رحلة في سفر النضال الشبابي اليمني..تلال عدن .. رياضة وطن


للرياضة في جنوب الوطن مسيرة حافلة .. عطاء كبير ونجوك مميزون .. جنوب اليمن كان السباق لممارسة الرياضة عامة ولهذا فإن الرياضة اليمنية تكتسب تاريخاٍ مميزاٍ.
ففي عدن تأسس أول نادُ في الجزيرة العربية واليمن .. عميد الجزيرة واليمن التلال له حكاية مختلفة مميزة طويلة فهو النادي الأعرق والأقدم والذي تجاوز عمره المائة عام بسبع سنوات.
ولكن الحديث عن الرياضة في جنوب الوطن سابقاٍ يطول وقد يحتاج إلى الكثير من الوقفات على تاريخ النشاط الرياضي برمته أثناء الاستعمار البريطاني الذي أذاق أبناء اليمن الويلات المريرة.
والأمر الأكيد عند الحديث عن النشاط الرياضي في الجنوب فإن التاريخ لا بد أن يمر على القلعة الرياضية التي هي الأقدم والأول وتاريخ الرياضة يبدأ منها ليس على مستوى الوطن اليمني فقط وإنما على مستوى الجزيرة العربية كاملة .. هذه القلعة الرياضية هي نادي التلال الرياضي الذي يعد أقدم الأندية في اليمن والجزيرة العربية.
ويمكن القول أن تاريخ الكرة في الجزيرة العربية يبدأ من هنا .. يبدأ من نادي التلال الرياضي.
وفي خضم احتفالات بلادنا بالعيد الوطني الخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر فإنه لا بد من التوقف عند تاريخ الرياضة وشبابها في جنوب الوطن والدور الذي لعبه رياضيو وشباب اليمن ضد المستعمر الأجنبي وكيف مارسوا الرياضة وعانوا الويلات ولكن في الأخير إرادتهم انتصرت حتى طرد المستعمر بإرادة وعزم وكفاح أبناء الوطن الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل تحقيق هدفهم وتحرير أرضهم.
رصد تاريخ الحركة الرياضية في جنوب الوطن واسع ويحتاج للكثير ولكن سنحاول في هذه التناولة أن نقدم الأبرز والأهم في تاريخ الحركة الرياضية في أرض الجنوب من خلال استعراض ذلك التاريخ وفقاٍ لما ذكره الإعلامي الكبير والموثق عبده جحيش في كتابه (رحلة في تاريخ الرياضة اليمنية ودورها في الحركة الوطنية).
عدن الأولى
مارست اليمن الرياضة الحديثة وخاصة كرة القدم في العام 1905م وتحديداٍ في مدينة عدن التي كانت أول مدينة في الجزيرة العربية عامة واليمن خاصة, تمارس الرياضة بأنواعها المختلفة منذ أكثر من مائة عام حيث كانت تمارس فيها العديد من أنواع الرياضة المختلفة, كرة القدم, الهوكي, الكريكيت, العاب القوى, التنس وكانت كرة القدم هي الأبرز والأوسع ممارسة في مدينة عدن قبل أن تنتقل منها إلى بقية المناطق اليمنية.
وبدأت مدينة عدن تمارس كرة القدم كما أشرنا سابقاٍ في العام 1905م حين كانت تمارس هذه اللعبة في صفوف وحدات جيش الاحتلال ثم صفوف بعض الجاليات الأجنبية المتعاونة مع المستعمر ولكن لم يكن يسمح للمواطنين اليمنيين ممارسة هذه الألعاب كونها كانت تمارس داخل وحدات الجيش المستعمر الممنوع على المواطنين اليمنيين دخولها إضافة إلى فقر الشعب اليمني بسبب الاستعمار مما جعله ينصرف عن الألعاب الرياضية للبحث عن مصدر عيشه وقوته.
وفي فترة لاحقة كما أكد جحيش في كتابه فقد تكاتف بعض المواطنين الميسورين وشكلوا أول نادُ في عدن أطلق عليه نادي الترفيه المتحد الذي ترأسه المستر يوسف خان وعضوية عدد من أبناء عدن الذين فتحوا باب العضوية فانتسب إليه عدد من المواطنين لتقام فيه مباريات كرة القدم بين أعضائه ووحدات الجيش البريطاني مما جعل إعجاب الناس يتزايد بهذه الرياضة الجديدة ولتزداد أعداد المتابعين والمشاهدين لكرة القدم.
توسعت ممارسة كرة القدم لتصل إلى أوساط الطلاب والشباب الذين كانوا يمارسونها في شواطئ البحر أو في المساحات الفارغة حيث كان يتم تقسيم الشباب إلى مجموعات يطلق على كل منها أسم حي من الأحياء الشعبية أو الشوارع التي كانوا يقطنونها ومن خلال هذه الانتشار ظهرت مواهب يمنية لا تقل قدرة عن بعض أفراد المحتل ومن خلال هذه الفرق تم تأسيس نادي شباب المحمدي العام 1905م رداٍ على نادي الشباب الترفيهي المتحد الذي تأسس سابقاٍ وكانت بداية نشاط النادي حسنة واشتهر بين أوساط الجماهير وكان ينازل فرق جيش الاحتلال وفرق الأساطيل القادمة والمارة إلى ميناء عدن, وكانت تقام المباريات في ملعب يوسف خان وفي الأرض التي تم فيها بناء الملعب البلدي (سابقاٍ) الحبيشي (حالياٍ).
وجاءت تسمية النادي الجديد باسم الشباب المحمدي نسبة إلى تاريخ المولد النبوي الشرف وهو اليوم الذي تأسس فيه نادي الشباب المحمدي وكان لاختيار هذه التسمية مغزى وهدف سامُ وكبير يتمثل في أن أبناء عدن الوطنيين متمسكين بهويتهم العربية والإسلامية التي حاول المستعمر طمسها.
وتكونت الهيئة التأسيسية لنادي الشباب المحمدي من كل من (محمود عل جعفر سعيد سالم بامهدف ياسين خان أحمد بده حسين الصومالي محمد حسن حاش عيسى مكاوي محمد علي حيدري وغيرهم).
صراع للسيطرة على الرياضة
ويذكر جحيش في كتابه أن المستعمر أراد من خلال الهامش البسيط الذي سمح به لأبناء الجنوب بممارسة الرياضة تحقيق غاية تخدم وجوده وتحقق أهدافه ولكن الحركة الوطنية استغلت هذا الهامش البسيط لتحقيق أهداف وطنية.
وفي ذات الوقت كان المستعمر يهدف لتحقيق مآربه من خلال إصدار حاكم عدن الإنجليزي عام 1934م قراراٍ بتكوين الجمعية العدنية التي شكلت برئاسة الحاكم العام لعدن والمحميات برنار درايلي وعضوية عدد آخر من الشخصيات البريطانية والهندية وكان الهدف من تكوين الجمعية هو السيطرة على شئون الرياضة من قبل الإنجليز وإبعاد العناصر الوطنية عن هذا المجال واستمرت سيطرة الجمعية على الرياضة وبدعم من الحاكم البريطاني حتى قيام الحرب العالمية الثانية التي تجمد خلالها نشاط كرة القدم على المستوى الرسمي فيما على المستوى الشعبي ظهرت أندية رياضية جديدة معظم المنتسبين إليها وإداريوها من أبناء اليمن وأبرز تلك الأندية التي تأسست نادي الاتحاد الإسلامي ونادي الشيخ عثمان الرياضي ونادي العيدروس الرياضي وكذا نادي الشبيبة المتحدة (الواي) في الشيخ عثمان والنادي الأهلي الرياضي في كريتر ونادي القعيطي.
واحتدم الصراع بين القوى الوطنية والجمعية العدنية المدعومة من قبل المحتل للسيطرة على الأندية الرياضية ولشعور المحتل بخطورة الحركة الوطنية وأن الأمور ستفلت من بين يديه فقد أعاد تشكيل الجمعية الرياضية العدنية نهاية الخمسينيات ولأول مرة يتم تعيين سكرتير يمني للجمعية في مدينة عدن وهو محمد سعيد عقربي أحد أبرز رواد الحركة الرياضية وأول من أسس فرقة كشفية في جنوب الوطن وأراد المستعمر من خلال تعيين سكرتير يمني مع الإبقاء على أعضاء الجمعية من الإنجليز ورعاياهم الالتفاف على الحركة الوطنية وبالتالي تنفيذ سياسته ولكن قادة الحركة الوطنية فطنوا لذلك الأمر وبالتالي لم يجد التشكيل الجديد أي اهتمام أو تعاون من قبل الحركة الرياضية الوطنية.
وفي العام 1954م انعقد المؤتمر الرياضي العام وانتخب إدريس حنبلة مؤسس نادي الواي رئيساٍ للاتحاد الرياضي الأول بتاريخ 9/يناير/1954م والذي انعقد في مؤسسة نادي الشبيبة (الواي).
ومع تزايد الحس الوطني وتناميه في أوساط القيادات الرياضية كان للأندية الرياضية دور مشرف وبارز في الحركة الوطنية والنقابية لتساهم الأندية بصورة فعالة في دعم المطالب الوطنية والنقابية الذي كان يتبناه المؤتمر العمالي والهيئات الوطنية الأخرى كما اشتركت الأندية في تنفيذ الإضرابات العامة التي كان يعلن عنها المؤتمر العمالي والهيئات الوطنية في الأحداث التالية:
إضراب الجزائر بتاريخ 18/أكتوبر 1956م.
مقاطعة العمال للبواخر الأميركية بسبب تعرض الباخرة المصرية (كليوبترا) للمقاطعة من خلال عدم تفريغ وشحن سلعها في الموانئ الأميركية بتاريخ 29/4/1960م.
إضافة إلى عدد من الإضرابات العمالية ومقاطعة الأندية الرياضية لانتخابات المجلس التشريعي في 15/10/1955م وفي أواخر ديسمبر 1958م وفي 16/10/1964م.
إضراب رياضي عام
ويقول جحيش في كتابه إن كان للرياضة اليمنية دور وطني على المستوى المحلي ليمتد وليشمل بعداٍ قومياٍ ويؤكد جحيش أن المناضل الأديب المرحوم إدريس حنبلة روى له في مقابلة معه تفاصيل الإضراب الرياضي العام الذي هز المنطقة كونه أول إضراب رياضي عام انفجر بقوة في الشطر الجنوبي من الوطن ويعتبر إضراباٍ سياسياٍ إذ أن لمسبباته بعداٍ قومياٍ جسد مشاركة الأندية الرياضية في القضايا العربية والقومية.
وتأتي تفاصيل الإضراب العام كالتالي:
نفذ الإضراب يوم 28 أكتوبر 1956م احتجاجاٍ على عملية القرصنة الجوية الدولية التي أقدمت عليها حكومة فرنسا ضد أحرار الجزائر الخمسة (أحمد بن بله ورفاقه) فقد كان مقرراٍ أن يتبارى نادي الهلال الرياضي مع نادي النجم الأفريقي في المباراة قبل النهائية على ملعب المدرج البلدي (الحبيشي) حالياٍ في نفس هذا اليوم ولكن الفريقين المشار إليهما قررا الإضراب السياسي العام لتثور ثائرة الحكومة البريطانية فاتخذت عبر مؤسساتها الرسمية (الجمعية الرياضية العدنية) قراراٍ بإلغاء تلك المباراة وتغريم كل من الناديين مبلغ 200 شلن عقوبة لامتناعهما عن لعب تلك المباراة.
الناديان رفضا التغريم ونتيجة لهذا الموقف الوطني الصلب تعرضا للعقاب وإضافة لهذا فقد رفض نادي شباب التواهي قبول الترس المقدم له من الجمعية الرياضية العدنية على إثر قرار إلغاء المباراة الرياضية الرسمية بين نادي الهلال الرياضي ونادي النجم الأفريقي ليغرم نادي شباب التواهي أيضاٍ 200 شلن أسوة بالناديين الآخرين الهلال والنجم ليمتد هذا الإضراب فشمل بقية الأندية والفرق الرياضية تحدياٍ لإعلان الجمعية الرياضية العدنية عن بدء دورات جديدة لمباريات كرة القدم وكان إضراباٍ شاملاٍ توقف فيه النشاط أحد عشر شهراٍ وطغى الموت الرياضي على الملاعب.
تأسيس نادي التلال
والحديث عن رياضة جنوب الوطن ودورها في الكفاح ضد المستعمر الأجنبي يطول وقد قدمنا أنفاٍ أبرز وأهم ما يمكن تناوله حرصاٍ على إيجاد فرصة للحديث عن نادي التلال الرياضي عميد أندية اليمن والجزيرة العربية وفيما يلي نورد سيرة نادي التلال ودوره في الكفاح ضد المحتل.
أندية كريتر
يقول جحيش: إن عند الحديث عن نادي التلال الرياضي فإننا نتحدث عن أندية كريتر جميعها بتاريخها الطويل والعريق ونجومها الكبار الذين تألقوا على مستوى الوطن اليمني والوطن العربي ومن هذه الأندية يمكن ذكر ما يلي:
نادي شباب الاتحاد المحمدي:
تأسس عام 1905م وهو أقدم أندية اليمن والجزيرة والوطن العربي ومن أبرز مؤسسيه (سالم العمودي عبدالرحمن بازرعة مصطفى بازرعة يس خان محمود جعفر حسين حاش أحمد عبده سعد بامدهف) ومن أبرز نجومه (محمد صالح عراسي عبيد زريق محمد عمر عبدالله كوكبه محمد الزيدي علي المعمري الملقب الزيلعي أحمد عبده الزيلعي).
نادي الحسيني:
تأسس عام 1934م وأبرز مؤسسيه (عبدالإله عواله طه حمود سعيد وحسين دعاله حامد عبدالغني علي حيدر محمد فقيه جرجره حامد خليفة) ومن ابرز نجومه (يس خان جعفر سعد أبو بكر سعيد محمد حريس سعد الأسد جامع علي أبو بكر شفيق).
نادي شباب القعيطي:
تأسس عام 1952م وابرز مؤسسيه (عبده علي أحمد عبدالله المحضار علي عيسى أحمد عبدالكريم) وأبرز نجومه (سعيد أوجله أمين عيسى ناصر الهضام طه برد إبراهيم جوده سعيد عذب).
نادي الشباب الرياضي:
تأسس عام 1952م وهو أقدم نادي في اليمن والوطن العربي يطبق نظام الاحتراف حيث نجده في عام 1965م يتعاقد مع لاعبيه لمدة خمس سنوات وقد آلت هذه الخطوة إلى تقدم مستواه كما اهتمت بها أندية عدن ومن أبرز مؤسسي النادي ولاعبيه (نصر شاذلي خالد شيباني إبراهيم صعيدي أبو بكر شيباني مأمون صبري غازي عوض عزام خليفة محمد الحاسر صادق حيد عادل خوباني نصر الصياد).
نادي الأحرار:
تأسس عام 1954م ومن أبرز مؤسسيه الحاج عبدالعزيز الأغبري يوسف حسن السعيدي الشهيد محمد علي الحبيشي أمين قاسم الشميري) ومن أبرز نجومه (الشهيد الأحمدي علي السوداني نديم عبده حزام عبدالله علي حسن يسلم صالح أبو بكر عوض ناصر الماس طرموم أحمد مهيدي والأخوين عباس ومحمد غلام علي الماس).
هذه الأندية الخمسة كانت أبرز أندية كريتر في مدينة عدن والتي جاء على خلفيتها نادي التلال الرياضي بعد دمج أندية كريتر الأحرار والأهلي في 18 يوليو عام 1975م.
دور تلالي بارز في الحركة الوطنية
وما أن تم إعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى تهافت الشباب والرياضيين للانضمام لصفوف الحركة المسلحة التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء في الـ14 من أكتوبر العام 1963م وقد سقط الكثير من الشباب والرياضيين شهداء في سبيل تحرير تربة الوطن وأبرزهم الشهيد الرياضي محمد علي الحبيشي والذي تم تسمية ملعب المدرج سابقاٍ باسمه وأصبح يعرف بملعب الحبيشي ولم يكن الحبيشي هو الوحيد بل هناك الكثير من شباب ورياضيي أبناء الجنوب سقطوا دفاعاٍ عن أرضهم حتى تحريرها واستقلالها من المحتل الأجنبي في الثلاثين من نوفمبر العام 1967م بخروج آخر جندي بريطاني من عدن.
اتحاد رياضي
ويقول جحيش: إن ظهرت عدة أندية أخرى أبرزها تأسس في منطقة الشيخ عثمان منها نادي الشبيبة المتحدة (الواي) ووحدة عدن الذي ظهر نتاج الدمج الثاني لأندية عدن عام 1975م.
وكان قبل ذلك وتحديداٍ في العام 1956م قد لعب القائد الرياضي والنقابي والوطني إدريس أحمد حنبلة دوراٍ مهماٍ في إحياء الرياضة واتحادها الوطني حيث قام في العام 1956م بتوجيه نداء عام إلى أندية منطقة الشيخ عثمان لكرة القدم يطالبها بالمبادرة لتبني مشروع تكوين اتحاد رياضي لكرة القدم يطالب بالحقوق الرياضية ويرفع من مستوى الأندية الرياضي ولقيت دعوة إدريس حنبلة استجابة أندية الشيخ عثمان حيث عقدت اجتماعاٍ في 6 أغسطس 1956م وحضر الاجتماع ممثلون لأندية الشيخ عثمان وهي (الشبيبة المتحدة الهاشمي الهلال الإرسالية الاتحاد اللحجي) وتم في الاجتماع مناقشة أسباب فشل الاتحاد السابق ومن ثم تم تشكيل لجنة تأسيسية مهمتها التواصل بجميع أندية عدن والعمل على تنشيط الاتحاد الرياضي مجدداٍ وتكونت اللجنة من كل من (إدريس أحمد حنبلة محمد سيف ثابت إبراهيم أحمد عبيدو عبدالرزاق معتوق محمد يوسف فضل حسن صالح جوهر) وقامت اللجنة بالتواصل مع بقية أندية عدن ووجدت تجاوباٍ واسعاٍ من أندية التواهي والمعلا والتي عقدت معها اللجنة اجتماعاٍ تم فيه الموافقة على تكوين الاتحاد وأهدافه وإضافة أربعة أعضاء للجنة السابقة هم (عبده خليل سليمان رسمة علي أذان محمد سلام أحمد يوسف النهاري) وكذا الاتفاق على دعوة أندية كريتر لأخذ رأيها في الموضوع وتحذيرها عبر الصحف من المتخاذلين.
وفي التاسع عشر من أكتوبر عقد لقاء مع أندية كريتر حيث حضر اللقاء ممثلو أندية الحسيني الرياضي الأهلي النجم اللامع شباب القعيطي فيما لم تحضر أندية الاتحاد المحمدي العيدروس النجم الأزرق شباب الهنود الشباب الرياضي الاجتماع وتم في الاجتماع انتخاب ثلاثة ممثلين لأندية كريتر في اللجنة التأسيسية وهم (حسين محمد صالح حسن أحمد أغبري سعيد هوجله محمد).
ووفقاٍ للكاتب والإعلامي القدير عبده جحيش فإن الدعوة لإحياء الاتحاد الرياضي تزامنت مع أول إضراب رياضي عام في الجنوب والذي أسلفنا ذكره والذي كان بسبب اختطاف أحمد بن بله وأربعة من المناضلين الجزائريين في 28 أكتوبر 1956م ولذلك فقد بذل المستعمر والمتعاونين معه من بعض الأندية على عرقلة قيام الاتحاد من خلال اللجوء إلى توقيف أنشطة اللجنة التأسيسية وتعرض رئيس اللجنة وعبدالرزاق معتوق للتحقيق بتهمة تدخلهم في الأمور السياسية ليستمر الصراع بين اللجنة التأسيسية للاتحاد الرياضي والجمعية الرياضية العدنية لمدة عامين خلال الفترة 56-1958م ليبلغ ذلك الصراع ذروته حينما قامت السلطات الاستعمارية باعتقال رئيس اللجنة التأسيسية للاتحاد الرياضي إدريس حنبلة ومن ثم الحكم عليه بالسحن لمدة أربع سنوات مع الأشغال الشاقة في 28 أكتوبر 1958م.
وفي 16 يناير 1959م عقد اجتماع لكل من أندية الشيخ عثمان والمعلا والتواهي تم فيه اتخاذ عدد من القرارات التي كان من أبرزها: (يظل إدريس حنبلة رئيساٍ للاتحاد طوال مدة سجنه ويظل عبده خليل سليمان نائباٍ ويواصل أمين عام الاتحاد عبدالرزاق معتوق مهام منصبه وقيامه بأعمال الرئيس مدة سجنه في حال انشغال نائب الرئيس لأية أسباب وكذا رفع خطاب إلى الجمعية الرياضية العدنية يتم فيه التأكيد على إصرارها بوجوب التصويت على التعديلات الدستورية في الاجتماع العام الذي طالبت الأندية بانعقاده في فبراير 1959م وأن يشغل جعفر أحمد حنبلة منصب الأمين العام المساعد والسيد حسن أميناٍ للمال والسيد طه محمد سعيد أميناٍ مساعداٍ للمال وإجراء مباريات تنافسية بين الأندية الاتحادية).
توسع الأندية
وعقب التناولة السريعة لتاريخ الرياضة في جنوب اليمن فإنه وعقب قيام ثورة 14 أكتوبر الخالدة تزايدت الأندية وانتشرت ويمكن التطرق إليها بشكل سريع وفقاٍ لما تناوله الكاتب جحيش في كتابه وهي كالتالي:
نادي الوحدة
عرف بهذا الاسم بعد الدمج الثاني لأندية عدن عام 1975م والذي جاء نتاج عدة أندية في منطقة الشيخ عثمان أبرزها:
نادي الشبيبة المتحدة (الواي) والذي تأسس في الشيخ عثمان عام 1939م ومن أبرز مؤسسيه (سالم باوزير عبدالله علي عراسي صالح خميس سيف الشبوطي علي عبده حسن) ومن أبرز لاعبيه (عمر عوذلي حسن أحمد صالح العريجة سيف الشبوطي محمد إسماعيل صالح المزمار خميس مبروك علي قاسم محمد صالح جار الله سالم كمراني) كما يعد المناضل الأديب إدريس حنبلة هو الدينامو المحرك للنادي وأشهر رئيس تولى قيادة النادي.
نادي الهلال الرياضي ويعد من أبرز أندية الشيخ عثمان وتأسس عام 1951م ومن أبرز مؤسسيه (حسين القاضي صالح القاضي صالح عبدالرحمن عبدالرحيم علي أحمد قحطان علي مسرج ناصر عرجي صالح عرجي أحمد عبدالله حيدرة «الباشا» سعيد ناجي عبدالرقيب خوحاني محمد ناصر محمد) ومن أبرز لاعبيه (عبدالعزيز فارع عبدالعزيز مجذور حميد بكيلي أحمد ناصر منذوق غازي إسماعيل علي سالم علي فارع عوضين صالح محمد عمر).
نادي الشباب المحمدي تأسس عام 1951م ومن أبرز مؤسسيه (فيصل وعلي السلامي عبدالله مسرج محمد صالح عولقي فيصل باوزير عبدالعزيز باوزير) ومن أبرز نجومه (محمود عراسي مصطفى مسرج عبدالعزيز حاتم أحمد مهدي الأحمدي خالد عفارة وجدان الشاذلي إيهاب عفارة منيف شايف ياسين محمود مشتاق محمد سعد ناصر هادي عثمان خلب خالد العسل فضل الأبلي عبدالله جعرة محمد حمادة نوفل حسن عبدالله هادي نضال نصيب محمد عبدالكريم هامي عبدالكريم ماهر علي قاسم).
وهذه الأندية كانت أبرز أندية الشيخ عثمان والتي نتج عنها نادي الوحدة الرياضي بالشيخ بعد الدمج 1975م.
نادي الميناء
ومن أشهر الأندية الأخرى التي تأسست في مدينة عدن يأتي نادي الميناء الذي يقع في منطقة التواهي وقد عرف باسم الميناء بعد تقلص عدد الأندية في جنوب الوطن عام 1975م وهو امتداد لأهم ثلاثة أندية عريقة وجدت في منطقة التواهي أثناء الاحتلال وبعد الاستقلال وهذه الأندية هي:
نادي الاتحاد الإسلامي نادي شباب التواهي نادي الشعب الرياضي ويعتبر نادي الاتحاد الإسلامي من أقدم أندية التواهي حيث تأسس عام 1937م وكان يسمى نادي الموالدة حتى عام 1948م بعد ذلك أطلق عليه شباب التواهي ومن أبرز مؤسسيه (عبدالكريم عمر محمد عبده نعمان أحمد الجابري محمد ميسري طه سعد محمد ريان سليمان سعيد جلال خان محمد ناجي قاسم منيف) ومن أبرز نجومه (عبدالكريم هتاري عبدالرب يافعي عباد إسماعيل سليمان طربوش كوكني هاشم عبدالعزير فريد سعد عبدالله جامع طمبش).
أما نادي الشعب الرياضي فقد تأسس عام 1952م وعند تأسيسه كان يعرف باسم الغزال الرياضي وفي العام 1957م عدل الاسم إلى نادي الشعب الرياضي ومن أبرز مؤسسيه (الدكتور عبدالرحمن عبدالله إبراهيم عمر الجاوي محمد الكعدي حسن الجاوي) وأبرز نجومه في كرة القدم (عبدالله حمادي علي الطحصي سيف محمد غالب عبدالسلام توفيق).
ويعد نادي الميناء من الأندية السباقة مع وحدة صنعاء للمطالبة بإعادة تحقيق الوحدة الوطنية قبل قيامها حيث زار نادي الميناء صنعاء في عام 1980م ولعب مباراة مع وحدة صنعاء.
نادي شمسان الرياضي
ويذكر جحيش أن تسمية النادي جاءت نسبة إلى جبل شمسان الذي يحتضن مدينة المعلا وعرف نادي شمسان بهذا الاسم بعد الدمج الثاني لأندية عدن عام 1975م ونادي شمسان هو امتداد لأندية تأسست في منطقة المعلا منذ عهد الاحتلال البريطاني ومن أبرز هذه الأندية:
نادي شباب الجزيرة تأسس عام 1951م ومن أبرز مؤسسيه (أحمد يوسف النهاري حسن باوزير محمد علي عوض) ومن أبرز نجومه (الاسطورة عبدالله خوباني الذي كان يلقب بشكاس اليمن نسبة للاعب العالمي المجري بشكاس أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 1954م ومن نجومه الآخرين حارس المرمى أحمد فضل عبدالجبار عوض رفيق عوض سليمان زيد أبو بكر وزان محمد عوذلي أحمد محسن أحمد).
نادي المستقبل في البداية عرف بنادي المعلا الرياضي عند إعلان تأسيسه عام 1952م ثم أطلق عليه نادي المستقبل عام 1962م ومن أبرز مؤسسيه (عبده خوباني حسن كنترول شهاب إسماعيل) ومن أبرز نجومه (حسن صوفي سعيد خليدي عبدالله الرميص أمان عبدالله جعفر حسن معتوق خوباني سالم المسحور حسن قائد علي حسن يوسف جوجو).
نادي الشعلة
تأسس نادي الشعلة في منطقة البريقة أو عدن الصغرى التي كانت إبان الاحتلال الإنجليزي منطقة عسكرية مغلقة لا يعيش فيها سوى الإنجليز مع مجموعة قليلة من المواطنين اليمنيين الذين يمتهن أغلبهم مهنة الصيد وكان أول نادي تأسس في هذه المنطقة عام 1968م باسم نادي نجم الخيسة الرياضي وبعد ذلك سمي نادي شباب البريقة ومن أبرز نجومه (أحمد وسعيد الدنمي حيدره ناصر عبدالله دهمس ناصر الدنمي حيدره محمد ناصر سعيد سعيد جمعان سعيد النس محمد عنتر جميل الفقيه عبده الشوفي) وعرف هذا النادي باسم نادي الشعلة بعد الدمج الثاني عام 1975م.
والحديث عن رياضة جنوب الوطن طويل ويحتاج للكثير ولكننا حرصنا على تناول أبرز ما يمكن تناوله في التاريخ الطويل والعريق للرياضة في جنوب الوطن وتحديداٍ في مدينة عدن أولى المدن في اليمن والجزيرة العربية التي تمارس الرياضة.

قد يعجبك ايضا