
¶الاستعمار عمل على مسح كل الشواهد والقيم الخاصة بالشعب
حاورها/نايف الكلدي
> تعد الأخت نوال قاسم سيف ابراهيم من مواليد 30 نوفمبر 1950م محافظة عدن.. درست في محافظة عدن الابتدائية في الإعدادية والثانوية العامة ثم التحقت بجامعة عدن وتخرجت بدرجة بكالوريوس عام 1976م ثم بعد ذلك انخرطت في مجال التربية والتعليم في محافظة عدن في إعدادية للبنات بمدينة الشيخ عثمان ثم نائبة مديرة مدرسة صيرة كريتر ومشرفة أبحاث تربوية بمركز البحوث التربوية.. وبعد ذلك رئيسة لقسم التعليم والرياضة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء.. ثم مديرة دائرة العلاقات الخارجية في الجهاز المركزي للتعليم الفني.. ثم نائبة مدير معهد الفنون الجميلة عدن.. وبعد الوحدة المباركة عملت في وزارة الشباب والرياضة صنعاء.. ثم في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بعدن.
وكانت من أبرز المناضلات ضد المستعمر البريطاني في الشطر الجنوبي سابقاٍ .. ولديها تاريخ طويل ومشرف مع زميلاتها الفتيات المناضلات اللاتي كان لهن دور نضالي بارز سواء ضد الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن سابقاٍ.. أو في الجانب الرياضي والتعليمي في تعليم الفتاة وتنويرها والرفع من وعيها الثقافي والفكري لتصبح شريكة أساسية مع أخيها الرجل لبناء المجتمع وتطور والرقي به نحو مستقبل مشرق.. وكانت الفتاة في الشطر الجنوبي سابقاٍ إحدى الركائز المهمة في التحرر من الاستعمار وإخراجه من جنوب الوطن .. وساهمت مساهمة فعالة في الدور النضالي من خلال قيادة المظاهرات وتوزيع المنشورات واخفاء السلاح ونقل من مكان لآخر.. وإخفاء الثوار.. واطعام الثوار وتوزيع الأكل إلى المواقع التي يتمركزون فيها والبعض منهن حملن السلاح وقاتلن مع الثوار.. وكانت الأخت دعرة مثالاٍ بارزاٍ لنضال المرأة ضد الاستعمار البريطاني المحتل لجنوب الوطن سابقاٍ.
وكان للمرأة في جنوب الوطن دور كبير في انتشار الوعي الثقافي بين أوساط المجتمع الجنوبي آنذاك.. وشاركت في الجانب السياسي بفعالية.. وعملت الفتاة الجنوبية على نشر وممارسة وتطوير العمل الرياضي من خلال المدارس التي كانت تخصص كل خميس لممارسة الرياضة للفتيات والذكور.. وبدأت الفتاة في الشطر الجنوبي ممارسة الرياضات المختلفة منذ وقت مبكر في عدن مثل ألعاب تنس الطاولة وكرة السلة والكرة الطائرة والشطرنج وغيرها من الألعاب.
• الأخت نوال كانت إحدى الركائز الأساسية في النضال ضد الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن (النضال الثوري).. ولها أيضا أدوار نضالية في عملية البناء والتنوير والتثقيف والتعليم للمجتمع اليمني ذكوراٍ وإناثاٍ .. وفي نشر الرياضة وممارستها بين أوساط الفتيات وكذا تدريب وتأهيل الكوادر الرياضية من النساء في مجال التدريب والتحكيم لنشر الألعاب في المدارس الخاصة بالفتيات .. ولها دور أيضاٍ في تأسيس عدد من الألعاب الرياضية ليس في جنوب الوطن فقط.. بل كانت أيضاٍ من مؤسسي الاتحاد العربي للكرة الطائرة في العراق عام 1975م في بغداد وأول فتاة عربية عضو في مجلس الاتحاد العربي لكرة الطائرة عام 1975م والسكرتيرة العامة للجنة الأولمبية اليمنية عدن عام 82م إلى 1984م ومنذ مؤسسات المجلس الأولمبي الآسيوي في الهند عام 1984م.
تاريخ طويل ومشرف للفتاة اليمنية في جنوب الوطن من الاربعينيات والخمسينيات.. وكانت إحدى الركائز المهمة في عملية التحرر والبناء والتطور والرقي الثقافي.
ونحن نعيش الذكرى المجيدة لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد ضد الاستعمار البريطاني البغيض .. استضفنا الأخت نوال قاسم سيف في هذا الحوار الشيق المليء بالأحداث النضالية على مختلف الأصعدة حيث
تروي لنا أحداث مسيرتها النضالية والكفاحية التي تجعلنا فخورين بها وبكل فتاة يمنية شرفتنا وشرفت وطنها داخلياٍ وخارجياٍ.
• ما هو دور الرياضيين والشباب في الكفاح النضالي ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن¿
- الاستعمار في أي مكان كان يتواجد فيه يعمل على مسح كل الشواهد والأهداف الخاصة بالشعب الذي يحتل بلده.. وبالتأكيد كان لأبناء عدن والرياضيين بالذات بالإضافة إلى بقية أبناء الوطن في المنظمات الأخرى دور كبير في تفعيل الكفاح المسلح ورفع الصوت الجماهيري العالمي بوجه كل المستعمرين.
وكان للرياضيين والشباب دور كبير في الكفاح النضالي ويكفي أن ملعب الشهيد الجيشي جاءت تسميته عرفاناٍ لأول رياضي في عدن هو الشهيد الحبيشي.
• وماذا عن دور الشباب والرياضيين ضد الاستعمار البريطاني¿
- كانوا يقومون بالكثير من الأعمال الكفاحية والنضالية ومنها
خروج المظاهرات باستمرار وايقاد شعلة الحماس عند الجماهير وتوزيع المنشورات التوعوية ضد المستعمر.. وحمل السلاح وتخزينه والنساء والشابات كان لهن دور كبير جداٍ في تخزين الأسلحة وتوزيعها واخفائها.. واخفاء المسلحين الثوار وإطعامهم والقيام بكثير من الواجبات الوطنية.. والخلاصة كان دور الشباب والرياضيين كبيراٍ في محافظة عدن والمحافظات الأخرى.
• هل هناك أحداث بارزة قام بها الرياضيون¿
– هناك أحداث كثيرةأبرزها العملية الانتحارية التي قام بها الشهيد الحبيشي في مفتاح عدن ضد دورية خاصة من جيش الاستعمار البريطاني وكان أول شهيد وسمي ملعب الحبيشي باسمه.
• كان الرياضيون والشباب يجدون المكان الآمن لممارسة عملهم الثوري والنضالي ضد الاستعمار في الأندية الرياضيية.. ويعقدون لقاءاتهم ويحددون المهام النضالية.. وكانت أندية عدة في الشيخ عثمان وكريتر والبريقة والمعلا بالنسبة للمرأة متى بدأ عملها النضالي وكيف¿
- المرأة بدأت نضالها ضد الاستعمار من الشوارع ومن البيوت في البداية ثم بعد ذلك عندما التحقت الفتاة بالأندية كانت الأندية تدار بطريقة تجمعات في الواجهة رياضية لكن في الخفاء كانت حركات تحررية وهذا ساعد على انتشار الحركة النضالية للشباب والشابات سواء كان من المدارس أو من الأندية أو الشوارع أو البيوت فكان الشعب كله بشكل عام في جميع الأماكن يعمل على قيام هذه الثورة ومساعدتها وانجاحها.
• وكيف كان دور المرأة النضالي بالتحديد في هذا المجال¿
- المرأة كان لها دور كبير.. ويكفي فخراٍ أن المرأة في عدن كانت تقود المظاهرات.. وكانت في الصف الأمامي وتوجه لها طلقات الرصاص أولاٍ: وثانياٍ الجانب المتعلق بإخفاء المسلحين ونقل الأسلحة في الوقت الذي كانت فيه هناك مراكز تفتيش في المداخل والمخارج للمدن.. وكانت المرأة تساعد على إخفاء المسلحين والسلاح.. فساعدت بشكل كبير في انجاح الكفاح والنضال ضد الاستعمار أمثال الأخت نجوى مكاوي والأخت دعرة وكثير من الأخوات المعروفات بأنشطتهن النضالية والكفاحية أثناء فترة الكفاح المسلح.
• متى كانت الانطلاقة الأولى والحقيقية للمرأة في الكفاح النضالي ضد الاستعمار¿
- المرأة بدأت تقريباٍ من الاربعينيات أيام ما انتشرت المدارس وأنشئت أول مدرسة في مدينة الشيخ عثمان عام 1941م وانتشرت بعد ذلك المدارس وكان للمرأة دور كبير جدا من خلال تأهيل عدد كبير منذ المدرسات الرائدات في التعليم.. فساعد ذلك على انتشار المفاهيم العلمية بالإضافة إلى المفاهيم الأخرى النضالية والرياضية والعمالية والتعليم والرقي والدفع بالمرأة اليمنية للمشاركة في مختلف الأنشطة المختلفة.
• هل كانت هناك منظمات عمالية أثناء وجود الاستعمار¿
- طبعاٍ كان هناك المؤتمر العمالي ودور المؤتمر العمالي الذي كان يقوده الأصنج عام 1963م كبير.. والمرأة كانت تزاول عملها في المدارس والمصانع وفي الوزارات والمستشفيات كقاضية ومحامية وطبيبة وفنانة ورياضية كانت المرأة تمارس كل الأدوار.. وساعدت في ابراز الزخم الجماهيري الكبير الذي ساعد لأن تكون عدن حاضرة كبيرة للثقافة العدنية سابقاٍ.
• ما هي أول المنظمات التي أشهرت في عدن¿
في الحقيقة كانت منظمات جماهيرية كثيرة أشهرت العقد الأول من القرن التاسع عشر وكانت مختلفة من الجمعيات الخاصة بأبناء المحافظات ثم بعد ذلك الحركات النقابية والمنظمات الجماهيرية وجميعها في الأخير انضمت تحت مسؤولية المؤتمر العمالي والجبهة القومية وحركة التحرير. >>>>