القضاء على الفساد والإفساد وثقافة الإقصاء والاستئثار والاحتكار للسلطة والثروة تم التخلص منها ولم يعد لها مكان وأن أنين الناس من حكم عشعش ودام(33) عاما بقيمه وثقافته وممارساته قد انتهى وأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية بخير وأن مؤتمر الحوار حسم كافة القضايا الجوهرية والأساسية مثار الخلاف من القضية الجنوبية وعودة الحقوق وحل مشكلات صعده وشكل ومضمون الدولة والاتفاق على الدستور كعقد اجتماعي وأن المؤسسات العسكرية والأمنية تم تحويلها من مؤسسات عائلية إلى مؤسسات وطنية خالية من الولاءات القبلية والعشائرية والعائلية وتم اجتثاث الإرهاب ووضع حد لثقافة التخوين والتكفير والتحرر من الوصاية الإقليمية والدولية على اليمن ومن التدخل في شئونها الداخلية أي أنه تم التغلب على كافة القضايا ولم تبق أية مشكلة تعيق البعض عن تحقيق أهدافهم إلا التفرغ للحزب الاشتراكي اليمني الذي تم الغدر به وبالوحدة التي سعى إليها وجلد ذاته أكثر من مرة وهو مالم يفعله الآخرون أكانوا أحزابا أو أفرادا وهو يناضل اليوم بصدق مع كل القوى الخيرة وكل قوى الحداثة من أجل بناء أسس لدولة مدنية ديمقراطية اتحادية عادلة لكل اليمنيين.
إن مثل هؤلاء الأشخاص يتصرفون كما يقول المثل «مثل دجاجة ذاغر تنبش وترمي التراب على ظهرها « لم يكن مستغربا ولا غريبا لراكبي الموجات الذين يتنططون ويبحثون لأنفسهم عن شهرةٍ ومكانة في الوقت الضائع كي لا يفوتهم القطار السريع يبحث بعضهم عن بطولات على حساب الآخرين ينزلقون مدافعين عن دموية من عاثوا في الأرض فسادا وقضوا على مكتسبات ثورتي 26سيبتمبر و14أكتوبر عندما لعب محترفو السياسة ورموز التخلف ولصوص الثروة وأصحاب المصالح المدعومون من قبل أطراف مختلفة دورهم في ذلك فمنذ حرب صيف94 م لعبوا ونشطوا وأنفقوا المبالغ لغرس مفاهيم وثقافة إعادة الناس خمسين عاما إلى الوراء لعل أبرزها ثقافة الكراهية والتشطير والفساد والإقصاء والاستئثار بالسلطة والثروة والوظيفة العامة وتركوا نتائج وآثارا لا تحصى يئن الشعب اليمني شماله وجنوبه منها من يريد أن يصنع من نفسه اليوم بطلاٍ على حساب التاريخ ويضع العراقيل لبناء أسس لدولة القانون الدولة المدنية الاتحادية الحديثة عليه أن ينظر إلى الدماء الطرية والأرواح التي أرهقها النظام خلال العقود الماضية في كل محافظات الجنوب وصعده في صنعاء وتعز والمناطق الوسطى وكل مناطق اليمن وبدلا من التحدث والتنقيب عن تاريخ هم لا يعرفون شيئاٍ عنه كما برز ذلك تباعا فيما نشرته بعض الصحفاليوم يتحدثون عن الشعب الواحد والمواطنة المتساوية والوحدة اليمنية التي ذبحوها في حرب صيف 1994 م لقد ظل القرار السياسي والسلطة والثروة والوظيفة العامة والمؤسسات الدفاعية والأمنية بيدهم ولهم وحدهم وتم تحقيق منجزات ومكاسب كما يقولون لكن لهم ولأبنائهم ولأحفادهم ولعوائلهم والمقربين منهم من خلال نهب الثروة والأراضي والمال العام وزيادة الفساد أنشئت البنوك والشركات الخاصة والمشتركة لهم ولأبنائهم وأحفادهم وفتحت الأرصدة الخ.. فماذا أقول اليوم عن سبتمبر وأكتوبر¿
20عاما على اغتيال الوحدة
لقد احترت ماذا اكتب عن الذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر1963 م بعد أن تم تصفية كافة ما حققته على إثر حرب صيف1994 م وتحديدا منذ 7\7\1994 م خلال العشرين عاما الماضية من المراوحة مكانك سر ينطبق على اليمن قول الشاعر نزار قباني (عشرون عاما يا كتاب الهوى ولم أزل في الصفحة الأولى) فمنذ اغتيال الوحدة في حرب صيف 94 م وضعوا بذلك الخطوة الأولى والمداميك السياسية والثقافية والاجتماعية والنفسية للانفصال فظلت الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ لم يستمعوا لأحد ولم يقبلوا رأيا من أحد وحتى اليوم لم يستفد البعض فمازالوا كما هم رغم التغير التكتيكي فالخطاب هو الخطاب والجمعة هي الجمعة , البعض لازال حتى اليوم يتحدث عن الشريعة والهوية والوحدة وصيغة وشكل الدولة , بالشكل والمضمون الذي يحافظ ويبقي على مصالحهم ومشاريعهم وليس شريعة وهوية وشكل ومضمون الدولة التي يريدها ويرتضيها الشعب اليمني دولة المواطنة والقانون الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية لكل اليمنيين التي لها حضورها ومكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخليا ودوليا والتي تخرج الشعب اليمني من الظلام الدامس المفروض عليه منذ عقود بفعل الموروث الثقافي والسياسي وأدواته المعيقة .. ولذلك أقول: إن ثورة 14 أكتوبر بكل ما قدمته وجابهته ستظل شمسا ساطعة تضيء دروب الذين يعملون من أجل بناء يمن جديد بدولته المدنية الديمقراطية الاتحادية الحديثة والقائمة على العدالة الاجتماعيةدولة القانون.
