لماذا كل هذا؟
علي محمد قايد
من المؤكد أن الأوضاع المأساوية التي نعيشها تخلق في أذهاننا المئات من الأسئلة والاستفسارات التي جعلت من اليمن هكذا وجعلتنا نعيش وكأننا جذوع نخل خاوية، وكلما حاولنا الحصول على إجابة سرعان ما تتناثر تلك الأفكار والرؤى المتجمعة في أذهاننا لنعود نعيش المآسي من جديد، وكثيراً ما نسأل أنفسنا : لماذا نعيش هكذا بينما العالم يعيش حياته كما يجب أليس لنا وطن؟
نعم لدينا وطن ولكن صار الوطن أشبه بفريسة تحاول الذئاب اصطيادها وطن بموقعه الاستراتيجي وإشرافه على مسطحين مائيين وهما البحر الأحمر والبحر العربي وإشرافه على منفذ بحري هام وهو باب المندب إضافة إلى ثرواته النفطية والمعدنية المخزونة في أعماقه إضافة إلى امتلاكه المئات من الجزر الاستراتيجية مثل جزيرة سقطرى وغيرها، فمن الطبيعي أن يتعرض الوطن اليمني للمؤامرات الخارجية، سابقاً وعلى مر التاريخ للغزو والاحتلال ليظهر في العصر الحديث الذي نعيشه غزو أو احتلال غير مباشر ارتكز في الأساس على تفريق أبناء الوطن الواحد تحت مسميات حزبية ومذهبية ومناطقية، حيث تولدت ثقافة الأحقاد والكراهية والتعصبات العمياء والنعرات وظهر كل فريق وكأنه على حق وأن له الأولوية في السيطرة على السلطة بل وأشتد الأمر سوءاً إلى مناصرة قوى خارجية في سبيل السيطرة على السلطة والانتقام من الطرف الآخر، ولذلك ظهر العدوان واشتدت الصراعات وبلغت أوجها وتكونت الجبهات الداخلية وسالت دماء الأبرياء مع استمرار قصف طيران العدوان السعودي الأمريكي للعام الثالث على التوالي، متخذين من هذا العدوان سبيلاً لتحرير اليمن من التوسع الإيراني كما يزعمون تماماً مثلما حدث في العراق والذي دمر تحت ذريعة محاربة أسلحة الدمار الشامل، بينما الطرف الآخر في صنعاء يواجهون هذا العدوان في سبيل تحرير الأراضي اليمنية من الاحتلال الخارجي بما يسمى بالتحالف العربي، فأي تحالف هذا سعى إلى تدمير معظم مشاريع البنية التحتية وتدمير الجيش والأسلحة الثقيلة والمعسكرات وغيرها بينما كان محاربة التوسع الإيراني عبارة عن حجة باطلة ونتيجة لذلك دخلت اليمن في دوامة الصراع والعنف وتدهور الاقتصاد الوطني وصار الموظف يحلم في الحصول على نصف راتب في العام مما جعل من المواطنين ضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم يمنيون ومن حقهم العيش في وطنهم بأمن واستقرار ورخاء.
فماذا قدمت ما تسمى بالشرعية وحكومتها العميلة لهذا الوطن وهذا الشعب المغلوب على أمره وماهي نهاية كل هذا في ظل صمت العالم؟.