أسر الشهداء والعيد.. الوفاء بالوفاء!

> قدمت فلذات أكبادها ومن الواجب الديني والوطني أن تكون في مقدمة كل عطاء:

 

استطلاع/ أسماء البزاز

لفتة إنسانية لا تنسى نحو أيتام وأسر الشهداء، يقوم بها رجال الخير والإحسان والمجتمع ككل في هذه الأيام العيدية المباركة لتفقد أحوالهم وإعانتهم في صورة جمالية وأخلاقية ودينية تتجلى فيها الحكمة اليمانية وتعزز ملامح وملاحم صور التكافل الاجتماعي ..
صحيفة “الثورة” وضمن سلسلة موادها الميدانية العيدية بمناسبة أيام عيد الأضحى المبارك سلطت الضوء على مظاهر اهتمام المجتمع والجهات المختصة بأسر الشهداء في العيد.. وما الواجب عليها نحوها…… إلى التفاصيل:

أطل العيد بأبهى حلته مرمما جراحات الوطن ، راسماً بسماته على محيا أبنائه ، إلا أن هناك من غلبت أشواقه لروح فقيده على شوق فرحة العيد ، متسائلين : بأي حال جئت يا عيد، هذا حال أيتام وأسر الشهداء، الذين يعيشون عيدهم اليوم بلون حزين مخروج بذكريات والدهم ومعيلهم الذي قضى نحبه في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، غير أن فرحة الاستشهاد هونت عناء الرحيل ولوعة المصاب في نفوس هؤلاء الأسر ..
إبداعات
وما إن حل العيد حتى تجددت في نفوسهم عواصف وغصص من الذكريات والحنين إلى أعياد كان دفئ حضن والدهم ومعيلهم حاضرا لإسعادهم وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم الصغيرة. . هي بالحق وقفة ودعوة إنسانية لإسعاد هؤلاء الأبرياء أسر الشهداء، والتخفيف من آلامهم وتفريج كربهم. .
نشاطات خيرة تنظمها مبادرات طوعية لإعانة أسر الشهداء وتفقد أحوالهم في العيد ودعمهم باحتياجات العيد من كسوة وحلوى وغذاء وعسب العيد ، بل ومحاولة إدخال السرور إلى قلوبهم بإقامة رحلات ترفيهية لهم بقدر المتاح والممكن ، ونتمنى أن تستمر هذه اللفتات الكريمة طوال العام ..
ملائكة الأرض
وفي هذا الجانب تقول لنا المرشدة الدينية بشرى أحمد إن لم نهتم بأسر الشهداء فبمن نهتم وإن لم تكن من أولويتنا واهتماماتنا أولاد الشهداء فما هي أولويتنا وإن لم نضحِّ كما ضحى آباؤهم فمن أجل من نضحي، هؤلاء حقا هم ملائكة الأرض وصناع النصر ألا يستحقون منا أن نبادلهم الوفاء بالوفاء ولو بأقل ما يمكن وهو الاهتمام بأسرهم وهو مسؤولية الجميع وليس مسؤولية فرد أو مجموعة كون تضحياتهم كانت لأجل الوطن فيجب أن يكون واجبا تجاههم بحجم وطن..
وأضافت قائلة : إن عظمة الإحسان إلى هؤلاء الأيتام وأسر الشهداء في عيد الأضحى المبارك ، على وجه الخصوص واجبة ، ولأنهم أحوج إلى من يبهجم ويسعدهم حالهم حال غيرهم من أصدقائهم وأقرانهم والقرب من معاناتهم والتخفيف من وطأتها انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني على حد سواء. ، ومصداقا لقوله وحثه صلى الله عليه وآله وسلم للاهتمام بهم .
عظمة العمل
مشيرة إلى عظمة إكرام الأيتام والأرامل والتفقد لأحوالهم وحالتهم المعيشية ومواساتهم في أحزانهم وآلامهم والتخفيف من معاناتهم وما أكثرهم في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا الحبيب نسأل الله السلامة، ولتتذكروا قول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة . وقرن بين أصبعيه الوسطى، والتي تلي الإبهام)وهذا رجل شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قسوة قلبه فقال امسح رأس اليتيم واطعم المسكين” فعندما يرى الطفل اليتيم الذي فقد أحد والديه أو كلاهما أقرانهم في العيد يلعبون ويمرحون برفقة آبائهم ويجدون كل ما يتمنوه من كساء وطعام وشراب , يدخل ذلك في أنفسهم بشيء من الأسى والحزن ويذكرهم بأبيهم الذي فقدوه وكيف صار حالهم من بعده فواقعهم هو ذكريات مريرة لواقع أشد مرارة ولهذا طوبى لمن يبادر إلى هؤلاء الأيتام بإسعادهم أو إخراجهم للتنزه واللعب مع أطفالهم , لا قهرهم باللامبالاة والتهميش وفي ذلك يقول المولى عز وجل : ” فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ “.
الجميع فرحون
من جهتها تقول المرشدة الدينية هدى المنصور : يتجلى العيد بأبهى حلله الفرائحية وتتجلى أسمى سمات اليمنيين في البذل والعطاء وتجسيد أروع ضروب التكاتف والتكافل المجتمعي خاصة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي هونت من قساوتها هذه الروح اليمانية المعطاءة ليعيش الجميع فرحة العيد دون استثناء .
من وحي النبوة
واستطردت القول : ان تكاتف وتكافل المجتمع في هذه الأيام العيدية المباركة مع أسر الشهداء عمل عظيم وهو من باب شكرٌ لله على النِّعَم، ورسولُنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – قدَّم أروعَ صور العطاء؛ أعطى كلَّ شيء، ومن كلِّ شيء، ولم يُبقِ في يده ولا من نفسه أيَّ شيء.
كما أوضح لنا ذلك مختلف العلماء والائمة حيث يقول جابرٌ – رضي الله عنه -: “ما سُئِل رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – شيئًا قطُّ فقال: لا، سألَه رجلٌ غنَمًا بين جبلَيْن فأعطاه إيَّاها”، وبلغَ من عطائه: أنه أعطى ثوبَه الذي على ظهره، ومن عطائه لأمَّته: أنه سخَّر حياتَه لها نذيرًا وبشيرًا قائلاً: إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ومن عطائه: أنه وهبَها حُبًّا لا يُبارَى، وشفقةً لا تُجارَى، وكان كثيرًا ما يقول: «لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهم ..» بكذا. ومن فيضِ خير النبي – صلى الله عليه وسلم – وبركتِه: أن عطاءَه موصولٌ إلى يوم القيامة، ومضى أصحابُه وإخوانُه على نهجِه، ينهَلون من مَعين عطائه حتى غدَوا قِمَمًا في العطاء. قال في أبي بكرٍ – رضي الله عنه -: «ما نفعَني مالٌ قطُّ ما نفعَني مالُ أبي بكر»، فبكى أبو بكرٍ – رضي الله عنه – وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟! وكان المِعطاءُ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يتعاهَدُ كلَّ ليلةٍ عجوزًا عمياءَ مُقعَدةً بما يُصلِحُها ويُخرِجُ الأذَى عن بيتِها. ومُصعبُ بن عُميرٍ – رضي الله عنه – يُقدِّمُ صورةً من صُور العطاء؛ فيقدُمُ المدينة وفي غُضونِ عامٍ يدخلُ الإسلامُ أكثرَ بيوت المدينة. ووقفَ سعدُ بن معاذ مُعبِّرًا عن عطاء الأنصار بالنَّفسِ والنَّفيس فقال: “يا رسول الله! والذي بعثَكَ بالحقِّ؛ لو استعرضتَ بنا هذا البحرَ فخُضتَه لخُضناه معك، صِل من شئت، واقطَع من شئت، وخُذ من أموالِنا ما شِئت، وما نكرهُ أن نلقَى عدوَّنا غدًا، وإنا لصُبرٌ عند الحرب، صُدْقٌ عند اللقاء، لعلَّ اللهَ يُريكَ منَّا ما تقرُّ به عينُك”. أما ابنُ عباس – رضي الله عنهما – فكان عطاؤه: أنه يجلِسُ في الحرم بعد الفجر فيقول: “هيَّا، عليَّ بأهل القرآن”، فيأتي أهلُ القرآن فيقرأون إلى طلوع الشمس فيقول: “ارتفِعوا، ائتُوا بأهل الحديث”، فيسألونَه، ثم إذا انتهَى منهم قال: “ارتفِعوا، ائتُوا بأهل الفقهِ”، ثم أهل التفسير، ثم أهل العربية، وهكذا، ثم يُربِّي أصحابَه؛ فجمعَ في عطائِه الحُسنَيَيْن: بذلَ العلمِ، وكرمَ اليد. فهؤلاء هم قدوتنا فهل نعتبر ونعطي ونتراحم بيننا البين ومن يريد الجنة فليبادر إلى هذا الطريق ويظفر بها.
مقدمة العطاء
فؤاد الصياد – وزارة الأوقاف : هو واجب ديني ووطني وإنساني أن يكون في مقدمة كل عطاء العطاء إلى هؤلاء الأسر التي قدمت أغلى ما لديها من أجلنا من أجل ان نسعد ونحيا فرحة العيد وسط أهلنا وذوينا ، والحمدلله نحن في مجتمع فيه نسبة الإحسان والعطاء لأيتام وأرامل الشهداء أكثر من أي دولة في العالم بدليل أننا نواجه العديد من الأزمات والضائقة الاقتصادية ولكن نجد هناك صفات من التراحم والتعاون لكفالتهم سواء من الأهل او الجيران وهي صفة تغلب العامة من الناس ونحن في أجواء عيد الأضحى المبارك والناس يتجلون بمظاهر التوحد لا فرق بينهم جميعا إلا بالتقوى هي مناسبة أن ندعوا أنفسنا وغيرنا إلى أن نتفقد هؤلاء الأقرباء وغيرهم وهو ما أمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف ، والحمدلله على نعمة الإسلام وما جاء به من عدة تشريعات تخدم الكافة وتحقق المصلحة للإنسان‏. ‏

قد يعجبك ايضا