14 ألف حالة وفاة و300 ألف مريض مهددون بالموت بسبب حصار مطار صنعاء

> رئيس اللجنة الوطنية لرفع الحصار عبدالله شعبان لـ”الثورة”
> منع المرضى من السفر للعلاج انتهاك صارخ لحقوق الإنسان واستمرار الحصار جريمة إبادة جماعية
> ولد الشيخ شريك في العدوان وستحل عليه لعنة التاريخ لأنه لم يكن محايدا
> الأخبار المتداولة عن فتح مطار صنعاء مجرد شائعات فيسبوكية

لقاء/ أسماء البزاز
في توصيف واقعي مثبت بالأرقام المخيفة لكارثية الوضع الإنساني في اليمن فتح رئيس اللجنة الوطنية لرفع الحصار، عبدالله شعبان، ملف تداعيات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن والحصار الجائر المفروض على مطار صنعاء وباقي مطارات الجمهورية اليمني..
وأوضح شعبان في لقاء خاص لـ”الثورة” أن الحصار خلق كوارث إنسانية، وصحيّة وسياسية واقتصادية ، وأن إغلاق مطار صنعاء ومطار وتعز والحديدة وبقية مطارات الجمهورية تسبب في وفاة ما يقرب من 14ألف مريض حرموا من السفر فيما نحو 300 الف حالة مرضية مزمنة مهددة بالموت جراء حصارها من السفر.. وتطرق اللقاء الى نتائج العدوان والحصار المباشرة وغير المباشرة.. وابعاد الصمت الاممي الذي جعل من الأمم المتحدة وممثلها ولد الشيخ شركاء في جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني… وكذلك شائعات فتح مطار صنعاء.. وغيرها من القضايا.. الى التفاصيل:
في البداية.. نتمنى أن تحدثونا عن أهداف اللجنة المنظمة لكسر الحصار على اليمن؟
– أهداف اللجنة هو كسر الحصار على اليمن بشكل عام والموانئ والمطارات والمحافظات المحاصرة في شمال الوطن وجنوبه، لأن المحاصر في الحقيقة هو المواطن اليمني في مختلف المجالات الحياتية ، فمن قام بحصارنا نشير إليه بأصابع الاتهام حتى لو كان من الأطراف الداخلية، ولكي نكون لجنة حيادية مدنية نوصل صوتنا للعالم يجب أن نكون منصفين وإلى الآن هناك مشكلة تواجهنا هي حصار دول التحالف لنا في المطارات ومنع المرضى من السفر للعلاج فلدينا (66.000) مريض والآن وصل إلى (100.000) مريض في هذا اليوم، وقد مات منهم (9.000) مريض بحسب إحصائية شهر مارس والآن وصل تقريباً إلى (13.200) مريض الذين توفوا بسبب حصار دول التحالف وإغلاق مطار صنعاء، فهذا كان الدافع الأكبر لعمل اللجنة لكي تعمل لفك الحصار على اليمن وعندما نزلنا لتلمس الواقع الميداني ورصد الأضرار الصحية والاقتصادية وجدنا هذا ينعكس سلباً على المواطن اليمني البسيط (الشريحة الوسطى) أما الشرائح العليا أصبحت نفسها تعاني وهذه سلسلة يجب على من يريد أن يرفع الحصار عن اليمن أن يهتم بهذه الجوانب وينتبه لها وهنا يجب أن أشير إلى موضوع لم يتحدث عنه في اليمن من قبل إلا أخوة من الذين قابلتهم في مركز الرصد القانوني تقريباً بدأوا بعمل إحصائيات بشكل آخر فمثلاً عندما نتكلم أنه مات في الحرب 30 ألف أو نقول هذه إحصائيات الحروب الموجودة الآن هذا في الحقيقة هو الرقم الذي يأتي أمام الناس، فالذي يموت نتيجة الحصار والجوع ونقص الغذاء والدواء ونتيجة الألم والقهر هؤلاء مئات الآلاف فنحن الآن راصدين أكثر من 300 ألف حالة هذه كلها خلال السنتين الماضية تعرضت للإبادة وهذه الأرقام لم تصل إلى الأمم المتحدة وإذا نزلنا الآن ستكلف العالم وستكون كارثة لأننا نتوخى الدقة لأنها تجاوزت الـ(300) ألف حالة لأن هناك موتاً مباشراً في الحرب وهناك موت غير مباشر وهناك إبادة مباشرة وإبادة غير مباشرة نتيجة الحصار.
ما يقارب ثلاثة أعوام من الحصار البري والجوي والبحري.. اليمن إلى أين..؟
– إذا استمر الحصار فنحن مقدمون على شيء يسمى الإبادة الجماعية وهذه كارثة كبرى لازلنا نعمل على إيضاحها أمام الرأي العام العالمي كله حتى وأن وصلت سفن إلى الحديدة نحن نعرف ما هي بالضبط ولكن إذا استمر الحصار واستمر المواطن مخنوق فنحن معرضون بالكامل لإبادة جماعية ممنهجة وإذا استمر بنا الحال في هذا الجانب فقد نتعرض لكارثة إنسانية سيندم عليها العالم ولن تكون فقط في اليمن بل ستبلغ آثارها إلى دول الخليج والدول المجاورة وستنهار.
التداعيات الاقتصادية والصحية والسياسية جراء هذا الحصار , ما قراءتكم لها وفقا للاحصائيات والأرقام المعلنة ؟
– حقيقة التداعيات في الجانب الصحي من الحصار نزلنا ميدانياً إلى المستشفيات ورصدنا الأدوية والنقص الحاد في أدوية الأمراض المستعصية مثل الفشل الكلوي وغيرها ورصدنا نقص الكادر الطبي العالق في الخارج وهذه كارثة لم ينتبه لها أحد وعملنا فيلماً في هذا الجانب ، من أجل أن يكون هناك وعي وصحوة للضمير العالمي نحو اليمن وعدم الابتذال أمام المال وبيع المواطن اليمني بالشكل الرخيص هذا، فلولا هذا فنحن مقبلين على كارثة صحية إنسانية فنحن لم نستطع السيطرة إلى الآن على مرض الكوليرا الذي استطاع الكثير من شعوب العالم السيطرة عليه في الثلاثينيات والأربعينيات ونحن لم نستطع السيطرة عليه بسبب التحالف والحصار ،لو كانت الحرب في جانب والمواطن اليمني يعيش في جانب آخر وبدون لؤم وبدون إبادة جماعية لاستطاع السيطرة على الكوليرا، ولهذا أكثر الناس يموتون بسبب هذا الوباء.
أما في الجانب السياسي الطرف الآخر لا يعلم أن حصار المجتمع اليمني يزيد من صموده وقوته، فيعتقدون أنهم بالحصار يكسبون الجانب السياسي، فالمواطن اليمني تركيبته النفسية غير، فالأخوان في الجانب السياسي يحاولون قدر الإمكان أن يصلوا إلى حلول منطقية وعقلانية في هذا الجانب، وعندما سألنا الأمم المتحدة أشاروا لنا بالواضح عندما زرنا إخوانكم اليمنيين في الخارج فهم لا يعملون أي حساب للجانب الإنساني ولا يدركون حجم الخسائر من حصار هذا البلد.
الفعاليات والأنشطة التي قمتم بها من أجل رفع الحصار الجائر على بلادنا؟
– بدأنا في لجنة رفع الحصار بجمع معلومات ميدانية كاملة حول نتائج الحصار الكارثية خلال الفترة الأولى ولمدة سنتين يوماً ونحن نجمع المعلومات في كل مكان وساعدنا المركز القانوني لضبط جرائم الحرب وبعض الإخوة الذين لديهم إمكانيات سابقة في هذا الجانب وبعض الجهات أيضاً مثل وزارة النقل والتي دعمتنا بالإحصائيات وأخذنا الإحصائيات من الأمم المتحدة وأخذنا إحصائيات من جوانب مستقلة وحيادية وأيضا أخذنا إحصائيات من منظمات وهذا كان أولا نشاط لنا وبعدها مباشرة وعندما رأينا الهجمة القوية والمخيفة والكارثية بدأنا بالوقفات الاحتجاجية أمام الأمم المتحدة فعملنا عدة وقفات ومنها للزراعيين والقطاع الصحي والقطاع النسائي وأيضا عملنا وقفات لرجال الأعمال والقطاع الاقتصادي وبعد ذلك قمنا بتحرير مجموعة رسائل لممثلي الأمم المتحدة وكانت الردود طيبة وبعدها قمنا بإعداد تغريدات متكاملة وكنا نعمل في الأسبوع الواحد من 300 إلى 400 تغريدة وكنا نحصل في التقييم العالمي على المركز الأول دائماً وقمنا بوقفات احتجاجية بالتواصل مع أعضاء اللجنة بأوروبا وهناك شباب متفاعلين معنا ودعمنا بما نستطيع من تصاميم وأعمال للوقفات وعملنا معهم خطاً مفتوحاً عبر النت واستطعنا أن نقيم وقفات احتجاجية متكاملة في لندن وايطاليا وفرنسا وفي أمريكا وفي كل مكان، وفي الفترة الأخيرة قمنا بإعداد تقرير متكامل حول الإحصائيات التي وصلنا إليها حتى بداية شهر مايو الماضي هذه التقارير والفيلم الوثائقي الذي أعددناه عن كارثة الحصار على اليمن و ارسلناه لأكثر من سبعمائة منظمة في العالم ولكثير من القنوات الإعلامية وارسلناه أيضاً للمعارضين في أوروبا وفي دول الخليج ، فالمادة الإعلامية قمنا بإعدادها بامتياز فكانت مادة وثائقية استطاعت أن تلفت انتباه الكثير من الذين كانوا يظلمون اليمن، نتيجة الحملة الإعلامية الجبارة والشرسة ضد اليمن من قبل دول الخليج والتي كانت تصور للعالم الجانب الذي يحاصر اليمن بأنه حمامة سلام ونحن بحيادية تامة وكنا نتحدث ولو كان هناك خطأ في الطرف الداخلي في الحصار ولديه أخطاء غير بسيطة كنا سنتنبه ونتحدث عنها وبدون مجاملة سواءً كان من أنصار الله أو المؤتمر الشعبي العام لكننا وجدنا الخطأ في الطرف الخارجي الذي حاصر البلد بحجة اسقاطها سياسياً وهذا ما زاد من صمود وصبر الناس، فبالنسبة لإبادة الإنسان وتشريده وإضاعة حقوق الطفل فهم فعلاً ابدعوا في هذا الجانب لكي يدمرون الإنسان اليمني، ولهذا فمجموعة الأنشطة التي قمنا بها والأكثر وعياً عندما كنا نقوم بالتواصل مع بعض الشخصيات الكبيرة ونعطيهم الرسائل وكانوا شخصيات كبيرة في أوروبا نلفت انتباهها، والمال الخليجي يستطيع أن يشتغل ولهذا فنحن نقوم بتكثيف الحملة ونمشيها بشكل فائض، فنلاحظ أن بعض الآراء تتغير ويتواصل معنا بعض الاخوان ويعملون لنا رسائل عن هذا الموضوع وأنه أثر فينا. ونفهم من بعض الشخصيات أنهم يريدون أن يقولوا لنا نحن تأثرنا بموقفكم فلا بد أن تعملوا في حسابكم أنه نحن أناس إنسانيون نحن بصراحة نقدر هذا الجانب، لكن ظروف وسياسة الدول التي نعيش فيها تقيدنا حتى من التعاطف مع قضيتكم.
لقاءكم الأخير مع ولد الشيخ.. ما هي المواضيع التي تطرقتم إليها وهل من نتائج إيجابية؟
– بالنسبة لولد الشيخ كان مرفوضاً استقباله سياسياً لذلك اضطررنا أن يكون استقباله مدنياً وقد التقيت معه في مطار صنعاء وتحدثنا أكثر من نصف ساعة أنا وزملائي، فقلت له أنت ستحل عليك لعنة التاريخ لأنك جوعت الشعب اليمني وأجياله ، لأنه موقفك مع اليمن ليس محايداً واليمن مستعدة أن تتكفل بأي شيء ترونه إذا كانت المسألة فيها جوانب أخرى فقال ولد الشيخ (أنا أعمل بشكل محايد) وقد تابع أعمالنا في الفترة الماضية وهو سعيد بأن هناك لجنة مدنية حيادية تتكلم بمهنية ولذلك أنا أعدكم بأني سأعمل في الفترة القادمة وسأطالب برفع الحصار عن مطار صنعاء وهذا ما أستطيع أن أعمله، فأنا بصراحة كنت مرتاحاً في هذا الجانب إلا أني فوجئت أن بعض وسائل الإعلام تشير إلى أن هناك مقايضة في طرح مطار صنعاء وصرف الرواتب لشهر أو شهرين مقابل تسليم ميناء الحديدة أو دخول قوات ميناء الحديدة وتحدثنا معه في هذا الجانب لأنه لا يمكن أبداً أن تحل المشكلة بمشكلة أكبر ولكنه ولد الشيخ، أشعرني بأن هناك غموضاً فقلت بعد اللقاء لا يصلح بأن يكون مفوضاً فإذا أوفى ولد الشيخ بوعده بالمطالبة برفع الحصار عن مطار صنعاء بدون مقايضة فنحن نحترمه وعلى العين والرأس وإذا كان بمقايضة فإن ولد الشيخ يعمل مع الطرف الآخر سياسياً وهو أصبح عدواً ولم يعد مفاوضاً ولا مندوباً.
سمعنا عن أخبار بفتح مطار صنعاء الدولي.. ترى ما مدى مصداقيتها.. ؟
– لا تصدقوا أي خبر في هذا الجانب ودائماً الأخبار المتداولة عن مطار صنعاء هي أخبار غالباً ما تنشأ من أفكار فسبكية أو أفكار شخصية أو أفكار تخمينية لبعض الأخوان الذين يحبون أن يروجوا لأنفسهم، فمطار صنعاء لن يفتح إلا عندما يشعر الإنسان اليمني في الداخل والخارج أن أبناءه وأولاده يموتون وهو السبب، ولن يُفتح المطار إلا بسواعد أبناء اليمن، فمعركة المطار معركة مثلها مثل أي معركة في الحدود فنحن كلجنة مدنية محايدة حاولنا قدر الإمكان أن نتفاهم مع جميع الأطراف هنا فنحن مستعدون للإشراف على مطار صنعاء الإشراف المدني فهو مطار يخص الرحلات المدنية وهو مستقل ولديه إدارة مستقلة وهذه الإدارة تعمل بمهنية فما هو مسموح يدخل وما هو غير مسموح لا يدخل، فالإخوان لا يريدون أن يدخل اليمن شيء ويريدون أن يجوعوا المواطن اليمني بدون أن يشعروا.
هل لديكم تواصل مباشر مع دول العدوان او ممن يسمون الشرعية لبيان حجم الانتهاكات التي خلفها الحصار وإمكانية، على الأقل، الحد منها..؟
– أولاً لجنة رفع الحصار آلت على نفسها أن لا تتصل بطرف ولا تتعامل مع أي طرف، فالإنسان اليمني الحر الذي ينظر إليه بحيادية ويفهم أنه محايد وأنك ترغب في رفع الحصار والمعاناة والكارثة على المواطن اليمني لا يقبل أن يسير بهذا الاتجاه ، فالإنسان الذي باع الوطن لم نجد له أي تعاون، فهناك شخصيات في الخارج بالأردن ومصر تفاعلت معنا وعندما نعد المادة الإعلامية إلى المجموعة كلها يريدون أن يقولوا لنا لا تقطعوا أرزاقنا ولكن سنعمل معكم من تحت إلى تحت، وهذا لاحظناه في بعض الاخوان في الخارج، أما في الداخل الحقيقة لاحظنا تفاعلاً منقطع النظير وهذا كان يسبب لنا دعماً معنوياً غير عادي وذلك من قبل المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ولم يسألنا حتى شخص واحد هل انتم حياديون أو مع من، فكانوا ينظرون المواد الإعلامية التي نطرحها في صالح اليمن، ولم نر أي ملاحظات منهم سواءً بالإضافة أو الشطب ولذلك شعرنا بالإكبار.
برأيكم كيف تعامل الإعلام المحلي والخارجي مع المظلومية اليمنية..؟
– في لجنة رفع الحصار أكثر ما ارهقنا أننا لم نجد أدوات إعلامية خارجية تتفاعل معنا عدا بعض قنوات الدول العربية مثل قناة الميادين والمنار والعالم وبعض القنوات المصرية الحيادية وعلى استحياء، ولكن القنوات الإعلامية العالمية الكبيرة لم تتفاعل معنا إلا عبر معرفة شخصية ولعلاقة طيبة لأحد أعضاء اللجنة مع قناة الـ(CCN) والصحف الغربية والأمريكية، وفتح لنا آفاق وأبواب أخرى ولكن للأمانة الإعلام الغربي الأوروبي والإعلام الشرقي أيضاً والإعلام في أفريقيا والأمريكي لا يلتفت أبداً إلا بكلمات وهو بطبيعة الإعلام هكذا يعمل وفقا لمؤسسة تجارية ولا يعملون وفق تقارير وصور، والإعلام الداخلي لدينا لم يكن بالشكل المخضرم والذي يستطيع أن يصل بالإعلام إلى الدول الخارجية فوزارة الإعلام في الفترة الأخيرة استطاعت أن تبني بعض الأبواب للقنوات الخارجية المهمة وهذا شيء جيد، فنحن في اللجنة اختصرنا المسافة عندما أوصلنا الموضوع عبر النشاط المدني العادي عبر التواصل الاجتماعي لاحظنا أن العمل المدني الحيادي المستقل الذي يحل المشكلة بجميع جوانبها هذا يحظى باحترام كثير من الناشطين ويتحول إلى الكثير من القنوات والمنتديات الإعلامية وهذا يؤخذ بعين الاعتبار ولازلنا مقصرين في هذا الجانب ونطمع في المنظمة رفع الحصار إذا استطعنا نسد الرمق ونحصل على دعم ولو بسيط..

قد يعجبك ايضا