إنجازات الشباب والرياضيين وحماسهم مقارنة بالظروف والإمكانات تجعلنا ننحني لهم

وزير الشباب والرياضة لـ”الثورة”: في ذكرى الصمود نشعر بالفخر والاعتزاز والحزن والألم والقهر

> قبول البعض بدور العميل المرتزق يعني التنصل من الانتماء الوطني والهوية اليمنية
> نعترف بالتقصير تجاه الشباب والرياضيين والإنجازات تتحقق رغم العدوان
> الوزارة “قبل العدوان” لم تقم بدورها وتعد ورماً كبيراً في بناء الحركة الرياضية والشبابية

حاوره/ يحيى يحيى محمد
أكد وزير الشباب والرياضة حسن محمد زيد أن مشاعر الشباب والرياضيين بذكرى الصمود الرابعة في وجه العدوان السعودي الغاشم والحصار الجائر مختلطة وتتنوع بين الفخر والاعتزاز والألم والقهر والأحزان، موضحاً أن عزيمة الشباب والرياضيين وحماسهم على تشريف وطنهم رغم همجية العدوان وتوقف الدعم المقدم لهم تجعل الجميع ينحني لهم تقديراً وإجلالاً لما يقدمونه رغم ما يمرون به.
ونوه الوزير زيد بأن وزارة الشباب والرياضة تعد عبئاً ثقيلاً على الحركة الشبابية والرياضية حتى منذ ما قبل العدوان حيث لم تقم بالحد الأدنى من الدور المناط بها معتبراً أنها ورم كبير في بناء الحركة الشبابية والرياضية.
الكثير مما تحدث به الوزير زيد بشفافية مطلقة وصراحة متناهية خلال هذا الحوار الذي أجرته (الثورة) في إطار إحيائها للذكرى الرابعة من الصمود وبدء العام الخامس من الثبات والمقاومة التي يبديها الشعب اليمني بمختلف أطيافه فمع التفاصيل:
ماذا يمثل مرور أربع سنوات من العدوان والاحتفاء ببدء العام الخامس من الصمود للشباب والرياضيين؟
– حقيقة المشاعر مختلطة بحلول ذكرى الصمود فمن جهة شعور بالفخر والاعتزاز لأن شبابنا المجاهدين اثبتوا تفوقهم في استخدام الإمكانات المتاحة وحققوا مع اختلاف موازين القوة الانتصارات الإعجازية وجددوا تجسيد عظمة الإنسان اليمني الذي أنشأ حضارة عملية مميزة تمثلت في بناء السدود والحواجز المائية ونحت الجبال وصناعة المدرجات الزراعية واشتهر اليمنيون بالصناعة (صناعة الأسلحة المتفوقة – السيف اليمني من الفولاذ) وكذلك النسيج (البرد اليمانية) وكانوا قناة الوصل بين شمال العالم القديم وشرقه وأقاموا دولاً عرفت بتطور نظمها الاجتماعية والسياسية (الشورى والمشاركة الواسعة في السلطة واتخاذ القرار) والبناء الذي لا تزال شواهده حية حتى الآن في المدن التاريخية والقلاع التي كانت كل قرية وتجمع سكاني تمثل قلعة ومحمية بالحصون ونظم ري متطور كما نلحظ آثاره في قنوات توصيل مياه الغيول وحفر الآبار وحفظها.
ثم أن تاريخ الفتوحات الإسلامية وشواهد حضارتها كما تجسدت في الأندلس والمشرق حتى تخوم الهند هو تسجيل لانتصارات المقاتل اليمني، وأهمية الانتصارات قد لا ندرك نتائجها الآن لأن أثرها العميق في إعادة ثقة الإنسان اليمني بقدرته وشجاعته وعظمته وذكائه في اكتساب الخبرة وتطويره لقدراته العسكرية وصموده الاقتصادي رغم الحصار والتجويع واستمرار تنامي إيمانه بعدالة قضيته وتوسع قاعدة المشاركة المجتمعية شباباً وكهولاً وشيوخاً في المعركة وتنامي دعم المرأة اليمنية وتوسع مشاركتها في العمل الجهادي سواء في المشاركة في المسيرات أو في دعم المجاهدين بمختلف القوافل، كل ذلك لابد أن يمدنا بالشعور بالعزة والكرامة والفخر فلله الحمد والشكر على أننا خلقنا يمنيين وقدر لنا أن نعيش هذه المرحلة التاريخية التي يصنع فيها شباب اليمن التاريخ ويعيدوا صياغة الأحداث في العالم.
ومن يتابع تطورات الملف اليمني الدولي يلحظ بوضوح انه بات احد أهم عوامل الانقسام السياسي في اكبر الإمبراطوريات الإمبريالية، ولا نخفي أننا فِي المقابل نشعر بالحزن كل لحظة لطول معاناة الشعب اليمني جراء الحصار ومشاهد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها العدو المتوحش كل يوم بحق الأطفال والنساء والعجزة في بيوتهم ومخيمات النزوح وفِي الطرق بل وحتى في المستشفيات والمدارس ولَم يسلم منه حتى أدواته من العملاء والمرتزقة، وأقسى من ذلك شعورنا بالألم والقهر أن بعض أبناء اليمن وشباب اليمن يستخدمون كأدوات لخدمة عدوهم تنفيذاً لرغبات قيادات تتاجر بدمائهم وتتآمر على استقلال اليمن ووحدته وسيادته على أراضيه، ولن أقول أنني اشعر بالخزي لانتماء هؤلاء الأدوات من العملاء لليمن لأنهم بقبولهم دور العميل المرتزق الأجير لعدو لليمن ففي الحاضر والمستقبل وبقبولهم بهذا الدور تنصلوا من انتمائهم وهويتهم.
كيف تقيمون صمود الشباب والرياضيين في وجه العدوان خلال أربع سنوات؟
– مؤخراً أعدت نشر تهنئة احد الأخوة الصحفيين لشبل من أشبال الرياضة اليمنية لفوزه بالمركز الأول في البطولة العربية للشطرنج وقبلها كرم الشعب اليمني وقياداته منتخب الناشئين في كرة القدم والمنتخب الوطني لتحقيقهم إنجازات غير مسبوقة وكذلك الأمر بالنسبة لأبطال كرة الطاولة والفرسان والمعاقين، وفِي ظل الحصار والعدوان يحقق الشباب الإنجازات رغم ندرة مشاركاتهم الخارجية لعجزنا عن توفير الدعم وتوقفه نهائياً خصوصا بعد استشهاد الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه الذي كان رغم مشاغله يتابع أَي نشاط رياضي ويحرص على دعم النشاط الرياضي مادياً ومعنوياً لدرجة انه كان يتفرغ تماما لمتابعة مباريات منتخب الناشئين والمنتخب الوطني لكرة القدم، وكان يعتبر النشاط الرياضي جبهة من أهم جبهات المقاومة والصمود، ومع اعترافنا بالتقصير في أداء واجبنا تجاه شبابنا ورياضيينا إلا أن الشباب لم يتوقفوا، فالأنشطة الرياضية والثقافية لم تتوقف حيث تقام من خلال المبادرات الذاتية وبدون أي دعم من الوزارة أو الحكومة فمثلاً دشن بمدينة ذمار الأسبوع الماضي أكبر تجمع رياضي شبابي ليس على مستوى المحافظات المستقلة عن الاحتلال بل على مستوى اليمن منذ سنوات، (حيث يشارك في التجمع أكثر من خمسة آلاف رياضي من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية) وبجهود ذاتية للمحافظة وبمبادرة من بعض موظفي مكتب الشباب والرياضة بمحافظة ذمار، وبالمناسبة أود أن أسجل شكري وتقديري للإنجاز العظيم وأيضا اعتذاري لعجزي عن المشاركة في حفل الافتتاح، وقبل ذلك حضرت مع رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ونائب رئيس الوزراء للشئون التنموية والاقتصادية الدكتور حسين مقبولي وأمين العاصمة حمود عباد ومعنا قيادات وزارة الشباب وأمانة العاصمة وإدارة نادي الوحدة اختتام الملتقى الشتوي الذي أقامته إدارة نادي الوحدة واستمر 45 يوما وشارك فيها 1200 رياضي ورياضية من مختلف الأندية الرياضية والشركات والمدارس والجاليات وغيرها، فما أريد أن أقوله هو أن الشباب والرياضيين يقدمون صورة عظيمة عن روحهم واعتزازهم بأنفسهم وباليمن، ويمتلكون شجاعة استثنائية في التواجد في الملاعب حتى أثناء القصف الذي يطال مواقع قريبة منهم، وكما قلت رغم توقفنا عن تمويل الأنشطة إلا أن النشاط لم يتوقف بل أنه يتطور نوعاً وكماً والفضل لله أولاً وللشباب والرياضيين ورعاتهم من عشاق الرياضة في الأندية والاتحادات.
هل ترون أن الشباب والرياضيين قاموا بدورهم في هذا الجانب على أكمل وجه؟
– إيماننا بقدرات الشباب وثقتنا بهم تجعلنا نتوقع الكثير إلا إن انجازاتهم وحماسهم مقارنة بالظروف والإمكانات المتوفرة لهم تجعلنا ننحي إجلالا وتقديراً لما يقدمونه.
توقفت الأنشطة الداخلية والمشاركات الخارجية وكذا الحوافز في الفترة الأخيرة بسبب المخصصات المالية وهذا يخدم العدوان الذي يريد تغييب اليمن وسحب البساط من تحت الصامدين أمام العدوان لصالح المرتزقة كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
– طبعاً نحن نشعر بقلق شديد لعجزنا عن توفير الحد الأدنى الذي كنّا نوفره خلال الأعوام الماضية ورعايتنا للأنشطة التي لم تكن تتوقف في مختلف الألعاب والأندية والمحافظات وأيضا رعايتنا وإشرافنا على المشاركات الخارجية من خلال توفيرنا للدعم، والأقسى والأمر والأخطر هو نزوح بعض الاتحادات إلى المناطق المحتلة وتمويل أنشطتها من قبل العملاء المرتزقة ودوّل العدوان والاحتلال، لأن انتقالهم إلى المحافظات المحتلة تعبير عن تراجع قدراتنا من جهة ومنح العملاء والمرتزقة وأجهزة الاستخبارات المعادية الفرصة لتجنيد البعض منهم أو تحييدهم في أهم قضية تواجهها اليمن وحرماننا من دورهم الوطني الهام، نحن ندرك المخاطر بل ونعيشها لأننا نشهد كما يبلغنا عملية استنزاف للشباب المميز بانتقالهم إلى المحافظات المحتلة والدول المعادية، وهؤلاء نماذج وقدوة للكثير من المعجبين بهم.
ما هي الحلول التي وضعتموها لإعادة تفعيل وتنشيط الحياة الشبابية والرياضية وإعادتها إلى الواجهة؟
– الحل الوحيد المتوفر أمامنا هو تشجيع المبادرات المجتمعية والأنشطة الرياضية التي تتم بمبادرات فردية واستغلال الفرص التي توفرها المدرسة والجامعة والحارة وكذلك الأندية الموجودة في المحافظات الحرة، وحقيقة لقد كانت لدينا طموحات كبيرة وفكرنا في إعادة إحياء النشاط الرياضي المدرسي بتنفيذ قرار مجلس الوزراء باعتبار مادة التربية البدنية مادة أساسية وكذلك الجامعي وكذلك من خلال الرياضة للجميع وأنشأنا لجنة لاكتشاف المواهب ورعايتهم وتم ذلك وحقق المشروع تقدم كبير كما أننا دعمنا اتحاد الرياضة للجميع وفكرنا في استغلال الساحات الموجودة في الأحياء والحارات بتوفير طاولات لكرة التنس وأعمدة لتركيب شباك لممارسة كرة الطائرة والسلة وفعلا وزعنا بعض الطاولات وحددنا بعض المواقع والتقينا مع وزير التربية والتعليم لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بتوفير مدرسين للتربية البدنية من خريجي كلية التربية البدنية ووقعنا اتفاق بذلك، لكن كما يقول المثل (ما تعمل الكاملة في البيت العطل)، فنحن نجد صعوبة في توفير ابسط الاحتياجات الضرورية لطبع رسالة أو توفير الطاقة (فحساب الصندوق موقف أو مغلق منذ شهر أكتوبر من العام الماضي بحجة عدم وجود خطة ورغم أننا قدمنا الخطة الأولى والثانية والثالثة إلا أننا حتى الآن لا نزال ننتظر).
بعد مرور أربع سنوات من العدوان هل ترون أن وزارة الشباب والرياضة قامت بدورها على أكمل وجه في مواجهة العدوان والتصدي له؟
– الوزارة لم تقم حتى بالحد الأدنى من الدور المنوط بها، وحتى قبل العدوان وقبل ثورة 2011 التي ينسب لها كل “نقيصة” كانت الوزارة في أغلب المراحل والفترات عبئاً ومعيقاً ومصدراً لشعور الرياضيين بالإحباط، وقد شبهت الوزارة وكأنها حدبة أو ورم كبير في بناء الحركة الرياضية والشبابية تسبب في امتصاص طاقته وأمواله ومخصصاته، ربما شهدت الوزارة في عهد بعض الوزراء انجازات استثنائية كحجز الأراضي للأندية والملاعب وبنائها وبناء بيوت الشباب وبنيت الكثير من المنشآت الرائعة، لكن …. حتى أموال الصندوق التي خصصت لدعم النشاط الرياضي والشبابي استنزفت الوزارة والمكاتب والإداريين والفنيين معظمها.. أما الآن فالحمد لله.
كيف تقيمون النشاط الشبابي والرياضي خلال فترة العدوان؟
– كما ذكرت سابقاً النشاط الرياضي والشبابي كمبادرات مجتمعية وذاتية لم يتوقف وأرجو أن لا يتوقف، وهو تعبير عن عظمة إرادة الصمود والتصدي لدى الشباب، فالعدوان مثل بالنسبة لهم تحدياً اثبتوا أنهم لن ولم يمنعوا ذلك على مستوى التحدي.
ما هي رسالتكم التي توجهونها للشباب والرياضيين في الذكرى الرابعة من الصمود؟
– أولا: أنا فخور بإنجازاتهم وبمثابرتهم وبصمودهم وبولائهم لليمن.
– ثانياً: أقول للشباب النصر قريب بإذن الله إن استمر إيماننا بعدالة قضيتنا واستمددنا من عظمة الانتصارات التي حققها إخوانهم الشباب المجاهدون وقودا للاستمرار.
– ثالثاً: أن الانتصارات والإنجازات النوعية التي يحققها الشباب في الجبهات وفِي تطوير القدرات العسكرية يجب أن تمنحهم المزيد من الثقة بقدراتهم وتحقيق الانتصارات الإعجازية.

قد يعجبك ايضا