“احذروا القينقاعيون في أقصى الأرض”
عبدالوهاب الضوراني
لقد هب اليمنيون بكل فئاتهم وانتماءاتهم ومختلف أعمارهم وأطيافهم من أرجاء الوطن ومن كل حدب وصوب كقلب رجل واحد للوقوف إلى جانب إخوانهم رجال الجيش الأشاوس واللجان الشعبية الأوفياء ليكونوا جميعاً في خندق واحد ومصير مشترك ليردوا كيد المعتدي الأثيم والتصدي للغزاة المحتلين القادمين من بطون الصحراء والرمال المتحركة بسواعدهم الفتية وفوق أشلاء وجثامين الشهداء ما أخذ بالقوة من الأرض والسيادة الوطنية إعادته تتم بالقوة أيضاً، وهم رجال الرجال والفتية المؤمنون الذين يخوضون الآن وفي كل وقت في الميدان ومختلف جبهات القتال ضد أعداء الله وأعداء الوطن والإنسان أشرس المعارك وأشرفها على الإطلاق، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، كما كان للمرأة المجاهدة وأمهات الشهداء دور إيجابي وحضور رائع أيضاً ومشرِّف في قلب المعركة والعديد من المواقع وثكنات العزة والكرامة والشرف اللواتي انخرطن في مختلف مراكز التطوع والتدريب والتعبئة العامة واللواتي أوجه لهن بمناسبة يوم الشهيد التحية والبشرى بالنصر المؤزر والقريب فتحية لكل أم أنجبت مقاتلاً شجاعاً لهذا الوطن كما كان لهؤلاء الرجال والفتية الصامدين والمرابطين فوق سفوح وأعالي الجبال والصحارى وبطون الأودية دور تعبوي وتوعوي ملموس في التصدي والكشف عن أخطر مؤامرة من مؤامرات القرن يندى لها الجبين في تاريخنا المعاصر والتي كانت ترمي في ما ترمي إليه إلى تشطير الوطن وتمزيقه إلى كانتونات ومشيخات ودويلات هشة ومتناثرة حتى لا تقوم له بعدها قائمة أو يستطيع الوقوف ثانية على قدميه وتشتيت أبنائه شيعاً وأقليات متناثرة ومتناحرة يأكل بعضهم بعضاً كما تأكل النار الحطب ويأكل فيهم القوي الضعيف، كما كان لأبناء الجيش واللجان الشعبية أيضاً حضور ميداني فاعل وملموس في العديد من مواقع العمل والإنتاج خصوصاً مؤسسات الدولة ومرافق الخدمات الأخرى التي تضررت أيما تضرر وتوقفت خدماتها نهائياً جراء العدوان الجائر والجبان المفروض على بلادنا الذي تقوده وبأسوأ أسلحة الدمار الشامل والمحرم دولياً السعودية وحلفاؤها (القينقاعيون) والنفايات من البشر بغية تحقيق حفنة من المكاسب الآنية والتافهة فوق الأرض والسيادة اليمنية الذين استطاعوا في أيام إعادة تأهيل وترميم ما هدمته الحرب وآلة الدمار في سنين، وعلى صعيد رأب الصدع وطي ملف الصراع الدامي بين البلدين المسلمين والجارين وبين الأخ وأخيه ووقف استنزافاته فقد تقدمت اليمن في هذا المنحى وانطلاقاً منها من مبدأ لا غالب ولا مغلوب بالعديد من المبادرات والمقترحات والمواقف والجهود بغية التوصل إلى تحقيق نوع من الانفراج من شأنه أن يؤدي إلى وقف حمام الدم وإعادة تطبيع العلاقات المتعثرة بين البلدين وبقية الأطراف الأخرى الذي لا زال ينزف حتى اليوم وذهب ضحيته الأبرياء الذين لا ناقة لهم في هذه الحرب الملعونة ولا جمل وكخطوة إيجابية أيضا لإعادة تطبيع العلاقات الأخوية مع بقية الدول الأخرى وهي المساعي والجهود المكثفة التي كان يدير لها الطرف الآخر المعتدي دائماً ظهره ويرمي بها عرض الحائط مما أدى إلى تفاقم الأزمة بين كافة أطراف النزاع ونهر من الدماء وآخر من الدموع، وكفى اليمن وأبناءه فخراً وشرفاً أنهم يواجهون منذ عامين ونصف العام وحتى اليوم عدواناً بربرياً وهمجياً ولوجستياً وحصاراً دولياً جائراً وممنهجاً يتنافى وأبسط حقوق الإنسان وأسوأ أيضاً من الحرب وآلة الدمار، وإذا كان لا بد لهذه الحرب الشرسة والمدمرة من نهاية ونهاية عاجلة فيجب أن يعترف الطرف الآخر المعتدي والبادئ في دق طبول ونواقيس الحرب أنه لا جدوى من محاولاته العبثية والمتكررة لطي الشعب اليمني الشجاع الذي لا تلين لهم في المعارك والحروب قناة تحت إبطه والمعنيون في الأمر هم القينقاعيون والفهود وبقايا أحفاد آل سعود الذين قال عنهم الرسول المعظم (ص)” أحذروا القينقاعيون في أقصى الأرض” وما عليهم سوى أخذ ما تبقى لهم من نفايات أسلحتهم وأفارقتهم ودواعشهم وأحلامهم الوردية فوق أكتافهم ويرحلون من أرض السعيدة وإلى الأبد.