*أكدوا أن لا مفر من مرتبات المعلمين لمواجهة التحديات التي فرضها العدوان والحصار.. مراقبون وتربيون لـ”ٹ”:
استطلاع / رجاء عاطف
خلال الثلاث السنوات الماضية من بدء العدوان كان المعلم والطالب في صدارة جبهات الصمود التي واجهت العدوان الغاشم والحصار الظالم والمؤامرات الدنيئة على اليمن بثبات، وكما لا زال المعلمون – جبهة توعية وتحدٍّ ومواجهة ضد الاستهتار والعبث بمستقبل الأجيال وحقوق الطلاب والطالبات، وها هم يُعلمون من لم يتعلم معنى النضال الحقوقي واستطاعوا أن يواجهوا الضغوطات والتهديدات والشائعات والحرب النفسية التي تعيق هذا النضال وتنتزع الحقوق بوعي وحكمة ووحدة صف وأثبتوا بجدارة صموداً اسطورياً تجاه من يحاصرون اليمن واليمنيين ويستخدمون الأوراق القذرة – بما فيها ورقة المرتبات – لتحقيق مكاسب لم يستطيعوا تحقيقها بكل وسائل الإجرام والدمار التي استخدموها ..
رغم أن المعاناة كبيرة لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم في ظل ظروف العدوان والحصار والتدهور الاقتصادي، إلا أن إحساسهم العالي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والتربوية الملقاة على عاتقهم بتربية الأجيال من الطلبة وبدء العام الدراسي الجديد بكل إصرار حتى تعود الحياة وتدب الحركة كل يوم مع بداية كل صباح فهم سيظلون الجبهة الأولى..
صحيفة الثورة ناقشت مع مجموعة من المراقبين والتربويين وأولياء الأمور ضرورة استمرار العملية التعليمية، لمواجهة الجهل الذي يراد لأبنائنا من قِبَلْ دول تحالف العدوان والحصار.. وخرجت بالحصيلة التالية:
في البداية تحدث ياسر العفيف أحد أولياء الأمور: أن استمرارية الحياة رغم الصعوبات تُعد مؤشراً مهماً على مقاومة الحرب التي يوجهها الشعب اليمني في ظل هذه الظروف الصعبة من حرب وأزمات على جميع المستويات المادية والاجتماعية والإنسانية، ومن هذه التحديات التي يجب أن يثبتها الشعب اليمني قوته في الصمود بوجه هذه الظروف وخصوصاً الطلاب الذين يمثلون أهم فئة في المجتمع التي يعول عليها آمال وطموحات بناء اليمن، وأضاف أن من الضروري على أولياء الأمور النظر إلى التحاق الطلاب بالمدارس بنوع من الوعي والنضح الكامل في الدفع بأبنائنا للالتحاق بالتعليم والانتظام في الصفوف الدراسية، وكذلك المعلمين بحمل رسالة وشعلت العلم لإخراج جيل واع وقوي يتحدى كل الظروف والمعوقات وينافس الحاقدين على الوطن المرضى والمشوهين نفسياً وعقلياً.
مضيفاً أن من الأهمية البالغة التركيز على الثبات ورسم صورة تعكس قوة وصمود وثبات الشعب اليمني في ظل الحرب الداخلية والخارجية واستراتيجيات التدمير الممنهجة اتجاه هذا الوطن التي يتمتع الثروات والموقع الجيوسياسي، الذي يجعل اليمن واحدة من أهم دول المنطقة وثقل دولي فالصمود والثبات شيء يرفع رأس اليمن أمام الأجيال القادمة ويعزز دورها في الوقت الراهن.
العودة للمدرسة
إن بقاء أولادنا في المنازل لهو شيء محزن ومؤلم مع بداية العام الدراسي الجديد كما قد يؤدي انقطاعهم عن المدرسة إلى آثار سلبية وشعور أبنائنا بالحرمان من التعليم، هكذا تحدث خالد إسماعيل- ولي أمر، وقال: كل أطفال العالم قد فتحت لهم ابواب المدارس لينالوا نصيبهم من التعليم، إلا الطفل اليمني يحرم من خدمة التعليم بسبب العدوان الغاشم الظالم وأبناؤنا اليوم يحلمون بالعودة إلى فصولهم الدراسية والوقوف في طابور الصباح وترديد النشيد الوطني كما يتوقون للوقوف أمام سبورة الفصل وأمام المعلم وحلهم استلام الكتاب المدرسي الجديد مثلهم مثل كل أطفال العالم، والذي نأمل من كل الجهات ذات العلاقة أن تذلل كل الصعاب في سبيل فتح المدارس وضمان استمرارية عجلة التعليم دون انقطاع والعمل على الحل الجذري لكل المشاكل التي أدت إلى عدم فتح أبواب المدارس أمام أبنائنا الطلاب، ويقع على عاتق الحكومة النظر في حقوق المعلمين والمعلمات ومنحهم كل مستحقاتهم المالية فهم من سيغرسون في قلوب أبنائنا حب الوطن وحب العلم والعلماء، و إجلال المعلمين والمعلمات وتوقيرهم، مشيراً إلى إن مهمة التربية والتعليم ليست مقتصرةً على المدرسة فحسب بل للآباء وأولياء الأمور فيها النصيب الأكبر، ولتحمل المسؤولية الكبرى عن تعليم ولدك وتربيته ومتابعته .
التعليم مستمر من بدء العدوان
الراتب حق مكفول للمعلم .. لكن ظروف العدوان والحصار تقتضي مزيداً من التعاون والصبر والتفاهم بين الحكومة والنقابات لما فيه مصلحة الوطن وتوفير ما يمكن توفيره لتخفيف معاناة الموظف وعلى رأسه التربوي. وهنا كانت لهم وجهة نظر بضرورة استمرار التعليم لما له من تحدي أمام العدوان حيث قالت رضية الديلمي – مديرة مدرسة ثانوية نسيبة للبنات: لسنا ضد التعليم والتعليم ضروري واستمراره يعد تحدياً ونحن كنا ولازلنا نفتح مدارسنا في أشد الظروف والقصف على رؤوسنا، ومع كل ذلك فالعملية التعليمية مستمرة منذ بدء العدوان وفي ظل القصف لكن ما أحال دون استمرارها وبدء هذا العام هو الظروف الخارجة عن ارادة المعلمين والعاملين في التربية ، وأضافت التعليم ضرورة جدا من أجل أبنائنا الطلاب والذي نتمنى من الحكومة النظر في موضوع صرف الرواتب وحلول بديلة حتى يتسنى للجميع الاستمرار والتغلب على المعاناة ، وليتحلى الجميع بالصبر وليعينونا ويتعاونوا مع المعلمين حتى تسير العملية التعليمية وتستمر من أجل هذا الجيل وابنائنا الطلاب .
عودة الطلاب عودة للحياة
ومن جانبه يرى علي مرغم – مدير إدارة الصحة المدرسية بالأمانة: أن عودة أبنائنا الطلاب للمدارس هو هزيمة للعدوان ومن الضروري أن يتعلم الطالب وأن تستمر الحياة فعودة أبنائنا الطلاب للمدارس فعلا هي استمرار للحياة ومنها تبدأ الحركة من الصباح الباكر ونرى أطفالنا يملأون الشوارع بالذهاب إلى مدارسهم وتدب بعدهم حركة أصحاب الباصات والسيارات للعمل وأصحاب المحلات والبوافي يترزقون وبالتعليم يتم توظيف آلاف المدرسين والمدرسات بالمدارس الأهلية، واهم من هذا كله هو تعليم الطلاب المنهج المدرسي وعدم تجهليهم.
وقال مرغم إن ولي الأمر يسعى بأن لا يحرم ابناءه من الدراسة فهو يتحمل كل شيء ويحرم نفسه من كل شيء من أجل أن يتعلموا ورسالتي هنا بضرورة متابعتهم يوميا في المذاكرة ومراجعة الدروس فولي الأمر مكمل للمدرسة، مضيفاً المعلم هو حامل رساله الأنبياء فهو من واصل العملية التعليمية للأعوام السابقة بكل ظروفها الاقتصادية والقصف من دول العدوان فقد تحمل وصبر عاماً كاملاً بدون راتب، والذين نوجه لهم التحيات ببداية العام الدراسي الجديد٢٠١٧/٢٠١٨م ونحن نثق انهم مواصلون في أداء رسالتهم وتعليمهم لأبنائنا الطلاب، وبمواصلتهم للعمل هو هزيمة للعدوان..
هزيمة للعدو
وتوافقه الرأي نجاة النجار – مديرة مدرسة سالم الصباح : بأنه لابد من استمرار الدراسة لأنها الحياة بالنسبة لكل شيء فرجوع الطالب هو الحياة التي من خلالها يعمل الباص والباعة، وهنا قالت نحن والحمدلله تعودنا على العدوان وخروجهم يعتبر هزيمة كبيرة للعدو، ونرجو ان نعمل حساب المعلم في المدرسة ونهتم به لأنه الراكز الاساسي للتعليم من خلال صرف رواتبهم حسب ظروف البلاد، والمعلم والطالب لا يقل اهمية عن المقاتل في الجبهة.
عدم تسييس التعليم
افراح المقبلي- معلمة : نحن نؤمن بنجاح صمودنا في مواجهة العدوان بناء على حب رسخه أهلونا ومعلمونا سابقا، يجب ألا يحرم الصغار اليوم من هذا أيضا ، فالمعلم من يمد الأطفال ليس بالعلم فقط بل بالأمل والأخلاق وجل ما يكتسبه منه من معارف وسلوكيات ومن أبسط حقوقه أن يستقبل معلميه مبتسما فقد سلبت من أطفالنا حقوق جمة ليتنا لا نجعل المدرسة أحدها..
يجب أن نحترم صانع المستقبل فإنه بعد الله من يرفع الأمة وينير دربها ونتمنى عدم تسييس العملية التعليمية كما يعمل بها في بعض البلدان العربية وان السياسة في المدرسة جريمة يحاسب عليها القانون ، وان نحن مع استمرار سير العملية التعليمية وتعليم ابنائنا لولا الظروف التي خلفها العدوان.
التوقف له انعكاسات سلبية
الدكتور محمد الشامي – مدير المنطقة التعليمية الثانية بمديرية السبعين ، يرى أن عودة الطلاب والطالبات للمدارس يمثل أهمية بالغة باعتبار أن توقف التعليم له انعكاسات سلبية بل كارثية من الناحية التعليمية لأن العزوف عن الدراسة من قبل الطلاب سيتسبب في اختلال كبير في التركيبة العمرية الملتحقة في التعليم ويزداد معدل البقاء في الصفوف الدراسية والمراحل الدراسية والسلم التعليمي برمته، وأضاف أنه سيشكل عبئاً كبيراً جدا على اي حكومة حالية او قادمة من حيث الاحتياجات المادية والبشرية والتجهيزات المختلفة، وكله على كاهل المواطن من الناتج القومي والمحلي الذي يفترض أن يساهم في تنمية قطاعات أخرى والتغلب على التحديات، كما سيزيد من حالة التسرب وتدني وضعف مستوى التحصيل الدراسي مما ينتج جيلاً عاطلاً غير منتج عالة على المجتمع ويشكل عبئاً إضافياً للأسرة والدولة، وقال: إن ذلك سيضاعف من مستوى الجريمة نظرا للاستقطابات والانحرافات جراء البقاء خارج أسوار المدارس لفئات عمرية في غاية الأهمية، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المخاطر التي قد تنشأ في حالة عرقلة التعليم وهذا بالضبط ما يريده تحالف العدوان .
وأشار الشامي إلى أن الدفع بالطلبة للالتحاق في المدارس مسؤولية مجتمعية علينا كدولة وحكومة وتربية وتعليم ومجتمع ومعلمين ومعلمات وآباء وأمهات لابد من استشعار الخطر الذي يسعى العدوان لتحقيقه كي تكون هناك مخرجات ضعيفة ومدمرة وهزيلة لتكون هذه المخرجات عائقاً كبيراً في التنمية الشاملة وحجر عثرة أمام أي تنمية حقيقية لليمن واليمنيين تريد دول العدوان إنتاج جيل متصارع أمي جاهل، منوهاً أن فتح المدارس ومواصلة التدريس مهمة وطنية سيسجلها التاريخ لحملة مشاعل النور، وسيتوارثها الأجيال في حكاياتهم عن صمود آبائهم وأمهاتهم في وجه عدوان غاشم سافر قذر دمر الحجر والبشر ليمن الإيمان والحكمة لإشباع رغباته المكبوتة وتحقيق أهداف تخدم من يريد تمزيق اليمن والوطن العربي.