وادي “حمر” يستقبل أسر المناضلين ومدرسة قعطبة تحتضن أبناءهم للدراسة

لقاء /أحمد الطيار –
يتذكر المناضلون اليمنيون قصصا بطولية لمناضلي الجنوب وهم يؤازرونهم في ثورة 26 سبتمبر 1962م حيث يقول اللواء علي بن علي الحيمي والذي كان قائدا للواء إب حينها أمين عام منظمة مناضلي الثورة اليمنية لقد قدم المناضلون من الجنوب دورا كبيرا إلى جانبنا فهم من الشجاعة والبسالة بمكان كبير ويتذكر كيف أن القائد لبوزة حارب بكل بسالة مع رفاقه في المناطق الشمالية وحجة والمحابشة لمدة عام كامل ثم عاد ليفجر الثورة من جبال ردفان .
ويقول اللواء الحيمي: أنا كنت قائدا في لواء إب نقلت من قيادة لواء رداع في عام 1964م وجاء لبوزة من الجنوب فالتحق بقوات الحرس الوطني وسار للقتال مع الجمهورية في المحابشة والمناطق الشمالية وناضل بقوة وعند رجوعه قاموا بمنحه المال والسلاح وقام بتفجير الثورة على الإنجليز .
الإنجليز اغتاضوا وقالوا للثوار لازم عليهم أن يسلموا السلاح وإلا سيهاجمونهم عليهم من هنا توسعت رقعة الثورة وقاموا بتفجير الثورة من ردفان والضالع.
التنسيق العسكري
من موقعه كقائد للواء إب كان اللواء علي الحيمي يقوم بالتنسيق والاتصال العسكري مع الثوار في الجنوب في ما كان يقوم بالتنسيق السياسي المحافظ صالح الرويشان رحمه الله وكانت قعطبة هي المدينة الرئيسية للتنسيق وقد عمل قائدها علي محمد السعيدي رحمه الله بجدارة واقتدار في مهمة التنسيق على اعلى مستوياته وكانت القيادة العسكرية والسياسية للبلد تمنحنا في لواء إب كميات الذخائر والأسلحة المعتادة لان الجيش كان عدده كبيرا وكان ضمن الخطة أن يتم تخصيص جزء من تلك الأسلحة للثوار في الجنوب وهكذا كنا نقوم بتوصيلها إلى قعطبة ثم يتم إيصالها لاحقا لمناطق الجبهة حيث القادة علي عنتر وعلي شايع ومحمد البيشي وكنت أنا أقوم بالتواصل مع الثوار في الضالع بحكم القرب المكاني بيننا بشكل مستمر.
تأمين أسر الثوار
ظهر في تلك الأثناء تنسيق من نوع آخر كما يقول اللواء الحيمي¡ مشيرا إلى أن الجيش كان يقوم بتأمين الأماكن لأهالي الثوار في الجنوب وخصوصا منطقة الضالع حيث تم أخذ أهليهم حين كانت تقوم الطائرات بالقصف في الضالع وتم إيصالهم إلى وادي حم وتم تخصيص هذه المنطقة لأسر المناضلين الجنوبيين وأولادهم كنا ندرسهم في مدرسة قعطبة وهي مدرسة جديدة وحديثة وقلنا لهم أسركم تحفظ هنا وأبناؤكم يدرسون في مدرسة قعطبة ¡وكان التعاون بيننا وبينهم قائما ومستمرا على أشده والجميع يعتبر اليمن وطنا للجميع شماله وجنوبه وكنا على صلة تامة وبعد ذلك التقيت بالمناضلين علي بن علي شايع وعلي عنتر ومحمد بن محمد البيشي هؤلاء التقينا نحن وهم وكنا ننسق نحن وهم لمقاومة الأشرار فإذا كان الأشرار يهربون إلى المناطق الجنوبية يحضرونهم لنا ونحن كنا كذلك .
الزكاة
خلال عملي في قيادة لواء إب كثرت اسر المناضلين في حمارة وبالتالي لم نقف موقف المتفرج أبدا فاتخذنا قرارا وجمعنا مشايخ إب وقلنا لهم الزكاة تدوها لأسر المناضلين في حمارة وخاصة المناطق القريبة من قعطبة وقلنا سلموا الزكاة لأسر المناضلين الجنوبيين وتم ذلك بسلالة حيث زودناهم بالحبوب والفواكه وأيضا الأعلاف للمواشي والدواب وبذلك لم يتعرضوا لأي مشاكل غذائية او جوع وفقر .
الحامية العسكرية
كان هناك بالضالع حامية عسكرية كبيرة للإنجليز وعندما قام المناضلون من الثوار بمهاجمتها كان الإنجليز يردون عليهم بالطيران والمدفعية ولما اشتدت قوة المناضلين قام الإنجليز بتسليم الحامية للثوار وكان المندوب السامي لديه قلعة في رأس الجبل وبعد سنوات من النضال هرب المندوب السامي البريطاني وتسلم الثوار القيادة وتم بعد ذلك إجراء احتفال كبير بمناسبة خروج الإنجليز وتم استدعائي من قبل الثوار لحضور الاحتفال وتم تقديمي لإلقاء الكلمة بحفاوة وكنت أول المهنئين وقد قدم المناضلون الجنوبيون الشكر الكبير لنا وكنا إخوة لا فرق بيننا أبدا .

قد يعجبك ايضا