مملكة الارهاب – ” 9″

 

عبدالله الاحمدي
تنتج المملكة 12 مليون برميل يوميا من النفط، لكن هذه الاموال لا تظهر عائداتها على المجتمع.
في السبعينيات كانت عائدات النفط توزع، ثلث للأسرة، وثلث للمجتمع، وثلث للأسرة المالكة. الزائر للمملكة يرى بعض التطورات في البنى التحتية، وحتى هذه البنية غير مكتملة.
أسرة آل يهود غارقة بكل أنواع الفساد، وفسادهم لا يقتصر على الداخل، بل هو عابر للقارات، بالتأكيد سمعتم عن صفقة اليمامة التي تورط فيها بعض الأمراء بالرشاوى من شركات السلاح.
يقامر الأمراء بالملايين في كل ليلة في نوادي القمار في أمريكا، واوروبا، ويحققون نزواتهم في كل المواخير، هذا في الجانب المالي والاقتصادي، أما في الجانب السياسي فإن سجون المملكة تمتلىء بالمعتقلين المعارضين لنظام ال سعود، وتقول بعض المنظمات الحقوقية أن أكثر من 30 الف معارض يقبعون في سجون آل سعود بينهم علماء دين ومثقفون، ومدونون، وان هؤلاء يتعرضون للتعذيب، والمعاملات المهينة لإنسانيتهم. وسنذكر أسماء بعضهم في مقال لاحق. في المملكة فساد الأمراء في أي مجال خط احمر لا يمكن التعاطي معه.
الفساد الأخلاقي لا يقتصر على الأمراء، بل يتعدى ذلك إلى الأميرات.
قبل عام أعلنت المخابرات الروسية أنها تمتلك شريط فيديو لبعض الأميرات وهن يمارسن الجنس مع ضباط اسرائيليين، وان هذا الشريط بذلت فيه المملكة الملايين، وسافر أكثر من أمير إلى موسكو لخطب ود المخابرات الروسية، وشراء سكوتها، لكن المخابرات الروسية نشرت صور ثلاث أميرات، وتكتمت على المقاطع الجنسية.
أبناء الأمراء يختطفون البنات الجميلات من الأسواق، ويغتصبوهن، ويقتلونهن، ويرمون بجثثهن في الشوارع، ولا يجرؤ احد على الكلام. ويصل الأمر إلى اختطاف الصبيان واللواط بهم.
التطور المادي والبذخ الحادث في المملكة، لم ينتج تطورا روحيا متساميا، بل أنتج انحطاطا، وانحلالا مدمرا في قيم المجتمع، يؤذن بالهلاك، بحسب قوله تعالى: ( وإذا أردنا أن نهلك أهل قرية أمرنا أهلها ففسقوا فدمرناها تدميراً، ) صدق الله العظيم.
لا يغرنكم كثرة الأموال التي تقع تحت تصرف بدو آل سعود، فهذه العصابة، المحمية بالأمريكي لم تستطع طوال وجودها في الحكم ان ترسي أي تجربة سواءً على المستوى الاقتصادي، أو السياسي. فشعب فقير مثل اليمن، أو جيبوتي، لهما تجارب ديمقراطية رغم فقرهما، ومحاربة آل سعود لليمن. في جانب البنية التحتية، الأمطار التي حدثت قبل حوالي خمسة أعوام فضحت مملكة آل يهود، إذ جرفت السيول أحياء بكاملها في جدة، ولازالت تداعيات تلك السيول ماثلة إلى اليوم.
في الجانب السياسي، تقوم أجهزة القمع السعودي بممارسة القتل والتعذيب، وملاحقة أصحاب الآراء الحرة، فمثلا قبل عشرة أعوام تقدم 126 مثقفا سعوديا بعريضة إلى الملك، يطالبون فيها بإصلاحات سياسية، فكان مصيرهم السجن، والحكم عليهم، بأكثر من 15 عاما، وما زال الكثير منهم في.السجون إلى اليوم، من أمثال د/ سعيد آل صغير. الشيخ/ عبد العزيز الطريفي. الداعية سليمان العلوان، خالد الراشد، سعود القحطاني الذي حكم عليه بالسجن خمسة وعشرين عاما. وهناك آخرون مثل: علي الخضير، ابراهيم السكران، وليد السناني المعتقل منذ العام 94 من القرن الماضي، وتقول التقارير الحقوقية أن أعداد المعتقلين في سجون آل سعود تصل الى اكثر من 30 الف معتقل الكثير منهم بدون محاكمات.
وهناك تعسفات ضد المحامين، مثل وليد الو الخير الذي حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما بسبب تغريدة، بتهمة ازدراء القضاء والتحريض على النظام، وهناك مغرد آخر حكم عليه بالإعدام. تعسفات النظام البدوي المتخلف لا تنتهي، وهناك تقارير تفيد بأن السجون السرية تمتلئ بالمواطنين الشيعة في المناطق الشرقية والجنوبية.
عملت آسرة آل يهود على إخراج العرب من المواجهة مع اسرائيل، كما عملت على ضرب فكرة القومية، والوطنية، واستبدال ذلك بالمذهبية، والطائفية. ومنذ ان بدأ الصراع بين العرب واسرائيل كان آل سعود متورطين في التآمر على العرب لصالح اليهود. ومن يقرأ رسالة عبد العزيز إلى برسي كوكس، يكتشف مدى التآمر القذر على فلسطين والامة، كما أن رسالة الملك فيصل إلى الرئيس الامريكي جونسون بالمطالبة بضرب عبد الناصر في حرب 1967م هي الأخرى حلقة في سلسلة التآمر على الامة واخراجها من المعركة المصيرية.
وعمل آل سعود بكل جهدهم على إقامة علاقات ودية مع إسرائيل، وشجعوا السادات، والملك الأردني وحكام الخليج على إقامة العلاقات مع إسرائيل. كما عملوا كل جهدهم، على توجيه بوصلة العداء بعيدا عن إسرائيل، وخلق عداء مع قوى المقاومة لاسرائيل مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحماس وحزب الله، وسوريا والعراق، والجمهورية الإسلامية في ايران، والآن يزيدون هذه العداوات اشتعالا. الآن ربما وصلوا إلى ما تريده امريكا واسرائيل من تمزيق للأمة وخلق عداء بين المسلمين يقوم على الطائفية والمذهبية. الآن لم تعد اسرائيل هي العدو، بل ايران، والشيعة، لقد نجح المخطط الصهيو/ أمريكي في تمزيق الأمة، وضرب مقدراتها، بل واحتلال أراضيها، ونهب ثرواتها، وما خلقوه من قاعدة، وداعش، كان المبرر لاحتلال شعوب الأمة. المستعمر الأمريكي اليوم يحتل أراض في سوريا والعراق، وهناك من ينوب عنه في احتلال أراض في اليمن، والتآمر على شعوب الأمة في ليبيا ومصر. عودة الاستعمار إلى المنطقة، يباركه آل سعود والأنظمة الكرتونية في الخليج، وتسكت عنه كثير من الأنظمة والحركات. وما مؤتمر الرياض الذي ترأسه البلطجي ترامب إلا حلقة قوية في هذه المؤامرة القذرة.

 

قد يعجبك ايضا