ثورة 21سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال والخلاص من الوصاية والتبعية والعمالة لآل سعود ولجنتهم الخاصة

الشيخ محمد حسين المقدشي لـ”الثورة”:ثورة الـ 26من سبتمبر هي أم الثورات اليمنية وثورة الـ 21من سبتمبر امتداد لها وتصحيح لمسارها

المصالحة الوطنية المدخل الرئيسي لحل الأزمة اليمنية .. وسنعمل على تقريب وجهات النظر على طريق الحل السياسي الشامل
مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد لبناء الدولة خطوة متقدمة لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة
القبيلة اليمنية سجلت حضورا لافتا في دعم ثورتي26 سبتمبر و21 سبتمبروالوقوف في وجه العدوان الغاشم
لا خوف على الثورة والمسيرة ما دام أبو جبريل قائدها ، وعلى السعودية والإمارات التعاطي بإيجابية مع مبادرة الرئيس المشاط

شاب متقد حماسا وحيوية ونشاطا ، ظهر بقوة خلال أحداث دماج ، حيث كان ضمن لجنة الوساطة من طرف السلفيين ، وهناك وقف على الحقيقة كاملة من خلال لقائه بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، فخرج مستبصرا واعيا منطلقا مع وطنه وشعبه ، صاحب سجل حافل في حل القضايا والخلافات القبلية ، وإصلاح ذات البين ، حاز على ثقة القيادة الثورية والسياسية وعين محافظا لمحافظة ذمار وخلال فترة عمله جسد روح المسؤولية وعمل بكل جد وإخلاص لخدمة ذمار وسكانها ، فكان أشبه بخلية النحل ، حشد للجبهات ، وساق القوافل ، وقدم كل سبل الدعم للشهداء والجرحى والأسرى ، زار المرابطين في الثغور والصفوف الأمامية ، ولم يكترث بتهديدات العدوان ومرتزقته ، ولم تتغير مواقفه الوطنية تحت إغراء قوى العدوان ، مؤخرا جددت له القيادة الثقة بتعيينه عضوا بفريق المصالحة الوطنية والحل السياسي الشامل ، وصدر قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى بتعيينه نائبا لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل.. “الثورة” في جلسة مقيل رائعة التقت الشيخ الشاب وناقشت معه العديد من القضايا والمواضيع والمستجدات على الساحة المحلية في حوار.. فيما يلي تفاصيله:
لقاء/ عبدالفتاح علي البنوس

بداية كيف تنظرون إلى ثورة 21سبتمبر في ذكراها الخامسة ؟
– في البداية نبارك لقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ولكافة أبناء شعبنا اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21سبتمبر والذكرى الـ57لثورة 26سبتمبر الخالدتين المجيدتين ، وبالنسبة لسؤالك فأرى أن ثورة 21سبتمبر في عامها الخامس أكثر قوة وصلابة وثباتا وصمودا وخصوصا في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر المفروض على أبناء شعبنا من قبل التحالف الإجرامي الذي تقوده السعودية ، صحيح هناك معاناة وغالبية الشعب يعيشون في ظل ظروف معيشية صعبة جراء انقطاع المرتبات ونتيجة لتداعيات العدوان والحصار ، ولكن لم يخفت بريق الثورة وألقها ، وشاهدنا الحشود الجماهيرية الغفيرة التي خرجت للاحتفال بالثورة رغم كل الظروف ، في تأكيد على تمسكهم بها ومساندتهم لها والمضي في دربها لاستكمال تحقيق أهدافها .
يعني الثورة حتى الآن لم تحقق أهدافها ؟!
– الفعل الثوري ليس وليد لحظة ، وانما هو نتاج عمل نضالي وتحرري متواصل ، يتوج بنجاح الثورة ، وهذا أيضا ينطبق على أهداف ثورة 21سبتمبر فهي لم تتحق كاملة كونها بعد أشهر تعرضت لمؤامرة كبرى تمثلت في العدوان على اليمن والذي جاء لإجهاض الثورة ، ومن الطبيعي أن تواجه الثورة تعقيدات كثيرة تحول دون تحقيق كافة أهدافها في ظل العدوان ، ولا داعي للاستغراب إن قلت لك وللقراء الكرام بأن ثورة 26سبتمبر التي نحتفل بذكراها الـ 57بعد كل هذه السنوات الطويلة لم تحقق كافة أهدافها الستة على الوجه المطلوب ، لذا من الطبيعي انطلاقا من المعطيات سالفة الذكر عدم تحقيق كامل أهداف ثورة 21سبتمبر فالصعوبات والعراقيل فوق ما تتخيل وما دام وهج الثورة مشتعلا وما دامت الثورة مستمرة فإن ذلك سيسرع من وتيرة العمل وسنلمس تحقيق كامل أهدافها قريبا جدا .
برأيك ما هو الضامن لتحقيق ذلك ؟!
– قلت لك استمرارية الفعل الثوري ، والوعي الثوري الذي تتحلى به قيادتنا الثورية والسياسية الرشيدة ، أكبر الضمانات للمضي بأهداف الثورة إلى حيز التنفيذ ، وفاء لتضحيات الثوار ، وتحقيقا لتطلعاتهم الوطنية التي خرجوا من أجل معانقتها والوصول إليها ، فلا خوف على ثورة ومسيرة يقودها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (أبو جبريل) وفيها من الأسود الضواري أبطال الجيش واللجان الشعبية .
بعد خمس سنوات هناك من لا يرى فيما حصل في 21سبتمبر 2014م ثورة ؟!
– الكبر والعناد والتعصب المقيت يقود إلى الغلو والتطرف حتى في المواقف والآراء ووجهات النظر ، وعندما نريد تقييم الفعل والحراك الثوري وتوصيفه فإننا نقيس ذلك على حجم هذا الفعل والنتائج التي خلفها ، وأعتقد أن الفعل الثوري الذي تحقق في 21سبتمبر من العام 2014م يعد ثورة كبرى ، فالكل على دراية بالحال الذي وصلت إليه البلاد ، من تفجيرات في المساجد والشوارع والاغتيالات بالجملة والفوضى والانفلات الأمني وضياع هيبة الدولة ، كل ذلك تغير عقب 21سبتمبر ولولا العدوان الغاشم لكان الجميع يحتفلون بهذه الثورة ويتغنون بها ولما ظهرت هذه الأصوات المتحاملة عليها ، ولكان حال البلاد والعباد أفضل بكثير في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، ومع ذلك نترك هؤلاء للوقت وأنا على ثقة بأنهم سيغيرون موقفهم تجاهها لأنها جاءت من أجلهم وخدمة لهم وللحفاظ على مصالحهم ، وخصوصا أنها اتسمت بالعفو والتسامح منذ الوهلة الأولى ولم يظهر عليها أي نزعات انتقامية تجاه الخصوم وفرقاء العمل السياسي حتى اليوم .
كيف تقيمون دور القبيلة اليمنية في ثورة 21سبتمبر ؟!
– الثورة حراك شعبي ، والشعب يتمثل في القبيلة اليمنية التي كان دورها محوريا ومؤثرا في نجاح الثورة ، شاهدنا الزخم الثوري لرجال القبائل اليمنية في مختلف المحافظات الذي وقف وساند الثوار وشد من أزرهم ، وأمكنهم من قطع خطوات متقدمة في مراحل الكفاح والنضال ، هذا الدور صبغ الحراك الثوري بالطابع الشعبي ، فكانت الثورة ثورة الشعب بكل فئاته وتوجهاته ومكوناته الوطنية التواقة للحياة الكريمة والحرية والاستقلال ، رجال القبائل هم من شاركوا في المسيرات والاعتصامات والأنشطة الثورية التي سبقت إعلان انتصار الثورة ، وهم من قاتلوا في صف الثوار الأحرار عندما حاولت خفافيش الظلام تعطيل مسارها في عمران وهم من ساندوا الثوار في معركة صنعاء ، وهذه مسألة طبيعية كون القبائل اليمنية جزءاً لا يتجزأ من الشعب اليمني الذي يعاف حياة الذل والمهانة ويرفض الخنوع والاستكانة ويأبى العيش تحت الوصاية والتبعية للخارج .
بالانتقال للحديث عن ثورة الـ26من سبتمبر في ذكراها الـ 57..ما هي انطباعاتكم حول هذه المناسبة ؟!
– كما احتفلنا بالأمس بثورة 21سبتمبر ، نحتفل اليوم بذكرى ثورة 26سبتمبر ، الثورة الأم لكل الثورات اليمنية ، والتي جاءت بعد سفر نضالي استمر لعشرات السنين ، تناوب على صياغة مفرداته الثورية وتنفيذ حراكه الثوري كوكبة من الثوار الأحرار من مختلف المحافظات بما في ذلك المحافظات الجنوبية ، في دلالة على واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، وهي ذات الصورة التي نلحظها في ثورتي 21و26سبتمبر ، من حيث واحدية المسار والتوجه ، وواحدية الأهداف والتطلعات .
ولكن هناك من يقول بأن ثورة 21سبتمبر طغت على ثورة 26سبتمبر ؟!
– هذا غير صحيح ، نحن نتحدث عن تاريخ ، والتاريخ لا يلغى أو يغيب ، أو يمكن تذويبه ، ثورة 26سبتمبر ثورة كل اليمنيين ، ولن تطغى عليها أي ثورة ، لأنها كما أسلفت أم الثورات ، والمشكلة تكمن في تحامل البعض على ثورة 21سبتمبر وذهابهم نحو الترويج لمثل هكذا كلام ، والحقيقة خلاف ذلك تماما ، ثورة 21سبتمبر جاءت مشبعة بالوهج السبتمبري لثورة الـ 26من سبتمبر ، حيث شكلت محطة تصحيحية لمسارها الذي تعرض للانحراف وهو ما حال دون تحقيق كافة أهدافها على الوجه المطلوب ، وهذا ليس معيبا في حقها ، فما دامت ملكا للشعب ، فالشعب معني بالوصول بها إلى المستوى المنشود في شتى المجالات ، المسألة ليست صراعاً وتنافساً على من يطغى على الآخر ، فلكل ثورة خصوصيتها ومحطاتها وذكرياتها الخاصة ، التي لا يمكن محو ذكرها أو شطبها من التاريخ ، ولا أرى في ثورة 21سبتمبر إلا امتداداً لثورة الـ26من سبتمبر المجيدة .
ذكرت في معرض إجابتك على سؤال سابق بأن ثورة 26سبتمبر لم تحقق كافة أهدافها برأيك لماذا ؟!
– الحديث حول هذا الموضوع يثير الحساسية لدى البعض، ويفتح الباب أمام الجدل والنقاش العقيم ، ويظهر البعض في صور صغيرة متقزمة ، رغم أن المسألة لا تعدو عن كونها وجهة نظر وقناعات من الطبيعي أن تختلف من شخص لآخر ، وبالنسبة لأهداف ثورة 26سبتمبر فهي لم تتحقق كاملة على الوجه المطلوب والذي أنا على ثقة بأنه تحقق قولا وعملا هو الهدف الخامس الخاص بالوحدة الوطنية والهدف السادس الخاص باحترام مواثيق الأمم المتحدة ، وبقية الأهداف لم تتحقق بالشكل المطلوب لعدة أسباب أبرزها : الظروف المعقدة التي أعقبت قيام الثورة ، التدخل الخارجي المباشر في تحديد وتوجيه أولويات التنفيذ ، والانحرافات الخطيرة عن مسار الثورة بما يتعارض مع مضامين أهدافها ، وكذا غياب الروح الوطنية الثورية الكفيلة بترجمة هذه الأهداف بالشكل المطلوب والصورة المثلى ، ومما لا شك فيه أن التبعية والارتهان للخارج هو الآخر أعاق تحقيق أهداف الثورة من قائمة مهام السلطات المتعاقبة .
وهل الظروف الآن مواتية لتحقيقها اليوم ؟!
– الظروف ليست مواتية بالشكل المطلوب ، ولكنني على ثقة بأن ايقاف العدوان ورفع الحصار ونجاح المصالحة الوطنية والوصول إلى حل سياسي شامل ، سيمهد الأرضية المناسبة وسيوفر الظروف الملائمة لتنفيذها ، وخصوصا في ظل توفر الإرادة السياسية ، وأرى بأنها ليست مهمة صعبة .
بالانتقال للحديث عن المصالحة الوطنية وبصفتكم أحد أعضاء فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي الشامل ، كيف تقرأون هذه الخطوة ؟! وما الذي يمكن أن تقدموه لتحقيق المصالحة الوطنية ؟!
– يقول المثل الشعبي “بعد الحرايب عافية “، ومن الطبيعي في ظل وجود الحرب والصراع والخلاف ، أن تظهر هنالك مبادرات وتوجهات تسعى نحو حقن الدماء وتحقيق السلام وتغليب صوت العقل على أصوات الرصاص ، وانطلاقا من هذا الجانب جاءت دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للمصالحة الوطنية والتي جاءت بعد مبادرة العفو العام ، وهو ما أكدت عليه القيادة السياسية أيضا ، ونحن في اليمن مشكلتنا مع السعودي والإماراتي والسوداني وبقية المرتزقة الأجانب الذين قاموا بالاعتداء والتعدي على وطننا وشعبنا ، أما مرتزقة وخونة الداخل فهم أشبه بقطع لعبة الشطرنج التي يحركها السعودي والإماراتي ، وهؤلاء رغم قبح ما قاموا به من خيانة لوطنهم وتآمر على شعبهم إلا أن الفرصة لا تزال متاحة أمامهم للعدول عما هم عليه ، وتصحيح مسارهم والذهاب نحو تحقيق المصالحة الوطنية ، ومن أجل ذلك جاء قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى بتشكيل فريق المصالحة الوطنية برئاسة الأستاذ يوسف الفيشي لخلق قنوات تواصل مع المخدوعين والمغرر بهم من المرتزقة ليعودوا إلى حضن الوطن ويتخلوا عن عمالتهم للسعودي والإماراتي ، والعمل على تنفيذ أي فعل يسهم في تهيئة الأجواء أمام تحقيق المصالحة الوطنية ، وهناك محددات وبرامج عمل للفريق تصب في هذا الجانب سنعمل على تنفيذها بحكم المسؤولية الموكلة إلينا .
ولكن الطرف الآخر يواصل تعنته ؟!
– نحن نعمل وفق رؤية ومنهجية القيادة ، ولا يعنينا تعنت الطرف الآخر ، كوننا نبحث عن تقارب يقود إلى مصالحة وطنية.. سنعمل وفق التوجيهات ولن ندخر أي جهد أو وسيلة من شأنها أن تحقق هذا الهدف .
هل تابعت موقف رئيس تنفيذية الإصلاح خلال كلمته في ذكرى تأسيس الحزب ؟!
– نعم تابعته ، وبصراحة كان الموقف مخزيا ومهينا جدا ، للإصلاح كحزب وقواعد ، فاليدومي لم يكن موفقا في طرحه ، فظهر مرتبكا ، مرتهنا للسعودية بقوة ، متحاملا على القوى الوطنية التي أعلنت العفو العام ودعت للمصالحة الوطنية ، وهو قرأ ما كتب له ، ولكنه أساء لنفسه ولحزبه وأنصاره ، وجعل مستقبل الحزب سياسيا على كف عفريت ، وخصوصا إذا ما قررت السعودية التخلص منهم ورفع الدعم عنهم .
برأيك ما الذي ينقذ الإصلاح من هذا المصير ؟!
– هذا شأن الإصلاح وكوادره ، لكنني أرى أنه بحاجة ملحة وعاجلة لقيادة جديدة تتدارك الحماقات الكثيرة التي وقعت فيها القيادة الحالية التي يبدو أنها شاخت كثيرا ، ولم تعد تمتلك القدرة على العمل السياسي والحزبي ، فلا تعويل على قيادات باعت وتاجرت بكل القيم والمبادئ ودفعت بكوادرها نحو الهلاك طمعا في سلطة سمجة ومال مدنس .
بالانتقال للحديث عن مبادرة الرئيس المشاط بإيقاف عمليات سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية على السعودية.. ما هي قراءتك لها ؟!
– قرار حكيم وتوجه عقلاني مسؤول ألزم السعودي والإماراتي الحُجَّة ، وترك لهما حرية اختيار القرار المناسب ، فإن جنحا للسِّلم جنحنا ، وإن ذهبا خلف الأمريكي ومضوا جميعاً في غيهم وغطرستهم وتعاملوا مع المبادرة باستخفاف وحالة مفرطة من اللامبالاة فإن الرد سيكون مزلزلا ، وستكون العمليات القادمة أشد فتكا وأوسع ضررا ، ولهم الخيار ، وعليهم أن يتحملوا تبعات ذلك ، ولا حاجة لهم بالعويل والنحيب واستعطاف العالم بعد أن يصلهم الرد اليمني .
برأيك هل سينصاع السعودي والإماراتي لصوت العقل ويقابلوا المبادرة بالمثل ؟!
-استمرار الغارات الجوية على عدد من المحافظات بعد طرح مبادرة المجلس السياسي الأعلى يؤكد حماقة وغباء السعودي والإماراتي وذهابهما نحو التصعيد ، بعد أن قرأ المبادرة على أنها جاءت من مصدر ضعف وخوف ، لكنني على ثقة مطلقة بأنه لو منح المهفوف السعودي والمسخ الإماراتي الحرية في الاختيار ، لما ترددا ثانية واحدة في ايقاف العدوان والانسحاب من اليمن ، ولكن القرار بيد الأمريكي الذي ما يزال بحاجة إلى المزيد من المال السعودي والإماراتي ويرى أن استمرار الحرب على اليمن سيمنحه ذلك ، مع الأخذ بعين الاعتبار الكبر والغرور السعودي الذي يحول دون تعاطيهم بإيجابية مع المبادرة لكي لا يقال إنهم خافوا من اليمنيين ، وقد يكون التصعيد من باب تجاوز ذلك في الوقت الذي تتجه السعودية فيه للبحث عن وسطاء جدد يتبنون ايقاف إطلاق النار والعودة للمفاوضات دونما إشارة لمبادرة المجلس السياسي الأعلى التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة الـ21من سبتمبر المجيدة ، ومن جهتي أنصح النظامين السعودي والإماراتي بالتحلي بالحكمة وعدم السير خلف الشيطان الأمريكي ، فلن يخسر في نهاية المحصلة غيرهما .
بالانتقال إلى محور العدوان .. إلى أين يتجه العدوان في ظل الوضع القائم ؟!
– العدوان في عامه الخامس يتجه نحو التقهقر والهزيمة بإذن الله وتوفيقه ، العمليات النوعية لسلاح الجو المسيَّر اليمني التي دكت المنشآت النفطية السعودية والخسائر التي خلفتها ، وردة الفعل السعودية عليها تشير إلى أن التحالف يترنح وأن قوى العدوان تبحث لها عن مخرج مناسب من المأزق والمستنقع اليمني ، خصوصا بعد أن بدأت مرحلة دق المفاصل الحيوية التي يعتمد عليها آل سعود ويبنون عليها ملكهم ، ويمولون من خلالها مشاريعهم الفتنوية ومخططاتهم الإجرامية التي تستهدف شعوب ودول المنطقة خدمة للأمريكي والإسرائيلي .
ولكنه يصعَّد في الحديدة ويظُهر حالة من التحدي ؟!
– التصعيد في الحديدة كان هدفه تخفيف الضغوطات التي خلفتها عملية توازن الردع الثانية ، هو يدرك جيدا ما معنى اشتعال جبهة الحديدة ، ويدرك أنها ستكون معركته الأخيرة ولن تقوم له قائمة بعدها ، لذا اقتصر انتهاك قرار وقف إطلاق النار على شن غارات محدودة تنسيه ولو مؤقتا الوجع الكبير الذي أصابه في بقيق وخريص.. يحاول السعودي أن يتماسك وأن يظهر قوته وصلابته وعدم تأثره بما حصل بتقمص دور المتحدي ، لكنه في الحقيقة يستجدي الحل ويبحث عن أي مخرج ومستعد لأن يدفع للأمريكي الكثير من المال من أجل إقناعه بالموافقة على الخروج من هذا النفق المظلم حفاظا على ما تبقى ، ولكي لا يخسر كل شيء .
وماذا بشأن الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ؟!
– الأوضاع في الجنوب كارثية ، وقوى الغزو والاحتلال تعمد إلى استنساخ أحداث يناير جديدة ، يدفع ثمنها أبناء الجنوب ، بعد ان تخلصت من أعداد كبيرة منهم في محارق الجبهات تحت إغراء المال المدنس ، الإمارات تعبث بعدن وسقطرى وشبوة ، والسعودية تمارس ذات الدور في حضرموت والمهرة وشبوة وأبين ، هناك مصالح ومطامع للطرفين وهناك تقاطع في بعضها أدى إلى انفجار الأوضاع الأمنية واندلاع مواجهات دامية بين أدواتهما ، في ظل استمرار التحشيدات العسكرية من قبل الطرفين ، هناك ضحايا من الأبرياء ، وهناك حالة من الذعر تخيم على الأهالي في المناطق الملتهبة ، وهو ما يستدعي تحركات عاجلة من قبل أحرار وشرفاء الجنوب للدفاع عن أنفسهم وصون أرضهم وعرضهم والضغط على ذويهم الذين يقاتلون في صف الغزاة والمحتلين للعودة إلى محافظاتهم والتصدي لمشاريع السعودية والإمارات التدميرية التي تتهدد الجنوب وثرواته ومقدراته ، وتنذر بكوارث ونكبات كارثية باهظة الثمن ، وإياهم والتعويل على الدنبوع هادي وحكومته الفندقية، فهولاء خارج نطاق التغطية .
لكن الإمارات تقول إنها انسحبت من اليمن ؟!
– هي لم تنسحب بل على العكس من ذلك تماما ، هي تمارس دورا أقذر من ذي قبل ، بالأمس كانت تعبث في العلن ، واليوم عبثها وإجرامها يتم من تحت الطاولة وبأدوات محلية موالية لها ، وهي تقف خلفها وتدعم بكل قوة ، ومؤخرا عادت للمشاركة في الغارات الجوية ، لديها مصالح ومطامع تريد الحصول عليها ، وما جاءت إلى يمن إلا من أجلها .
*أفهم من كلامك بأنك تلوح لعمليات نوعية ضدها قريبا ؟!
– تحذيرات قائد الثورة والرئيس المشاط ورئيس الوفد الوطني ومتحدث القوات المسلحة اليمنية للإمارات كانت واضحة وصريحة، وعليهم أن يفهموها ويعقلوها جيدا ، المسألة ليست لعب أطفال ، أو ضحكاً على الذقون ، هناك رسائل شديدة اللهجة وجهت لهم وبإمكانهم تفادي العمليات النوعية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر اليمني بالخروج من اليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ، ولكن ما يلاحظ أنها ما تزال تغامر وتقامر وهو ما سيكلفها الكثير، وأعتقد أن ضرب الإمارات قادم لا محالة وأن الترتيبات تجري لعملية لا تقل عن عملية بقيق وخريص .
كيف يقيم الشيخ محمد حسين المقدشي تجربته الإدارية الأولى على رأس هرم قيادة محافظة ذمار ؟!
– المسؤولية تكليف لا تشريف ، وأنا تشرفت بثقة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – والرئيس الشهيد صالح علي الصماد- رضوان الله عليه- بتعييني محافظا لمحافظة ذمار ، ومنذ مباشرتي مهامي رسميا حرصت على أن أعمل بجد وإخلاص لأكون عند مستوى الثقة التي منحت لي ، قدمت ما استطعت تقديمه ، ولم أدخر أي جهد أو وقت في خدمة المحافظة وسكانها ، رغم كل التعقيدات والظروف الصعبة التي واجهت عملنا ، وعملت ومعي كل أعضاء السلطة المحلية بروح الفريق الواحد ، لتنفيذ برنامج الرئيس الشهيد صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني” ، وهذا واجبي ما دمت تحملت المسؤولية وقبلت بها ، والتقييم متروك للمواطن ، أما أنا فلا يحق لي تقييم نفسي ، وسأظل على نفس الوتيرة وبذات الروح الوطنية جنديا مجندا لخدمة هذا الوطن ، ملتزما بتوجيهات السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ، ولن نكون إلا في الصف الوطني ، لأننا تربينا ونشأنا على ذلك .
لماذا قدمت استقالتك ؟!
– لأنني وصلت إلى قناعة تامة بأن الظروف التي كانت محيطة بعملي تجعل تقديم الاستقالة الخيار الأنسب ، ولا أحبذ الخوض في تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع ، وأتمنى التوفيق والنجاح للمحافظ الخلف .
وماذا بشأن منصبك الجديد ؟!
– منحتني القيادة الثورية والسياسية الثقة مجددا بتعييني نائبا لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وهي ثقة أعتز بها وسأعمل على أن أخدم وطني من هذا الموقع ولن أتقاعس أو أتخاذل مطلقا ، وسنفشل رهانات الأعداء ، وسنجعلهم يموتون بغيضهم ، وسنواصل الوقوف في وجه العدوان ، وتعزيز روح الصمود والثبات والمواجهة والتحدي حتى ينعم الله علينا بالنصر المؤزر ، وسأعمل على التوفيق بين العمل الحكومي في الوزارة والعمل الوطني في فريق المصالحة الوطنية والعمل الاجتماعي في حل الخلافات وقضايا الثارات بين المواطنين وإصلاح ذات البين ، وسنكون في كامل الجهوزية وعلى أتم الاستعداد للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة ، لست من الذين يلهثون خلف المناصب، قدوتي في ذلك الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه .
كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء ؟!
– أتمنى أن يعانق وطني ذرى المجد ، ويصعد إلى العلياء ، ونصل إلى اللحظة الفارقة التي يتحقق فيها النصر ، وتنقشع سحابة العدوان والحصار ، ويتنفس الشعب الصعداء ، ونمضي قدما في تنفيذ مشروع بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي يتحقق لنا فيها حلم الاكتفاء الذاتي وهذا هو التحدي الكبير والحلم المشروع الذي أطمح للوصول إليه ، وهي فرصة لتوجيه التحية والتقدير لأبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات الداخلية والخارجية ، ووحدة التصنيع الحربي ولكل يمني حر شريف مناهض للعدوان .. الرحمة والخلود للشهداء الأبرار ، والشفاء للجرحى ، والحرية للأسرى، والنصر لليمن واليمنيين.

قد يعجبك ايضا