عفاف محمد
من وحي الشهادة لنا وإياكم نفحات.. لمن قد سنكوا في الوجدان وطيفهم يحوم حولنا وينثر عبيره.. أوليسوا من كرمهم الله بأرقى وسام ..
نحن وإياكم في مقام شهيدنا الصماد.. يا من علمتنا الصمود.. لن ننساك..
صمادنا من غدروا به وسفكوا دماءه الطاهرة.. وهو يجاهد في عمله ويتفقد احوال رعيته ..
كان قلبه النابض بالولاء لوطنه.. والمترجم عن شرف المهنة قد اوجبه ان يزور الحديدة ويرسم معالم ناطقة عن عظمة نفسه ..
ولكن فلول الشر لم يرقها نجاحه فترصده حينها الجبناء المنحطون. وسلبوه من شعب في أوج حاجته له.. ولكن بالرغم ما خلفه رحيله من فراغ فمآثره مازالت بيننا ..مازال مشروعه قائماً لبناء دولة عادلة. وحمايتها..
هو رئيس احبه شعبه.. سمع خطاباته وجعل منها مدرسة لا نمل من ترداد دروسها والرجوع لها في كل الأوقات..
يتحدث الجميع اليوم عن رئيس تفرد بخصال قل ما وجدت في حاكم.. تلك النفس الطماعة لم يكن لها سلطة عليه، ولا تلك الخيلاء سايرت خطواته.. ولا الأنا الأنانية كانت تراوده.
كم كانت نفسه زاهدة ونقية.. كم كان متمسكاً بحبل الله حين اعتلى كرسي السلطة لذا كان متقيه..
ليس لأننا من مناصريه قد ننمق الكلام ونمدحه ونبحث عن مناقب كي نخطها بمجرد حروف.. بل لأننا شعبه الذي أحبه والذي وجده مختلفاً كثيراً عن بقية الحكام؛ ولأنه قد حفر له في الحنايا مسكناً.
ولأنه متفرد بتواضعه وبزهده وبنفسه الطويل وبحكمته وبنهجه القرآني؛ ولأنه قاد الدولة في أحلك الظروف وكان واسع الصدر وسديد القول..
عندما ننوي في ذكرى استشهاده أن نتحدث عنه كرئيس نجد كل الشمائل الأصيلة تتسابق لتحكي فيه قصة وإياها..
لم يكدر خاطر أي مواطن ولم يتعالى على أحد، كان رفيق المجاهدين وكان ملبي السائلين وكان سميع للمظلومين رفيقاً بهم.. عرفه الجميع كما هو نقياً شهماً كريماً رحيماً برعيته..
ماضيه مشرف.. كان فهمه وحفظه للقرآن الكريم هو من حدد كينونته وجعله بذاك المستوى من الرفعة والقدر اللذان خولانه لأن يرتقى لمرتبة شهيد؛ لأن من هم امثاله لا يليق بهم العيش في قاع الأرض بل في شاهق السماء ..
في تاريخ استشهاده نتنسم عبير ذكراه ويفوح عبقاً يملأ النفس انشراحاً كون تاريخه ابيضاً ومشرفاً لم تشبه شائبة.. فسلام الله على وعيه الرشيد وعلى رأيه السديد.. وعلى جهاده المديد.
كيف لا وهو ممن بذلوا في سبيل الله كل نفيس وغالٍ.. وممن عاصروا بدايات المسيرة الشريفة التي عم نورها الأرجاء..
انت حي وساكن فينا.. ولن ننساك ما حيينا.. وستظل نبراساً للأجيال القادمة.
وعذرا فهذا بضع حديث في حضرتك يقال، ولن تفيك كل الأقوال.
.#.ياصمادنا -لن- ننساك#