الإعلام ومكافحة الفساد

عبدالله الدومري العامري

ينتشر الفساد ويزداد الفاسدون أولاً بسبب البعد عن الله وعدم الخوف من عقاب الله، وضعف الأجهزة الرقابية والقضائية ثانياً، وغياب الوعي المجتمعي الذي ساعد في انتشار الفساد ثالثاً، وللإعلام دوره الكبير والمهم في مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتعتبر الوسائل الإعلامية من أهم الأدوات الرادعة للفاسدين وإحدى أدوات الضغط لمحاسبة الفاسدين ومعاقبتهم، ويتمثل دور الوسائل الإعلامية أولاً في توعية المجتمع وتعريفهم بخطورة الفساد وخطورة السكوت عنه باعتبار السكوت عن الفساد مشاركة في ارتكابه، ومن المهم جداً أن يقوم الإعلام بدوره في تسليط الضوء على تفعيل دور الأجهزة الرقابية وكشف معوقات الخلل في الأجهزة الرقابية، ومتابعة الإجراءات الحكومية في مكافحة الفساد وأيضاً متابعة قضايا الفساد المثارة والمنظورة أمام القضاء وتتبعها حتى يتم محاسبة المتورطين بقضايا الفساد، كذلك يجب أن تقوم الوسائل الإعلامية في التفاعل مع إنجازات الأجهزة الرقابية ومساندتها في الكشف عن بؤر الفساد وفضح الفاسدين والضغط على الأجهزة القضائية بسرعة محاسبة الفاسدين ومعاقبتهم.
يجب أن تقوم الوسائل الإعلامية بالعمل على توعية المجتمع ونشر ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد باعتبار الفساد سرطاناً خبيثاً يجب استئصاله وهو العدو الأول لارتقاء الشعوب لأن الفساد يقضي على زكاء النفس وطهارتها ويعمل على تدمير الشعوب وانهيار اقتصادها وخلخلة أمنها.
جميعنا يعلم وللأسف بأن الإعلام الرسمي الذي يتم تمويله من الدولة لا يتطرق إلى مواضيع الفساد وكيف يزداد انتشار الفساد ولماذا هناك تواطؤ من قبل القضاء في محاسبة الفاسدين، أيضاً هناك بعض الوسائل الإعلامية المستقلة والخاصة التي تعمل على تغطية فساد جهة ما أو مسؤول ما أو أي فاسد آخر لها مصلحة منه، لكن إذا وجدت وسائل إعلامية صادقة ونزيهة لا تحابي أحد ولا تخاف من أحد بإمكانها كشف أولئك الفاسدين وفضح أبواقهم الإعلامية.
أخيراً فقد أثبتت التجارب الدولية أن وسائل الإعلام كلما كانت حرة ومستقلة أنتجت مجتمعات ديمقراطية راسخة، لهذا يجب على الدولة أن تقوم بدعم الإعلام باعتبار مكافحة الفساد مسؤولية دينية ومجتمعية ومعركة طويلة تحتاج إلى أن تتكامل الأدوار فالإعلام وحده دون تعاون المجتمع والدولة لا يستطيع محاربة الفساد والقضاء عليه.
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.