الدفاعات السورية تتصدى لعدوان إسرائيلي
خطة صهيونية لتغيير التركيبة الديموغرافية للجولان السوري المحتل
دمشق/
قال مسؤول إسرائيلي في الجولان السوري المحتل إن كيان الاحتلال وضع خطة تهدف إلى مضاعفة عدد مستوطني الجولان ثلاث مرات خلال السنوات القادمة، وذلك بغية خلق أغلبية يهودية في الهضبة السورية المحتلة.
وأضاف المسؤول الاسرائيلي إن تعداد السكان الكلي في الهضبة سيرتفع وفق الخطة إلى قرابة 150 ألف نسمة، ما يعني أن عدد اليهود سيصل على الأغلب إلى 100 ألف نسمة، بينما سيصل عدد الدروز إلى 50 ألفا.
وتابع: إن “الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان سيفتح آفاقا جديدة للاستثمار الأجنبي فيها”، وذلك في إطار حديث المسؤول الإسرائيلي عن خطط ديموغرافية لهضبة الجولان، تطبق خلال 10-15 سنة قادمة.
ويعيش اليوم قرابة 40 ألف شخص في الجولان المحتل، ويشكل الدروز نسبة 50% منهم، في حين يعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وقَّع يوم الاثنين الماضي، قرارا رسميا تنفيذيا تعترف بموجبه أمريكا بسيادة دولة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها في عام 1967، وذلك خلال لقاء الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض
من جانب آخر قال مصدر عسكري سوري إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب.
وأضاف المصدر إنه “حوالي الساعة 23:00 من ليل الأربعاء 27-3-2019م، تصدت وسائط الدفاع الجوي لعدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب”.
وأوضح المصدر أنه تم إسقاط عدد من الصواريخ المعادية، فيما اقتصرت الأضرار على الماديات.
إلى ذلك دعا المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى التنازل عن ولاية أمريكية أو اثنتين لتل ابيب بدل اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل.
وقال الجعفري في جلسة مجلس الأمن الدولي: “الجولان سوري وسيعود وعلى الأمريكي والإسرائيلي ألا يظنوا واهمين أن أرضا سورية يمكن أن تصبح يوما جزءا من صفقة لعينة وخبيثة.. وإذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تظهر الكرم لإسرائيل فعليها ألا تتطاول على ما لا تملك فمساحتها واسعة ومترامية الأطراف وبالتالي فلتتنازل عن ولاية أو ولايتين من أمريكا لإسرائيل ما دامت حريصة على رضاها عنها”.
وجدد الجعفري إدانة سوريا “الإعلان غير الشرعي” لترامب بخصوص الوضع القانوني للجولان المحتل، مؤكدا أنها تعتبر ما قام به ترامب مجرد تصرف أحادي الجانب صادر عن طرف لا يملك الصفة ولا الأهلية السياسية ولا القانونية ولا الأخلاقية ليقرر مصائر شعوب العالم أو ليتصرف بأراض هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
وأشار الجعفري إلى أن 14 مندوبا من أصل 15 في مجلس الأمن باستثناء المندوب الأمريكي رفضوا الخطوة الأمريكية لأنها تخالف أحكام قرارات مجلس الأمن 242 و338 و497.
وأضاف الجعفري “إن سوريا كانت منخرطة في عملية السلام لكن يبدو أن مندوب الكيان الإسرائيلي لا يعرف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين سلَّمنا عبر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وارن كريستوفر رسالة خطية مكتوبة “وديعة رابين” يقر فيها بأن الجولان أرض سورية بحدود الرابع من يونيو عام 1967 وكانت النتيجة أنه تم اغتيال رابين لأن كيان الاحتلال الإسرائيلي لا يريد السلام ولو كان يريده لكنا توصلنا إليه خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون”.
وأكد المندوب السوري في ختام بيانه أن الجولان أرض سورية شاءت إسرائيل أم أبت وسواء حمتها أمريكا أم لم تحمها وعندما تتهرب إسرائيل من السلام فإن البديل الوحيد سيكون استعادة الجولان بالقوة.
من جهة أخرى أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الهدف الأساس للحرب الإرهابية على سوريا هو تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وضمان استمراره وفق أجندة تقودها أمريكا.
وبيّن الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن أن إعلان ترامب بشأن الجولان السوري المحتل كشف حقيقة المخطط الموجه ضد سوريا بشكل خاص والمنطقة بأكملها لتكريس واقع جديد على غرار مخطط سايكس- بيكو ووعد بلفور.
وأضاف الجعفري: إن دول المخطط الاستعماري الجديد عملت على تنفيذ مخططها ضد سوريا عبر حشد ودعم الإرهابيين الأجانب وشن اعتداءات على الأراضي السورية وإنشاء تحالف غير شرعي ارتكب جرائم حرب، إضافة إلى فرض إجراءات اقتصادية قسرية بهدف إضعاف الدولة السورية.
وتابع الجعفري: قوات الاحتلال الأمريكية والإرهابيون التابعون لها يواصلون احتجاز آلاف المهجرين السوريين في مخيم الركبان بمنطقة التنف المحتلة وسط أوضاع كارثية عاينتها الأمم المتحدة بنفسها.
وشدد الجعفري على أن سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على الجانب الأمريكي للسماح بخروج قاطني مخيم الركبان وبإلزام القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.
وأكد الجعفري أن سوريا تجدد استعدادها للاستمرار بالتعاون مع المبعوث الأممي لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري-السوري للوصول إلى حل سياسي يحافظ على وحدتها واستقلالها ويؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على أراضيها.
وأضاف الجعفري: الدستور وكل ما يتصل به شأن سيادي بحت يقرره السوريون دون أي تدخل خارجي وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.