أربعة اعوام من الإجرام وانتهاك القوانين الانسانية يقابلها صمت دولي مخزٍ

قانونيون وحقوقيون لـ”الثورة “:توثيق مئات المجازر بحق الشعب اليمني استعداداً لتقديم مرتكبيها لمحكمة العدل الدولية

■ جرائم العدوان مدانة ولن تسقط بالتقادم
> أربعة أعوام ارتكب العدوان خلالها جرائم ومجازر مروعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً

الثورة/ اسماء البزاز
أربعة أعوام منذ بدء العدوان على بلادنا والتي خلفت انتهاكات عديدة على مختلف المجالات والاتجاهات الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في سلسلة من الجرائم التي وصفها حقوقيون وقانونيون بجرائم حرب متكاملة الاركان تعرض مرتكبيها للمحاكمة الدولية .
“الثورة” استطلعت آراء عدد من رجال القانون بشأن توثيق المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني وامكانية تقديم هذه الوثائق لمحكمة العدل الدولية استعدادا لمقاضاة مرتكبي تلك المجازر منذ 26 مارس 2015م وحتى اليوم .. وإلى التفاصيل:

تسبب العدوان على اليمن خلال اربعة اعوام بدمار شامل لكافة المنشآت المدنية والخدمية والصناعية، غير ملامح الحياة في اليمن وتسبب في تشريد أكثر من أربعة ملايين يمني بعد ان قصف العدوان منازلهم وقراهم وممتلكاتهم وباتوا بلا مأوى.
وهناك ارقام عن الضحايا المدنيين كبيرة، واغلبهم من النساء والاطفال والتي تجاوزت 40 الف مدني بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى فرض حصار مطبق (جواً وبحراً وبراً) ومنع دخول الدواء والغذاء ، حيث تعرضت كل محافظات الجمهورية للعدوان الجوي والبحري والمدفعي بالصواريخ والقنابل العنقودية واغلبها لا تزال إلى اليوم تتعرض لتلك الوحشية، المخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية وحقوق الإنسان.. في ظل صمت مطبق ومخز من قبل المجتمع الدولي.
الجهات والمؤسسات الحقوقية والقانونية في اليمن قامت برصد هذه الانتهاكات التي ترتكبها دول العدوان بحق المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن ، والتي اودت بحياة الآلاف من الضحايا المدنيين أطفالاً ونساءً ورجالاً، وتدمير آلاف المنشآت المدنية والخدمية والتنموية.
كما رصدت تلك المؤسسات ووثقت الدمار والأضرار في آلاف المنشآت المدنية منها (المنازل والمنشآت الحكومية ومئات المستشفيات والمساجد والمدارس والطرق والجسور والمعالم التاريخية والأثرية والمنشآت السياحية والرياضية وغيرها من المنشآت المحمية بموجب شرائع سماوية وقوانين دولية والتي كانت أهدافاً للغارات التي شنتها السعودية وتحالفها على مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.
من جانبه يقول الحقوقي عبدالحميد الكهالي : بعد اربعة اعوام من العدوان يعيش المواطن اليمني أكبر إلغاء لحقوقه الإنسانية جراء الحصار والحرب والعدوان وافتقاده لأهم مؤشرات حقوقه المكفولة في كل الدساتير السماوية والعالمية للعيش .
وتابع : والواقع اليمني الذي نعيشه بعيداً جداً عن حقوق الإنسان الذي تم اختراق كل تلك الحقوق , فلا يوجد شعب في العالم يعيش حالة حرب وحصار مثلما يعيشه المواطن اليمني أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وورود أكثر من تقارير حقوقية من عدة منظمات اقليمية وعالمية تؤكد انتهاك حقوق الإنسان من قبل دول العدوان واستهدافها الإنسان وموارده وطرق عيشه بشكل مباشر في تحد صارخ وفاضح لمواثيق حقوق الإنسان الدولية والقانون الدولي الإنساني .
وأضاف الكمالي : إن واقعنا الحقوقي داخل اليمن سيئ جدا أمام آلة الحرب التي تكسر قواعد الاشتباك والحروب رغم توقيع دول العدوان وفي مقدمتها السعودية على مبادئ وقوانين حقوق الإنسان خاصة تلك التي شرعت أثناء الحروب , وبهذا اليوم ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لإعادة النظر في قرارها وفتح تحقيق دولي مستقل وعاجل وإيقاف المجازر التي تقوم بها دول العدوان على اليمن المستهدفة للإنسان والأرض والأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ أمام أعين العالم والاخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني الكارثي الذي سببه العدوان والحصار على اليمن .
ضحايا مدنيون :
• من جهته أوضح المحامي حميد الحجيلي ان المدنيين الذين يسقطون ما بين شهيد وجريح جراء استهدافهم من قبل طيران تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ، والاعتقالات التي تتم من الاطراف لازالت تتصدر مشهد انتهاكات حقوق الإنسان باليمن ناهيك عن اغلاق مطار صنعاء الدولي والإضرار التي لحقت بالمواطن اليمني البسيط .
وأضاف : قمت انا شخصيا بتوثيق ١٧ هجمة لطيران التحالف خلفت ٣٠٠ شهيد و ٨٣٠ جريحاً كلهم مدنيون وليسوا عسكريين .كما أن القيود التي تفرضها قوات التحالف على الواردات إلى اليمن أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي للمدنيين اليمنيين نتيجة القيود التي تؤدي إلى تأخير السفن التي تحمل الوقود و السلع المنقذة لحياة السكان من الدخول إلى ميناء الحديدة والموانئ الأخرى.
لجنة محايدة :
• ويرى المحامي الحجيلي أن الدعوة إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان أمر إيجابي، لا تتولى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال فترة الحرب الدائرة في اليمن أمر تستدعيه الضرورة من منطلق الاستقلالية، وألا يكون لأعضائها أي انتماء لأي طرف من أطراف الصراع والحرب في اليمن. لأن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان التي تم تشكيلها في اليمن من قبل حكومة هادي تتأثر سلبا بالقيود السياسية بالإضافة إلى إن اللجنة الدولية ستعمل تحت راية الأمم المتحدة وهذا سيلزم كل الأطراف على التعاون معها في مهامها والوصول إلى مختلف مواقع الانتهاكات, بالإضافة إلى أن أعضاء اللجنة من ذوي الخبرات الدولية في مجال الرصد وجمع المعلومات.
حق الحياة :
الدكتور أحمد حميد الدين أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء بين أن حقوق الإنسان اليمني تتمثل في حقه في الحياة بأمن وسلام حقه في الماء النظيف والدواء وحقه في أن يعيش في أرضه حرا وحريته في التنقل. وكل الحريات العامة والحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية سلبها العدوان بقصف طائراته بمساعدة امريكا وأدواتها في المنطقة.
المنظمات الحقوقية :
من ناحيتها وجهت الناشطة الحقوقية والاعلامية وفاء الكبسي رسالة لهذا العالم المنافق حسب وصفها والى المنظمات الحقوقية والإنسانية التي لطالما تشدقت بالحرية وحقوق الإنسان.
وتابعت متسائلة : ألا يكفيكم هذه الأعوام من التواطؤ وهذا الصمت المخزي إن هذا العدوان هو نقطة سوداء في جبينكم؟ لقد سقطت كل شعاراتكم الزائفة التي لطالما تشدقتم بها من رعاية حقوق الإنسان ، وحماية حقوق الطفل بل إنكم دستم عليها ورميتوها وراء ظهوركم في اليمن .لقد كشفت عنكم اليوم الأقنعة فما هذه الشعارات الزائفة إلا أكذوبة لتنفيذ مخططات هذا العدوان الغاشم الوحشي الاجرامي على بلادي اليمن .
واستطردت الكبسي : إن الوضع الانساني أصبح كارثياً جدا وتجاوز كل الخطوط الحمراء ، فهناك الملايين من أبناء الشعب اليمني يعيشون تحت خط الفقر المدقع و الأطفال يعانون من سوء التغذية حتى حليب الأطفال والغذاء والدواء يمنع عنهم بسبب هذا الحصار الخانق علينا فمن لم يمت بصواريخ هذا العدوان السعو أمريكي الصهيوني مات جوعا ومرضا!
ومضت تقول : لقد اشترت مملكة الشر السعودية ضمائر جميع العالم بمنظماته ودوله وجمعياته بل وأخرست ألسنتهم بالريال السعودي ! فيا أيها العالم المتمدن المتحضر أين الحرية ؟ وأين حقوق الإنسان والحيوان؟! أين أنتم من اليمن؟! فلقد صمت هذا العالم المنافق عن ألآمنا ومعاناتنا وجوعنا وحصارنا وقتلنا وخرابنا فتبا لهم . ولكنا لسنا معولين عليهم فالشعب اليمني صامد جبار وسيستمر في جهاده ومشوار نضاله حتى بأذن الله بالنصر المبين.
اربعة اعوام من الصمت
ويطوي اليمنيون اربعة اعوام من الصمود في وجه العدوان ليدشنوا عامهم الخامس وهم اكثر صمودا وقوة وبأسا، فيما لا يزال العدوان في غيه وحماقته ووحشيته في ارتكاب المجازر بحق المدنيين اليمنيين والتي ستكون سببا في هلاك ذلك العدوان وهلاك انظمتهم البائدة، وهو اي التحالف يعلم ذلك ان نهايته قريبه وانه اوشك على السقوط، وان الدماء اليمنية التي سفكت خلال اربعة اعوام لن تسقط مع تقادم السنين ولابد من الاقتصاص وتحقيق العدالة.
ورغم الصمت العالمي جراء تلك المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بحق اليمنيين، الا ان هناك اصواتاً حقوقية ظهرت مؤخرا تنادي بإجراء تحقيقات مستقلة بشأن المجازر التي يرتكبها التحالف في اليمن، حيث ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن عشرات المنظمات الحقوقية طالبت بإطلاق تحقيق مستقل بشأن الانتهاكات الحاصلة في حرب اليمن، والتي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأفادت الصحيفة أن 62 منظمة حقوقية وجهت رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، حذرت فيها من أنه يتم ارتكاب انتهاكات جديدة للقانون الدولي لحقوق الإنسان من دون عقاب، وقالت المنظمات في رسالتها إنّ “التحالف الذي تقوده السعودية شن عددًا من الضربات الجوية، غير القانونية، التي أدت إلى مقتل آلاف المدنيين، وأصابت المدارس والمستشفيات والأسواق”.
ومن بين الموقعين على الرسالة منظمات دولية ومحلية، بمن فيها العفو الدولية والفدرالية الدّولية لحقوق الإنسان ومنظمة ريبريف والمنظمة الدولية لمناهضة التّعذيب والمنتدى الإنساني اليمني ومشروع السلام في اليمن.
وفي السياق نفسه، لفت مدير قسم العمليات الدولية في منظمة أطباء حول العالم جان فرانسوا كورتي وهو أحد الموقعين على الرسالة، الى أنه “من شأن تحقيق مستقل أن يزيد الضّغط على المملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول التي تدعم القوات السعودية”، مضيفًا أنّ “فرنسا والمملكة المتحدة تدعمان تحالفًا لا يحترم حقوق الإنسان. ومجلس حقوق الإنسان هو فرصة أخرى لنشر المعلومات وتذكير العالم بأن ما يجري في اليمن خطير جدا”.
وقد تحقق مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من مقتل أكثر من 5000 يمني منذ بدء العدوان ضد اليمن في مارس 2015، على الرّغم من أنَّ العدد الفعلي قد يتجاوز هذا الرقم بكثير، وقد دمرت الحرب البنية التّحتية والاقتصاد في اليمن، وأدّت إلى إصابة ما لا يقل عن 8719 شخصاً، مع وجود 7 ملايين شخص على حافة المجاعة، وقرابة 540000 شخص يعانون من الكوليرا.
الإيمان بالله
ولا يعول ابناء اليمن على تلك الاصوات الحقوقية سواء كانت مجتمعه او مجزئة ، بل يراهن الشعب اليمني على ايمانه الكبير بالله وبرجاله الابطال في ساحات الوغى وجبهات العزة والشرف ، وايمانهم ان نصر الله آت لا محالة وان الله مع المظومين والمستضعفين في الارض وان دول الهيمنة والاستكبار ستزول قريبا.

قد يعجبك ايضا