انسحاب الإمارات من الساحل الغربي مجرد خدعة ومليشياتها لا تزال متواجدة
عضو الفريق الوطني في لجنة التنسيق الخاص بتنفيذ اتفاق السويد في الحديدة العميد محمد القادري لـ “الثورة ” :الطرف الآخر غير راض عن اتفاق السويد ويسعى لإفشاله وحشد المرتزقة مستمر
في الوقت الذي يستمر فيه الطرف التابع لقوى العدوان على اليمن في التهرب من الوصول إلى حل حقيقي لاتفاق ستوكهولم بشأن محافظة الحديدة، تستمر الأمم المتحدة في تبديل رؤساء بعثتها الرقابية في سبيل إرضاء ملوك الحرب وتجار الدماء، ويستمر الطرف الوطني بتقديم التنازلات من طرف واحد، وتستمر معاناة شعب بأكمله جراء الحصار الخانق والخروقات المتواصلة والعدوان غير المنقطع.
في هذا الشأن أجرت الثورة حوارا مع العميد محمد القادري، عضو الفريق الوطني في لجنة التنسيق، للحديث عن مستجدات اتفاق التهدئة وإعادة الانتشار والاجتماعات التي ضمت صنعاء والمرتزقة بإشراف أممي في سفينة المنظمة.الثورة / مجدي عقبه
تثبيت نقاط
ماهي النقاط التي تم تثبيتها من اتفاق الحديدة؟ وإلى أين وصل عمل الفرق الميدانية التي تراقب وقف إطلاق النار؟
– حسب الاتفاق الذي تم في اللقاء السادس مع المرتزقة على متن السفينة الأممية في تاريخ 8 و9 سبتمبر الماضي في عرض البحر برئاسة القائم بأعمال رئيس بعثة المراقبين الجنرال هاني نخله تم تثبيت أربع نقاط حول مدينة الحديدة وهي نقطة الخامري ونقطة منظر ونقطة الصالح ونقطة كيلو13، واتفقنا كذلك على استحداث نقطة خامسة وهي نقطة سيتي ماكس.
في اليوم الخامس تم تثبيتها بنزول ضباط الارتباط من الطرفين وبحضور الجنرال الهندي، ابهجت جاها رئيس البعثة رئيس لحنة اعادة الانتشار(RCC) وقد نص الاتفاق على منع التحركات العسكرية في أطراف المدينة ومنع تحرك المدرعات وأفراد المشاة وكذلك منع تحليق الطيران الاستطلاعي أو الحربي في سماء الحديدة، لكن للأسف الشديد لم يف الطرف الآخر بالتزاماته بوقف إطلاق النار ومنع التحركات العسكرية؛ حيث حلّق الطيران الحربي وطيران الاستطلاع فوق النقاط منذ اليوم الأول للاتفاق.
خروقات المرتزقة
ما موقف الأمم المتحدة من عدم التزام الطرف الآخر بالاتفاق؟
– أشعرنا الأمم المتحدة ببلاغ رسمي بالخروقات التي يقوم بها الطرف الآخر وقدمنا احتجاجاً لرئيس البعثة، وطلبنا منه اتخاذ إجراء ضد الطرف الآخر، لكن للأسف الشديد الأمم المتحدة تشبه الرجل الأعرج وتمشي برجل واحدة وليس لها أي صلاحية ولا تملك أي قوة للضغط على الطرف الذي لم يفي بالتزاماته ووقف الخروقات وتنفيذ الاتفاق.
ففي اليوم التالي لتثبيت آخر نقطة مراقبة حصل اختراق خطير في رأس عيسى؛ إذ استهدف طيران العدوان قوارب الصيد المملوكة للصيادين من أبناء تلك المنطقة، والبارحة تم تهديد ضابط الارتباط التابع لنا في نقطة سيتي ماكس والضربة عليه بالسلاح وإشعاره بأن عليه الرحيل من المنطقة.
مماطلة ووعود تنتظر التنفيذ
ما مدى جدية الطرف الآخر في التعامل مع الخطوات الأحادية التي تم تنفيذها من جانب الطرف الوطني؟ وما الذي تم تنفيذه من جانبه؟
– في آخر لقاء أبدى الطرف الآخر امتثاله واستعداده لتنفيذ ما عليه من خطوات، وذلك مقابل الخطوات أحادية الجانب التي تم تنفيذها من جانبنا في وقت سابق، من أجل الدفع باتفاق الحديدة نحو الأمام، حيث أبدى امتثاله بتنفيذ ما عليه، بعد خمسة أشهر من تغيبه عن الاجتماعات ومماطلته حين اعتقد العدوان ومرتزقته بأنهم سيدخلون الحديدة من جبهة حجور وبعد أن خاب أملهم والحمد لله بعد الانتصار الذي حققه الجيش واللجان في جبهة حجور تفاجئنا بنفس اليوم باتصالهم بنا، حيث أبلغونا استعدادهم للقاء بنا وفعلا التقينا بهم على متن السفينة الأممية في عرض البحر واتفقنا على الدفع بعملية السلام والتهدئة ووقف إطلاق النار وتشكيل لجان مراقبة وغرف مشتركة من الطرفين وتم تجهيز الغرفة المشتركة وبدأنا العمل من أول يوم، وكان هذا قبل شهر ونص بعد الاجتماع الذي عقد بين الطرفين على متن السفينة الأممية، ومن خلال الغرفة المشتركة بدأنا بتشكيل فرق المراقبة من الطرفين لتثبيت التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار من كل الأطراف وتم توزيع النقاط الخمس وتوفير احتياجات فرق المراقبة.
حاليا دعونا الأمم المتحدة للانضمام إلى اللقاءات التي تجمعنا بالطرف الآخر كون المنظمة أوضحت أنها تنتظر مدى جدية الطرفين ومن ثم الانضمام والأمم المتحدة أعلنت أنها ستنضم قريبا وأنها تنتظر وصول المعدات التابعة لها بعد تصريحنا لها بقبول دخول المعدات.
ماهي هذه المعدات؟
– معدات خاصة بالية المراقبة في النقاط المشتركة
تهرّب من الالتزام
هل نفذ الطرف الآخر شيئا من الالتزامات التي عليه والذي سبق ووافق عليها ووعد بتنفيذها؟
– الطرف الآخر رغم أنه سبق والتزم ببعض النقاط حسب الاتفاق إلا أنه وحتى اللحظة لم يلتزم بأي منها، مثل وقف الخروقات وكذلك إعادة الانتشار من كيلو 8 وشرق مدينة الصالح ومدينة منظر ، بعكس الجانب الوطني الذي نفذ إعادة الانتشار من ميناء الحديدة ورس عيسى والصليف من جانب واحد، وقد اتضح لنا أن سبب عدم التزام المرتزقة هو أنهم ليسوا تحت قيادة واحدة بل تحت قيادات متعددة وهم مسيرون وليس لهم أي قرار والقرار بيد السعودية والإمارات ومن خلفهما أمريكا.
سموم الإمارات
ما تقييمكم لدور الإمارات في اتفاق الحديدة؟
– الإمارات تقوم بعملية خداع استراتيجي، تدعي أنها انسحبت بينما هي موجودة في الساحل ومليشياتها المتعددة موجودة في أطراف الحديدة من ألوبة السلفيين ما يسمى ألوية العمالقة وقوات طارق عفاش وهذه هي القوة المتواجد على أطراف الحديدة وعند ذهابنا لتوزيع نقاط المراقبة وجدنا هذه القوة (ما يسمى العمالقة)موجوده في كيلو13 وكان هذا بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الجديد (أون مها ) رئيس لجنة تنسيق إعاده الانتشار الجنرال ابهيجت جوها وعندما نتحدث معهم بشأن الخروقات كل طرف يقول “هذا مش تبعنا هذه الخروقات يقوم بها الطرف الفلاني”، وقد حصلت خروقات وإطلاق نار بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة وهذا سبب عدم التزام المرتزقة بالاتفاقية كونهم أكثر من طرف وأكثر من قيادة الأمر ليس بيدهم.
رئيس البعثة الجديد
كيف يتم التعاطي مع موضوع الخروقات من قبل رئيس بعثة المراقبة الأممية؟ وهل يوجد فرق بين رئيس البعثة الجديد والسابق؟
– نعم هناك فرق.. رئيس إعادة الانتشار السابق الجنرال مايكل رجل حر ورجل صادق يحترم نفسه حتى أن الاختراقات التي كانت تحدث كان يقوم بالإبلاغ عنها أولاً بأول، ويقوم بإشعارنا بكل بلاغ ولذلك تم تغييره وتعيينه رئيس أركان في بلاده لأن دول العدوان لم تستطع التأثير عليه والتحكم به، حتى أنهم طلبوه وحاولوا التأثير عليه وفشلوا في ذلك بعدها مارسوا ضغوطا على الأمم المتحدة لتغييره.
أما بالنسبة لرئيس البعثة الجديد الجنرال ابهحت جوها فلا يزال موقفه ليس وضخا ونتمنى أن يكون كسلفه الجنرال السابق وقد قمنا بإبلاغه حول بعض الخروقات وقدمنا له خمس نقاط وطلبنا منه الرد الفوري عليها هذه النقاط تتمثل:
– أولاً: وقف إطلاق النار وقفاً نهائياً وصادقاً في محافظة الحديدة وعليه أن يتحمل المسؤولية.
– ثانياً: إبلاغ قوات التحالف منع القرصنة ضد سفن النفط والسفن التجارية.
– ثالثاً: تبليغ الطرف الآخر بتنفيذ إعادة الانتشار للمرحلتين الأولى والثانية متزامنتان من طرفهم بحسب المتفق عليه في اتفاقيه السويد.
– رابعاً: ضرورة رفع الحصار عن مدينة الدريهمي.
– خامساً: وقف كل أشكال خروقات الطيران الحربي والاستطلاعي في سماء الحديدة.
قدمنا له هذه النقاط وطلبنا منه الرد الفوري عليها.
تدخلات خارج الاتفاق
ماذا عن وضع ميناء الحديدة وسير العمل فيها بعد تنفيذ إعادة الانتشار التي نفذها الطرف الوطني من جانب واحد؟
– منذ تنفيذ الجيش واللجان إعادة الانتشار من طرف واحد عقدنا أكثر من عشرين اجتماعاً مع لجنة الرقابة والتفتيش التابعة للأمم المتحدة برئاسة دان ، واجتمعنا مع اللجنة المكلفة من قبلهم ومع اللجنة الممثلة لموانئ البحر الأحمر واللجنة من قبلنا، واتفقنا على آلية للرقابة على الميناء ولم يتبق سوى التوقيع، وكل ما طلبوه منا نفذناه واتفقنا على أن التفتيش يكون في ميناء الحديدة والسماح لدخول السفن إلى الميناء ووافقنا على لجنة الرقابة، وعندما علمت الإمارات بذلك عقدت اجتماعاً في دبي واشترطت تفتيش السفن في جيبوتي قبل السماح لها بالدخول رغم أن اتفاقية السويد تنص على أن تمارس لجنة الرقابة و التفتيش عملها من ميناء الحديدة وتقوم بالإشراف على دخول السفن وتفتيشها.
وافقنا على التفتيش ووافقنا على كل ما طلب منا وكنا قد شكلنا عدة لجان من الطرفين بمشاركة الأمم المتحدة، لكن للأسف الشديد تفاجأنا باختفاء دان، في ليلة وضحاها بعد تدخل الإمارات وضاعت الاتفاقية رغم أنه لم يتبق سوى التوقيع وكان هذا خلال تولي الجنرال مايكل، قبل شهرين من الآن.
إنجازات!!
ما الذي تم تنفيذه من اتفاق الحديدة بشكل عام بعد قرابة العشرة أشهر من توقيع الاتفاق؟
– تم تنفيذ إعادة الانتشار في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف من طرفنا، وأيضاً نفذنا إعادة الانتشار في النقاط الخمس وفق آلية الرقابة التي تم الاتفاق عليها، بينما المرتزقة لا زالوا يتلكؤون ويحاولون التهرب من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه؛ لأنهم ليسوا راضين عن اتفاق السويد، وغرضهم إفشاله وهم يجهزون ويحشدون في الساحل للانقضاض على مدينة الحديدة ومديرياتها رغم أن تحقيق هذا يعد من سابع المستحيلات؛ فنحن في الجيش واللجان الشعبية جاهزون 100 في المئة، وقد أمّنّا مدينة الحديدة وأطرافها من كل شيء، فلا يفكر العدوان أن بإمكانه إحداث أي اختراق فنحن قادرون على إعادتهم إلى عدن، لكننا ماضون نحو السلام وملتزمون بتوجيهات القيادة الثورية والسياسية بالعمل على إنجاح اتفاقية السويد.