
“صالة” بتعز تحتضن إدارة العملية ومنها أعلن عن قيادة ردفان ولحج والضالع
,عبد القوي مكاوي كان يحظى بدعم مباشر من الرئيس جمال عبدالناصر
,عبد القوي مكاوي كان يحظى بدعم مباشر من الرئيس جمال عبدالناصر
حين تطل علينا الذكرى الخمسون لثورة 14 أكتوبر المجيدة تطير بنا الأفراح إلى حارة صينة بمدينة تعز الباسلة هناك نتذكر التاريخ النضالي لفئة من الرجال الأبطال نتذكر صورة التلاحم الوطني بين اليمنيين هناك وعلى بعد خطوات من قصر الإمام احمد كانت غرفة العمليات الحربية التي أنشئها الضباط الأحرار في المدينة غرفة علميات كاملة يديرها خبراء من اليمنيين المخلصين بالتعاون مع أشقائهم المصريين هدفها الأول والأخير تحرير الجنوب من الاستعمار إنها عملية “صلاح الدين” الملحمة الكبرى لدعم المناضلين الأحرار من المحافظات الجنوبية وهكذا كانت تدفقات السلاح والذخيرة والمال تنهال يوميا على المناضلين في جبهات القتال بالضالع ودرفان وجبال شمسان .
يقول العميد الركن عبدالهادي احمد الشبطي الخبير الاستراتيجي العسكري: إن ثورة سبتمبر في شمال الوطن كانت المحرك والدافع لقيام ثورة أكتوبر في جنوب الوطن فالدعم من الأشقاء المصريين لثورة سبتمبر كان فاعلا في إنجاحها بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر لان هناك خللاٍ في التوازن لان الملكيين مدعومون بأكثر من اللازم بعد ثورة سبتمبر اضطر المندوب السامي البريطاني إلى أن يلتقي مع الملك السعودي وتم الاتفاق على أن ألا يجعلوا جمال عبدالناصر يتوغل في اليمن حينها علمت المخابرات المصرية والقيادة أن المندوب السامي البريطاني والشاه الإيراني والملك حسين والأميركان وكثيراٍ من الدول اتفقوا على أساس أن يرجع الملكيون إلى السلطة .
عندها اجتمع الضباط الأحرار بمصر بقيادة أنور السادات على دعم اليمن وإرسال القوات إلى الجمهورية اليمنية ووصلت القوات المصرية ومن ضمن الواصلين قائد الصاعقة عبدالمنعم سند وذلك بعد شهر على قيام الثورة وتم السيطرة على المراكز بأكملها ويمكن التأكيد هنا على أن هذا الدعم مكن الثوار اليمنيين من التركيز على جبهات القتال وأيضا الاستفادة من خبرة الأشقاء المصريين في الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فالضباط الأحرار اليمنيين لم تكن لديهم الخبرة والمهارة السياسية للقيام بالشق السياسي والاقتصادي للدولة الجديدة وكانت الطيبة والارتجال في أعمال الإدارة هي السمة السائدة عليهم لانهم في الحقيقة لم يكونوا يعرفون كيفية التصرف بشؤون دولة وبعد وصول القيادة المصرية وفتح المعسكرات تمكنوا من الامساك بزمام الأمور في محافظات تعز والحديدة وحجة ويمكن القول أن المناطق من نقيل سمارة وما تحت كانوا متحضرين وهادئين وداعمين للثورة والنظام الجمهوري وعندهم قابلية للتغيير ولهذا المصريون قرروا تشكيل قيادة استخباراتية يكون مقرها في صالة وسياسة منظمة تختص بدعم ثوار 14 اكتوبر بدأت من ردفان ومن خلال الاتصال بلوزة ومن معه
فكرة التنسيق
يمكن القول أن فكرة التنسيق بين اليمنيين لمقاومة الاحتلال البريطاني بدأت مبكرا فهذا الاحتلال والذي جثم على صدر اليمنيين 128 عاما كانت لديه إمكانيات هائلة وكانت خبراته الكبيرة تعيق قيام أي ثورة ضده من قبل الجنوبيين لكن كان لليمنيين المثقفين الدور الأكبر وكان للشخصيات التي درست في الخارج وتعلمت هناك دورها في زرع الانتماء الوطني وبث روح المقاومة فلهذا كان الاتصال المباشر من قبل الأشقاء المصريين بهؤلاء المثقفين والوطنيين المصريون لقوا نخبة واعية واستطاعوا أن يتعاملوا معهم من جملتهم لبوزة ومكاوي واسمه حسن مكاوي والذي تم استدعاؤه من الخارج وقاموا بعمل جبهة التحرير .
* هل كانت الفكرة لتحرير الجنوب تنطلق من القومية العربية أم على أساس توحيد اليمن أو ماذا ¿
– المصريون كانت لديهم فكرة قومية عربية وهي أساس ثورة مصر بقيادة جمال عبدالناصر واستطاع أن يؤثر في الوطن العربي كان له نفوذ في العراق ونفوذ في اليمن ونفوذ في الجزائر من خلال الثورة الجزائرية لأنه بعد الحرب العالمية الثانية خروتشوف الزعيم السوفييتي ركز جميع الأسلحة وما تبقى من الحرب العالمية الثانية واعطاها لجمال عبدالناصر لأنه كان مدعوما بقوة من المنظومة الاشتراكية بشكل كبير والسلاح والعتاد كان اهم تكتيك وهناك عامل آخر يتمثل في قناة السويس فبعد تأميمها أفادت الجيش المصري والمنظومة الاشتراكية لأنها كانت مملوكة لفرنسا وبريطانيا ولهذا تم العدوان الثلاثي على مصر في 1956م لإرجاع قناة السويس.
* هل كان كانت لدى المصريين فكرة عن توحيد اليمن وجمع النضال في إدارة واحدة بالشمال والجنوب¿
– هم لم يركزوا على هذه النقطة إلا بعد وصولهم وبعد الالتقاء بالمثقفين الجنوبيين فكروا بهذه النقطة وفكروا بإنشاء دستور يتكون من الأهداف الستة للثورة اليمنية ومن جملتها أن الوحدة اليمنية تكون مستقبلاٍ لليمن ومن خلالها يكون الدعم للجنوب عسكريا وسياسيا فهم وجدوا نخبة يمنية وطنية مثقفة استطاعوا أن يدعموهم.
* كيف كان يتم تزويدهم بالمؤن والسلاح ¿
– أولا كانت القيادة في حارة “صالة” بمدينة تعز ومن خلالها تم اختيار قيادات للمناطق التي يتم فيها القتال فتم إعلان قيادة في ردفان وقيادة لحج وقيادة الضالع لأن الجيش البريطاني كان لديه استطلاع حربي رهيب فهم عملوا خلايا في كل منطقة فالاستعمار لو ضغط على منطقة ما يتم القيام في المنطقة الأخرى بالعمليات العسكرية فمثلا الاستعمار عندما يضغط في منطقة العوالق يتم التحرك في الضالع واذا ضغط في الضالع يتم التحرك في ردفان عملوا تكتيكاٍ رهيباٍ جدا .
* هل نزل احد من الشمال للمقاومة مع الجنوبيين ¿
– لا الكثير من الجنوبيين هم التحقوا بالحرس الوطني في الشمال ومنهم لبوزة وعلي عنتر وشايع وصالح مصلح والبيشي هنا في الشمال الكثير من اليمنيين ساعدوا المصريين كضباط وهؤلاء درسوا في مصر وقاموا بدور كبير أخذوهم عندهم في القيادة لكي يستفيدون من خبرتهم .
* المصريون هل كان هدفهم تحرير الجنوب أم شغل بريطانيا ¿
– لا كان هدفهم إبعاد الاستعمار البريطاني من الجنوب بشكل كامل
* طيب ما سبب المشاكل اللاحقة التي ظهرت بين الثوار وأدت لنزاع بين جبهة التحرير والجبهة القومية ¿
المصريون هم ركزوا على عبدالقوي مكاوي وسموها جبهة التحرير ومن جملتهم الاصنج وغيره هناك انشئت تيارات أخرى من ضمنها تيارات بقيادة عبدالفتاح اسماعيل وعلى ناصر محمد وغيرهم وصالح مصلح وعلى عنتر وهؤلاء كانت ميولهم نحو الاشتراكية الدولية وكان حزبهم اكثر تنظيما ودقة من جبهة التحرير الوطنية حق التي يرأسها مكاوي وللحقيقة فقد كان مكاوي مدعوما من الرئيس جمال عبدالناصر راسا حتى انهم قتلوا أولاده في شهر سبعة عام 1967م وقتلهم البريطانيون بواسطة الجبهة القومية فالبريطانيون هم من لعب اللعبة للتفرقة الجبهة القومية كان تنظيمها اكثر دقة وعلمية وتقريبا الروس هم مالوا إليها مخابرات الروسية عملت ذلك في تلك الأثناء الاستعمار البريطاني بغية العمل ضد جمال عبدالناصر قام بدعم الجبهة القومية وسلم الحكم للجبهة القومية والروسيين دعموهم بالسلاح وهناك الجبهة القومية عرفت أن الشمال لايزال مترنحا بين الجمهوريون والملكيين فذهبوا إلى موسكو للكرملين رأسا لطلب الدعم السياسي والعسكري في تلك الأثناء مكاوي والمعسكر حقه الموجود في منطقة معبر بذمار وفي منطقة صنعاء كان هو المعترف به من قبل النظام الجمهوري في الشمال وحين تم الصلح بين الجمهوريين والسعودية عام 1970م هناك جبهة التحرير تحجمت شوية والجمهوريين اعترفوا بالأمر الواقع واعترفوا بالجبهة القومية .
لم تنسحب بريطانيا إلا وقد سلمت الحكم للجبهة القومية وفي الشمال حصل سوء تفاهم وظهرت تنافرات لماذا تم ذلك ولكن فرضه الأمر الواقع.ومن ذلك اليوم وحتى 22 مايو واليمن ممزق إلى شطرين حتى توحد والحمد لله والآن لا نريد تكرار نفس السينوريووهات بإخراج جديد.