الخطاب الأول لقائد الثورة بعد العدوان كان بمثابة خطة استراتيجية شاملة للمواجهة والتصدي

المرتكزات الاستراتيجية لمواجهة العدوان في خطاب قائد الثورة

> إصلاح مؤسسات الدولة وتفعيلها، ومكافحة الفساد، وتنمية الموارد كانت في صلب خطابات القائد
> أولى السيد عبدالملك اهتماماً كبيراً بالجبهة الإعلامية لدورها الهام في مواجهة العدوان منذ أيامه الأولى
> (لغز الصمود الوطني) يكمن في نجاح ثورة 21 سبتمبر في اجتذاب واستنهاض القوى الشعبية المحركة للتاريخ

الثورة/ أنس القاضي
إن الإيمان بدور الجماهير الشعبية واعتبارها القوى المحركة للتاريخ لا يعني نفي دور الشخصيات القيادية، بل نتناول هذا الدور ونقيمه بالارتباط مع نشاط الجماهير الشعبية وفي المجرى العام لنضالها من أجل التحرر والتقدم.
في وضعنا التاريخي برز السيد عبدالملك الحوثي، كقائد جماهيري ذي تأثير وإسهام في مجريات الواقع على الصعيدين المحلي والإقليمي.. وقبل دراستنا لمسألة الأسس الاستراتيجية التي وضعها السيد لمواجهة العدوان، فسوف نعرج على تبيين أهمية دور القيادة والفرد في التاريخ، وكذلك علاقة الشخصية بالعقيدة، أي الجانب الذاتي الذي جعل هذه الشخصية دون غيرها “قائدة الفعل الجماهيري”، وبها تحققت الضرورة التاريخية، وأُشبعت الحاجة الموضوعية.
إن الحاجة إلى القيادة نابعة من منطلق نشاط الجماهير، فالنشاط الجماهيري لا يمكن أن يكون فعالاً إلا إذا نُظم وجرى توجيهه نحو المصالح العامة للحركة التاريخية وأهدافها، وتؤكد الخبرة التاريخية أنه ما مِن طبقة أو حركة في التاريخ بلغت أهدافها دون الاهتداء والاحتكام إلى ممثليها الطليعيين القادرين على تنظيم الحركة الاجتماعية وقيادتها. كما تشهد التجربة التاريخية أن كثيراً من الثورات التي اكتملت فيها الشروط الموضوعية انتكست لوجود خلل في عاملها الذاتي سواء في عدم وجود القيادة، أو عدم كفاءتها، وعدم وضوح نظرتها.
تحضر الشخصيات القيادية التاريخية في مخاض ولادة الجديد، وتهالك وسقوط القديم، في هذه المرحلة الحساسة من عمر الشعوب يتعين ويتطلب –من أجل نجاح قضية التغيير الاجتماعي، والتحرر الوطني- بذل جهود فائقة للكشف عن إمكانيات وطرق النضال للوصول إلى الوضع الجديد وتحديد ملامحه، وتستدعي الحاجة والضرورة وجود “الرائد” و”المرشد” و”القائد”، أي الفرد الأكثر قدرة من بين الجميع على معرفة الجديد، وتفهمه واستنهاض وقيادة الحركة الجماهيرية، أو الطبقة الشعبية إلى الواقع الجديد.
“إن الشخصيات البارزة تتمتع بقابليات تجعلها قادرة على تلبية الحاجات الاجتماعية الكبرى في عصرها، وهي تلعب دوراً بارزاً في حركة التاريخ بمستوى قدرتها على استنهاض الحركات الاجتماعية، وبقدر ما ترى أبعد مما يراه الآخرون، وتشعر برغبة أشد منهم لتغير النظام القائم”.
إن قوة القناعة الشخصية، هي أحد أبرز شروط النشاط العملي والنظري للشخصيات القيادية، وصلابة القناعة الشخصية مستمدة من العقيدة، والعقيدة في دلالتها الأوسع في علم الاجتماع : “هي منظومة آراء الإنسان في العالم، وفي مكانته في هذا العالم، هي مجموعة قناعات ومُثل البشر العلمية والفلسفية والأخلاقية والدينية والجمالية، والعقيدة هي لب الفرد ونواته التي تتجسد فيها مبادئه وأفعاله وأهدافه الحياتية”.
إن التوجهات القيمية عنصر بالغ الأهمية من عناصر البنية الداخلية للشخصية، والتوجهات القيمية لكل إنسان مرسخة بتجربته الحياتية وبكل معاناته، فما هو مهم وجوهري لفردٍ ما يُعدّ غير مهم وغير جوهري بالنسبة لآخر.
ومن هنا وعلى الصعيد القيمي والفلسفي يفسر الاختلاف ما بين القوى والشخصيات التي اتخذت موقفاً مبدئياً من العدوان منذ بدايته، وانخرطت في مقاومته، وما بين الشخصيات التي تعاملت معه بانتهازية، أو ادعت الحياد، أو انخرطت في صفوفه.
وعلى الصعيد القيادي للقوى السياسية اليمنية، نجد أن العدوان الذي اعتبر السيد مقاومته قضية وجود وحرية، يعتبره الآخرون مسألة لا شأن لهم بها، أو فرصة مناسبة للعمل مع الأجنبي، وإزاحة القوى السياسية المنافسة لهم في الداخل، ولو عبر العدوان الأجنبي الاستعماري والتوسعي على وطنهم.
اتسم قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بوحدة الكيان والمصداقية والوفاء والقدرة على الجهاد والكفاح في سبيل المُثل والقيم، والإصرار على بلوغ الهدف، وهي القيم والمُثل الإنسانية والدينية والوطنية التي لطالما انعكست بشفافية في خطاباته، وهذا ما أعطاه حضوراً شعبياً لافتاً؛ فإلى جانب ما يتحلى به من هذه القيم الشخصية السامية، فقد أصبح السيد عبدالملك الحوثي قيمة بذاته لقطاع واسع من جماهير الثورة؛ لأنه عبر عن المصالح والاحتياجات والأهداف الاجتماعية لهذه الجماهير التي وجدت فيه تعبيراً عن آمالها.
لقد تمتع قائد الثورة بالإقدام الذي لا يشوبه تردد، وحين كانت تتعقد القضايا، وينفتح الوضع على احتمالات عديدة، كانت تظهر عبقرية القائد وتنفرد بحس واقعي كبير على التمييز بين ما هو جوهري وأساسي، وبين ما هو هامشي وثانوي، فكان يُقر تكتيكات معينة لا يضمر معها أي تردد، متحلياً بالشجاعة مما يولد ثقة لدى من توجه إليهم لتنفيذها من عسكريين وسياسيين وإداريين.
لقد أدى السيد عبدالملك الحوثي وأنصار الله دور طليعة الشعب في مواجهة العدوان طوال أربعة أعوام، والطليعة تمارس مهامها وأدوارها كطليعة فقط، عندما تتجنب الاعتزال عن الجماهير، وتجسد طليعيتها بكل جدية كممارسة عملية.
أولاً : الجوانب المبدئية والعقائدية واستراتيجية التوكل على الله
وضوح النظرة وصلابة المبدأ :
صلابة موقف السيد عبدالملك الحوثي وحنكته القيادية، لها صلة مباشرة بنظرته لطبيعة العدوان على الوطن اليمني، وعلاقته بما يدور في المنطقة، وكذلك بطبيعة مواجهته، وطبيعة المسؤولية في هذه المواجهة، وهذا التقييم للمواجهة مرتبط بالجوانب القيمية والعقائدية والمبدئية لشخص قائد الثورة، المبادئ التي هي في نهاية المطاف الحقل الأيديولوجي الذي تتلخص فيه قضايا الشعب ومصالحه الاجتماعية الوطنية.
نظر قائد الثورة إلى العدوان على اليمن، كعدوان استعماري احتلالي توسعي للدول الإمبريالية والصهيونية وأدواتها في المنطقة، وباعتبار العدوان على اليمن جزءاً من مشروع تفكيك المنطقة والهيمنة عليها.
وعلى المستوى الداخلي اعتبر قائد الثورة العدوان استمراراً للنهج السياسي العدواني للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية، واستمراراً لموقفهما المضاد لثورة 21 من سبتمبر 2014م التي تعتبر ثورة وطنية وضعت على عاتقها مهمة صون الاستقلال الوطني، ورغم أن الدافع وراءها كان مطلبياً متعلقاً بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتغيير حكومة فاسدة، وإسقاط جرعة سعرية على المشتقات النفطية فرضتها تلك الحكومة.
التوكل على الله
إن من أبرز المحددات المبدئية والعقائدية لمواجهة العدوان التي تملكت السيد عبدالملك الحوثي، مبدأ التوكل على الله، والإيمان العميق بعون الله ونصره، وتعبئة الشعب والمجاهدين بأهمية التوكل على الله وحتمية نصر المستضعفين. وكان لهذا المبدأ دور عظيم في صناعة الصمود خاصة في أوساط رجال الجيش واللجان الشعبية الذين يبدون صلابة وحماسة، ويخوضون معارك لا هوادة فيها ضد عدو يستخدم أحدث التقنيات العسكرية الغربية كما برز هذا الخطاب والمبدأ الإيماني كرد فعل ضد الجبروت الإمبريالي الاستعماري والفكر الليبرالي والانهزامي الذي يؤله الإمبريالية الأمريكية.
انطلاقاً من ثابت عقائدي إيماني بنصر الله للمستضعفين في الثقافة القرآنية، ومن تجربة مقاومة ست حروب ظالمة كانت المقدرات المادية في أيدي أنصار الله أقل من أن ينسب النصر إليها، تعامل السيد مع التوكل على الله كمبدأ راسخ لا شك فيه، يراه رؤيا العين، وترابط مع هذا الإيمان الراسخ عدالة القضية وقوة موقف الحق التي هي مع الشعب اليمني، وما لهذه القضية العادلة والمحقة من دور في التصلب وتقديم التضحيات مواصلة الكفاح الشعبي حتى النصر.
إن التوكل على الله والإيمان بنصر الله لا يقتصر فقط على مجال الإيمان والاعتقاد الغيبي كعلاقة بين الإنسان والإله تعالى، فالإيمان إلى جانب ذلك هو معطى ووعي اجتماعي يشبع حاجة معينة لدى الإنسان، أي أن هناك أساسات مادية لنشوء الإيمان، وجذراً أرضياً لأوراقه السماوية، ويبرز تعمق ونمو وتصلب الإيمان بالله في أوساط شعبنا وخاصة في مرحلة العدوان كموقف رفض اجتماعي للهيمنة الإمبريالية الأمريكية ( أي إقامة للتوحيد ونفي للطاغوت وفقا للمفاهيم الدينية) ووضعية نفسية اجتماعية تنبذ الخوف من جبروت التقنية العسكرية الحديثة التي يملكها الإمبرياليون، ودافع وحافز للأمل بالغد السعيد والخلاص، فيغدو ” شعار الله أكبر” وإستشعار عظمة الله بمثابة نفي للتصورات الطاغوتية المرسخة عن جبروت أمريكا وقوى العدوان والاستكبار والاستعمار والصهيونية.
وفي وضع تاريخي تستعرض فيه الإمبريالية تفوقها العلمي بكل وحشية ورجعية وبربرية، ويخترق المجتمع اليمني فكر ليبرالي يؤله أمريكا، وتتسيد على القوى السياسية الكلاسيكية حالة من الانهزامية والانبهار تجاه الغرب وممالك وإمارات الخليج، ويغيب عن الساحة أي خطاب علماني قومي أو اشتراكي مناهض للفكر الإمبريالي والهيمنة الأجنبية، في هذا الوضع من الوعي الاجتماعي جاء أنصار الله ليشبعوا هذا النقص وهذه الحاجة الروحية الأيديولوجية لدى الشعب في وجود فكر مقاوم يفتح الآفاق ويعطي الناس أملاً في الحياة والتغيير والتقدم.
استلهام تجارب الشعوب
لم تغب عن قائد الثورة مسألة الاهتمام بمعرفة تاريخ ” حركة الثورة” العالمية والاستفادة من هذه التجارب، ففي كثير من خطاباته تطرق قائد الثورة إلى تجارب الشعوب المعادية للإمبريالية الأمريكية، والتي خاضت حروباً دفاعية وتحررية ضد الغزو والهيمنة الأجنبية، مثل المآثر العظيمة التي اجترحها الشعب الكوبي والفيتنامي وكذلك الكوري والإيراني، في هذه الثورات والحروب التي تصدت فيها الشعوب للغزو والاحتلال والهيمنة الاستعمارية الأمريكية.
إن مجرد أن تخطر هذه الأفكار- عن تجربة حركة الثورة العالمية- لدى قائد الثورة، لها مغزى هام، ألا وهو وحدة حركة الثورة العالمية، هذه الوحدة التي يشترك فيها الشعور في النضال والمصائر هي موجودة في الواقع التاريخي، وإن لم تكن – في هذا العصر- مجسدة في روابط سياسية بين هذه الشعوب المناهضة للإمبريالية، بل مجرد حالة تعاطف وجدانية، على عكس الوضع الذي كانت فيه حركة التحرر الوطنية المكونة لحركة الثورة العالمية موحدة وذات علاقات سياسية اقتصادية عسكرية فكرية في إطار ” المعسكر الاشتراكي”.
انصب اهتمام قائد الثورة في ذكر التجارب التاريخية على بعدين رئيسيين:
البعد الأول: تمثل في استيعاب هذه التجارب التاريخية وبالتالي الاستفادة مما يمكن تطبقيه في الوضع اليمني، وفي هذا السياق أعدت أوراق العمل، وكتب الكتاب الوطنيون عن هذه التجارب.
والبعد الثاني: استلهام المآثر البطولية التي خلدتها هذه الشعوب، في نضالها التحرري ، وتقديم هذه التجارب كشواهد تاريخية تزيد من صلابة الجماهير والقوى الوطنية المواجهة للعدوان، وتؤكد على إمكانية القوى الشعبية- متى ما توحدت خلف قضية عادلة- أن تحرز نصراً على أعتى الدول الإمبريالية في العصر الحديث كما في التجربة الخالدة للشعب الفيتنامي الذي قهر الإمبريالية الأمريكية.
كما اهتم قائد الثورة بالإشارة إلى أن هذه الشعوب انطلقت من منطلقات وطنية وإنسانية لتخوض هذه الحروب وتصنع هذه البطولات، وكان النصر حليفها، مؤكداً بأننا كشعب مسلم لدينا ما يوجهنا من منطلقات عقائدية فيصبح مواجهة الطاغوت ونفي كل ألوهية لغير الله واجباً دينياً مقدساً، وليست فقط مسؤولية وطنية، مما يعني بأنه جدير بنا أن نكون أحق بالمقاومة ومواجهة التحديات والظفر بالنصر.
استراتيجية الاعتماد على الشعب
تحددت الاستراتيجية الثانية التي وضعها قائد الثورة، في الاعتماد على الشعب واستنهاضه وتعبئة طاقاته، وتحميل الجماهير المسؤولية والمبادرة الذاتية لخوض الصراع التحرري والاستمرار فيه، وتوزيع المهام وفق تقسيم العمل الاجتماعي وكان تشديد قائد الثورة على هذه الاستراتيجية، ومنطلقه لإقرارها ليس فقط حقيقة أن حروب التحرر الوطنية هي على الدوام حروب شعبية، بل ولأن مؤسسات الدولة اليمنية لم تكن مؤهلة لخوض حرب دفاعية وإعداد الإمكانيات لها، وكذلك المؤسسة العسكرية القديمة المتهالكة لم تكن مهيأة لمثل هذه المعارك لا عسكرياً ولا تقنياً، ولا من حيث العقيدة العسكرية، وفي هذه الظروف تحمل الشعب الثقل الأكبر، وكان السيد قائد الثورة على صواب في توجهه نحو الشعب في المقام الأول، ودون أن ينفي قائد الثورة أهمية الدولة ودورها، وضرورة تحسين أدائها، فقد كانت مسألة إصلاح الدولة هي الاستراتيجية الثالثة ولكنها ملحقة بالشعب وتابعة له وليس العكس.
إن محورية الإنسان/ الشعب، الفاعل في الأرض، القادر على التغيير اجتماعياً ووطنياً، المحمل دينياً مسؤولية القيام بذلك التغيير كمستخلف في الأرض، تعد أحد مرتكزات خطاب السيد قائد الثورة.
تستنهض خطابات السيد جماهير الشعب لمواجهة العدوان، حيث تشدد على المسؤولية الإنسانية المجتمعية، وتحث على الأدوار الشعبية التي يجب أن يقوموا بها في الحياة وفق معطيات فلسفة الصراع بين المستضعفين والمستكبرين، والمقاومين والغزاة المستعمرين، وذلك باعتبار أن مواجهة العدوان تعد ضرورة اجتماعية وحتمية تاريخية من أجل الانعتاق الوطني وتحقيق الاستقرار والرفاة الاجتماعي، ومحورية دور الشعب في تحمل هذه المسؤولية لا تأتي – وفقا لخطاب قائد الثورة- من حقيقة أن الشعب هو صانع التحولات وصاحب المسؤولية في المواجهة فحسب، بل لأن الشعب- أيضا- هو المستهدف الرئيسي من العدوان، وأن هدف العدوان هو استعباد الشعب اليمني، أما ثروات الشعب وأراضيه فهي ليست سوى قيم مضافة إلى قيمة الإنسان اليمني الذي يحق للعالم أن يتغنى بصموده في وجه العدوان وحريته.
توجه خطاب قائد الثورة لاستنهاض أعم جماهير الشعب اليمني، وإشراك أوسع قطاعاته للتصدى لمهمة مقاومة العدوان وصون السيادة والوحدة الوطنيتين، ويمكن القول بأن “لغز الصمود اليمني” هو في أن الثورة استطاعت اجتذاب القوى المحركة للتاريخ، القوى الشعبية الفعالة ووفق الحوافز الاجتماعية التي هي في واقعها استمرار لثورة 21 سبتمبر نحو العدالة والديمقراطية مضاف إليها حافز ومهمة حماية الوجود اليمني وصون الاستقلال الوطني ووحدة ترابه، وهكذا فقد تحركت الثورة والمكون الطليعي في الثورة والسيد القائد لهذا المكون وفق الميول التاريخي اليمني النزّاع نحو تحرير طاقات الشعب اليمني ومواجهة العدوان وصون السيادة والحرية الوطنيتين وهما شرط لتلبية الحاجات الاجتماعية والديمقراطية.
يعرف فرديرك انجلز القوى المحركة للتاريخ بالقول “إن القوى المحركة الحقيقة للتاريخ والأسباب المحركة هي تلك الحوافز التي تحرك جماهير كبيرة من الناس وشعوب بكاملها، كما تحرك بدورها طبقات كاملة في كل شعب معين وهنا أيضا تتسم بأهمية ليس الانفجارات الوقتية وليس التأججات العابرة بل الأفعال طويلة الأمد التي تؤدي إلى تغيرات تاريخية عظمى.
طوال أربعة أعوام من العدوان لمسنا الدور الحاسم للجماهير الشعبية الذي صب إليها خطاب قائد الثورة واهتمام أنصار الله، حيث عمل الشعب طوال هذه الفترة على مد الجبهات بالمقاتلين وبالمال والسلاح، وتفجرت قرائح الشعراء والمنشدين وظهر كتاب وصحفيون ومفكرون، وقادة ميدانيون وسياسيون، من واقع ضغط الميدان وتحمل المسؤولية، لقوى الشعب اليمني، وهي مجموع الطبقات والجماعات والفئات ذات المصلحة من صد العدوان الأجنبي والمحافظة على وحدة البلاد ومنع النهب الإمبريالي وبناء الدولة العادلة، والجماهير الشعبية هي بالدرجة الأولى الجماهير الكادحة لأنها ترتبط بالميدان الأساسي للحياة الاجتماعية ميدان الإنتاج المادي وخلق القيم والخدمات، وقد ركز السيد قائد الثورة بشكل رئيسي على هذه الجماهير الكادحة مبينا انتماءه وأنصار الله إلى هذه الطبقة الكادحة وليس فقط الإيمان بها، إلا أنه ومن أجل مهمة التحرر الوطني التي يخوضها الشعب لم يقتصر الخطاب نحو الجماهير الكادحة فمن أجل مهام التحرر الوطني تناضل إلى جانب الطبقة الكادحة أوساط واسعة من البرجوازية الوطنية وكذلك المثقفين، ولهذا فقد توجه خطاب قائد الثورة إلى التجار والمشائخ والأكاديميين وهي شرائح طبقية غير كادحة إلا أنها منوطة بالقضية وتتحمل جزءاً من المسؤولية من حيث إن العملية التاريخية ليست ثورة فلاحين أو ثورة عمالية تقتصر في غاياتها على مصالح هذه الطبقات بل عملية تحرير وطني تستوعب مصالح أوسع الطبقات الشعبية بما في ذلك البرجوازية.
وقد صاغ مؤسسو الماركسية قانون ازدياد دور الجماهير الشعبية في التاريخ”مع ترسخ أساس الفعل التاريخي ستتسع بالتالي الجماهير التي يعتبر هذا الفعل قضية لها ، وكلما اتسع نطاق الأفعال التاريخية ازداد عدد الناس الذين يشاركون في هذه الأفعال ، فكلما كان التحويل الذي نريد تحقيقه أعمق تعين علينا أن نزيد الاهتمام به ونقوي الموقف الواعي ازاءه ونقنع الملايين وعشرات الملايين الجديدة المتزايدة بضرورته”.
وفي الخطاب الأول لقائد الثورة بعد العدوان حدد المهام الشعبية والتوجهات ،ويعد الخطاب الأول لقائد الثورة بعد العدوان بمثابة الخطة الاستراتيجية الرئيسية فكل الخطابات التالية والتي احتوت مضامين استراتيجية جاءت تأكيداً وتفصيلا وبناء على هذا الخطاب.
حيث حدد قائد الثورة الاتجاهات والمهام على الشعب كالآتي:
الاتجاه الأول أمني: “ويعنى بمواجهة كل المجرمين وكل الاختلالات الأمنية ،وكل ما يمكن أن يسعى اليه الأعداء من اثارة جرائم أو فتن داخلية لتسهيل مهمة غزوهم لهذا البلد من الخارج ،فليتوجه مئات الآلاف من أبناء شعبنا اليمني العظيم لهذه الجبهة ، الجبهة الأمنية ليحفظوا أمن هذا البلد من داخله ،وتماسكه من داخله ،واستقراره من داخله بالطبع مع القوة الأمنية الرسمية”.
والاتجاه الثاني هو اتجاه الامداد والتموين: ليتعاون الجميع وفي تعاونهم البركة ،التجار وغير التجار ،كل بوسعه كل بإمكانه كل بعفوه بما يتيسر له ،ليتعاون الجميع وبشكل مستمر مما من الله به عليهم وبشكل مستمر في تمويل كل عمليات التصدي لهذه الهجمة ،على المستوى الأمني وعلى المستوى العسكري.
الجبهة الثانية :جبهة إعلامية،” ومهمتها – في كلتي الجبهتين في الجبهة الداخلية وجبهة التصدي للغزو الخارجي- أن تتحرك بشكل فاعل لإبراز مظلومية شعبنا من جانب ،وإبراز الصمود وإباء وثبات هذا الشعب من جانب آخر وللتصدي لكل الحملات الإعلامية التي يشنها العدو الخارجي والمجرم الخارجي المستهدف للبلد ،وكذلك بعض عملائه الخونة واذيالهم المحسوبين على الداخل ،الجبهة الإعلامية في غاية الأهمية ومأمول من كل الإعلاميين الشرفاء الاحرار أن يتحركوا في هذه الجبهة كما هو مأمول من كل فئات هذا الشعب أن يتحركوا كل في جبهة.
“اليوم يوم الجميع ،يوم الشعب اليمني بكله يوم الإباء يوم العزة يوم البطولة يوم الوفاء اليوم، هو يوم الوفاء الذي يعبر فيه كل وفي صادق عزيز حر عن قيمة هذه ، اليوم هو اليوم أيضا الذي ينكشف فيه الصادق من الكاذب والوفي من المخادع”.
الجبهة الرابعة الجبهة التعبوية: “التي تعنى بالتوعية والتعبئة المعنوية للشعب وللجيش والامن، هذه هي جبهة العلماء وجبهة المثقفين وجبهة الخطباء فليتحركوا في هذا الاتجاه بين الجيش وبين الشعب طبعا في مواجهة جبهة المرجفين والمصفقين والمتخاذلين والمدجنين للأمة، ليجعلوا منها خاضعة ومستسلمة وخانعة وفريسة سهلة لأعدائها..
الجبهة الخامسة هي الجبهة السياسية: ” ومأمول هنا أيضا من كل السياسيين الصادقين في هذا البلد الأوفياء مع أنفسهم ومع بلدهم، من ينطلق بدافع المسؤولية الوطنية أو بدافع المسئولية الدينية من الجميع أن يتحركوا في الاتجاه السياسي، لملء الفراغ الذي يضر بالبلد على مستوى السلطة.
والتصدي لكل أشكال العداء والنشاط السياسي والمعادي الذي يستهدف هذا البلد، والتواصل على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي مع القوى الحرة والشريفة والمنصفة والعادلة”.
تفعيل مؤسسات الدولة والاهتمام بتنمية الاقتصاد والصناعة الحربية
الروابط الموضوعية للمرتكزات الاستراتيجية التي حددها السيد قائد الثورة في عملية مواجهة العدوان لا انفصام لعراها، فاليقين الفلسفي والروحي لتعريف طبيعة العدوان والاستعداد لمواجهته حتى الظفر بالنصر، مترابط مع الإيمان بدور الشعب الخلاق واستنهاضه وتوجيه طاقاته وجهوده في المواجهة، ويرتبط بشكل موضوعي هام ويتكامل مع المرتكزين السابقين، المرتكز الثالث الذي حدده السيد قائد الثورة وهو التوجه نحو تفعيل وإصلاح جهاز الدولة ومؤسساتها ومكافحة الفساد، وتعميق التكافل الاجتماعي ورعاية أسر الشهداء، فعلى هذا المرتكز الأخير يستند الشعب في صموده وينظم جهوده وتتيسر علمية توجيه طاقاته نحو مواجهة العدوان وتعالج كافة العراقيل والمعيقات التي تواجهها، فلا غنى عن جهد الدولة ومؤسساتها في احتواء الفعل الجماهيري.
حملت خطابات قائد الثورة منذ اليوم الأول للعدوان دعوات نحو إعادة إصلاح الدولة وتفعيلها ومحاربة الفساد والتكافل الاجتماعي والانخراط في النشاط الاقتصاد الإنتاجي كمرتكزات استراتيجية للمواجهة، ومع استمرار العدوان، وبمواكبة الحرب الاقتصادية المعادية، كان يظهر قائد الثورة الشعبية بموجهات جديدة تغني في هذه الجوانب، وعلى سبيل المثال فبعد نقل الحكومة العميلة للبنك المركزي إلى عدن، ظهر قائد الثورة الشعبية ودعا المواطنين إلى دعم البنك المركزي بالتبرع وفتح حسابات في البريد لدعم البنك، وهذه الدعوة والخطوة كان لها تأثير هام على المستوى الاقتصادي حيث خلفت نوعاً من الثقة بالبنك المركزي والنظام المصرفي بشكل عام، واحبطت خطة العدوان الهادفة إلى دفع الناس إلى سحب أرصدتهم من البنك المركزي والبنوك الخاصة التي تقع مقراتها الرئيسية في العاصمة صنعاء.
ومؤخراً ومع تضييق تحالف العدوان على الحديدة ومينائها بذريعة دخول الأسلحة والاستفادة من موارده الشحيحة في دعم المجهود الحربي، قدم السيد عبدالملك الحوثي مبادرة تهدف إلى تحييد الاقتصاد وإعادة صرف رواتب موظفي الدولة والحفاظ على سعر صرف العملة الوطنية، وتغطية واردات اليمن من المواد الغذائية بالعملات الصعبة، بإعطاء الأمم المتحدة دوراً إشرافياً على ميناء الحديدة، بشرط أن تسلم كافة إيرادات البنك المركزي في صنعاء ولا تستغل من أي طرف سياسي وأن تصب كل الإيرادات لصالح المواطن وأن تسهم في الحفاظ على استقرار المعيشي واستقرار العملة.
توجهات قائد الثورة وخطاباته الداعية للاهتمام بتفعيل مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد، تعني في نهاية التحليل رعاية العاملين الذاتي والموضوعي في المواجهة، أي إسناد الشعب الصامد ليواصل الصمود ويقوم بدوره في المواجهة، ومن جهة أخرى تنمية العمل الموضوعي البناء التحتي الذي يبنى عليه الصمود الاجتماعي، وهي عملية جدلية مترابطة فكلما تحسن أداء الدولة كان المجتمع أكثر قدرة على الصمود في وجه العدوان والحصار أكثر قدرة على القيام بمسؤولياته الشعبية وحمل العبء عن الدولة في الجوانب التي لا تستطيع الدولة في وضعها الحالي القيام بها على نحو أكمل وهي جوانب التحشيد وحرب العصابات التي لها طابع شعبي ثوري وليس مؤسسياً حكومياً بيروقرطياً.
من المهم في هذا السياق إيراد نقاط هامة وردت في خطابين لقائد الثورة، وتكررت في كثير من الخطابات وهي نقاط واضحة تشير إلى هذه الجدلية التي تعامل فيها قائد الثورة في حل مسألة إسناد صمود العامل الذاتي، وتنمية العامل الموضوعي.
في خطاب السيد عبدالملك الحوثي بمناسبة ذكرى مرور عامين من الصمود في وجه العدوان 26 مارس 2017م تحدث السيد قائد الثورة عن (12) نقطة رئيسية متعلقة بالوضع العام في مواجهة العدوان، والتخفيف من معاناة الشعب، وفيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية، وإصلاح مؤسسات الدولة وتفعيلها، جاء ما يلي :
• “تفعيل مؤسسات الدولة، ومراجعة أداءها وربطها بالواقع للقيام بمسؤولياتها وواجباتها”.
• “تطهير مؤسسات الدولة من الخونة الموالين للعدوان”.
• “تفعيل القضاء مع إصلاحه”.
• “تشكيل وتفعيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء”.
• “إصلاح وتفعيل الأجهزة الرقابية للقيام بمسؤولياتها في محاربة الفساد والحد منه”.
• “ضبط الموارد المالية وإصلاحها وتوسيع دائرتها والاستفادة من كل الفرص المتاحة وهي كثيرة”.
• “العناية القصوى بالزكاة واختصاصها للضمان الاجتماعي لصالح الفقراء”.
• ” الاستمرار في تطوير القدرات العسكرية وعلى رأسها القوة الصاروخية”.
• “إصلاح وتوجيه العمل الإغاثي والإنساني بما يضمن وصول المساعدات للمحتاجين والمنكوبين والنازحين”.
وضمن الـ(8) النقاط التي أكد عليها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه بمناسبة حلول رمضان في 26 مايو 2017م جاء ما يلي:
“أدعو كل الميسورين والخيّرين في هذا البلد إلى العناية القصوى بالتكافل الاجتماعي، ورعاية الفقراء والمحتاجين من كل فئات الشعب، وفي المقدمة أسر الشهداء والجرحى والنازحين”.
“أدعو الجهات الرسمية إلى العناية القصوى للقيام بمسؤولياتها في خدمة الشعب، والتصدي للعدوان، والسعي بكل اهتمام لإعانة الموظفين الذين حُرموا من مرتباتهم بفعل مؤامرات ومكائد الأعداء، وعلى المكونات الممثلة في الحكومة السعي الجاد لتفعيل وترشيد الأداء الحكومي بكل إخلاص وجد ومصداقية ومسؤولية، وترك المماحكات والاتهامات والمناكفات الصبيانية واللامسؤولة والتي لا فائدة منها، ومردودها ليس سوى تدني وتراجع الأداء الحكومي، وتضرر الشعب، كما أدعو إلى تفعيل الأجهزة الرقابية، وتصحيح وضعها، وتفعيل الرقابة الشعبية كعاملٍ إضافي مساعد لضمان الحد من الفساد المالي”.
مقاومة الحرب الاقتصادية
لم يقتصر العدوان الأمريكي السعودي على الجانب العسكري فقط؛ فمنذ البداية انتهج المعتدون أكثر من مسار واستراتيجية، وكانت الحرب الاقتصادية موازية للحرب العسكرية في كل مراحل العدوان طوال أربعة أعوام، حيث ارتكب التحالف جرائم اقتصادية عديدة متعمداً استهداف القيمة الشرائية، وتحويل اليمنيين إلى لاجئين ومرتزقة يقايضون حريتهم بالخبز والدواء.
لقد كانت السلطة الثورية والوطنية في صنعاء على دراية بخطورة الحرب الاقتصادية، وأهمية الحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية، فمنذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى اتخذ الرئيس الشهيد الصماد نهجاً اقتصادياً إنتاجياً للتخفيف من آثار الحرب الاقتصادية، والسعي نحو الاكتفاء الذاتي، فشهدنا على الواقع توجه الشعب اليمني إلى الإنتاج الزراعي، وإلى تطوير الإنتاج المنزلي إلى معامل تعاونية ومشروعات صغيرة.
حيث تم زراعة القمح وحصاده في كل من ذمار وصعدة والجوف وإب، وكذا إعادة تفعيل شركة صناعة الأدوية الوطنية، وإعادة تشغيل جزئي لمصنع الغزل والنسيج في صنعاء، وغيرها من الخطوات الرسمية والشعبية التي تهدف إلى الإنتاج المحلي.
ويُعتبر التوجه الاقتصادي الإنتاجي –الذي لطالما تحدث عنه قائد الثورة- جوهر رؤية الرئيس الشهيد صالح الصماد، في مواجهة الحرب الاقتصادية، والتخفيف من معاناة الشعب، والذي أكد عليه الرئيس الشهيد في شعاره “يد تحمي ويد تبني”، ويقضي هذا التوجه بضرورة الاهتمام بالإنتاج الزراعي والصناعي، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي، موجهاً الحكومة بالقيام بما يلزم من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وعدم الركون على الخارج.
الاهتمام بالزراعة :
إن طبيعة تركيبة المجتمع اليمني، حيث يعيش معظمه في الريف، ويعمل على الزراعة، وحيث أن الزراعة هي القادرة على النمو في ظل الحصار على عكس القطاع الصناعي الذي يعجز عن مقاومة الحصار، كل هذا جعل من نهوض القطاع الزراعي من الأولويات لدى قائد الثورة، حيث كرس السيد كثيراً من خطاباته في الحديث عن الاقتصاد بالحديث عن الزراعة، وهي دعوات لاقت تفاعلاً وحماسة لدى المزارعين اليمنيين، ويبرز الاهتمام بالزراعة لدى قائد الثورة من منطلق فلسفي، أو من قناعة وتحليل بأن الحرب مع العدوان ستظل مفتوحة حتى الظفر بالنصر، وقد تمتد إلى سنوات عديدة، بل إلى مستوى أجيال، وبُعد النظر هذا في المواجهة، وعدم التعويل على الحلول الاستسلامية هو ما ولّد القناعة لدى قائد الثورة في ضرورة التوجه نحو نهوض القطاع الزراعي من أجل ضمان المواجهة، وإفشال توجهات العدو بالضغط على اليمنيين بالتخلي عن الثوابت المبدئية مقابل الخبز.
الصناعة العسكرية :
على عكس الصناعة الغذائية والمدنية، تركز اهتمام قائد الثورة على الصناعة العسكرية، بما لها من علاقة بمجريات المعركة، والإعداد في مواجهة أحدث الأسلحة الغربية التي يمتلكها تحالف العدوان، حيث رعت قيادة الثورة هذا الجانب بسرية تامة، ومع إيمان عميق بإبداعية وقدرة الشعب اليمني على الإنتاج والتطوير، إلى أن أصبحت دائرة التصنيع العسكري والقوة الصاروخية مثلاً ونموذجاً لدى قائد الثورة يُشير بها ويؤكد بها إلى قدرة الشعب على الإنتاج والإبداع، ويدعو بقية القطاعات الزراعية والصناعية المدنية الغذائية إلى الاقتداء بالقوة الصاروخية.
إيمان قائد الثورة بالشعب وقدراته الجبارة للإنتاج والإبداع إيمان مطلق يراهن عليه في سياق معركة مواجهة العدوان وهو موقف تقدمي في واقع البنية السياسية اليمنية على مستوى الأحزاب والنخب السياسية، التي فقدت الإيمان بالشعب في التغيير الثوري أو الانتقال الديمقراطي، ولهذا فلم يكن مستغربا أن تتردد القوى السياسية الكلاسيكية على مكاتب السفارات وتتجاهل الشعب، وامتدادا لذات العقلية السياسية التي لا تؤمن بالشعب تراهن بعض القوى اليمنية على دول العدوان أو المجتمع الدولي وتنسب منجزات القوى الصاروخية اليمنية إلى دول أخرى، في إطار التبخيس بالشعب، الذي تدعي وصلا شرعيا به، وعلى عكس هذه القوى السياسية، اليمنية الانهزامية والخيانية، نجد بأن الشعب اليمني “شعب موهوب وهو من يصنع الطائرات المسيرة.
وتنمية الصناعات العسكرية أتت ثمارها، فوفقا لبيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة يحيى سريع عن إنجازات قوات الجيش واللجان الشعبية خلال 4 أعوام من العدوان، تحدث الناطق بأن القوات الصاروخية اليمنية أطلقت 890 صاروخا على 890 هدفا للعدو داخل اليمن وخارجه خلال 4 أعوام، فيما نفذ سلاح الجو المسير 1530 عملية هجومية واستطلاعية، وأشار الناطق إلى أن ثمة منظومات جديدة ستدخل المواجهة قريبا، كما نفذت القوات البحرية 19 عملية نوعية بحرية خلال الـ4 أعوام، منها 8 عمليات استهداف بوارج حربية وبعضها بأسلحة محلية.
ورقة عمل مقدمة للندوة التي أقامها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني 20 مارس 2019م

قد يعجبك ايضا