صادق امين ابو رأس
أحمد يحيى الديلمي
قفزت في رأسي علامات الاستفهام المشاغبة وتداخلت الامثال الشعبية مثل المثل المصري الشهير القائل (العيب من أهل العيب مايبقاش عيب ).
حدث ذلك وأنا أتابع حواراً في احدى القنوات المأجورة مع شخص معروف وهو يتباكى ويذرف دموع التماسيح على المؤتمر الشعبي العام استفزني وأثار مشاعري وهو يشكك في قيادة المؤتمر ويتهكم على الشيخ صادق أمين ابو رأس متقمصاً دور المشفق على الرجل والمؤتمر فتمادى في الكذب وتزييف الحقائق مؤكداً ضعف تجربة الشيخ صادق ومتجاهلاً بغباء أو عن عمد أن أسمه أرتبط بالمؤتمر من أول لحظة انطلق فيها وأنه تعرض لهجمة شرسة من جماعة الإخوان المسلمين نتيجة حرصه على استقلالية المؤتمر ورفض تبعيته أو الاستحواذ على قراره من جهة داخلية أو دولة خارجية ، مبعث اعتزازه بالمؤتمر أنه يمني المنشأ والهوية .
منذ ألتقيته في المؤتمر العام الأول ولا يزال كما عرفته لم يتغير ولم يفقد الرباط الوثيق والنادر الذي يربط الإنسان بوطنه ويجعلهما كياناً واحداً وهو الموقف الثابت المتوارث في الأسرة ، الذي جعل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله يتباهى بموقف والده الشيخ المرحوم امين أبو راس كونه تفرد بموقف رفض المغريات السعودية ولم ينزلق إلى هاوية العمالة والارتزاق كما حدث مع العديد من المشائخ ، فأكد أنه أمين لذاته صادق في تصرفاته وردود أفعاله.
هذه الأجنحة التي حلق بها الأب في سماء الوطن تمسك بها الأبن ولم يضع في خلفية عقله أي ثغرة تؤثر على سلوكه وولائه الصادق للوطن ورفض التبعيه والعمالة للأجنبي ، وبهذا الحس العميق يتعاطى مع الواقع اليوم ويبذل أقصى جهد للحفاظ على قيم ومبادئ المؤتمر الشعبي العام ، أهمها استقلالية القرار الذاتي ورفض أي تدخل في شؤون الوطن وصد أي محاولات لاحتلاله أو التأثير على سيادته فاستطاع بذلك إعادة هذه الروح من جديد للمؤتمر ، وأعاد معها الأمل في مستقبل واعد لهذا الكيان السياسي الهام .
بحس عميق أدرك أعضاء المؤتمر كل هذه الحقائق وشعروا أن شخصية الرجل انصهرت مع الكيان بأفقه الوطني وبعده السياسي ودوره الاجتماعي المؤثر في الواقع الوطني والجمعي ، فقط هناك من يتجاهلون هذه الحقائق الناصعة مع أنهم يتباكون على المؤتمر وهم يرتمون في أحضان ألد اعدائه ويسعون إلى تحقيق أغراض مشبوهة بعيدة كل البعد عن قيمه ومبادئه السامية ، وهذا ما يجب أن يدركه الأبرياء لكي لايقعوا في براثن الادعياء ، فمن حق الناس أن تهيأ لهم أسباب المعرفة الصحيحة وأن لا ينقادوا بسذاجة لأي متحدث دون التأكد من صدق انتمائه للمؤتمر وولائه القاطع للوطن ، فالادعياء كثيرون واصحاب المصالح المنتفعين اكثر ، وبالتالي فإن الموقف من العدوان هو محور التميز ومعرفة الحق من الباطل.
تحية للشيخ صادق ولكل مؤتمري شريف يناهض العملاء والخونة ويقف بصلابة في وجه العدوان ، وكم أتمنى لو أن الذين يسيؤون إلى المؤتمر والشيخ صادق يسعون إلى الصدق والموضوعية ويستشعرون المسؤولية لكي يدركوا أنه بات من الصعب اختزال هذا الكيان في شخص أو جماعة بذاتها فلقد أصبح كياناً مستقلاً بذاته أزداد تماسكاً وقوة حضور بعيداً عن هيلمان المال ومغريات السلطة.
وفي هذه الأجواء الغاية في الصعوبة تتبلور الكيانات السياسية الوطنية ، وتفرض نفسها في بقوة القرار والواقع خير مثال ..
والله من وراء القصد ..