مع بداية كل عام دراسي جديد تتجدد هموم المواطنين اليمنيين لتوفير المستلزمات المدرسية من القرطاسية والزي المدرسي وانتهاء بالكتاب المدرسي .
ومع أن أحوال المواطنين لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر عن الأعوام السابقة بسبب العدوان الحصار إلا أن أسعار المستلزمات المدرسية ارتفعت عن العام السابق إلى حوالي 50 % .
(الثورة) تجولت في بعض الأسواق اليمنية وسألت بعض المواطنين الذين أتوا إلى هذه المحلات لشراء ما يحتاجه أولادهم من المستلزمات المدرسية وخرجت بالحصيلة الآتية:
الثورة / محمد شرف الروحاني
البداية كانت مع المواطن طه المحاقري الذي أكد ان أسعار المستلزمات الدراسية ارتفعت عما كانت عليه في السابق وبشكل جنوني فسعر الحقيبة المدرسية اليوم تجاوز الخمسة آلاف ريال، وأسعار الأحذية كذلك تجاوزت الخمسة آلاف ريال ناهيك عن سعر الزي المدرسي الذي يختلف سعره باختلاف نوعيته وهو ما يثقل كاهل المواطنين وخصوصاً الذين لديهم أولاد كثير في المدارس .
المواطنة علياء السياني هي الأخرى تؤكد ان ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية بات كابوساً يؤرق المواطنين اليمنيين ويزيدهم معاناة إلى معاناتهم .
وتقول السياني: إن المستلزمات الدراسية و القرطاسية هي احتياجات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، لكن معظم المعروض ديء النوعية، وأن المطروح في الأسواق الآن، يختلف سعره بحسب النوعية، وأن ارتفاع أسعار القرطاسية والحقائب المدرسية يأتي كنتيجة حتمية بسبب الإقبال الكبير على شرائها مع انطلاق كل العام الدراسي الجديد.
سألنا أحد بائعي المستلزمات المدرسية في سوق الحصبة وهو البائع عبدالله مفرح عن البضائع المعروضة وعن أسعارها؟ فأجاب بأن هنالك تبايناً بين جودة البضائع فتجد ان هنالك من يشير إلى متانة بضاعته وارتفاع أسعارها مقارنة ببضائع تتميز بأسعارها المنخفضة وكلها من منشأ واحد ألا وهو الصين وتأتي بدرجات جودة متفاوتة، و يقول مفرح: من حقنا ان نرفع الأسعار كون هذه الأشهر بمثابة موسمنا الوحيد الذي نشهد فيه إقبالا على القرطاسية والمستلزمات المدرسية بينما تسود أسواق المستلزمات المدرسية كساداً حال انتهاء العام الدراسي .
وعن إقبال المواطنين على الشراء يقول مفرح: ان الإقبال ضعيف مقارنة بالعام السابق والبيع قليل وأكثر المواطنين يكتفون بالمبايعة .
هموم ومعاناة
من جهته أكد مدير مدرسة المتفوق النموذجية في مديرية معين في العاصمة صنعاء، الأستاذ عبده سنان السعيدي، أن الأسر اليمنية تجد نفسها في مواجهة توفير متطلبات العام الدراسي لأولادها، لتكتوي بنار الأسعار التي أصبحت لا ترحم أحداً، بل تتضاعف الاسعار من عام لآخر، وتزداد معها الهموم والمعاناة لرب الأسرة، الذي يقف مقهورا أمام عدم قدرته على توفير أبسط الاحتياجات الرئيسية لأولاده.
ويضيف السعيدي :“هناك حقيقة ندركها وهي أن كثيراً من الأسر لم يكن باستطاعتها الإنفاق على تعليم أبنائها، بل عملت على الدفع بهم نحو سوق العمل للإسهام في توفير احتياجات الأسرة المعيشية من المواد الغذائية الضرورية وإعانتها للبقاء على قيد الحياة، خصوصا منذ بداية العام الدراسي 2016 ـ 2017م نتيجة انقطاع المرتبات.
ودعا السعيدي الجهات المعنية والمسؤولة إلى تكثيف الرقابة على كبار التجار الذين أصبح طمعهم وجشعهم يستهدف التعليم ، من أجل تحقيق أرباح خيالية واستغلال الوضع الراهن دون أي وازع ديني أو أخلاقي تجاه ما تتجرعه الأسر من القهر أمام أبنائها، والتي تصل أحيانا كثيرة إلى حرمانهم من الالتحاق بالتعليم.
مبادرات مجتمعية
هناك الكثير من المبادرات المجتمعية التي حاولت توفير المستلزمات المدرسية وتوزيعها على التلاميذ مجاناً إلاّ أن هذه المبادرات ضعيفة ولا تغطي ما نسبته 2% من احتياجات الفقراء والعائلات اليمنية التي لا تستطيع توفير هذه المستلزمات .
وهناك منظمات وجمعيات خيرية جعلت من مشاريعها الإنسانية وسيلة دعائية لها ، وهو ما ترفضه كثير من العائلات اليمنية .
وبما أن أسعار الزي المدرسي باتت باهظة جداً، في ظل جملة من الظروف القاسية التي فرضتها حرب دول العدوان على اليمن، وهو ما يستدعي من الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية، أن تتخذ موقفاً جاداً يساعد في منح الكثير من أبناء الأسر الفقيرة فرصة الحصول على حق التعليم ،وعلى المجتمع اليمني أن يقوم بعملية جرد حقيقية للطلاب والطالبات الذين تخلفوا عن المدرسة هذا العام، وإعادتهم إلى الفصول الدراسية.