إجراء 544 عملية جراحية وأكثر من 420 ألف مستفيد من 311 مرفقا صحيا خلال 2018م
مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة ذمار الدكتور خالد علي الحجي لـ “الثورة”: النظام الصحي يواصل مهامه الإنسانية رغم المعاناة وانعدام الأدوية
أكد مدير عام الصحة والسكان في محافظة ذمار الدكتور خالد علي الحجي، أن الوضع الصحي في مديريات المحافظة يشهد تدهورا كبيرا بسبب انعدام الأدوية جراء الحصار المفروض على اليمن للعام الرابع على التوالي.
وأوضح في لقاء أجرته معه “الثورة” أن الأوبئة والأمراض تفتك بأبناء الشعب اليمني، وسط انعدام للأدوية الأساسية للمرضى بما فيهم مرضى الأمراض المزمنة، لافتا إلى أن التدخلات للمنظمات الدولية في لمحافظة لا يتجاوز 40 %.
مشيرا إلى وفاة 144 حالة بمختلف أنواع الأمراض منها 45 حالة بمرض الحصبة الألمانية مشتبهة، و34 حالة وفاة بوباء الكوليرا خلال العام المنصرم 2018م.
وتطرق الدكتور الحجي إلى واقع الوضع الصحي في محافظة ذمار، من خلال المؤشرات الصحية للترصد الوبائي، والتدخلات التي نفذها المكتب، بالإضافة إلى المنظمات الدولية في مديريات المحافظة.. واليكم حصيلة اللقاء:الثورة/ محمد العلوي
*مؤخرا دشنت وزارة الصحة مشروع الربط الشبكي والتقييم المالي والإداري والفني للهيئات والمستشفيات.. ما أهمية ذلك؟
– مشروع الربط الشبكي للهيئات والمستشفيات، الذي دشنه معالي وزير الصحة الدكتور طه المتوكل خلال الأيام القليلة الماضية، يمثل نقلة نوعية في الاتجاه نحو الربط الالكتروني الصحي، لتبادل المعلومات التي تحدد مسار تنمية الخدمات الصحية وتحليل الواقع، وجعلها في متناول صانعي القرار، وصولا إلى تحقيق الاستراتيجية الصحية بصورة مباشرة.
بالإضافة إلى كشف الاختلالات التي تعاني منها الهيئات والمستشفيات والمراكز الصحية، وتحديد أوجه القصور في تقديم الخدمات، وكذا أبرز الاحتياجات المالية والفنية والإدارية لكل مرفق صحي.
*الوضع الصحي يثير قلق الجهات المعنية في بلادنا، وسط مخاوف تحذيرات دولية.. أين تكمن الإشكالية في ذلك؟
– تأثيرات العدوان طالت اليمن أرضا وإنسانا، وامتدت لتشمل مختلف مناحي الحياة للمواطن اليمني، جراء الحصار البحري والجوي والبري، الذي يستهدف بقاءه بشكل مباشر.
وأصبح الوضع الصحي على حافة الانهيار، ويشهد تدهورا كبيرا للعام الرابع على التوالي، بالإضافة إلى أن الكارثة الغذائية الإنسانية التي تشهدها اليمن وصلت إلى المجاعة، في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يراقب الكارثة بصمت دون الحد منها رغم المناشدات لتوفير أبسط مقومات الحياة من الغذاء والدواء، رافق ذلك تدمير ممنهج لمختلف البنية التحتية من قبل غارات العدوان، بما فيها المنشآت الصحية والطبية في مختلف المحافظات، أسهم في اتساع وانتشار الأمراض والأوبئة إلى يومنا هذا.
*ما هو واقع القطاع الصحي في ظل استمرار العدوان على بلادنا؟
– الوضع الصحي في اليمن ليس منهاراً كنظام، وإنما عمل تحالف العدوان على خلخلة النظام الصحي عن طريق استهداف المنشآت الصحية وتدميرها، وعمل على فرض الحصار الذي أسهم بانعدام الأدوية وعدم السماح بدخول التجهيزات والمستلزمات الطبية، وممارسة الحرب الاقتصادية القذرة، التي استهدفت كل أبناء اليمن.
في محافظة ذمار تم استهداف 15 مركزا صحيا، و 6 سيارات إسعاف تابعة لمكتب الصحة، بالإضافة إلى تضرر هيئة مستشفى ذمار العام، جراء استهداف مقبرة العمودي والمنشآت الأمنية القريبة منه خلال الفترة الماضية.
*بماذا تفسر انتشار الأوبئة والأمراض أثناء الحرب على اليمن؟
– انتشار الأوبئة “الكوليرا، الدفتيريا، السل الرئوي، أنفلونزا الخنازير، الحصبة، الملاريا، حمى الضنك، سوء التغذية”، وغيرها من الأمراض نتيجة للحرب والحصار المفروض على اليمن.
بحسب تقارير الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، يتوفى طفل يمني كل 10 دقائق، بسبب سوء التغذية، ووفاة كل يوم عند الولادة لأسباب الحصار وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
لم يكن ذلك فحسب.. بل إن مرضى الأمراض المزمنة بحسب إحصائية 2017م، في 12 محافظة هناك أكثر من 700 ألف يعانون من الأمراض المزمنة الخمسة، معاناتهم كبيرة، لاسيما مرضى السكر الذي نحتاج لهم إلى 12 ألف فيالة، وانقطاع محاليل الغسيل الكلوي بسبب الحصار، ومرضى الصرع وغيرهم.
*ما الأمراض الأكثر انتشارا في مديريات المحافظة؟
– تأتي أمراض الجهاز التنفسي في قائمة الأمراض السارية والأكثر انتشارا، تليها أمراض الإسهالات المائية الكوليرا المشتبهة، وأمراض الطفيليات، تليها أمراض الجهاز البولي والجهاز الهضمي، والتي تعد من أهم المشاكل الصحية التي تعاني منها مديريات المحافظة.
*بالنسبة للأمراض الوبائية الأخرى.. ما حجم المؤشرات في المحافظة؟
– تأتي في قائمة الأمراض الوبائية الحصبة والحصبة الألمانية حيث بلغت الوفيات 45 حالة وفاة، وإصابة 1919 حالة، وبلغت الحالات المؤكدة 1558 حالة خلال العام المنصرم 2018م، ومؤخرا تم تحصين أكثر من 991 ألف طفل ويافع خلال الحملة التي انتهت منتصف فبراير الجاري، وتوفيت 34 حالة بوباء الكوليرا المشتبهة وإصابة أكثر من 50 ألف حالة إصابة، ووفاة 9 حالات اشتباه بأنفلونزا H1N1 وإصابة 33 حالة خلال الفترة ذاتها.
أما الدفتيريا المحتملة فقد أدت إلى وفاة 13 حالة وإصابة 138 آخرين، ووفاة 7 حالات بالتهاب السحايا و197 حالة اشتباه، وإصابة أكثر من 20500 حالة بمرض الملاريا ووفاة حالة واحدة.
وتعرض 992 مواطناً لمرض داء الكلب، أدت إلى وفاة حالتين، إلا من مجمل كل ذلك نعاني شحة الأدوية والعلاجات الخاصة بتلك الأمراض وغيرها من التهابات الكبد التي تم رصد 1974 حالة خلال 2018م.
*ما أبرز التدخلات بالنسبة لكم في الحد من انتشار تلك الأوبئة في المحافظة؟
تدخلات مكتب الصحة مباشرة ، بتقديم الدواء والمستلزمات الطبية العلاجية، يصاحبها الحملات التوعوية الميدانية من قبل متطوعات التثقيف الصحي في مديريات المحافظة، للحد من انتشار الأوبئة والتخفيف من حدة الوفيات، لا سيما أمراض الكوليرا التي توفت 34 حالة وإصابة أكثر من 50 ألف حالة اشتباه بالكوليرا، أما سوء التغذية الذي تمت معالجة 29 ألف حالة سوء تغذية الحاد والوخيم خلال العام الماضي2018م، إضافة إلى ذلك تم تنفيذ 7 مخيمات قدمت الخدمات الطبية المجانية في عدد من مديريات المحافظة، من خلالها تم إجراء 544 عملية جراحية، ومعاينة أكثر من 11 ألف مواطن، وتقديم خدمات الفحوصات المخبرية والأشعة وصرف الأدوية المجانية.
ما حجم التدخلات للمنظمات الإنسانية الدولية.. وما نسبة تلبية الاحتياج خلال العام المنصرم؟
-هناك تدخلات جزئية من قبل المنظمات الدولية والمحلية، ومنها الإغاثة الإسلامية، الغذاء العالمي، اليونيسف، الصحة العالمية، في دعم المرافق الصحية لاسيما بالأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية والرعاية لعدد 82 مرفقاً صحياً، فيما استفاد 717 كادرا فنيا وإداريا من الحوافز الشهرية في 156 مرفقاً صحياً، منها 50 مركزاً صحياً و 106 وحدات صحية عبر البنك الدولي منذ أغسطس الماضي للمواطنين، من أجل استمرار تقديم الخدمة، إلا أن جميع التدخلات لا تتجاوز 40 % من الاحتياج الطارئ في مديريات المحافظة، التي نأمل مضاعفة ذلك خلال العام الجاري 2019م، إلى استكمال دعم 139 مرفقا صحيا غير مدعوم من المنظمات الدولية.
*كم عدد المرافق الصحية العاملة في محافظة ذمار.. وما مستوى تقديم الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين؟
– يوجد 335 مرفقاً صحياً في مديريات المحافظة، يعمل منها 311، منها مستشفيان عامان، و11 مستشفى ريفياً و66 مركزاً صحياً و255 وحدة صحية، بالإضافة إلى مركز واحد للأمومة والطفولة في المحافظة، استفاد منها أكثر من 420 ألف مستفيد خلال العام الماضي، وتمكنا خلال الفترة ذاتها من تشغيل 5 مستشفيات كانت شبه متوقفة في عدد من المديريات.
وفيما يخص المنشآت الطبية الخاصة هناك 397 منشأة طبية خاصة مرخصة في عموم مديريات المحافظة.
*ما مستوى الوعي والتثقيف الصحي لدى أبناء المجتمع في محافظة ذمار؟
-بحسب مؤشرات وزارة الصحة العامة والسكان، ووفق التقييم المركزي، تصدرت محافظة ذمار المحافظات اليمنية، في تنفيذ الأنشطة الإيصالية “التحصين” وخدمات الرعاية الصحية، والتغذية والصحة الإنجابية، وتنفيذ أنشطة التثقيف والتوعية الصحية، عبر أكثر من 900 متطوعة “مثقفة” مجتمعية لرفع الوعي الصحي في المديريات عالية الخطورة.
*لو تحدثنا عن الخدمات التي تقدم لأسر الشهداء والجرحى في المرافق الصحية الحكومية والخاصة؟
– تحظى أسر الشهداء والجرحى برعاية واهتمام كبير من قيادة وزارة الصحة والسكان، جراء التضحيات التي قدموها في الدفاع عن عزة وكرامة اليمن، بتقديم الخدمات والرعاية الصحية المجانية لأسرهم وللجرحى في المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة في محافظة ذمار، وفي بعض المنشآت الصحية الخاصة.
*ما أبرز احتياجات مكتب الصحة والسكان في ذمار للعام 2019م؟
– خطة احتياجاتنا كبيرة وطموحة في إيجاد الخدمة الصحية المجانية للمرضى، مع استمرار العدوان والحصار المفروض على بلادنا، الذي أدى إلى انعدام الأدوية وفي مقدمتها توفير أدوية مرضى الأمراض المزمنة والمستعصية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز عزل للأمراض ومنها الحصبة والدفتيريا، وتنفيذ الحملات الوقائية من الأمراض المنتشرة للحد منها والتخفيف من ضحاياها الأطفال والنساء التي تفتك بهم من يوم لآخر.
بالإضافة إلى حزمة متكاملة من النهوض بالوضع الصحي، وتقديم الحوافز المالية للكوادر الصحية والإدارية للعاملين في 139 مرفقاً صحياً من مشاريع المنظمات الدولية.