, الجمهور لا يثق بوسائل الإعلام وهو بحاجة ماسة للمعلومات تجاه القضايا التي تهمه
, وسائل الإعلام اليمنية لم تلتزم بالموضوعية وساهمت إلى حد كبير في تقسيم المجتمع اليمني
, التحريض على الكراهية اكثر القضايا بروزاٍ ثم العنف والدعوة للحرب أقلها
كشفت دراسة إعلامية أن التحريض على الكراهية كان اكثر القضايا بروزا بنسبة (85,3٪) في صحف الدراسة وهو ما يشير إلى أن الصحف سارت في اتجاه تأجيج الكراهية بين أفراد الشعب اليمني أثناء فترة التحضير لإعداد الحوار الوطني بينما جاء التحريض على العنف في الترتيب الثاني بنسبة (11,2٪),بينما حصلت قضية الدعوة إلى الحرب على نسبة (3,5٪) في المرتبة الثالثة وقد تفاوتت تناول صحف الدراسة لهذه القضايا ب(38,4٪) للميثاق و(29,4٪) للصحوة و(22,3٪) للثوري و(9,8٪) للهوية
وخلصت الدراسة المعنونة “استخدام لغة العنف في وسائل الإعلام وانعكاساتها على المجتمع اليمني – دراسة تحليلية – ميدانية -” أن معالجة صحف الدراسة لقضايا العنف والكراهية والحرب كان سلبياٍ في جميع صحف الدراسة التي خضعت للتحليل بـ(2876) قضية بنسبة (91,4٪) بينما كانت المعالجة الإيجابية لذات القضايا ضعيفة جداٍ بنسبة (6,3٪) ومعالجة الحياد بلغت(74) قضية بنسبة (2,4٪) وهي نسب قليلة جدا مقارنة بالمعالجة السلبية لذات القضايا مما يوحي ان وسائل الإعلام تعمل وفقا لأجندة احزابها وتنظيماتها مفضلة مصالحها الضيقة على مصالح الوطن العليا.
وأوضحت الدراسة أن وجهة النظر الواحدة المسيطرة على طريقة المعالجة ومسارات البرهنة لقضايا العنف والكراهية والحرب بنسبة (92,2٪) مقابل (6,5٪) كان مسار البرهنة فيها عرض وجهتي النظر وهو ما يدلل على أن كل طرف سياسي مصمم على فرض وجهة النظر الواحدة على حساب الطرف الآخر وهذا مالا يتوافق وثقافة التسامح وآليات الحوار و مبدأ التعاون واحترام الرأي والرأي الآخر.
وضمت الدراسة التي اجراها الدكتور محمد القعاري رئيس قسم الصحافة- كلية الإعلام ثلاث قضايا: العنف والكراهية والحرب وتمثلت عينة الشق التحليلي بصحيفة “الميثاق” التي تمثل الوسط السياسي وصحيفة “الصحوة” التي تمثل خط أقصى اليمين وصحيفة “الثوري” التي تمثل خط أقصى اليسار وصحيفة الهوية وتعبر عن وجهة نظر جماعة الحوثيين وبلغت عينة الدراسة الميدانية (100) مبحوث من الأكاديميين وطلاب جامعة صنعاء.
وتوصلت الدراسة التي عرضت في اليوم العالمي للسلام وبدعم المنظمة اليمنية لحقوق الإنسان أن مصادر الأنباء التي اعتمدت عليها صحف الدراسة تركزت بصورة أساسية على المحررين الصحفيين بنسبة 53,1٪ أي اكثر من نصف المصادر التي اعتمدت عليها صحف الدراسة من مصادر معلوماتها حول قضايا العنف والكراهية والحرب وهو ما يؤكد حرص الصحف على التخطيط والإعداد المسبق لهذه القضايا و44,2٪ من المواد التحريرية نشرت دون الإشارة إلى مصدرها.
وبينت نتائج الدراسة التي امتدت من 1/ 3/ 2012م وحتى 30 /3 / 2013م أن المواد المنشورة في صحف الدراسة ظهرت بدون الاعتماد على مصادر المعلومات الأساسية بنسبة 44,2٪ وهو ما يعطي مؤشراٍ خطيراٍ على تجاهل الصحف لمصادر معلوماتها الصحفية وهذا إخلال بمبدأ المهنية والشفافية التي يتوجب أن تعتمد عليها وسائل الإعلام
كما توصلت نتائج الدراسة الميدانية أن القنوات الفضائية جاءت في المرتبة الأولى من بين وسائل الإعلام المفضلة للجمهور واعتماده عليها في الحصول على المعلومات تجاه قضاه المختلفة والصحف على المرتبة الثانية ثم الانترنت ثالثا وان(83٪) من جمهور عينة الدراسة يعتمد على وسائل الإعلام في الحصول على المعلومات تجاه احداث الأزمة السياسية في اليمن وان(77٪) من جمهور عينة الدراسة ينظرون لوسائل الإعلام على انها اما سلبية أو محايدة على الأقل وان (57٪) من الجمهور لا يثقون بوسائل الإعلام اذ يعتبرونها أما ضعيفة أو ضعيفة جداٍ.
وأوضحت الدراسة ان (91٪) من الجمهور يرون أن وسائل الإعلام اليمنية لم تلتزم بالموضوعية في تغطيتها لأحداث الأزمة السياسية التي تمر بها اليمن حسب وجهة نظر جمهور عينة الدراسة وأن وسائل الإعلام قد ساهمت إلى حد كبير في تقسيم المجتمع اليمني حيث أشار (93٪) من المبحوثين إلى أن وسائل الإعلام قد ساهمت إلى حد كبير في تقسيم المجتمع اليمني إلى تنظيمات وطوائف وكيانات من خلال تغذية الصراعات بين مختلف القوى السياسية على أساس المناطقية والسلالية والمذهبية.
اظهرت النتائج ان المحافظة على الوحدة والدعوة لإنجاح الحوار وتعليق مصلحة الوطن من أهم القضايا التي اهتمت بها وسائل الإعلام من وجهة نظر الجمهور عينة الدراسة الا أن هذه النتيجة تتعارض مع النتيجة التي تقول إن وسائل الإعلام قد ساهمت في تقسيم المجتمع اليمني على أساس الطائفية والمذهبية. وأن تعاطي وسائل الإعلام مع قضايا المجتمع كان سلبياٍ وغير موضوعي مما يجعل هذه الوسائل محل تساؤل من قبل المجتمع اليمني. وتعزي الدراسة هذه النتيجة إلى أن هذه الوسائل تدعو إلى هذه القضايا الوطنية لكن ممارستها تثبت عكس ذلك وواقع الحال شاهد على ذلك حيث أن عرض وجهة النظر الواحدة هي وجهة النظر التي تؤمن بها كل وسيلة أو تيار سياسي تصدر عنه هذه الوسيلة.
أوضحت النتائج ان (66٪) من الجمهور عينة الدراسة يرون أن وسائل الإعلام تؤثر تأثيرا مباشراٍ وقويا على الجمهور تجاه قضاياهم الوطنية وأن (75 ٪) من المبحوثين بحاجة ماسة للمعلومات تجاه قضاياهم المهمة خصوصا تلك المتعلقة بقضايا الوطن وأمنه وسلامته .
وتوصي الدراسة وسائل الإعلام بضرورة بمراجعة سياستها التحريرية وانتهاج النقد البناء والموضوعي في معالجة القضايا بعيدا عن المزايدات والمكايدات والمماحكات السياسية وايجاد الحلول المناسبة حيالها بحيادية وعلى وسائل الإعلام ان تعيد جسر الثقة والمصداقية بينها وبين جمهورها حتى يكون لها دور توعوي وتنموي.
وتوصي الدراسة وسائل الإعلام بالابتعاد عن عرض العنف والكراهية والحرب حتى يكون لهذه الوسائل دور ريادي في تدعيم الأمن والاستقرار والمحافظة على الوحدة الوطنية وتدعيمها وتعزيز نجاح فرص الحوار الوطني وتغليب مصلحة الوطن العليا على ما سواها.
وتوصي الدراسة بضرورة التزام وسائل الإعلام بمصادرها الإعلامية كواجب أخلاقي ومهني يعزز مصداقية المعلومة والشفافية والاحترام والثقة بهذه الصحف وأن تقوم بدورها الريادي في تقديم المعلومات دون حذف أو تشويه أو تحريف المعلومات.
Prev Post
Next Post
