الثورة/
عادل محمد
المعهد العالي للتوجيه والإرشاد صرح تعليمي شامخ يقوم بأداء دوره التنويري والإرشادي في مرحلة حاسمة من تاريخ الوطن اليمني الحبيب.
الأستاذ أحمد المروني عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد تطرق في هذا اللقاء إلى ضرورة الإسهام الوطني الفاعل في مواجهة الغزو الثقافي الذي تتعرض له الأمة العربية والإسلامية وضرورة ترسيخ حالة العداء للرذيلة والفساد في نفوس أجيال الأمة.. وإليكم محصلة اللقاء:
نبذة عن المعهد العالي للتوجيه والإرشاد؟
– أنشئ بالقرار الجمهوري رقم “6” لسنة 1992م
– صدرت اللائحة التنظيمية له بالقرار الجمهوري رقم “52” لسنة 1993م.
– صدرت اللائحة الداخلية له بالقرار الوزاري رقم 79 لسنة 1998م ووضعت له الأهداف التالية:
من مهامه:
– تنمية قدرات الوعاظ والمرشدين العاملين في مجال التوجيه والإرشاد.
– إعداد مرشدين وموجهين متخصصين في العلوم الإسلامية .
– رفع المستوى العلمي للمرشدين المتخصصين في مجال الخطابة والإرشاد.
ومنذ إنشاء المعهد وهو كبقية مؤسسات الدولة التي كانت تقوم بوظيفتها بنسب مختلفة والتي كان يشوبها الخلل ويحالفها الحظ أحيانا ويخالفها في أخرى وتحكمها الحزبية وتنخر فيها الفساد وتعمل فيها المحسوبية والوساطات عملها إن على مستوى قبول الطلاب والطالبات أو على مستوى العقود مع أعضاء هيئة التدريس داخلياً وخارجيا أو على مستوى المقررات الدراسية أو على مستوى السياسة المالية.
والمعهد بحسب اللائحة التنظيمية في مادتها السادسة عشرة ينقسم إلى قسمين:
أ – قسم التدريب.
ب – قسم الدراسة.
وفي فترة أحد الوزراء تم نقل ميزانية التدريب للوزارة واستحدث مركز التدريب والتأهيل، وهذا بالتأكيد كان له أثره – ولا يزال – على قدرة المعهد على إقامة الدورات المتخصصة للعاملين في مجال التوجيه والإرشاد وجعل المعهد مشلولاً أو يكاد فيما يتعلق بهذه الوظيفة هذا بالنسبة لقسم التدريب.
أما بالنسبة لقسم الدراسة والذي مر بمحطات ومحطات كان آخرها عقد اتفاق بين الوزارة والمعهد من جهة وبين الازهر الشريف من جهة أخرى بأن يكون هناك مواءمة بين المعهد وبين كلية أصول الدعوة وكان لهذا الاتفاق متطلباته والتي لم تخل من التعسف وشرط الشروط وعندما صدر قرار تعييني كعميد للمعهد في فبراير 2016م كانت وزارة المالية قد اتخذت قرارها الجائر وحكمت بحكم الإعدام على هذا المعهد وذلك من خلال تنزيلها لاعتماد المعهد دون مراعاة لكونه مؤسسة تعليمية ولكونه يزود الميدان بالكوادر والكفاءات الثقافية المؤهلة وبدلا من أن يدعم هذا العمل بضرورته الدينية ولضرورته المرحلية كون بلدنا في حالة تصد لعدوان وكون الجبهات مفتوحة على طول البلاد وعرضها وهذه الجبهات تحتاج إلى الرفد البشري والمالي وهذا لا يكون إلا بعمل إرشادي قوي وبخطاب ديني نقي وبوعظ بليغ وبقول كبير بدلاً من أن يدعم يحطم ويهدم، والمحاريب تئن والمنابر تبكي والإعلام يشتكي من قلة الكوادر.
والحرب المستعرة والظالمة وقودها الرجال المخلصون وبين الفترة والأخرى يكون في قيادة قوافل الشهداء الكثير من فرسان المنابر وأرباب المحارب من أئمة المحاريب وأسود المنابر أمثال الشهيد علي موسى القيسي والشهيد نبيل الغرارة والشهيد نجيب الحيمي وغيرهم سلام الله عليهم جميعاً من خريجي المعهد.
وكان أعضاء هيئة التدريس بالمعهد من الأشقاء العرب من السوريين والعراقيين وهؤلاء أصحاب درجات ثابتة وبعض الأساتذة اليمنيين وهؤلاء بأجر الساعة.
وكان هناك اعتمادات مالية لكل هذا ولتغذية الطلاب ولمواصلات a ولنفقات المعهد التشغيلية الأخرى ومكافآت وحوافز وتنقلات للموظفين وغيرها وإيجارات مباني وغيرها.
وحاولنا جاهدين أن تستمر رسالة المعهد وأن نكمل العام الدراسي 2015 – 2016م وبالكاد حصلنا على حقوق الأشقاء العرب وإلى اليوم لم تعززنا المالية بمستحقات المدرسين الذين هم بأجر الساعة وكان من الطبيعي أن نعلق الدراسة ونوقفها بداية العام 2016 /2017م ولكن الشعور بالمسؤولية والتقدير لأهمية هذا العمل هو ما جعلنا نقرر البدء بالعام الدراسي 2016/ 2017م متوكلين على الله ومعولين عليه.
وتم إحلال كادر يمني بدلاً عن 5 مقاعد من المقاعد المعتمدة للمعهد باسم أساتذة عرب وبنفس التكلفة بل وبأقل منها وقام هؤلاء ومعهم بعض الأخوة ممن هم موظفون ثابتون من قبل بالقيام بواجب التدريس والتأهيل على أكمل وجه ما حقق وفرة كبيرة للخزينة العامة ولم نعد نحتاج إلى كفاءات خارجية ولا إلى مدرسين بأجر الساعة.
ولا يزالون إلى اليوم رغم عدم استكمال إجراءات الإحلال في وزارة المالية والبنك المركزي واليوم ومن خلالكم نناشد باستكمال إجراءات الإحلال كما نناشد بإعادة اعتمادات المعهد الضرورية والتي تم تنزيلها كون المعهد مؤسسة تعليمية تربوية تأهيلية.
كما نناشد باعتماد حوافز لمن يلتحق بالمعهد من الطلاب أسوة بالمعهد العالي للقضاء أو أسوة بالكليات العسكرية وذلك باعتماد وإعانات شهرية أو اعتماد وظائف لأن الإقبال على المعهد خلال هذه السنوات شبه منعدم بل لقد ترك الدراسة فيه بعض الدراسين بسبب غياب التغذية والسكن والمواصلات والتي كانت معتمدة من قبل.
ونستطيع القول أن المعهد وبجهود المخلصين وبالتعاون بين الموظفين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب لا يزال ينبض بالحياة ونحن على موعد مع حفل تخرج الدفعة التي التحققت بالمعهد عام 2015/2016م بعد أيام إن شاء الله تعالى.
واليوم أيضا أغلب المنتمين لهذا الصرح هم أقارب شهداء ومن الدرجة الأولى بل والبعض منهم له أكثر من قريب شهيد.
ولا يفوتني أن أقول إن العمل الذي كان يصرف باسمه عشرات الملايين بل مئات الملايين سنويا قائم بما لا يقل عن ما مضى إن لم يكن أفضل وبمصرح شهري حوالي 294000 ألف ريال معتمد من وزارة المالية.
ومائتان وخمسون ألف ريال دعم من مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة.
ومائتا ألف ريال دعم من مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة صنعاء.
وإعانات نحصل عليها نادراً من بعض الأخوة فجزى الله المحسنين خير الجزاء ورضي عنهم أحسن الرضا وخلف عليهم بخير.
وهنيئاً لمن يوفق لرعاية طالب علم أو عالم عامل مجاهد.
كيف نحمي أجيالنا من خطر الغزو الثقافي ونحصن شباب الأمة بثقافة القرآن؟
– الغزو الثقافي هو عنوان حاصله ومضمونه التضليل والرسول صلوات الله عليه وعلى آله قد أرشد الأمة إلى ما يعصمها من الضلال وفي أكثر من مناسبة منها بحسب بعض الروايا في حجة الوداع ومنها في حال رحيله إلى الرفيق الأعلى ووصيته الأخيرة حيث يقول:
“إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض” فمن خلال تربيتهم وتنشئتهم على القرآن وتثقيفهم بالقرآن وربطهم بأعلام ورموز الإسلام الحقيقيين وورثة الكتاب المصطفين العدول الذين ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وكذلك يمكن حمايتهم من خلال الانتباه والاهتمام بالواقع والسلوك الذي يكون عليه الآباء والأمهات والإخوة والإخوات والمجتمع ككل كون هذا له أكبر الأكثر وليتعاطى الجميع من موقع القدوة والأسوة فأبناؤنا في الغالب هم نسخة مصغرة لنا.
كما أن ترسيخ حالة العداء في نفوسهم للرذيلة والفساد والضلال هو عامل مهم في حمايتهم منها.
كما أن تصحيح واقع وسائل التثقيف المختلفة من مدراس وجامعات ومساجد وقنوات وصحف ومراكز وأربطة وغيرها هو أيضا مما يحمي ويقي ويشكل مناعة وحالة قدرة على المقاومة لكل غزو ثقافي وهو بمثابة اللقاح ضد هذه الفيروسات والميكروبات والفطريات التي من شأنها أن تدخل الفرد في حالة مرضية قد تودي به إلى قعر جهنم والعياذ بالله .
ومن المهم القول أننا وبعد نجاح الغزو الثقافي في عالمنا الإسلامي وامتداد وتوسع دائرة تأثيره على الطفل والمرأة والرجل على حد سواء بأمس الحاجة إلى مراجعة وتصحيح لمسارنا ومسيرنا نحو الله وباسم دينه فلا نحن من أفلحنا دينا ولا نحن من انفتح أو ذاب في الآخرين فكان متأثرا بهم سلباً وإيجاباً بل انسلاخ من الدين وعدم احراز شيء من الدنيا إن على المستوى الاقتصادي أو العلمي التكنولوجي أو الطبي أو الزراعي أو العسكري أو… إلخ.
والسبب أننا أمة عزها وفلاحها وسعادتها مربوطة بهذا الدين بتطبيقه وفهمه والالتزام به ما لم فسنضرب من قبل الله لنفهم هذا واليوم بفضل الله وبكل تواضع شعبنا اليمني المسلم العزيز يعيش هذا التصحيح ويجري هذه المراجعة ويشهد العالم كله صحوته ونضهته وهذا ما فهمه العدو قبل الصديق وللأسف ولذلك سارعوا إلى حرب وإلى العدوان عليه والتحالف ضده ليقضوا عليه وليوقفوا مسيرته وليعيقوا نهضته وليعرقلوا صحوته وليبقوه أسير أمراضه وعاهاته ولكن بتوفيق الله وعونه ولطفه فكل عمل الأعداء وبخذلان من الله لا يزيد هذا الشعب إلا وعيا وإلا إيمانا وإلا قوة وإلا تقدما حتى على مستوى التصنيع والخبرات والقدرات والاستراتيجيات ولا يزيده إلا وحدة وتماسكا وتآخيا وتعاونا.
ونحن على مشارف العام الخامس من الصمود ما هي أولويات المرحلة؟
– أولويات المرحلة لتعزيز مسيرة الصمود والثبات هي الاهتمام والرفد الدائم للجبهات بالمال والرجال والعناية بالجبهة الداخلية وتماسكها.
ولا يفوتنا هنا التأكيد على ضرورة الاهتمام بأسر الشهداء والاهتمام بالجرحى والاهتمام بأسر الأخوة الأسراء وكذلك الاهتمام بالمعاقين والاهتمام بالضعفاء والفقراء.
كما أن الاهتمام بمؤسسات الدولة وتصحيح الاختلالات والحد من الفساد وحل الإشكالات هو أيضا عامل مهم.
كما أن الالتزام بتوجيهات القيادة ومواكبتها هو إلى اليوم عامل أساس في الصمود وعلى الجميع استيعاب هذا.
ونبقى على الدوام مدينين لله لفضله ولعونه ولمدده ولتوفيقه ولتأييده وفي انتظار نصره الكبير.
كيف ترون المشهد التعليمي كجبهة من جبهات الصمود؟
– هي من أهم الجبهات وسياسة التجهيل وحرب الثقافة والوعي هي الحرب التي لا تتوقف ونحن أمام تحدٍ كبير لأننا إذا لم نتعاون وإذا لم نكن كشعب وكأولياء أمور إلى جانب التربويين فالعملية التربوية والتعليمية مهددة بالشلل.
وعليه فأنا أدعو ومن خلالكم كل أولياء الأمور إلى الاسهام الشهري بألف ريال أو أقل أو أكثر كمؤازرة للأخوة الأجلاء التربويين والذين نرفع لهم أسمى آيات الشكر على صمودهم وعلى صبرهم وعلى وطنيتهم واخلاصهم.
وأخيراً وبشأن التطبيع والمسارعة في تولي اليهود والتسابق الذي نراه باستضافة اليهود وإدخالهم المساجد حتى الحرم المدني واستقبال رئيس وزراء العدو والجلوس معه في المؤتمرات وغيرها نقول هنا اليمن يحتشد لمقاومة التطبيع حيث يكون الإيمان، هنا اليمن حيث تكون العروبة والرجولة والشهامة والنجدة، هنا اليمن حيث يكون الصدق والوفاء والإخاء والولاء، هنا اليمن حيث يكون الجهاد والفداء والتضحية والعطاء، هنا اليمن حيث تكون النصرة والمدد، هنا اليمن حيث تكون البراءة والمقاطعة لأعداء الله، هنا اليمن حيث تكون المقاومة للمحتلين والصراع مع الغزاة المحتلين، هنا اليمن حيث يكون القرآن الكريم وآياته البينات، هنا اليمن وبين الأحرار الشرفاء الأعزاء وبين الأذلاء العبيد الخانعين في صف الأعداء الجبناء تكون اليمن، وبين الكفر والإيمان حيث الإيمان تكون اليمن، فالإيمان يمان والحكمة يمانية.
Prev Post
Next Post