إغلاق مطار صنعاء..المـــــال الســــعودي يســــاهم في استمــراره

> الادانات الدولية أصوات في الهواء..

> مراقبون :
– اكتفاء ولد الشيخ بتغريدة على تويتر طالب فيها بإعادة فتح مطار صنعاء عدم اكتراث بمعاناة اليمنيين
– 13 ألف شهيد قضى عليهم المرض بسبب عدم تمكنهم من السفر إلى الخارج
منظمات دولية:
– حصار مطار صنعاء يفتك باليمنيين ويخالف مواثيق وقوانين الأمم المتحدة
– إغلاق المطار عقاب جماعي لنحو 10 ملايين نسمة

تحقيق/ حاشد مزقر
تستمر منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكل الأصوات الحرة في بياناتها المتضمنة الشجب والإدانة والمراوحة في المواقف دون إدانة واضحة للحصار المفروض من قبل العدوان السعودي ، ودون موقف صريح تجاه الجرائم السعودية
بحق الشعب اليمني رغم ان دول العدوان قد انتهكت حرمة مواثيق وقوانين منظمات الأمم المتحدة وأجهزتها التي ماتزال تعاني من الضغوط الأمريكية والسعودية إضافة إلى الضغوط التي تجبرها على ممارسة أدوار غير محايدة تجعلها تصمت عن أعمال القتل والإبادة الجماعية وتعريض شعب بكاملة للموت المحقق نتيجة لإيقاف الرحلات من والى مطار صنعاء الدولي ، لكن في المقابل انتقلت مواقف بعض المنظمات الدولية من مرحلة الصمت المخزي إلى اصدار بيانات وتقارير تدين وتؤكد على ضرورة رفع هذا الحصار على الفور نتيجة للآثار الكارثية التي لحقت بالمدنيين اليمنيين.. وأهمها الموقف الأوروبي ..بين السطور تفاصيل المأساة التي خلفها إغلاق المطار وتداعياتها الكارثية إنسانيا..والموقف من كل ذلك منذ إغلاقه..نتابع.

تعاقبت غارات العدوان على مطار صنعاء مرارا وبشكل شبه يومي وهستيري لدرجة شن 20 غارة عليه عصر الثلاثاء 28 أبريل 2015م دمرت مدرجه وطائرة مدنية تابعة لشركة السعيدة وطائرة شحن يمنية، بزعم “منع طائرة إيرانية من الهبوط” !.
كانت الطائرة الإيرانية تقل مساعدات وعدداً من جرحى تفجير مسجدي بدر والحشوش في ذلك الحين، وظل مطار صنعاء مغلقا من العدوان فيما آلاف اليمنيين عالقون في مطارات العالم لا يستطيعون العودة، حتى اعيد فتح المطار جزئيا وعبر تحويلة تفتيش بمطار “بيشة” في 19مايو 2015.
وجاءت إعادة فتح المطار جزئيا عقب إدانة منظمات دولية إنسانية استهداف المطارات المدنية، ونداء منظمة “أطباء بلا حدود” واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن اليمن يعتمد بشكل كلي تقريبا على استيراد الغذاء والدواء عن طريق المطارات.المنظمتان دعتا معا في بيانهما إلى وضع حد للهجمات على شرايين الحياة الحيوية تلك وإلى منح سلطات الطيران المدني اليمنية فرصة لإصلاح المطارات بحيث يمكن إرسال مساعدات إنسانية إلى اليمن قبل أن تتجاوب مع الدعوة منظمة الامم المتحدة.
مزاعم كاذبة
في 9 اغسطس 2016 اعلن مصدر مسؤول يتبع حكومة الفار هادي​ تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لمدة ثلاثة أيام وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ” أنه تم تعليق جميع الرحلات الجوية والمتوجهة من و إلى مطار صنعاء، وقد جاء هذا التوجه نتيجة زعم تحالف العدوان بأن “هناك خطورة على مطار صنعاء نتيجة تجدد الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف العربي، ضد ثكنات عسكرية تتبع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق بالعاصمة صنعاء واقتراب المواجهات المسلحة منها”.ووجهت‏ قيادة تحالف العدوان بلاغا للأمم المتحدة، أعلنت فيه عن إيقاف الرحلات الجوية من والى مطار صنعاء لمدة و قال البلاغ: “نظرا لما يتطلبه الوضع الراهن، تم تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لمدة بشكل مبدئي، ويسري ذلك من اليوم حتى إشعار آخر”..حينها خضعت الأمم المتحدة لرغبة السعودية وحلفائها ضاربة بمواثيقها وقوانينها التي تجرم هذا العمل الإجرامي عرض الحائط.
مواقف غير جادة
ظل الحال على ما هو عليه وطغى الصمت على مواقف المنظمات الدولية فيما آلاف المرضى من اليمنيين يتجرعون مرارة الألم والمعاناة جراء الحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي ونتيجة لتدمير العدوان السعودي للمنظومة الصحية فإن أمل العلاج في الخارج قد ضاع نتيجة لاستمرار إغلاق مطار صنعاء وبعد مرور عام كامل على هذه الكارثة الإنسانية وبعد وفاة 13 ألفاً بسبب عدم تمكنهم من السفر طالبت 15 منظمة إغاثة بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي باعتباره المطار الرئيسي في البلاد قائلة إن إغلاقه منذ عام عطل وصول المساعدات ومنع آلاف المرضى من السفر للخارج لتلقي علاج قد ينقذ حياتهم.
وأفاد بيان وقعت عليه المنظمات ومنها لجنة الإغاثة الدولية ومجلس اللاجئين النرويجي “الإغلاق الرسمي لمطار صنعاء لمدة عام اليوم يحاصر فعليا ملايين اليمنيين ويمنع حرية حركة السلع التجارية والإنسانية”.
وقالت منظمة الصحة العالمية في أواخر يوليو تموز إن أكثر من 400 ألف حالة اشتباه في الإصابة بالكوليرا ظهرت في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الماضية وقتل الوباء 1900 شخص.
وقالت منظمات الإغاثة في بيانها “الانتشار الراهن لمرض الكوليرا والاقتراب من حالة مجاعة في أجزاء عديدة من اليمن يزيد الوضع سوءا ومهما قيل فلا يمكن وصف أهمية الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية”ونقل البيان عن تقديرات لوزارة الصحة أن عشرة آلاف يمني توفوا جراء حالات صحية حرجة كانت الوزارة تسعى لمساعدات طبية دولية لها وقال إن المنظمات لم تتمكن من التحقق من البيانات وقال البيان إن ذلك يعادل تقريبا عدد الأشخاص الذين توفوا كنتيجة مباشرة للقتال ويمثل الضحايا غير الظاهرين للحرب.
ونقل البيان عن الأمم المتحدة تقديرات بأن سبعة آلاف يمني كانوا يخرجون من البلاد عن طريق صنعاء سنويا للعلاج قبل الصراع وقال إن عدد من يحتاجون لرعاية صحية لإنقاذ حياتهم الآن بلغ نحو 20 ألف يمني على مدى العامين الماضيين بسبب استمرار الحرب.
فيما طالب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماك غولدريك دول تحالف العدوان بفتح مطار صنعاء وإنهاء حصار الشعب اليمني، وقال المسؤول الأممي إن عاما كاملا من المعاناة مر على الشعب اليمني منذ إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات وأكد أن القيود التي فرضها التحالف على المجال الجوي اليمني هي التي أدت إلى إغلاق مطار صنعاء.
من جانبه أعلن المجلس النرويجي للاجئين مؤخرا أن آلاف اليمنيين توفوا بسبب عدم تمكنهم من السفر للحصول على الرعاية الطبية المتخصصة إثر تعطيل المجال الجوي اليمني من قبل التحالف العربي، وبالتالي إغلاق مطار صنعاء منذ عام مضى، وقال إن عدد هؤلاء فاق قتلى الضربات الجوية.
وذكر المجلس أن بيانات وزارة الصحة بصنعاء أفادت بوفاة عشرة آلاف يمني بسبب الظروف الصحية، حيث كانوا يسعون للحصول على العلاج في الخارج، وأوضح أن هذا العدد يتجاوز عدد القتلى بفعل الهجمات الذي يقارب تسعة آلاف شخص، وفق تعبير المجلس.
وقال المجلس في بيان له إن القيود التي فرضها التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي اليمني أدت إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي رسميا أمام الرحلات التجارية في 9 أغسطس 2016، مما أدى إلى ترك العديد من اليمنيين من دون وسائل نقل آمنة داخل البلاد أو خارجها وأضاف المجلس أنه قبل تصاعد النزاع في اليمن، كان ما يقدر بنحو سبعة آلاف يمني يسافرون إلى الخارج من خلال مطار صنعاء الدولي لتلقي العلاج الطبي في البلاد، وهو عدد ازداد بشكل كبير بعد تصاعد العنف في أوائل عام 2015، وفق المجلس وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن معتصم حمدان “إن الحرمان من إمكانية السفر قد أطلق حكما بالموت على آلاف اليمنيين المصابين بأمراض يمكن النجاة منها”، وأضاف “ فيما عدا الغارات الجوية والكوليرا، فإن الحرب في اليمن تدمر الحياة وتقتل آلاف المدنيين.
أسلوب متخاذل
فيما اكتفى المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوم الخميس الماضي، بتوجيه ندائه بفتح مطار العاصمة اليمنية صنعاء من أجل تخفيف معاناة المدنيين وبأسلوب يبدو متخاذلا وضعيفا فإنه قد اكتفى بتغريدة على صفحته الرسمية في تويتر قائلا : “أكرر النداء العاجل لضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي بأسرع وقت هذه خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين وتأمين المساعدات الإنسانية لهم”..
ويرى عدد من المراقبين ان هذا الموقف لا يعبر عن اهتمام المبعوث الدولي وهو بتعليقه على تويتر يعكس موقفه المساند للعدوان السعودي وكأنه يصغر من قضية إغلاق مطار صنعاء في عيون الرأي العام العالمي فهي لا تستحق التحرك الجاد ونشر تغريدة على تويتر تفي بالغرض وهو ما جعل العديد من المهتمين بحقوق الإنسان يطالبون الأمم المتحدة بعزله من منصبه.
تحويل اليمن إلى سجن
لقد تحول اليمن إلى سجن كبير بفعل إغلاق مطار صنعاء، وهذه الخطوة ذهب ضحيتها أكثر من 13 ألفاً.
كماً أن المرضى الذين يعانون من حالات صعبة أو مستعصية ويقدر عددهم سنوياً بحوالي 100ألف عاجزون عن السفر لطلب العلاج في الخارج ورغم ان المريض قد يبيع أحياناً مزرعته أو منزله لكي يتمكن من السفر طلباً للعلاج إلا ان العدوان حرمه من هذا الحق كما أن قصف العدوان فاقم من الأزمة، إذ إنه خلّف عشرات الآلاف من الجرحى، بعضهم حالاتهم صعبة تحتاج إلى عمليات جراحية متقدمة ومتطورة، متوافرة فقط في الخارج .
لقد خلّفت هذه الخطوة تداعيات مأساوية على اليمن الذي يعاني اليوم الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم وبعد ان مر عام كامل على إغلاق مطار صنعاء فإن استخدامه من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية كورقة ضغط قد فشلت حتى الآن في تحقيق أي انجاز عدا حصد أرواح المرضى الذين منعوا من السفر لتلقّي الرعاية الطبية اللازمة ووفقا لوزارتي النقل والصحة فإن عدد ضحايا إغلاق المطار يوازي أو حتى يفوق عدد ضحايا الضربات الجوية، ما يسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطيرة للحصار الذي تفرضه دول العدوان على اليمن الذي يستورد 90 % من احتياجاته وجدّدت كل من وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في بيانها يوم امس الأول استنكارها وإدانتها بأشد العبارات استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي، وهو الشريان الرئيسي للجمهورية اليمنية الذي يخدم ثمانية ملايين مواطن، واصفة ذلك بـ«العقاب الجماعي لكل أبناء الشعب بكافة مكوناته». وأكّدتا أن استمرار الإغلاق دون مبرر ينافي جميع الأعراف الإنسانية والإسلامية والدولية، ويشكّل انتهاكاً صارخاً لكل المعاهدات والمواثيق ويخالف قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار رقم 2216 الصادر عام 2015 الذي يحرّم فرض أي حصار برّي وبحرّي وجوّي على المواطن اليمني.
أخيراً
يشكل مطار صنعاء الدولي شريانا حيويا للمسافرين ولرحلات الإغاثة الإنسانية، كونه يتوسط المحافظات اليمنية ذات الأغلبية السكانية مثل صنعاء ومحافظات عمران وحجة والمحويت وذمار وإب والبيضاء ومأرب، وهي محافظات يصل عدد سكانها إلى أكثر من 10 ملايين نسمة..فهل تنصاع دول العدوان لقيادة السعودية للمطالبات الدولية بإعادة فتح المطار ووقف العدوان ورفع الحصار ..ام انها ستضرب بكل تلك الدعوات عرض الحائط كما تفعل كل مرة ..ولا احد يقول لها ..كفى!

قد يعجبك ايضا