> تنفيذ الرؤية الوطنية لإدارة الدولة ضمن مشروع الشهيد الصماد لبناء الدولة من أهم أولوياتنا الراهنة
حاوره/ محمد إبراهيم
قال وكيل أول محافظة ريمة- مسؤول الوحدة السياسية لأنصار الله بالمحافظة حسن محمد محمد طه – إن أهم أسباب صمود اليمنيين للعام الخامس على التوالي أمام قوى الاستكبار والغزو، تتمثل في تضحيات الجيش واللجان الشعبية المدعومين بالتلاحم الشعبي والقبلي والالتفاف الجماهيري حول القيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي.. مؤكداً أن محافظة ريمة كغيرها من محافظات الجمهورية تشهد زخماً متواصلا على مختلف صُعُد البناء والتنمية، كما تشهد حراكا رسمياً وشعبياً وقبلياً وثقافياً وإرشادياً، حاشداً لكل أشكال الدعم والتنديد المستمر بجرائم العدوان والحصار.
وقال طه في حوار صحفي لـ”الثورة”: حققنا انجازات في ظل الظروف الصعبة لهذه المرحلة وتحدياتها الاقتصادية والمالية، وامكانيات المحافظة المحدودة، حيث تم تشغيل مشروع شبكة مياه عاصمة المحافظة بعد 15 عاماً من التعثر، كما تم انجاز عدد من المشاريع الإنمائية.. متطرقاً إلى مجمل القضايا التنموية والاحتياجات الصحية والأوضاع الإنسانية في محافظة ريمة وقضايا أخرى… فإلى التفاصيل:
بداية واليمن تعيش الذكرى الرابعة للصمود في وجه العدوان والحصار.. ماذا يعني هذا الصمود للشعب اليمني.. ؟! وكيف يعيش أبناء ريمة في ظل هذه الظروف.؟
– إن الصمود الاسطوري ولأربعة أعوام -ولم يزل مستمرا على مشارف العام الخامس- يعني النصر -بكل دلالاته- أمام أكبر الجيوش وأحدث الطيران وأذكى منظومات الرصد بالأقمار الصناعية وأضخم ترسانة للأسلحة الحديثة، وبإسناد مرتزقة الداخل المدعومين من دول تحالف الشر المكون من 18 دولة، بقيادة نظام آل سعود وآل زايد ومن خلفهما إسرائيل وبريطانيا وأمريكا.. هذا الصمود يؤكد أن النصر حليفنا وقد بات جلياً في الثبات الحقيقي على قيمنا ومبادئ ديننا الإسلامي، وفي تمسك اليمنيين حكومة وشعباً بقضيتنا العادلة، وفي تضحياتنا وانتصاراتنا العسكرية على الأرض أمام العدوان.. لقد أثبتت الأيام أنهم ليسوا سوى أدوات بيد اسرائيل وامريكا وبريطانيا، ووفق حقائق تؤكد صدق توجه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حذر في وقت مبكر ولم يزل يؤكد على أن التبعية الكاملة لنظام آل سعود وحكام الإمارات ومن على نهجهم هي أبرز صور الولاء الحقيقي الخالص لليهود والنصارى.
أما بالنسبة لمعيشة المواطنين في محافظة ريمة فمثلهم مثل جميع اليمنيين الصامدين والصابرين يواصلون الحياة ويسطرون أنصع قصص النجاح والتضحية والإيثار والانتصار على قسوة الظروف التي خلقها العدوان والحصار، حيث يعيش أغلب أبناء ريمة على النشاط الزراعي والرعي، كعادتهم المعيشية عبر مسار التاريخ وعبر أزماته يظلون يعملون ويبذلون جهوداً مستميتة في استصلاح الأرض، والحفاظ على المشهد الرصين لانتظام المدرجات وتوفير بدائل لتغطية احتياجاتهم، وفق أواصر وعلاقات تعاونية تمتاز بقيم التكافل الاجتماعي والأسري، خصوصا في الأزمات.
برأيكم.. لماذا صمد الشعب اليمني بهذه الصورة التاريخية..؟ وما هي الأنشطة والفعاليات التي تنفذها قيادة المحافظة تزامنا مع الذكرى الرابعة للصمود..؟!
– إن أهم أسباب النصر والصمود تتمثل في الجيش واللجان الشعبية، المدعومين بالتلاحم الشعبي والقبلي والالتفاف الشعبي والجماهيري حول القيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي الذي اتخذ المنهج القرآني خطا ومسارا لقيادة البلاد وإحياء فرض الجهاد في سبيل الله لمواجهة أعداء الله وأعداء الأمة..
إضافة إلى كون الإنسان اليمني بطبعه الأصيل يأبى الضيم، ولا يقبل أن يفرط بأرضه وعرضه، لأي محتل أو غاز أو عميل، ولا يرضى أن يكون عبداً مأمورا بأيديهم مهما كانت المبررات أو الشعارات الواهية، بل يفضل الموت على ذلك.. كما أن لدى الشعب اليمني الوعي الكافي لإدراك حجم المؤامرة التي تحاك ضد الوطن والأمة، والدليل على ذلك صور الامداد الشعبي لرجال الرجال المتسلحين بثقافة الاستشهاد والتضحية، وبقوافل الامداد بالزاد والعتاد من قبل الأسرة اليمنية السخية والمعطاة.. ناهيك عن إيماننا القوي كشعب وجيش ولجان شعبية بمظلوميتنا وعدالة قضيتنا في الدفاع عن النفس والأرض والعرض، واليقين الراسخ بوعد الله لنا: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
أما بالنسبة للأنشطة والفعاليات التي ننفذها، فالمحافظة في زخم متواصل وحراك رسمي وشعبي وقبلي وثقافي وإرشادي ابتداءً من قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ اللواء فارس مجاهد الحباري وكافة الجهات الحكومية في المحافظة والمديريات، حيث تقام فعاليات الوقفات القبلية المنددة بجرائم العدوان واستمرار تدمير مقدرات الوطن، وتقام الندوات السياسية والثقافية والتربوية التي تجسد عظمة هذا الصمود وتقدم الرسائل المتعددة لدول العدوان ومرتزقتهم في الداخل والخارج بأن اليمنيين مستعدون لتدشين العام الخامس ومواصلة البذل والعطاء والتضحية في سبيل الله والتصدي للعدوان أكثر بكثير مما كانوا عليه في أول عام من الصمود..
وما الأضرار التي لحقت بمحافظة ريمة جراء العدوان والحصار..؟
– لقد طال العدوان أبناء محافظة ريمة كغيرهم قتلا وتنكيلا وحصارا سواء خارج المحافظة كاستهداف المنازل بجميع أفراد الأسرة (مثل منزل أسرة بثينة الريمي) التي تفاعل العالم مع صورتها وهي تحاول فتح عينها بعد أن فقدت جميع أسرتها، و(بيت الريمي) حارس المقبرة في عصر.. وأسرتين من بني الجرادي – مديرية السلفية، اللتين تم استهداف منزلهما في الملاحيظ.. وكذلك استهداف المنزل البسيط للمواطن ماجد الواحدي في حي شعبي بمدينة الحديدة بغارة عدوانية استشهدت على إثرها خمس من بناته أثناء جلوسهن في صالة المنزل للمذاكرة وهن في اعمار الزهور طالبات مدارس.
أما على مستوى داخل المحافظة، فقد استهدف العدوان محافظة ريمة وابناءها وهم في مسارح حياتهم اليومية كقصف الفتيات (راعيات الأغنام) بغارات الطيران في بلاد الطعام بشكل متكرر، واستهدافهم في مقار أعمالهم كقصف المجمع الإداري والحكومي للمحافظة والسلطة المحلية بعاصمة المحافظة الجبين في العام 2015م والذي لم يمض على استخدامه وممارسة المهام والدوام في المبنى سوى أقل من عام فتم تدمير جميع ملحقات المبنى (السكن والاستراحة ومقر الحراسات، بوابة الدخول الرئيسية والجامع والصالة الخاصة بإقامة الفعاليات الثقافية والاحتفالات الوطنية. كما استهدف العدوان المباني التابعة للمنطقة الأمنية الثانية، واستهدف جميع أبراج وشبكات وغرف تشغيل الاتصالات في جبل برد بمديرية كسمة، وتم إعادة بناء وتشغيل الأبراج من الشركات الثلاث وتم تدميرها مرة أخرى بعد أقل من شهرين من تاريخ إعادتها.. كما قصف العدوان عدة مناطق في مديرية الجعفرية وبلاد الطعام، وسقط ضحاياها من المواطنين والأطفال والنساء، إضافة إلى البيوت والمحال التجارية والمعامل التابعة لأبناء ريمة التي طالها الدمار كما طال مثيلاتها في مختلف المدن اليمنية، وأصيب أصحابها بإعاقة جزئية أو كلية أو بحرمان بعض الأسر من مصدر رزقها بالقصف، فيما البقية متضررون من انقطاع المرتبات بسبب الحصار ونقل البنك المركزي اليمني من قبل دول العدوان والخائن هادي..
وماذا عن الوضع الصحي للمحافظة في ظل الظروف الراهنة.. ؟
– الوضع الصحي بشكل عام في المحافظة بحاجة إلى تدخل المنظمات المعنية بالصحة والبيئة كون الحصار الذي فرضه ويفرضه العدوان تسبب في نقص حاد في متطلبات الأسر الصحية والدوائية، وتسبب في زيادة سوء التغذية وانتشار الأوبئة والأمراض وبالذات الكوليرا التي تم القضاء على انتشارها قبل عامين، لكن عاد ظهورها من جديد، ما يجعل الوضع الصحي في المحافظة بحاجة ماسة للإغاثة العاجلة بالكادر الصحي وتوفير كافة الأدوية المعدومة، وقد وجه الأخ المحافظ والأخ مدير عام الصحة بالمحافظة نداء استغاثة لكافة المنظمات بسرعة التدخل لإنقاذ المصابين والحد من انتشار الوباء..
هل ثمة ضحايا نتيجة تدني مستوى الخدمات..؟ وما هي جهود قيادة المحافظة في مكافحة الأوبئة.. ؟
– بالتأكيد.. هناك ضحايا كُثُر، وقد تغيب الاحصائيات الدقيقة في هذه اللحظة، لكن الأهم من الأرقام هو أن الأوبئة قائمة وتداعيات الحصار واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في قصف اليمن كارثية راهنا ومستقبلاً، وتتطلب تضافر جهود الحكومة والشعب ومنظمات المجتمع المدني، والحقيقة أن قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ اللواء فارس الحباري والوكلاء ومدراء عموم المكاتب التنفيذية المعنية، وكذلك مدراء عموم المديريات يبذلون جهوداً كبيرة ويتابعون بكل اهتمام الجهات المختصة في وزارة الصحة والمراكز التابعة لها وكذلك المنظمات التي تعمل في مجال الصحة، ويقدم الجميع كل التسهيلات والتعاون معها من أجل تنفيذ حملات التحصين الوقائية وتحسين مستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين، وفي هذا السياق تابعت قيادة المحافظة اعتماد تأهيل مستشفيين، وسيتم خلال هذا العام إن شاء الله افتتاح الأقسام المختلفة فيهما بما في ذلك العمليات والعناية وتزويدها بالأجهزة والمعدات والكادر الطبي اللازم.
ونطالب -عبر جريدة الثورة – الحكومة والجهات المختصة في العاصمة صنعاء بمضاعفة حصة المحافظة من المساعدات الإنسانية بكل جوانبها نظراً لتفاقم الوضع الإنساني بسبب العدوان والحصار، واعتماد النفقات التشغيلية التي تساعد قيادة المحافظة والمديريات والمكاتب التنفيذية في أداء مهامها الخدمية للمجتمع.
الأولويات الراهنة والمستقبلية التي تنفذها قيادة المحافظة..؟ وما هي الانجازات التي تم تحقيقها..؟
– تتمثل أولويات قيادة المحافظة وسلطتها المحلية في الوقت الراهن برسم الخطط التنفيذية للرؤية الوطنية لإدارة الدولة ضمن مشروع بناء الدولة للرئيس الشهيد صالح الصماد، وهي الاستراتيجية التي اقرها المجلس السياسي الاعلى ممثلا بفخامة الرئيس مهدي المشاط.. كما ترتكز اولوياتنا العملية في الحاضر على مهام تقديم وتوفير القدر الممكن من الخدمات للمجتمع في عاصمة المحافظة والمديريات كخدمات المياه، حيث نركز على استكمال تنفيذ أعمال توصيل الشبكة الداخلية لمدينة الجبين والأحياء المحيطة بها، كمشروع استراتيجي ظل متعثرا 15 عاماً، وتم تشغيله قبل ثلاثة أشهر بفضل جهود محافظة المحافظة اللواء فارس الحباري ومثابرة وتعاون الجهاز الإداري والسلطة المحلية في المحافظة، ومن المفاجآت السارة التي أتت كثمرة لإصرار الأخ المحافظ وحرصه على توفير متطلبات المحافظة وتنفيذ حفر آبار في الجبين (منطقة المنصح) تفاجأنا بنتائج طيبة ووجود كمية مياه تغطي المنطقة، أما في جانب الطرقات فتسعى قيادة المحافظة إلى توسيع شبكة الطرقات وقد تحقق إنجاز كبير تنفيذا لتوجيها محافظ المحافظة التي نصت على ضرورة توفير وحدة شق لطريق مديرية كسمة، ووحدة شق أخرى ستصل لمديرية الجعفرية، وهناك عدة طرقات فرعية تم تنفيذها، وهناك طرق أخرى يتم العمل فيها حالياً في جميع المديريات.. وفي التعليم وضعت قيادة المحافظة نصب أعينها أولويات تأهيل المدارس وتوفير متطلبات المعلمين لمساعدتهم مواصلة الصمود وتوفير الكتاب.. وعلى صعيد أولوية تفعيل المبادرات المجتمعية سواءً التي يشرف على تنفيذها الصندوق الاجتماعي للتنمية، أو تلك التي يقوم بها وجهاء وقيادات ومشائخ المجتمع فقد تحققت إنجازات لا يستهان بها في مجال شق الطرقات الفرعية ومشاريع حصاد الأمطار ومشاريع زراعية مختلفة، أو في التكافل الاجتماعي.. كما تم تدريب وتأهيل القيادات الإدارية بالمحافظة لتتمكن من تنفيذ المهام بمهارة واقتدار خاصة في ظل المتغيرات التي فرضتها ظروف العدوان والحصار.
كلمة أخيرة تودون قولها أو رسالة في ختام هذا الحوار..؟
– الرسالة الأخيرة في هذا الحوار أوجهها للشعب اليمني، بأن الاستمرار في مواجهة الطاغوت المتمثل بدول الاستكبار العالمي أمريكا واسرائيل وأتباعهم، هو جهاد في سبيل الله كما أمرنا الله به.. وعليهم توحيد الجبهة الداخلية وعدم تمكين العدو من كسب الرهان ليشغلنا بالنزاع الداخلي عن مواجهة صلفه ومخططاته.. وعلى القيادة السياسية أن تولي جُلّ اهتمامها بمسار محاربة الفساد وتسخير الأموال التي تذهب للفاسدين لصالح البناء الذاتي لمتطلبات واحتياجات المجتمع، وأن تحاسب وتتابع أداء الحكومة لإيجاد بدائل ملموسة لتحسين الإيرادات بما يضمن توفير مرتبات للموظفين خاصة أن العدو متغطرس ولا زال يستخدم ورقة الحرب الاقتصادية..
أما الكلمة الأخيرة فأوجهها للملتحقين من أبناء محافظة ريمة في صفوف دول العدوان سواءَ القيادات السياسية أو الإدارية أو أعضاء مجلس النواب والضباط والجنود وأقول لهم: “ألا يكفيكم أربع سنوات من جرائم العدوان في حق الشعب اليمني وخيانتهم بتلك الجرائم المرتكبة في حق زملائكم الذين يقاتلون صفوف العدوان، ابتداء من العميد احمد يحيى غالب الأبارة ورفاقه وانتهاء بإقصاء قيادات عسكرية وإهانتهم بالاعتقالات والبعض بالاعتداء المسلح عليهم إلى مساكنهم.. الوطن والقيادة وأبناؤكم الذين يعيشون بأمان في المحافظة بانتظاركم وعليكم استغلال قرار العفو العام ودعوات السيد القائد، وأنتم في وجه قيادة المحافظة الذي هو من وجه القيادة السياسية ووجه السيد القائد..”
اخيرا.. نبارك للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس مهدي المشاط الإنجاز الكبير المتمثل بالمصادقة وإقرار الرؤية الوطنية لإدارة الدولة ضمن مشروع بناء الدولة للرئيس الشهيد صالح الصماد..