تحقيق / اسماء حيدر البزاز
الطلاب ذوو الاعاقة، صمود وعزيمة تجاوزت عنان السماء ، فلم تمنعهم اعاقتهم ولا هذه الظروف الجائرة عن مواصلة مشوارهم التعليمي وخوض الامتحانات النهائية للشهادتين العامة والاساسية (مكفوفين أو صم وبكم أو معاقين اعاقات مختلفة).. الكل كانت لهم بصمة وحضور…
صحيفة “الثورة” وضمن تغطياتها المرافقة لسير العملية الامتحانية للشهادتين العامة والاساسية استطلعت مجريات الامتحانات المتعلقة بذوي الاعاقات الخاصة وكذا جهود الحكومة والجهات المختصة بهذه الشريحة المهمة في المجتمع…. إلى التفاصيل:
الطالبة الكفيفة ايمان العاقل ثانوية عامة قسم ادبي تقول: لم تقف اعاقتي البصرية حائلا في يوم من الأيام امام مواصلة مشواري العلمي رغم كل الصعوبات والعوائق الاجتماعية والنفسية والصحية والامنية ، بل نحن مثل غيرنا لا ينقصنا شيء ومادمنا نملك عقولاً نفكر بها ، سنتعلم ونبدع ونتميز وسنتفوق في كل المجالات..
لا صعوبات
ومضت العاقل تقول: نشهد هذه الأيام امتحانات تحديد المصير ، والحمدلله التزمنا بالحضور وكانت سهلة جدا علينا ولم تخرج من دوائر التوقع ، ولهذا فنحن المكفوفون نؤدي امتحاناتنا في نفس المراكز الامتحانية المحددة من قبل الوزارة في ذات الحي الذي نقطن به بمعية زميلاتنا الطالبات من ذات المدرسة التي درسنا بها ، اللهم يتم وضعنا في لجنة خاصة بنا ويقوم احدهم بكتابة الحل على الاسئلة بالدفتر المحدد بحسب ما نميله نحن من اجابات وبنفس الوقت المحدد للطلبة الآخرين من دون اي ضغوطات أو صعوبات والحمدلله نحن متفائلون بتحقيق معدلات متميزة..
التأثير النفسي
اما الطالب المعاق فهمي عنان – ثانوية عامة لايقوى على الحركة بسبب اعاقته في العمود الفقري ومع ذلك ظل طيلة الاربع السنوات الماضية مثالا للتألق والتميز والمثابرة ، فمنذ ان اصيب بحادث مروري في الطريق الواصل إلى محافظة إب اصيب على إثره بإعاقة حركية ، ورغم فداحة اصابته إلا ان تأثيرها النفسي عليه كان ابلغ من اصابته الجسدية على حد قوله ، خاصة وانه كان في عمر الزهور فأحرمته الاعاقة من تعليمه لمدة سنتين ثم بدأ فهمي يسلم نفسه للأمل بعيدا عن القنوط واليأس ، بمساعدة اخيه الذي يتولى اخذه للدراسة وقاعة الامتحانات.
وقال فهمي: الحمدلله على كل شيء على ما قدر وفعل، فبالرغم مما اعانيه من عدم الحركة إلا اني ارى نفسي لا اختلف ابدا عن اقراني، اذاكر معهم وامتحن معهم ، وبفضل الله لا توجد صعوبة في الامتحانات إلا ان الوقت بالنسبة لحالتي لا يكفي للاستذكار والحلول والكتابة وهذا ما اتمنى مراعاته في الامتحانات القادمة..
اهتمام حكومي
مجريات العملية الامتحانية لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة هذا العام كالاعوام السابقة رغم الصعوبات التي فرضها الحصار والعدوان، تحظى باهتمام حكوة الانقاذ الوطني والسلطة المحلية والمجتمع.. هذا ما لمسناه في اثناء النزول الميداني إلى مدرسة (ثانوية محمد إسماعيل) المركز الامتحاني الذي حدده مكتب التربية بالأمانة لذوي الإعاقة.. حيث اطلعنا على مجريات الامتحانات التي تسير كما خطط لها منذ دشنها عبدالكريم المصباحي، مدير إدارة التربية الشاملة بمكتب التربية والتعليم في أمانة العاصمة، والأستاذ -ضيف الله عجلان مدير إدارة الدمج في الجمعية اليمنية للمكفوفين، والأستاذ -حسن إسماعيل، مدير مركز النور للمكفوفين ورئيس المنتدى اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة امتحانات الشهادة العامة يوم السبت المنصرم..
الاستاذ ضيف الله عجلان مدير إدارة الدمج في الجميعة اليمنية للمكفوفين.. اكد ان اللجنة الميدانية المكلفة بمتابعة سير الامتحانات تتابع باهتمام وحرص شديد سير العملية الامتحانية في المركز الوحيد الذي خصصه مكتب التربية لذوي الإعاقة في الأمانة.. معربا عن ارتياحه لسير العملية الامتحانية بمرونة وسلاسة، وأن الامتحانات قد بدأت بدون أي مشاكل تذكر..
وفي ترجمة للاهتمام الرسمي بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة خصص مكتب التربية والتعليم في امانة العاصمة وإدارة التربية الشاملة مركزين امتحانيين لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية العامة من فئة ذوي الإعاقة المدموجين في العديد من المدارس كل عام إلا أن الأستاذ -عبد الكريم المصباحي، مدير إدارة التربية بمكتب التربية في الأمانة يقول إن تلك العملية غير مقصودة وأن جمع المعاقين في مراكز معينة يعود لأسباب تتعلق بمراكز تجمعاتهم ووسائل المواصلات ويضرب مثلاً الكفيفات اللواتي يقول:(إنهن يختبرن بمراكز متعددة ولا يُجمعن بمركز واحد وذلك من أجل تكافؤ الفرص ودمجهم بصورة أوسع).. وقد عبر المعاقون والمكفوفون على وجه الخصوص أكثر من مرة عن تخوفهم من اتخاذ مثل ذلك القرار لأنه سيتسبب في الكثير من العقبات ومنها قلة وعي بعض مدراء المراكز الامتحانية وعدم مراعاة الوضع الاستثنائي للمكفوفين حينما يكونوا موزعين على عدة مراكز.
دمج الطلبة
سماح شرهان – مدير العلاقات العامة والاعلام بجمعية الامان لرعاية الكفيفات اوضحت أن ست عشرة طالبة من الجمعية يخضن امتحانات الشهادة الاساسية في مختلف المراكز الامتحانية ولا يقيدهن مركز بعينة بالتنسيق مع مكتب التربية بأمانة العاصمة ، وفي متابعة لوضعهن أوضحت شرهان انه ليس هناك اي عوائق بل ان دمج الطلاب المكفوفين مع زملائهم في مختلف دور التعليم والقاعات الامتحانية امر ايجابي يخرج الكفيف من دور العزلة أو الاقصاء ويساهم في الدمج المجتمعي الفعال للكفيف الامر الذي يؤثر ويدفع في محصوله ومعدله العلمي المتميز..
خدمة مجتمعهم
فؤاد فاضل –مدير مركز الشهيد محمد اسماعيل الامتحاني الخاص بذوي الاعاقة اوضح أن المركز مهيأ تماما لذوي الاعاقة سواء طلبة الشهادة العامة أو الاساسية بنتظيم وتخطيط مسبق يتلاءم مع مختلف الاعاقات ويسهم في خلق اجواء امتحانية مثمرة تحقق لذوي الاعاقة مستقبلهم الذي يرنون اليه في خدمة انفسهم ومجتمعهم واوطانهم.
تعامل امثل
المدربة النفسية والتربوية أمل حيدر اشارت في حديثها إلى مجمل من النقاط المهمة للتعامل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في دور التعليم لنجاح العملية الامتحانية ، قائلة: ان الطلبة ذوي الاعاقة بحاجة إلى الدعم النفسي اكثر من غيرهم خاصة في ظل هذه الظروف الامتحانية ، فهم شريحة يجب ان يتقبلها المجتمع ويعمل معها ويتعود الطالب على ان يكون الطالب المختلف إلى جواره ويعرف حاجات وطريقة تفكيره ويجب ان يؤهل الطاقم التعليمي والمنشأة التعليمية بشكل مناسب لهم.. ويكون الهدف واضحاً والاسلوب التربوي المناسب لجميع طلبة المدرسة من الطلبة صحيحي البدن ومن ذوي الاحتياجات الخاصة..
واضافت : من الضرورة بمكان اتاحة الفرص المتساوية لجميع الطلاب ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع بفترة مبكرة وتعويد الطلاب العاديين ليكونوا موجودين مع ذوي الاحتياجات الخاصة بدون ان يكون هناك عدم فهم للحاجات..
كما يجب على المجتمع ادراك اهمية خدمة الطلبة المعاقين في بيئتهم بدون صعوبات الانتقال من مكان لآخر والبعد عن اهلهم وتعديل اتجاهات المجتمع وخاصة التعليمي نحو ذوي الاحتياجات الخاصة.. وانهم افراد مميزون ويستحقون نفس الفرص.
Next Post
قد يعجبك ايضا