وللحرب الإعلامية رجالها
الحسن بن علي النقمي
بمجرد سماعنا لكلمة “الحرب” يبادر إلى أذهاننا أن هناك معارك تجري, ولا بد لهذه المعارك من قوة بشرية تقوم بعملية تنفيذ هذه الحرب عن طريق الوسائل والعتاد والقدرات الخاصة بها, والتي من شأنها أن تسهل لتلك القوة البشرية عملية إنجاز المهام المنوطة بها بنجاح, ومثال على ذلك الحرب العسكرية فهي بحاجة ماسة للموارد المادية والموارد البشرية المؤهلة على كل المستويات.
فالجيش اليمني ولجانه الشعبية تحركوا وهم يحملون روحية الجهاد وأمنيّة الاستشهاد بناءً على تلك التوجيهات الإلـهية في القرآن الكريم, وكما اقتضته السنن الإلهية بأن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى أن تقوم الساعة, وللحق أعلامه وللباطل أعلامه.
ما نُريد أن نركز عليه في موضوعنا هو أن الحرب لها مجالات متعددة وكل منها يكمل الآخر منذُ الأزل وإن اختلفت الوسائل والإمكانيات, لذا نحن اليوم بحاجة ماسة إلى الاهتمام بكل جوانب الحرب ومنها الحرب الإعلامية والتي في حقيقة الأمر لم نعرف أهميتها بعد, خصوصاً في هذه المرحلة التي أصبح العالم فيها كالقرية الصغيرة وأصبحت وسائل الإضلال والإغواء لدى اليهود أوسع مما كانت عليه في صدر الإسلام.
لذا نستطيع القول إن الأعداء اليوم باتوا يعتمدون وبشكل أساسي في عدائهم للإسلام على حربهم الإعلامية محاولةً منهم إطفاء نور الله بأفواههم ويأبى الله لهم ذلك, إلا أن المطلوب منا في المقابل هو الإعداد وذلك انطلاقاً من قوله سبحانه وتعالى ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ)) فكما نعد للحرب العسكرية علينا أن نعد أيضاً للحرب الإعلامية فجنود الله مهامهم شاملة, لأن الحرب الإعلامية هي جبهة بحد ذاتها ولها وسائلها الخاصة بها, لكن الملاحظ اليوم وللأسف أن هناك نظرة قاصرة إلى جنود هذه الجبهة المجاهدة من قبل المعنيين وأصحاب سلطة القرار بحكومة الإنقاذ, وكافة الجوانب التنفيذية والإشرافية, هذا كله حاصل أمام مرأى ومسمع الجميع بما يقوم به العدو الأمريكي والإسرائيلي من تصعيد في حربه الإعلامية من خلال البرامج والمسلسلات المختلفة والتي من شأنها التضليل والتزييف للقيم والمبادئ والحقائق من خلال الماكينة الإعلامية الواسعة التي يستخدمها العدو, يضاف إلى ذلك الاستهداف المباشر لرجالات الإعلام الصادقين مع الله ورسوله والمؤمنين والذين جرعوا العدو ويلات الخزي عن طريق العمل الإعلامي المستمر في طريق الحق وبإمكانات ووسائل بسيطة ومتواضعة, فجندي الإعلام في مترسه كما جندي القتال في مترسه, وكما هناك صد زحوفات للعدو في جبهات القتال, فهناك صد زحوفات بجبهات الإعلام.
ولهذا أُناشدَ قائد الثورة القرآنية سيدي ومولاي العلم المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله بتوجيه المعنيين بإعادة النطر بما يراه مناسباً بموضوع الجبهة الإعلامية.
فالإعلامي المؤمن والموهوب لم يجد من يحتويه, ومن قد سبق احتواؤه لم يجد من وما يواسيه إلا إنه مازال يسطر أروع الدروس في الصمود والثبات.
فعلى العدو أن يعرف بأن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الانتصارات وفي كافة المستويات والقادم أعظم بإذن الله.