> حملوا قضيتهم على أعناقهم.. فكانوا جبهة جديدة في مواجهة أضاليل أبواق العدوان
الثورة/ عفاف محمد
أصبحنا على مشارف العام الخامس للعدوان وكان الصمود اليماني أسطورة تناولها العالم وعظم من شأنها، وللصمود حكاية نسجت بخيوط العطاء وقطرات الدماء وبذل الشرفاء، وهنا ثمة بريق يشع من درر الصمود من أشعلوا جذوة الصمود، استشعاراً حقيقياً منهم بحجم المسؤولية، إنهم مذيعو ومذيعات الإعلام الوطني الشرفاء المخلصون في إذاعات اليمن الجريح كان لهم الدور الأكبر في كشف الحقائق وكانوا من السباقين للدفاع عن الوطن بسيف الكلمة وصوت المنطق.
كانوا جدا قريبين من الشعب بل ولامست كلماتهم شغاف القلوب كانوا ولازالوا براكين وقادة تجابه العدو وتصيبه في مقتل، أحببنا تقديمهم وأسلوبهم وعطاءهم الغزير استهوت العامة بشاراتهم والانتصارات التي نثروها كطوق الياسمين.. لطالما أثلجوا صدورنا ولمسوا معاناة الأسر المكلومة من الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين.
وفي هذا التاريخ الهام السادس والعشرين من مارس نقتبس من أنوارهم ونتساءل عن سر هذا العطاء المثمر والغزير: ما الدافع الذي جعلهم على قدم وساق، يناضلون في سبيل نصرة قضية كل اليمنيين؟ وكيف كان التجاوب من قبل الشعب وما الذي خلفه هذا العدوان الهمجي على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.؟
استشعار المسؤولية
بداية يتحدث الأستاذ عبدالله الحيفي من إذاعة صنعاء البرنامج العام مقدم برنامج (يمن الصمود) بالقول: نحن على مشارف العام الخامس من الصمود أحيي صمود هذا الشعب العظيم، لقد استشعرنا المسؤولية أمام الله أولاً ومن ثم أمام أمنا اليمن ووفاء لدماء الشهداء وللجرحى الذين أعطوا من أجسادهم فداء للوطن وللثكالى ولكل من تضرر من هذا العدو السافر المقيت الذي لم يحصد سوى الخزي والعار بهزائمه المتلاحقة بالرغم من إمكانياته المهولة لكن نحن بالله أقوى.. وبهذا الشعب العظيم وبروحية الشهداء والجرحى والأسرى وكل من سعى لأجل حرية أمنا اليمن والحمد لله الذي أيدنا بالنصر وكان تجاوب الجمهور مع عملنا الإذاعي هو الذي مدنا بالعزيمة والإصرار في ضخ كل معاني الصمود والثبات وكنا معهم على الدوام في مواكبة الحدث مع تباشير الانتصار التي عشناها معهم لحظة بلحظة.. تحية مني للقيادة الحكيمة ولرجال الله ولإدارة التصنيع الحربي وكل حر شريف جاهد في سبيل الله ونصرة الحق ودفع الظلم عن يمننا الغالي واستعادة هويتنا اليمنية.
حب الوطن
أما الأخ مطيع حسين الفقيه فيؤكد بالقول: إن الحب هو الدافع الأول والأكبر والأسمى لانطلاق الإنسان – وحتى الحيوان – لإسعاد محبوبه والحفاظ عليه معززاً مكرما في الظروف الطبيعية الاعتيادية.. فكيف سيكون الحال إذا تعرض هذا المحبوب للاعتداء.
لا يمكن لصديقك – مثلاً – إقناعك أنه يحب والديه وأنت تتلقى اتصالاً من أمّه تشكو إليك عقوقه وعصيانه. وقد تشكّك في مصداقية تلميذ يتغنى بحب الدراسة إذا لمحته في الشارع أثناء وقت المدرسة.. وبالقياس على ذلك يكون حب الوطن.
حبنا لتراب هذا الوطن المعتدى عليه هو – بكل بساطة – ما دفعنا لتحمُّل مسؤولياتنا في الدفاع عنه كلٌّ في مجاله، ولم نتوقّع أن يتفاعل معنا المستمعون ويتجاوبوا بهذا القدر الذي لمسه الجميع.. لقد منحونا ثقةً مطلقة عمياء منذ اللحظة الأولى حتى اليوم.. فلهم منا كل التقدير والامتنان.
نحن اليوم نكتب تاريخاً لأنفسنا تتناقله الأجيال من بعدنا. واليوم- وأنا أستعرض أحداث أربعة أعوام – أحمد الله كثيراً وأشعر بالفخر أنني قررت – في لحظة تاريخية فاصلة – أن أقف في المكان الصحيح، وأن أكون حيث يجب أن أكون.
الفطرة السليمة والهوية الإيمانية
من جانبه يقول الأستاذ سنــــد عبـــده الكمــــيم: دافعنا هو دافع أي إنسان حر بفطرته السليمة وهويته الإيمانية الذي يؤمن بقضيته ومظلوميته ويرفض الذل والاستعباد والهوان والاستسلام من قبل دول الاستكبار والعنجهية والاستعمار من يعتقدون أنهم قادرون على إرضاخ وإركاع كل من يقول لهم لا.
كذلك إيماننا المطلق وثقتنا الكبيرة بالله وبوعده لنصرة المستضعفين والمدافعين عن دينهم وأرضهم وعرضهم زادنا عزيمة وإصراراً وصموداً وثباتاً.
كما أن حب الوطن وعشق ترابه الطاهر وصدق انتمائنا وولائنا لوطننا كان أيضا دافعا قوياً لاستمرار صمودنا ونضالنا لنصرة الجمهورية اليمنية.
وأضاف: باستمرار العدوان وارتكابه للكثير من المجازر والجرائم بحق الأبرياء من نسائنا وأطفالنا وشيوخنا ومقدرات وطننا الغالي كل هذا مدّنا بطاقة عجيبة للاستمرار في مجابهة ومناهضة هذا العدوان الإجرامي ومواجهة ماكنته الإعلامية بثقة كبيرة بالله أننا المنتصرون، وهذا ما لمسناه من تجاوب الشعب اليمني العظيم مع إعلامه الحر بكل أنواعه فكان رجع الصدى هو مقياس النجاح والانتصار بفضل الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن تداعيات العدوان كانت سلبية على دول العدوان أكثر مما هي على اليمن وفي كل الجبهات سواء كانت عسكرية أم اقتصادية أم سياسية، ويكفي فقط أن نرى مكانة وسمعة مملكة المنشار وجارة السوء أين كانت وكيف أصبحت، وقس على ذلك باقي دول العدوان، هم مهزومون ويحصدون الخسائر والخزي، ونحن ننتصر ونحصد العزة والكرامة والحرية والندية.
الأستديو مترس المذيع
أما الأستاذة سعاد الويسي تقول: في بداية العدوان لم أفكر لحظتها ما الذي يدفعني للذهاب للعمل تحت القصف وفي مكان قد يكون هدفاً عسكرياً لإحدى غارات العدو، لم أكن امتلك رفاهية الاختيار بين عدة خيارات، البقاء بالمنزل حتى تهدأ الأمور، الهروب من العمل، الانتظار حتى تتضح الصورة أم الاستمرار، واصلت عملي بالإذاعة دون أن أفكر في أي خيار آخر، ومع مرور الأيام واستمرار العدوان وصعوبة الظروف وازدياد الضغط على طاقم الإذاعة الذي اختار البقاء عرفت أن الاستديو هو مترسي وأن ما أقوم به هو الجهاد الذي قدرني الله عليه ومنحني أسبابه.
وأضافت: إن تفاعل جمهور ومستمعي إذاعة صنعاء كان قوياً جداً بالذات في بداية العدوان، خصوصا مع انقطاع الكهرباء وعدم توفر بدائل حينها بكثرة فكانت الإذاعة مصدرا للخبر وللاطمئنان أن كل شيء بخير، وبالمقابل كان جمهورنا المتواصل معنا عبر فترتنا المفتوحة يمن الصمود يمنحنا الكثير من الحماس والرغبة في الاستمرار والثقة بأننا على الحق، كان تأثيرا متبادلا بيننا وبينهم.
مع العدوان سقطت الأقنعة عن الكثيرين، عن شخصيات كنا نحترمها ونرفع لها القبعات، عن منظمات كنا نؤمن بدورها، عن أنظمة كنا نحترمها، وعن شعوب كنا نظن أنها ستستيقظ، ولكنها لم تفعل.
صدمة للجميع
وتقول الأستاذة أماني راوح: كانت صدمة لجميع شعبنا اليمني أن يُعتدى عليه وبأسلوب غادر، فكان واجب الجميع أن يقوم بمسؤوليته تجاه وطنه ومجتمعه بكل ما يملك، فتوجه الجيش واللجان الشعبية إلى الثغور وجبهات العزة وتخندق الإعلامي في مترسه على أثير وهواء الوطن فقام بدوره في نقل ما يحدث موجها الشعب للحقيقة حتى لا يتوه في ظل الهجمة المتوحشة للعدو عبر كل وسائله والإعلامية خاصة، فالوطن البيت الكبير للجميع كما هو البيت الخاص بالأسرة.
لقد اختفت الوسائل الإعلامية بفعل قصف تحالف العدوان لتنبري إذاعة صنعاء حاملة مسئوليتها في إيصال رسالتها لجمهورها وشعبها فألتف حولها المستمعون وفتحت أثيرها المباشر وجعلت منبرها منبراً لكل متصل ومستمع يعبر بما يجول في خاطره ويعتمل في نفسه من هذا الاعتداء فكانت متنفسا للجميع حتى ان المستمع المواطن العادي عمل مراسلاً ينقل ما يحدث في منطقته ومحافظته من قصف وغارات واعتداء..
لقد جعل العدوان الشعب اليمني يعتمد على نفسه الاعتماد الذاتي، فلا ينتظر معونات أو مساعدات من أي منظمة أو أي دولة، فالعدو خسر بعدوانه على شعبنا اقتصاديا، سياسيا، عسكريا، أخلاقيا، كشفت المنظمات والدول المتسترة بشعارات الحقوق والإنسانية.
قضيتنا هي اليمن
أما الأستاذ حمود شرف الدين من (إذاعة سام) صوت الحكمة فيقول: بكل بساطة ووضوح: نحن نعمل ونتفانى في منابر الإعلام لأن اليمن هي قضيّتُنا، شرفُنا، كرامتُنا، عزُّنا، ولأنها مظلوميتُنا ودماؤنا؛ دماءُ أطفالِنا ونسائنا، ومسؤوليتُنا أمام اللهِ سبحانه وتعالى وشعبِنا وأمتِنا.
وأضاف: لم يُخلّفِ هذا العدوان إلاّ المآسي والدمار، خلّفَ دماءً سُفِكت ظلماً وعدواناً فأثمرت – بإذنِ اللهِ تعالى – عزّاً ونصراً لمظلوميةٍ لم يشهد تاريخُ الإنسانيةِ مثيلاً لها.
حجم المظلومية
ويقول الأستاذ سلطان السدح: إن ما يدفعنا هو الخشية من الله والخوف من نتائج الاستسلام للمملكة الداعشية وأيضا حجم المظلومية الكبيرة التي وقعت بحق شعب الإيمان وكان التحرك الدائم والمكثف من قبل العدو الذي هو باطل ويعمل على باطل هو الدافع الثاني لي ولغيري، لكي نتحرك بكل ما لدينا طالما ونحن نعرف أننا على حق وأن النصر هو المصير الحتمي لشعبنا حسب الوعد الإلهي.
والشعب متجاوب مع كل المنابر الإعلامية الحرة، فالميدان خير برهان على حجم التفاعل النوعي والمتطور كلما استمر العدوان، فما خلفه العدوان مآسي كبيرة وكثيرة ولا يتسع المجال لذكرها، ولكن سأكتفي بالإشارة إلى واحدة من أبرزها.. وهي: أن العدوان احتشد بتأييد ومباركة من كل العالم، وكان كل إنسان مصدق أننا مليشيات إرهابية وأنهم الشرعية واليوم وبعد كل محطات الفضائح للعدوان أصبح الرأي العام العالمي يتفق أن لاشرعية صالحة لحكم اليمن إلا سلطة صنعاء ويسمونها (سلطة الأمر الواقع)، وبالعكس أصبحت كل أنظمة الدول المشاركة في العدوان هشة، وفي نظر الإنسانية أنها أنظمة إرهابية وغير شرعية لا بالدين ولا بالدستور والحمد لله دائما وأبدا.
استجابة لنداء الوطن
من جهته يقول الأستاذ أحمد القمري: لقد كان دافعنا هو استجابة لنداء الوطن والعمل بالشريعة الإسلامية السمحاء والدفاع عن مقدرات الوطن التي تستباح من قبل الطغاة وأدواتهم الرخيصة.
والجبهة الثقافية كان شأنها شأن جبهات النزال، حيث وهي تبث الوعي الذي يحرك رجال الله والحرائر الشامخات للشعور بالمسؤولية في الدفاع عن الأرض وذودا على العرض، ولا يخفاكم دور القصيدة والزامل في التحشيد للجبهات حيث وارباب القلم تسيل أقلامهم وأفواههم شموخاً وعزاً وكبرياء لأنهم يعبرون عن هويتهم وعن أخلاقهم وعن مبادئهم ويثورون لأرضهم التي تقصف والأطفال الذين تنتهك وتستباح براءتهم وللثكالى والأرامل اللواتي فجعن في فلذات أكبادهن، كانت القصيدة المواكبة للحدث تعكس الوعي والحكمة والاستبسال وكان الزامل يتقتد ناراً في صدور الشرفاء والأحرار ويشعل جذوة حماسهم ..وقد أكد شعراؤنا أنهم على قدر عال من الحكمة والرجحة والبلاغة وسحر البيان الذي واجهوا به العدو واصابوه في مقتل، ونحن عملنا جاهدين من خلال برنامج فن الفنون على ايصال اصوات الشعراء والمنشدين على مستويات راقية لتصل للعالم وليس فقط اليمن ..ومع اكتمال العام الرابع لازال عطاؤهم ينهال وحربتهم تقلق سكينة العدو .
الدفاع عن الحق
أما الأستاذة فردوس الوادعي فتقول: كان الدافع هو الحق الذي نحن عليه، لذلك تجاوب معنا أهل الحق أو التواقون إليه، وكان فعل العدوان أن عاد بالانكسار والسمعة السيئة للعدو السعودي وزعمائه، وبالعزة والنصر لكل دول المنطقة المقاومة، أما على الصعيد العالمي فقد كانت نتيجة هذا العدوان، هو اكتشاف أن كل فرد في هذا العالم يستطيع أن يكون إنسانا حرا مقاوما، بعيدا عن الإمكانيات المادية تماما بفعل الصورة التي خلقها المجاهد اليمني.
الدفاع عن سيادة الوطن
ويضيف الأستاذ جبران الشيخ: إنا دافعنا هو مسؤوليتنا أمام الله للدفاع عن المستضعفين وسيادة الوطن من ثم دماء الشهداء وجروح الجرحى وآلام الأسرى وأسرهم الذين زادونا تصميماً في النضال وحتى إن قدمنا التضحيات.
ولا شك أن الشعب اليمني العظيم لم يصموا آذانهم عنا وتفاعلوا معنا بشكل كبير خصوصاً بعد تعريفهم بالحقائق وخفايا المخططات فكانوا السباقين في الاستجابة والتحرك لحماية الدين والوطن.
لم يخلف العدوان إلا القتل والتدمير والاجرام لكنه جعلنا أكثر اصراراً على المضي في النضال وحمل هموم المواطنين، وأن نكون في مقدمة جبهة الوعي التي حطمت كل مخططات العدوان، وزادت الشعب صموداً وثباتاً، وكلما ازداد موقفك قوة، يزداد موقف عدوك ضعفا، فقضيتنا عادلة ومواقفنا محقة وأهدافنا مشروعة وغاياتنا مقدسة وتحركاتنا قوية وصادقة، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
الغيرة على اليمن
أما الأستاذة زينب الشهاري فتقول: إن الدافع الذي حركني لنصرة وطني الحبيب هو المسؤولية المناطة بكل إنسان يمني والواجب الديني والوطني الذي يقع على عاتق كل مواطن ويلزمه التحرك الجاد والفاعل أمام الله تعالى وإزاء كل ما يحصل من أحداث ووقائع جمة لا يمكن لأي إنسان غيور محب لوطنه أن يقف موقف المتفرج عليها وأن لا يكون له أي أثر أو مشاركة في دفع الضيم ونصرة الحق ومواجهة البغاة، وإني لأحمد الله عز وجل أن سهل لي طريقاً وهو عملي الإذاعي لأجاهد من خلاله وأشارك أبناء وطني صمودهم ومواجهتهم وأسأله تعالى أن يتقبله ويوفقني إلى كل ما يمكن أن أقدمه من أجل وطني الحبيب.
إذاعة سام لها جمهورها الواسع و الحمد لله و تفاعلهم واضح من خلال مشاركاتهم المختلفة و تأكيدهم المستمر بأنهم صامدون و في خط المواجهة وعازمون على تقديم المزيد والمزيد من المال والرجال والقوافل المختلفة لجبهات العزة والكرامة
لم يحصد هذا العدو الغادر الوحشي الغاشم الا الخسائر البشرية والخسائر المهولة في العدة والعتاد ولم يجنِ إلا تزايد السخط العالمي على ما يقترفه من مجازر بحق الإنسانية في اليمن وإقرار العالم بفشله وخيبته وعجزه عن قهر شعب متسلح بالإيمان له قيادة قرآنية وله مسيرة حق للأمة والدين لن يتوان أو يتكاسل في نصرتها بإذن الله.
فالعدوان وحدنا بمختلف انتماءاتنا وحدنا ضده وجعلنا نحافظ على ارضنا ودماءنا فكانت الاذاعات المحلية منبرا حرا للحشد الشعبي وللتعبئة العامة لرفد الجبهات بالمال والرجال وللدعوات المتواصلة للنفير والاستنفار.
قضية أمة
أما الأستاذ ريان العزعزي فيقول: ما وصلت إليه الأمة من ضلال وشقاء بسبب ابتعادها عن كتاب الله وعترة رسوله ومضيها على النهج الذي وضعه اليهود والنصارى وما يقابله من هدي قرآني مبارك جاء به الشهيد القائد نور به قلوبنا وعقولنا ومثل دافعاً كبيراً بداخلي أن أمضي واتحرك وأصحح وأخدم الأمة والمستضعفين في الأرض وهذا قبس مما اقتبسناه من هذه المسيرة المباركة، ولأننا حملنا قضية ونضحي في سبيلها بأغلى ما نملك كان لزاما عليَّ أن أناضل في سبيل نصرة هذه القضية.
الوعي القرآني الذي بات يحمله شعبنا اليمني الأصيل ويتحصن به ساعد كثيرا على التجاوب المتوقع من أمة الإيمان والحكمة والعزة والكرامة.
إن العدوان لن يتوقف على شعبنا اليمني الحر إلا حينما يجعل كل اليمنيين وكل احرار العالم انصار الله وهذا ما حدث مؤخرا من قبل المغرر بهم.
الواجب الديني والأخلاقي
ويقول الأستاذ زيد الغرسي من إذاعة صوت الشعب (صوت الحق): نحن نتحرك انطلاقا من المسؤولية الدينية التي أمرنا الله بها في كتابه الكريم عندما قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ”، “يا ايها الذين امنوا كونوا أنصار الله” ونحن ننطلق في هذه المسؤولية استجابة لله ولرسوله في مواجهة الطغيان والباطل فاليوم المعركة هي بين الحق وبين الباطل فقد برز الإيمان كله ضد تحالف الباطل كله.
ونحن انما نقوم بواجبنا امام الله وامام رسوله نصرة لديننا ومبادئنا وقيمنا واخلاقنا وهويتنا الدينية ومظلوميتنا الحقة التي تحالف العالم علينا لأننا رفعنا أصواتنا ضد امريكا واسرائيل ولأننا مضينا في خط المسيرة القرآنية بقيادة علم الهدى من آل البيت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ..هذا الطريق الذي يمثل طريق الإيمان والحق جعل الكفر والنفاق يشن عدوانه علينا لمحاولة إعادتنا إلى الاستعباد والخضوع والركوع للباطل وللطغاة وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل .. وموقفنا هو موقف شعب الإيمان والحكمة وهو الموقف الطبيعي لشعب وصفه رسول الله بشعب الإيمان لأن الإيمان يقتضي مواجهة العدوان ورفض الظلم والخنوع للمستكبرين ..
الشعب اليمني اندفع بكل فئاته ورجاله ونسائه في مواجهة العدوان وقدم صورة بارزة متميزة في صموده الأسطوري لأربع سنوات وهذا الذي أذهل العالم اجمع وقدم الشعب اليمني ابرز الدروس والبطولات والتضحيات العظيمة التي استطيع أن أصفها بأنها معجزة العصر.
أما دول العدوان فلم تجن إلا الخيبة والخسران والهزيمة والفشل فبعد أن راهنوا على القضاء على المسيرة القرآنية في اليمن هاهو نورها يشع في بلدان أخرى وانتشرت بشكل أكبر مما توقعه العدو في اليمن ووصلت إلى كل محافظة ومديرية وأصبح مئات الآلاف ينتمون لهذه المسيرة المباركة وأنا على ثقة بوعد الله بأن العدوان لن يتوقف إلا وقد أصبحت المسيرة في مناطق أخرى في المنطقة العربية وهذا وعد الله ولو حاولوا اطفاءها لكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
مخاطبة كل العقول
وتقول الأستاذةأمة الملك الخاشب: لا شك أن هناك دافعاً كبيراً جدا جعلني انطلق في العمل الإذاعي لأني استشعرت أن الإذاعة باب من ابواب الجهاد فتحه لي الله تعالى وظل كل همي هو أن يفهم ويعي كل الناس حقيقة العدوان على اليمن وحقيقة مرتزقة العدوان، حاولت تنوع البرامج وتنوع أساليب الطرح ما بين اللهجات العامة المبسطة واللغة الفصحى السلسة لأخاطب كل العقول وكل الفئات كان للإذاعة جمهور كبير يتعطش لمعرفة المزيد ويتعطش للبحث عن الحق وصل صوت الإذاعة لأكثر من 15 محافظة يمنية ووصلت إلى كل بيت في فترة زمنية قصيرة وهذا ما جعلني وزملائي أن نتحمل المسؤولية أكبر فكانت الجماهير تبادلنا الوفاء بالوفاء ونجد تفاعلاً ممتازاً ومتوسطاً مع الإذاعة وأصبح لكل برنامج جمهوره الخاص به.
وتضيف: إن العدوان قد وحدنا بمختلف انتماءاتنا وحدنا ضده وجعلنا نحافظ على أرضنا ودمائنا فكانت الإذاعات المحلية منبرا حرا للحشد الشعبي وللتعبئة العامة لرفد الجبهات بالمال والرجال وللدعوات المتواصلة للنفير والاستنفار.
حرب كونية
أما الأستاذ عبدالعزيز القدمي فيقول: إذاعة وطن (صوت وزارة الداخلية): هذه حرب كونية على اليمن بكل أبنائه ونحن جزء أصيل من شعب هو عنوان للأصالة نفسها وهي أيضاً حرب شاملة وفي مختلف المجالات وتقتضي مواجهة شاملة والإعلام من أهمها لهذا وقفنا ووضعنا رؤوسنا على أكفنا وانطلقنا لتأدية واجبنا المقدس دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة والقيم النبيلة والدين والإنسانية وصمدنا كل هذه السنوات رغم المعاناة وضعنا من الآلام آمال بالغد المشرق ومن دماء قلوبنا التي تحترق لفقد الأحبة واستهداف الأبرياء كتبنا مجدا ونصرا كما كتبوه هم وعشنا مع كل أبناء شعبنا تركنا بيوتنا وأسرنا الخاصة للصمود مع أهلنا في بيتنا اليمني الكبير وعائلتنا اليمنية الممتدة في ربوع وطننا الغالي بكينا معا وضحكنا معا واستبشرنا معا وحلمنا معا بصحبة الأمهات والآباء والأخوة والأخوات وتوج رؤوسنا المجاهدون الأبطال بمتابعتهم وأرووا ضمأ أرواحنا ببطولاتهم الأسطورية والمعجزة للعالم فسلام الله عليهم وصلوات الله على تضحياتهم فهم أعمدة الصمود وارباب النصر.
أما الأستاذ أيوب إدريس من إذاعة آفاق (الوعي والبصيرة) فيقول: أرى أن هذا واجب علينا ونحن إنما نقوم بواجبنا؛ ولنتشرّف بأن نكون إلى جوار شعبنا في معركته الأقدس ضد شرار الخلق، ندافع عن شعبنا بأصواتنا وأقلامنا وهذا أقل ما نجود به، والله إننا لنرى أنفسنا مقصّرين.. وإنني لأرجو أن أجود بدمي في سبيل مقارعة تحالف البغي والموت.
تجاوب الشعب كان مذهلاً ورائعا وكبيرا بفضل الله، وبهذا العدوان صار اليمن أقوى بكثير مما مضى واستطاع الشعب تجاوز الكثير من المحن والمصاعب، وبفضل التضحيات صرنا أقوى وأصلب وأكثر وعياً وبصيرة وثقة بنصرالله ووعده لعباده المؤمنين، وما جنى تحالف العدوان سوى الخسارة والخيبة والفشل.