وكيل وزارة النقل للموانئ والشؤون البحرية د.خالد النمر لـ”الثورة”:
العدوان تعمد قصف رافعات ميناء الحديدة رغم اعتماد 90 % من حركة البضائع عليها
مزاعم العدوان “تهريب أسلحة” باطلة تدحضها آلية الرقابة والتفتيش الأممية للسفن
بطولات الجيش واللجان وصمود الشعب سيقابله استمرار صمود عمال الموانئ حتى النصر
إجراءات حصار العدوان رفعت كلفة الشحن وحرمت 27 مليون يمني من الغذاء والدواء
لقاء /
أحمد المالكي
أكد وكيل وزارة النقل للموانىء والشؤون البحرية د.خالد النمر أن استهداف قطاع النقل بوجه عام والنقل البحري بوجه خاص عدوان سافر ويصنف جريمة حرب في كل القوانين والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف لعام 1948م والبروتوكولات الدولية البحرية والبروتوكولات التي تنص على تجريم استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية.
وأوضح أن “استهداف قطاع النقل البحري بصفة خاصة قد خلف خسائر مالية وصلت إلى مليار دولار وأثر تأثيراً كبيراً على الاقتصاد وحركة البضائع والتجارة الخارجية للجمهورية اليمنية “.. مبيناً أن الحصار وإجراءات قوى العدوان غير قانونية” وأدت إلى تقييد وعرقلة تأمين المواد الغذائية والأدوية والإغاثات الإنسانية التي تأتي عبر الحاويات المبردة لما يقارب 72 مليون مواطن يمني”.. كاشفاً حقيقة أوضاع قطاع النقل البحري وتداعيات العدوان وصمود القطاع وغير ذلك في هذا اللقاء:
ونحن في بداية عام رابع من العدوان .. ضعنا في صورة خسائر قطاع النقل البحري على مدى ثلاثة أعوام؟
– بداية أريد أن أنوه بأن ما تعرض له قطاع النقل بشكل عام يعتبر عدواناً سافراً تجرمه كل القوانين لا سيما قانون أو اتفاقية جنيف عام 1948م وبروتوكول “أو 2” وكل الاتفاقيات الدولية التي تنص على تجريم استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية، وما حدث لقطاع النقل البحري بصفة خاصة قد أثر تأثيراً كبيراً على حركة التجارة والاقتصاد بما فيها تجارة تبادل الخدمات وتجارة البضائع والتجارة الخارجية للجمهورية اليمنية.
وقد وصلت الأضرار والخسائر إلى ما يقارب مليار دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة، وكذلك القصف الجوي للكرينات “الرافعات” التي كان ميناء الحديدة يعتمد عليها اعتماداً كلياً في عملية مناولة الحاويات التي هي الآن كما نعرف في ظل تطور الاقتصاد البحري أصبحت وعاء نقل أكثر من 90 % من حركة التجارة الدولية تقريباً ولذلك فقد أثر قصف العدوان رافعات الحاويات تأثيراً كبيرا على النشاط والأداء التجاري داخل ميناء الحديدة.
ما هي أبرز مظاهر الاستهداف المباشر لقطاع النقل البحري، وآثاره المباشرة؟
– كما أسلفت هناك آثار اقتصادية كارثية نتجت عن العدوان والحصار الاقتصادي، واستهدافه مؤسسة موانئ البحر الأحمر بما فيها مؤاني الصليف والحديدة ورأس عيسى .. أثر تأثيراً مباشراً من ناحية الأضرار وذكرت الخسائر جراء استهداف البنية التحتية للموانئ بما فيها الكرينات الحسيرية والأرصفة مما أثر على إنجاز السفينة والرصيف والأثر الكارثي في محور آخر يتمثل في المعاناة التي فرضها الحصار على الشعب اليمني جراء عدم تأمين الغذاء والدواء وعرقلة تدفق شحناتهما وحركة السفن.
وكما اسلفت ان كل المواد الغذائية والأدوية والإغاثات تأتي عبر الحاويات المبردة ومع قصف العدوان للكرينات الحسيرية أضحى التأثير كبيراً على الخدمات والبضائع والأدوية والمواد الإغاثية المقدمة للمواطنين بشكل عام حيث أن العدوان أثر تأثير سلبياً على ممارسة ميناء الحديدة دوره الإنساني في عملية تأمين الغذاء والدواء لـ27 مليون مواطن يمني.
عمدت دول العدوان إلى تحويل مسار السفن والبضائع إلى موانئ أخرى تحت سيطرتها.. ما مدى قانونية مثل هذه التوجهات وكيف أثرت؟
– هناك سياسة متبعة ولكنها غير قانونية تماماً من قبل دول العدوان في عملية الحصار رغم أن هناك آلية الرقابة والتحقق والتفتيش من قبل الأمم المتحدة موجودة في الغاطس للسماح للسفن التي لا تحمل أي مواد خارجة عن القانون، وفي حين تزعم دول العدوان أن هناك أسلحة ينسف زيف هذه الإدعاءات أن هناك آلية للتحقق والتفتيش من قبل الأمم المتحدة مكلفة بالتفتيش البحري لكافة السفن ولا يوجد سوى منفذ واحد تدخل منه هذه السفن كما تعرف وهو المدخل الجنوبي للبحر الأحمر المتمثل في باب المندب والآن هو تحت سيطرة دول العدوان بما فيها جزيرة ميون أيضا فأصبح زيف الإدعاءات واضحا وجلياً من خلال الآلية المعتمدة والتي تعمل على تفتيش السفن.
وكذلك في ما يتعلق بإجراءات الأمن والسلامة في ميناء الحديدة، هناك إجراءات تمتثل للمدونة الدولية لسلامة الموانئ والمرافق المينائية (s6s)، تعمل بانتظام وبشكل فعال جداً، ولذلك كل هذه الإدعاءات تنسفها الإجراءات الموجودة على الأرض ولكن غرض العدوان سيئ وغير نبيل في عملية إعاقة مرور الشحنات ليس التجارية فحسب ولكن الإنسانية التي تلبي احتياجات 27 مليون مواطن، ولهذا فالعدوان يحاصر الشعب اليمني ويمارس بحقه إبادة جماعية من خلال هذا الإجراء .
من الضغوط التي مورست على القيادة السياسية للبلاد تسليم ميناء الحديدة لإشراف دولي مقابل المرتبات؟ما الغايات الحقيقية وراء ذلك في تقديرك؟
– حد علمي أن هناك اتفاقا بين قائد العدوان محمد بن سلمان جرى مؤخراً في بريطانيا على أساس أنه يتم تسليم المرتبات لكافة موظفي الدولة في محافظات الجمهورية، اعتقد كان هذا قبل أسبوعين مضت ولكن كما أسلفت هناك عملية ضغط اقتصادي وتستخدم هذه الورقة الاقتصادية لإجبار اليمن على الرضوخ وهذا أمر غير وارد من الشعب اليمني ومن قيادته المتمثلة في المجلس السياسي الأعلى لأن ذلك يمس السيادة الوطنية أولاً ويؤثر سلبياً على أي إجراءات قد تكون دبلوماسية تفضي إلى حلول سياسية في المستقبل القريب إن شاء الله، واعتقد أن ما يجري الآن من جهود يقوم بها مكون أنصار الله في سبيل الوصول إلى سلام وليس استسلاما، إلى سلام سياسي يفضي إلى حفظ سيادة الدولة اليمنية ووحدتها وإلى الخير إن شاء الله.
في مقابل هذا الاستهداف الممنهج عسكرياً واقتصادياً .. كيف تقيم الصمود عموماً وفي الجانب الاقتصادي بالذات النقل البحري؟
– الصمود غير عادي وبالذات عسكرياً هناك نقلات نوعية يحرزها الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وبالتالي يفترض أن يكون هناك وبشكل مواز تفاعل من قبل الجانب المدني الحكومي، في الوزارات والمؤسسات والهيئات، ونلحظ هذا الشيء ولا سيما في وزارة النقل من خلال تواجد الموظفين برغم الظروف الصعبة التي فرضها العدوان وعدم توفر المرتبات ويؤدون أعمالهم على قدم وساق.
في مواجهة العدوان ما هي أهم السياسات والإجراءات التي اتخذتها وزارة النقل للتخفيف من تداعيات العدوان؟
– الوزارة كانت أعدت خطة استراتيجية لتحسين الأداء وتنشيط الاقتصاد والتجارة الدولية الخاصة بتدفق البضائع والخدمات عبر ميناءي الحديدة وكل الموانئ في الجمهورية اليمنية خاصة ميناء الصليف والحديدة باعتبارهما شريان امداد الغذاء والدواء للشعب اليمني ويتضح ذلك من خلال بيان مجلس الأمن قبل أسبوع تقريباً في هذا الجانب والذي يدعو كل دول تحالف العدوان إلى فتح المنافذ البحرية ولا سيما ميناءي الحديدة والصليف لأهميتهما في القيام بدورهما الإنساني في تزويد الشعب اليمني بالدواء والغذاء.
الآن ما هي الطاقة الاستيعابية لميناءي الحديدة والصليف لاستقبال البضائع والمواد الاغاثية والإنسانية؟
– بعد استهداف العدوان للكرينات “الجاتنكيز” الخمس التي كانت تعمل على مناولة الحاويات داخل ميناء الحديدة أصبح ميناء الحديدة يعمل بربع طاقته الإنتاجية.
ولكن هناك خططاً وبرامج واستراتيجيات لإعادة تأهيل الميناء والقيام بدوره الريادي في تدفق البضائع والخدمات وإن شاء العمل جار على تنفيذها.
أما ما يتعلق بالكرينات الأربعة التي تم الحصول عليها من قبل برنامج الغذاء العالمي فهي وكما تحدثت في كثير من المقابلات لا تفي بالغرض أولاً إذا جاءت لتعمل على أرض الواقع ستعمل بنصف طاقتها الإنتاجية التي تتمثل في 55-60 طناً طاقتها التشغيلية لأنها عبارة عن كرينات “موفيبر كرينز متحركة” ولن تستطيع أن تقوم بما كانت تقوم به الكرينات الكرينز في عملية مناولة الحاويات بتاتاً وأعمال هذه الكرينات مختلفة تماماً وطاقتها التشغيلية لا تساوي الطاقة التشغيلية للكرنيات التي تم قصفها واستهدافها.
إذاً ما الذي يجب عمله للاستمرار في الصمود بوجه العدوان والتصدي له؟
– بإذن الله صمود الشعب اليمني سيواجه المعتدين وسيقابل السياسات الإجرامية بصمود كل العاملين في الوزارة، وبطولات الجيش واللجان الشعبية سيقابلها صمود هنا في الداخل في كل الجهات الحكومية وهيئات الدولة بما يتواكب مع عملية الوصول إلى “حل سياسي” بإذن الله والوصول إلى “ميكانيزم” آلية عمل للخروج من هذه المشكلة بإذن الله، ومهما حدثت من إبادة ومجازر فإن الصمود الأسطوري للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية سيخذل كل الرهانات الخاسرة للعدوان إن شاء الله.